اعتبر رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال استقباله جمعية الإعلاميين الاقتصاديين ان “الأمور في المنطقة تسير نحو التفاوض لإرساء السلام والاستقرار وهي تعطي نتائج، لذلك نقول دائما انه بالحوار والتفاوض يمكن الوصول الى حلول، ولا يمكن ان نكون نحن خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار “تسوية الازمات” ولا بد ان نكون من ضمنه، اذ لم يعد بالامكان تحمل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير”.
وعن الوضع مع سوريا، قال: “نسمع كثيرا عن حشود على الحدود، فترسل قيادة الجيش دوريات ويتضح ان لا صحة لهذه المعلومات. ان اللقاءات التي اجريتها مع الرئيس السوري احمد الشرع كانت إيجابية، وخلال زيارة وزير الخارجية السوري يوم الجمعة الماضي لبيروت، تم تأكيد سلسلة مبادىء في اطار الإحترام المتبادل والتعاون والتنسيق على مستويات امنية واقتصادية. ولا بد من ان نطور علاقاتنا وهو ما اكدنا عليه لجهة تعيين سفير سوري في لبنان وتشكيل لجان تتولى درس الملفات، ومنها ملف الحدود البرية والبحرية ومراجعة الاتفاقات القائمة بين البلدين”.
وردا على سؤال، اكد الرئيس عون انه “سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تم الإعلان عنه من مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة. فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة “حماس” لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. واليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه”.
وعن الوضع الامني والاقتصادي قال ” الوضع الأمني في لبنان افضل مما هو عليه في دول أخرى، وفصل الصيف كان واعدا وبلغ عدد زوار لبنان في شهري تموز وآب الماضيين مليون و700 الف شخص لبناني وعربي واجنبي استنادا الى إحصاءات الامن العام، وننتظر باهتمام بالغ زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر. المشكلة في لبنان ان البعض يريد حلولا سريعة، لكن 40 سنة من الازمات المتتالية والتعثر لا يمكن انهاؤها بسرعة، لكن التقدم ملحوظ والحكومة تعمل بجدية “.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، قال الرئيس عون: “إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مرارا بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه”.
وردا على سؤال اكد ان “موضوع الاعمار فهذا واجب الدولة اللبنانية تجاه شعبها، ونحن نحاول ضمن الإمكانات المتوافرة لدينا القيام بهذا الواجب من دون ان نتجاهل الظروف المالية الصعبة للدولة في الوقت الراهن. لكن مع ذلك فان الاهتمام بالجنوب له الأولوية والإصلاحات في محطات الكهرباء وخطوط النقل مستمرة، وكذلك محطات المياه. نعمل في الجنوب لان اهله من الشعب اللبناني وليس من الوارد اغفال هذه الحقيقة، واهل الجنوب لهم على الدولة حقوق ونحن نعمل على تأمينها. وأقول بصراحة ان لا أموال حاضرة الان لاطلاق عملية إعادة الاعمار ولا بد من انعقاد مؤتمر لدعم الاعمار وهذا ما نعمل لأجله”.
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال: “ان دور رئيس الجمهورية هو السهر على تأمين اجراء الانتخابات، وانا مصر على اجرائها لانه استحقاق دستوري، لكن وفق أي قانون، فالامر متروك لمجلس النواب الذي له دور أساسي ويجب ان يلعبه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام