الخميس   
   16 10 2025   
   23 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 11:22

الصحافة اليوم 16-10-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 16-10-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

البناء:

بعد تسليم 10 جثث قتلى أسرى… المقاومة تعلن أن الباقي تحت الركام والأنقاض | اليوم التالي للحرب للمقاومة وسط ذهول أميركي إسرائيلي وتسليم بغياب البدائل | وزير الخارجية يتقدم بمسودة مشروع قانون يعدل انتخاب المغتربين بعد بدء المهل

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “قالت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إنها أتمّت تسليم 10 جثث لقتلى أسرى كانت تعلم أماكن وجودهم وتستطيع الوصول إليهم، وأنه مع إنجاز هذا التسليم فإن أي خطوة لاحقة سوف تطال جثث قتلى أسرى موجودين تحت ركام الأبنية وأنقاض ما دمرته الحرب الإسرائيلية، لا يمكن معرفة أماكنهم والوصول إليهم إلا بتجهيزات ومعدات غير متوافرة في قطاع غزة، بينما أكد مسؤولون أميركيون وأمميون كلام المقاومة، وسجل تراجع في النبرة الإسرائيلية في الحديث عن الموضوع.
بالتوازي ارتفع الحديث عن اليوم التالي للحرب، بعدما أظهرت المشاهد الآتية من قطاع غزة انتشار مقاتلي وشرطة حركة حماس وحكومتها، في مدن القطاع وأحياء مدنه، وتولي بلديات معروفة بولائها لحماس وإدارات المستشفيات والمياه والكهرباء والطرقات المسؤوليات المدنية في معالجة آثار الحرب والدمار والخراب، حيث انتشرت مقالات وتعليقات داخل كيان الاحتلال وفي الصحف الأميركية تتحدّث بتهكم وسخرية عن إعلان النصر الأميركي الإسرائيلي في الحرب، متسائلة أين تهديدات نتنياهو بعدم وقف الحرب قبل الاطمئنان أن لا دور لحماس في اليوم التالي للحرب، بينما كل اليوم التالي يبدو لحماس؟ وجاءت عمليات حماس التي استهدفت الجماعات التي رعاها الاحتلال وقامت بالسطو على قوافل المساعدات وحاولت فرض سيطرتها على أحياء في مدينة غزة، وبعدما حسمت لمعركة لصالح حماس خلال ساعات، وظهور صور لإعدامات نفذتها حماس بحق العملاء، لتقطع الشك باليقين وتثير حملة تشكيك بصدق خطاب النصر لكل من ترامب ونتنياهو، اضطر ترامب للالتفاف على تصريح سبق وأيد فيه حضور حماس وبسط سيطرتها مدعياً أن الأمر نسّق معه، ليقول إنه سوف يحقق في ما جرى، لكن كل ذلك لا يغيّر من حقيقة أن حماس بسطت سيطرتها، وأن لا أحد يملك بديلاً واضحاً، وأن أي بدائل تحتاج إلى التفاوض مع حماس من جهة، وتحتاج إلى وقت من جهة موازية، والأمران الوقت والتفاوض يعملان لصالح حماس.
فصائل المقاومة ومجلس العشائر أعلنا تأييد إجراءات حماس، باعتبارها ضرورة أمنية وإنسانية كي يستطيع الناس العيش في المدينة المدمرة المحرومة من كل مقومات العيش، كي لا يحولها اللصوص والقتلة والعملاء إلى ما هو أسوأ.
في لبنان أرسل وزير الخارجية القواتي مسودة مشروع قانون لتعديل قواعد انتخابات المغتربين وفقاً لما طالبت به القوات، ووجه رسالته إلى مجلس الوزراء الذي لن ينعقد هذا الأسبوع، علماً أن مهل تسجيل المقربين للمشاركة في الانتخابات في الاغتراب قد بدأت وفقاً للقانون المعمول به وهي تمتدّ من 2 تشرين الأول إلى 20 تشرين الثاني، وقالت مصادر نيابية إنه بات على وزارة الخارجية القيام بواجباتها بالإعداد للانتخابات وفقاً للقانون الحالي، وكان ممكناً لها التقدّم بما قدّمته أمس، قبل بدء مهل تطبيق القانون، وكان هذا ممكناً خلال شهور مضت.

لايزال كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن المفاوضات مع إسرائيل محل اهتمام الأوساط السياسية، في ضوء الإشادة التي تلقاها عون من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه في الكنيست الإسرائيلي.
ووفق معلومات «البناء» فإن مشاورات تجري بين المقار الرئاسية عبر مستشارين وموفدين، لتحديد استراتيجية تفاوضية وخارطة طريق للتعامل مع ملف التفاوض اللبناني – الإسرائيلي على الحدود البرية، علماً أن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة مرسمة وتحتاج الى تثبيت، والمطلوب التفاوض غير المباشر مع إسرائيل عبر الأميركيين للضغط على الحكومة الإسرائيلية للانسحاب من التلال الخمس وكل النقاط المستحدثة بعد الحرب الأخيرة ومن الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا ووقف الإعتداءات والخروقات واستعادة الأسرى.
ونقل زوار بعبدا لـ«البناء» أن رئيس الجمهورية ينتظر الموفدين الأميركيين لزيارة لبنان لإحياء ملف التفاوض غير المباشر على كل الملفات لا سيما الانسحاب الإسرائيلي ووقف الخروقات وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بما فيه حصرية السلاح بيد الدولة التي أنجز لبنان جزءاً كبيراً منه في جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في 80 في المئة من جنوب الليطاني وما يعيق استكمال انتشاره هو الاحتلال الإسرائيلي. ووفق الزوار فإن رئيس الجمهورية لن يسمح بأن يؤدي الإنقسام السياسي حول السلاح الى فوضى او فتنة داخلية، ويؤكد بأن الحوار بين مكونات الوطن لا سيما مع حزب الله هو السبيل الوحيد لحل مسألة السلاح.
وبعد غياب طويل، اجتمعت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، للمرة الأولى منذ اجتماع 7 أيلول الماضي، الذي شاركت فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما حضر اجتماع أمس للمرة الأولى، الرئيس الجديد للجنة، الذي سيخلف مايكل ليني، ضمن آلية أميركية تقضي بتغيير رئيس اللجنة كل ستة أشهر.
ولفتت أوساط نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» الى أن كل الضجيج والصخب حول تسليم المقاومة في لبنان لسلاحها بعد قبول حركة حماس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هو ادّعاءات وإشاعات كاذبة، فلا حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ستسلم سلاحها، ولا حزب الله في لبنان سيسلم مسدساً واحداً، ولا نقاش في ملف السلاح مع الدولة بشكل عملي وتنفيذي قبل الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى. ولفتت الى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الجنوب والخروقات والاعتداءات على الجنوب، سيعيد التوتر على الحدود ما قد يؤدي الى حرب جديدة، أو على الأقل إبقاء المنطقة الحدودية على حافة التفجير في أي لحظة.
وواصل الاحتلال اعتداءاته على الجنوب، فأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة أن «غارة العدو الإسرائيلي على طريق صديقين كفرا أدت إلى إصابة مواطن بجروح».
ونفّذ جيش الإحتلال تفجيراً كبيراً في حي الكساير عند أطراف بلدة ميس الجبل. كما قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الموقع المستحدث في تلة الحمامص عند أطراف بلدة الخيام. ولاحقا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن «الغارة الإسرائيلية على بلدة وادي جيلو، أدت إلى إصابة شخص بجروح».
في المواقف، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان « لبنان الجديد سوف يبنى على العدالة والحقيقة، وان قضية المفقودين والمخفيين قسرا تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فان الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة عن مصير أبنائها المفقودين»، داعيا جميع الافرقاء المعنيين الى «التعاون والمساعدة وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية».
وشدد الرئيس عون على ان «الدولة سوف تؤمن كل ما من شأنه تسهيل مهمة الهيئة التزاما بالقانون الذي انشأها، وجعلها هيئة مستقلة ولها ضمانات في عملها، فضلا عن التزام لبنان بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان، وانطلاقا من المهام الملقاة على عاتقها لاسيما لجهة الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا وجمع المعلومات والوثائق وانشاء قاعدة بيانات شاملة، والتعاون مع الجهات المعنية محليا ودوليا ودعم العائلات نفسيا واجتماعيا وقانونيا».
بدوره، رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أن البابا لاوون الرابع عشر يزور لبنان في أواخر الشهر المقبل في «زمن السلام»، على وقع مساعي التهدئة في المنطقة، وسيحمل الى اللبنانيين رسالة «رجاء». وأوضح الراعي في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، إن البابا لاوون الرابع عشر «سيحمل في زيارته الى لبنان السلام والرجاء». وأضاف «أخذ البابا على عاتقه السلام وبرنامجه السلام. يأتي في ظرف توقفت فيه الحرب في غزة، ونعيش في لبنان وقفا لإطلاق النار، رغم أن ثمة خروقات تحصل، أي أنه يأتينا في زمن السلام». وتابع «العناية الالهية مهّدت له هذا الطريق ليصل في أفضل وقت وفي أجمل وقت». واردف الراعي «أعتقد أنه سيركّز في هذه الزيارة على السلام، وسيطلب من لبنان أن يواصل طريقه نحو السلام»، وتابع «يكفي لبنان حرباً منذ العام 1975 حتى اليوم، يكفيه حربا وقتلا ودمارا وحرب اسرائيل الأخيرة مع حزب الله».
قضائياً، أحال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الشكوى رقم 2511/2025 المقدمة من حسن عادل بزي ضد قيادة «حزب اللبنانيون الجدد» بجرائم المواد 274 و288 و295 و317 من قانون العقوبات وذلك الى المباحث الجنائية المركزية نظراً لخطورة الجرائم المقترفة وارتباطها بمحاباة ومحاكاة إسرائيل.
وفي خطوة إلتفافية على رئاسة مجلس النواب، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين ارسالها في الثالث عشر من تشرين الأول مشروع قانونٍ معجّل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وطلبت إدراجه على جدول أعمال أول جلسة للحكومة. وتضمن مشروع القانون طلب إلغاء المادتين 112 و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين واللتين تحصران تمثيلهم بستة مقاعد مخصصة للاغتراب”.

الأخبار:

ملف الجثامين يبطّئ الاتفاق: تهديدات متجدّدة باستئناف الحرب
فلسطين
أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن المقاومة التزمت بكامل ما تمّ الاتفاق عليه في إطار صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، مشيرةً إلى أنها «سلّمت كل من لديها من أسرى أحياء، بالإضافة إلى جثامين مَن تمكّنت من انتشالهم من تحت الأنقاض».

الأخبار:

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن المقاومة التزمت بكامل ما تمّ الاتفاق عليه في إطار صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، مشيرةً إلى أنها «سلّمت كل من لديها من أسرى أحياء، بالإضافة إلى جثامين مَن تمكّنت من انتشالهم من تحت الأنقاض». وأوضحت «القسام» أن ما تبقّى من جثامين يتطلّب «جهوداً كبيرة ومعدات بحث واستخراج خاصّة»، مؤكّدة أن «العمل جارٍ لإغلاق هذا الملف».

وفي السياق ذاته، أرسلت تركيا فريقاً يضمّ 81 شخصاً مزوّداً بمعدّات خاصة إلى قطاع غزة، للمساعدة في تحديد مواقع جثث الجنود الإسرائيليين القتلى، فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر مطّلعة أن «إسرائيل سلّمت الوسطاء خرائط وإحداثيات داخل غزة يُعتقد أن جثث القتلى الإسرائيليين قد دُفنت فيها».

وكانت ذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أن الجثمان الرابع الذي تسلّمه العدو الإسرائيلي أخيراً «لا يعود إلى أي أسير»، بل هو لـ«فلسطيني متعاون مع الجيش الإسرائيلي، قُتل قبل نحو عام ونصف عام خلال مشاركته في عمليات تمشيط الأنفاق». وسبق أن وصل الجثمان إلى إسرائيل بزيّ جنود جيش الاحتلال، ليتبيّن لاحقاً أنه أُعيد من قِبل «حماس» على أنه لأحد الجنود، فيما نقلت تقارير فلسطينية سابقة أن القتيل هو عميل فلسطيني يسكن مدينة أريحا.

وفي شهر أيار/مايو الماضي، كانت «حماس» قد أعلنت أنها قتلت جندياً إسرائيلياً في اشتباك داخل نفق في جباليا، ونشرت صورة وفيديو لما قالت إنه توثيق للعملية، غير أن جيش العدو نفى لاحقاً أن يكون أحد جنوده قد أُسر أو قُتل. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن «حماس» تعمّدت إعادة جثة العميل إلى إسرائيل ضمن صفقة تبادل الجثامين، في خطوة وُصفت بـ«التلاعب المتعمّد».

كذلك، وفي كشف لافت، نقلت «القناة 15» عن مصدر أمني أن «كتائب القسّام» استخدمت شرائح اتصالات إسرائيلية للاتصال بعائلات الأسرى الإسرائيليين يوم الإفراج عنهم، عبر مكالمات فيديو وثّقها الجميع. وأوضح المصدر أن «هذه الشرائح كانت جزءاً من منظومة تجسّس زرعها الجيش الإسرائيلي في أماكن محددة داخل قطاع غزة لجمع معلومات استخبارية عن الأسرى»، لكنّ «القسام فعّلت عدداً منها قبل عملية التسليم بساعات قليلة»، وتمّ استخدامها للاتصال بذوي الأسرى.

وعلى الرغم من استمرار التعقيدات في هذا الملف، نقلت «القناة 14» العبرية أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم التصعيد العسكري على خلفية ملف جثث الأسرى، فيما أفادت صحيفة «هآرتس»، نقلاً عن مصادر أجنبية، بأن «عدم اكتمال تسليم الرفات لا يؤثّر حتى الآن على جهود دفع المفاوضات نحو المرحلة الثانية من الاتفاق»، مؤكّدة أن «إسرائيل لا تزال ملتزمة بالاتفاق»، وكانت على علم مُسبق بصعوبة استخراج جميع الجثامين خلال فترة وجيزة.

ومع ذلك، هدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حديث إلى شبكة «CNN»، بأن «إسرائيل قد تستأنف القتال في غزة بكلمة واحدة مني، إذا لم تلتزم حماس بوقف إطلاق النار»، مضيفاً أنه «ناقش مع نتنياهو كبح جماح الجيش الإسرائيلي والحكومة»، قبل أن يشير إلى أنه «لو كان في مقدور إسرائيل التدخّل وسحق حماس لفعلت». ولفت ترامب إلى أن «تحرير الرهائن كان أولوية قصوى»، لكنه أكّد أن الولايات المتحدة «تتابع عن كثب» معلومات تفيد بأن «حماس» قد أعدمت فلسطينيين «أبرياء بزعم تعاونهم مع إسرائيل»، معتبراً أن «الأمر يستوجب تحقيقاً».

بدوره، أشار رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة «CBS News»، إلى أن «الاتفاق مع الولايات المتحدة يقوم على خطة من 20 نقطة، تشمل استعادة الرهائن، يليها نزع سلاح حماس وإنهاء طابعها العسكري». وأضاف أن «تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة سيكون سلمياً إن أمكن»، لكنه حذّر من أنه «إذا لم يُنفّذ الجزء الثاني سلمياً، فإن أبواب الجحيم ستُفتح، كما قال الرئيس ترامب». وفي السياق نفسه، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، أنه «أوعز إلى الجيش بإعداد خطة عسكرية شاملة لإخضاع حماس في حال استؤنفت الحرب».

إلى ذلك، أفادت «القناة 14» بأن القيادتين السياسية والأمنية في الكيان، اتفقتا على أن من سيدير معبر رفح البري مع مصر هو «قوة فلسطينية محلية من سكان غزة تمّت الموافقة عليها أمنياً من قبل إسرائيل». وأوضحت المصادر أن «كل العمليات ستخضع للإشراف الإسرائيلي الكامل، ولن تُفتح البوابة من دون موافقة نهائية من الجانب الإسرائيلي، الذي يتحقّق من هوية كل شخص يغادر القطاع».

وقالت مصادر في رام الله، بدورها، للقناة نفسها، إن «قوة من الشرطة الفلسطينية» — تتكوّن من عناصر من سكان غزة — ستتولّى العمل في المعبر، بدعم من «الاتحاد الأوروبي». وأضافت أن «القوة جاهزة للتحرك فوراً، وهي تعمل بتنسيق مع الأجهزة الأمنية في رام الله، ولو لم تكن تابعة رسمياً للشرطة، إلا أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني متفقان على أن الإدارة ستكون محلية؛ أي إنّ الغزّي الخارج من القطاع سيقابله غزّي آخر يدير المعبر»”.

تشاؤم غربي بالمرحلة الثانية: ماذا بعد «الكرنفال» الترامبي؟

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار “تفاوتت القراءات الغربية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي وُقّع برعاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بين التشاؤم النابع أساساً من سوابق التجارب التفاوضية مع تل أبيب، المرعيّة أميركيّاً، والتفاؤل الحذر المقرون بعلامات استفهام حول قضايا إشكالية لا تزال عالقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وإذا كان الاتفاق خلّف حالاً من الارتياح الملموس بين مختلف أفرقاء الصراع، ولا سيّما على مستوى تبادل الأسرى، فإنّ وعود ترامب، بإدخال المنطقة في «عصر ذهبي»، تبدو فارغة، لا سيّما مع خلوّ خطّته من أيّ جدول زمني لتقرير مصير الشعب الفلسطيني، وفق ما تراه صحيفة «ذا غارديان».

وإذ أشارت «وول ستريت جورنال»، بدورها، إلى تشتُّت البيت الأبيض بين ملفات دولية وإقليمية مختلفة، معتبرة أنّ الرئيس الأميركي الذي «غالباً ما يقفز من قضيّة إلى أخرى، قد يفقد الاهتمام قبل انتهاء المهمّة»، الرامية إلى إرساء الاستقرار في القطاع، فقد عدّت «نيويورك تايمز» خطّة غزة «نصراً» سياسيّاً لإدارة ترامب، وأداة لرفع أسهم حليف الأخير، بنيامين نتنياهو، داخليّاً وخارجيّاً، مؤكّدة أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بدا «أكثر تحفّظاً» من الرئيس الأميركي على هذا الصعيد، على وقع معاودة مقاتلي حركة «حماس» انتشارهم في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في القطاع.

واستعرضت الصحيفة سلسلة من الثغرات التي تعتري الخطّة، كملفّ إعادة الإعمار، وكذلك البند «الأكثر تعقيداً» حول الصيغة المستقبلية لحكم القطاع، خصوصاً لناحية عدم وضوح حدود عمل وآليات تدريب وتمويل «قوّة الاستقرار الدولية» التي ستضطلع بمهامّ حفظ أمن القطاع مستقبلاً، أو الجدول الزمني المعدّ لنشرها، والدول التي ستشارك فيها، وضبابية نوايا واشنطن، من خلف إعلانها أخيراً إرسال قوّة قوامها 200 جندي إلى قواعد عسكرية إسرائيلية.

وباستثناء إشارات موجزة تضمّنها، خلا خطاب ترامب في قمّة شرم الشيخ، من أيّ حديث عن متطلّبات إعادة إعمار غزة، أو الصيغ التبادلية المحتملة (بين واشنطن والعرب) للوصول نحو إقامة «الدولة الفلسطينية»، فضلاً عن خلوّ القمّة من «أيّ نقاش علني حول تنفيذ الخطّة المؤلّفة من 20 بنداً، باستثناء لقاء الرئيس الأميركي بممثّلي الدول العربية الغنيّة والحكومات الأوروبية التي يُفترض أن تؤدّي دوراً في تمويل إعادة إعمار القطاع، أو في تشكيل قوّة الاستقرار الدولية».

وفي ضوء ذلك، تُطرح تساؤلات حول إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار، سيؤدّي بالضرورة إلى «سلام دائم»، خصوصاً وأنّ «الجزء الصعب» من الخطّة، يتعلّق بكيفية «إقناع حماس بالتخلّي عن سلاحها، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، وهما شرطان أساسيان لانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع».

وفي ضوء تشكيكها في إمكانية صمود الاتفاق، نقلت الصحيفة الأميركية، عن محلّلين ومسؤولين إسرائيليين سابقين، ترجيحهم فرضية تعثُّر المرحلة الثانية من المحادثات، في حال عدم استجابة «حماس» للخطّة، أو غياب أيّ ضغوط عربية وإسلامية عليها لحثّها على قبولها، مع تقديرهم أن يعمد الجيش الإسرائيلي، في المرحلة المقبلة، إلى التعامل مع الحركة بـ«نفس الطريقة التي يتعامل بها مع حزب الله في لبنان، سواء عبر استهداف مقاتليها، أو قصف مستودعات أسلحة تابعة لها»، محذّرةً، نقلاً عن المصادر عينها، من احتمال تغيُّر المزاج العام الإسرائيلي في أثناء الأسابيع المقبلة، وتحديداً تجاه معاودة الحرب مع «حماس».

ووفقاً لمحلّلين إسرائيليين وفلسطينيين، فإنه من الأسهل تصوُّر الالتفاف على التطبيق الكامل لخطّة ترامب، والاستعاضة عن ذلك بتطبيق جزئي أو هامشي؛ وفي هذا الإطار، لفت أكرم عطا الله، وهو كاتب عمود فلسطيني مقيم في لندن، إلى أنّ «القضية الرئيسة لم تُحلّ بعد: ألا وهي سلاح حماس»؛ ذلك أنه لا يمكن النظر إلى مسألة نزع سلاح الحركة، وكأنها «إجراء إداري بسيط»، فهي «قامت على أساس أنها حركة (مقاومة) تحمل السلاح»، وهو ما يعني عملياً أنّها ستكون معنيّة بـ«تفكيك أيديولوجيتها».

وأعرب زوهار بالتي، المسؤول الكبير السابق في «الموساد» ووزارة الدفاع، بدوره، عن شكوكه في شأن توصية خطّة ترامب، بمنع «حماس» من أيّ دور عسكري أو مدني في غزة، في حين لفت نمرود غورين، رئيس مركز «ميتفيم» الإسرائيلي للأبحاث في السياسة الخارجية، إلى «(أنّنا) على أعتاب عام سياسي يرتبط فيه كل شيء بالحملات الانتخابية، وقد تنقلب حسابات نتنياهو، من الرضوخ إلى الضغط، إلى محاولة ضمان بقائه السياسي».

كذلك، رأى نمرود نوفيك، الباحث البارز في منتدى السياسة الإسرائيلية، في حديث إلى «نيويورك تايمز»، أنه «إذا اتّضح في أثناء أربعة أو خمسة أسابيع أنّ المزاج العام في البلاد هو أنّ هذه الحرب كانت جولة مروعة، بل مجرد جولة أخرى، وعادت حماس، أستطيع أن أرى نتنياهو، يحاول تصحيح ذلك. كل ما تحتاجه هو استفزاز من حماس وردّ فعل إسرائيلي غير متناسب، ويمكن أن تتطوّر الأمور إلى دوّامة».

وفي حين اعتبر برايان كاتوليس، الزميل البارز في «معهد الشرق الأوسط»، أنّ «الفجوة الكبيرة التي لا أعتقد أنّ ترامب، أو فريقه قد مهّدوا لها الطريق حقّاً… هي تلك القائمة بين إدارته وإسرائيل من جهة، وبقية العالم العربي من جهة ثانية، في شأن القضايا طويلة المدى، وخاصة مسار حلّ الدولتَين»، عابت صحيفة «واشنطن بوست» على خطاب ترامب، في شرم الشيخ، توقّعه توسيع «اتفاقات أبراهام»، رغم تجاهله اشتراط معظم الدول العربية قيام «دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفذة الغربية وغزة، قبل أيّ خطوة ديبلوماسية إضافية تجاه تل أبيب».

وفي هذا الإطار، قالت باربرا ليف، التي كانت تشغل منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون المنطقة في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، إنّ «إنهاء الحرب كان بمثابة الخطوة الأسهل»، موضحة أنّ مسؤولي الإدارة الحالية «بالغوا، ربّما عن قصد، في الترويج لفرص التطبيع بين إسرائيل والعرب، في موازاة التقليل من شأن مسار إقامة دولة فلسطينية».

كما طرحت الصحيفة تساؤلات حول جدّية ما يشاع عن هيكل حكم انتقالي في غزة، يستثني «حماس»، بموجب بنود الاتفاق، مع تمكّن العديد من مسؤولي حكومة غزة الحالية من استئناف مهامّهم ومسؤولياتهم. وفي هذا السياق، قال الديبلوماسي الأميركي السابق، آرون ديفيد ميلر، للصحيفة، إنّ أولوية القائمين على رعاية الاتفاق، يجب أن تنصبّ على تشكيل لجان متعدّدة، تكون مهمّة أولاها «نزع سلاح حماس»، و«إنشاء القوّة الدولية»، على أن تنحصر مهام اللجنتَين الأخريَين في بلورة «هيكل حوكمة»، و«جمع التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة، المقدّر بمليارات الدولارات»، مشدّداً على أنه «إذا لم يُعالجوا أمر الاتفاق على هذا النحو، فإنني لا أرى أيّ سبيل إلى نجاحه»”.

العائدون إلى غزّة: نحيا بما تبقّى

تحت هذا العنوان كتبت الاخبار “في الطريق إلى مدينة غزة، يزدحم شارع الرشيد بالآلاف من العائدين سيراً على الأقدام. عائلات بأكملها لم تمض على نزوحها بضعة أيام أو أسابيع، حتى شدّت الرحال مجدّداً إلى المدينة. يقول رجل أربعيني، وهو يعتلي شاحنة تنقل أثاث منزله وأغراضه: «لا نستطيع الابتعاد. لا يوجد أفضل من المنزل حتى لو كان مدمّراً ومحطّماً». وبالنسبة إلى محمود التركماني، فإن العودة إلى المدينة، تعني إغلاق فصل النزوح، وهو بنظره الفصل الأكثر قسوة من الحرب. يقول محمود لـ»الأخبار»: «رجعت سيراً لمسافة 20 كيلومتراً من دير البلح إلى غزة. الطريق مُهلِك، لكنّ البقاء بعيداً عن البيت أو ركام البيت هو الموت البطيء». ويضيف: «ربما كانت دير البلح أصلح للسكن والحياة، لأنها لم تُدمّر.

لكنني لا أرتاح إلا في غزة. نحن نسير وسط الخراب ونرى البيوت والشوارع مُدمّرة، وبملء إرادتنا نعود ونشتري الحياة القاسية، حيث سنعيش وسط الركام ونجلب المياه من مسافات بعيدة، حيث تنعدم البنية التحتية. كل شيء صعب في المدينة، لكنّ القلب هنا. الراحة هنا».

في الطريق على متن عربة تجرّها سيارة أجرة عبر شارع الرشيد إلى شارع الجلاء، كانت الحفر التي خلّفتها الجرافات الإسرائيلية تملأ الشوارع، وتحرم الركاب من أي فرصة للتأمل في ما كان عليه الحال وما صار إليه. وشارع الرشيد، هو واجهة قطاع غزة الحضارية والسياحية، والتي يملك كل غزي ذكرى شخصية معها: سهرة مساء في استراحة ساحلية، أو عرس أقيم في أحد فنادق الشاطئ التي غدت ركاماً. على أن كل ذلك طُمس تماماً، ولم تبقَ إلا الخيام والخراب.

على جانبَي الطريق، تصطفّ بعض المباني التي نجت من التدمير الكلي، والتي عاد إليها سكانها وبدأوا بورشة إصلاحها. أما الطريق إلى ساحة الجندي المجهول فيقطعه ركام برج «الغفري» ذي الطوابق الـ18، وهو واحد من عشرات الأبراج المرتفعة التي طاولها القصف الجوي، في بداية العملية البرية في مدينة غزة، وأفضى إلى تهجير آلاف العائلات القاطنة فيها إلى الشارع.

يقول جمعة الجرجاوي الذي يسكن عمارة الرؤيا إن «قصف برج واحد يعادل تدمير 100 منزل أفقي في ضربة واحدة. في المبنى الذي نسكنه، كانت هناك 80 شقة سكنية، تؤوي أكثر من 150 عائلة. كل الناس كانوا يستضيفون أقاربهم». وفي الطريق إلى شارع الجلاء، تظهر بقايا المؤسسات الحكومية، وأحبال غسيل، ونور خافت من مقر المجلس التشريعي المُدمّر جزئياً، وإلى جانبه مسرح رشاد الشوا الثقافي.

ويؤكد أحمد الصفدي، بدوره، وهو يشير فرحاً إلى أن شارع حي الرمال نجا من الخراب الكلي، أن «الناس أسرعوا بالعودة لكي يحجزوا مكاناً تحت سقف من الأَسمنت. الشتاء قادم والمنازل المتبقّية قليلة. والعيش في الخيمة قاس جداً»، مضيفاً: «الحمد لله لم تصل الدبابات إلى هنا، وإلّا لما بقي مبنى واحد واقفاً نفرح به. لكنني خائف من رؤية شارع الجلاء، على الرغم من أنني أفترض الأسوأ سلفاً، وأنا متأكد من أنه لم يبق شارع ولا بيوت، غير أن الصدمة التي تثيرها الرؤية للمرة الأولى تكون دائمة كبيرة».

ومن مفترق الغفري في شارع الجلاء، تتبدّى على مدّ البصر غابة كبرى من الركام، حيث تظهر المباني المُدمّرة أكواماً على جانبَي الطريق، ويبدو الأهالي العائدون كالأشباح في وسط الغبار، وتظهر أجسامهم كلما هزمت أشعة الشمس غيمة الغبار الكثيفة، ثم يختفون مجدّداً. هنا، آلاف المنازل دُمّرت على نحو كلي، فيما تلك التي صمدت جرّدتها موجات الانفجارات العنيفة من جميع جدرانها، أي إنها «شلحت تماماً»، وفق الوصف الشعبي السائد، وتبقّت منها فقط الأعمدة والسقوف.

ومن يعد إلى بيته ويجده على هذه الشاكلة، يتلقَّ التهاني من الجيران. يقول رامي لبدة، لـ»الأخبار»، إن «الناس حين يريدون أن يطمئنوا على بيوتهم، يسألون سؤالاً واحداً: هل البيت واقف؟ فإذا كان البيت واقفاً على الأعمدة، حتى لو كانت كل جدرانه مُدمّرة، فهذا يستحق التهنئة، لأن صاحب ذلك البيت سينجو من العيش في خيمة».

لا يهدر الناس الوقت. ورشة كبيرة انطلقت سريعاً في الأحياء المُهدّمة، فيما المئات من العائلات بدأت مهمة تنظيف المنازل من الركام، منذ ساعات الصباح الباكر، وحتى غروب الشمس. ويقول أبو حمزة رضوان: «باق من المنزل غرفتان فيهما بقية سقف. ومن الفجر وحتى الغروب، نزيل أنا وأولادي الركام حتى نهيّئ مكاناً للحياة.

نحن لدينا زاوية في البيت. ولذا لا نريد مزاحمة الناس في مراكز الإيواء». وإلى جوار أبي حمزة، التقت «الأخبار» الشيخ طلال الغفري، الذي بدا حائراً، وهو يقف على ركام منزله. يقول الغفري: «لا شيء يمكن أن يقال. عجنوا البيوت بعضها ببعض، ولا نعرف منزلنا من منزل جارنا. هذا المنزل كان يؤوي 15 عائلة. أولادي كلهم وإخواني كلهم بلا بيوت. محالّنا وأرزاقنا كلها دُمّرت. عدنا إلى الصفر. هذا استثمار 50 عاماً». قال قوله هذا، وترك للدموع أن تكمل الحكاية”.

المصدر: الصحف اللبنانية