في مشهد نادر في تاريخ الإعلام، سجّلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية محطة مفصلية من الصمود الإعلامي، بعد أن واصلت كوادرها البث المباشر رغم تعرّض مبنى شبكة الأخبار الوطنية لهجوم صاروخي صهيوني مباشر.
وجاء القصف في وقت كانت فيه الإعلامية الإيرانية سحر إمامي على الهواء مباشرة، حيث وثّقت اللحظة قائلة: “هذا الصوت الذي تسمعونه الآن هو صوت الاعتداء على تراب الوطن، صوت الاعتداء على صوت الحق والحقيقة، وما تسمعونه الآن هو قصف مباشر لمبنى التلفزيون.”
ورغم الهجوم، لم يتوقف البث، إذ عاد إرسال القنوات الإخبارية الإيرانية خلال دقائق، واستأنف الإعلام الوطني برامجه بشكل طبيعي، في رسالة تحدٍ واضحة مفادها أن صوت الحقيقة لا يُقصف، وأن المنابر الإعلامية المقاومة لن تُسكت.
وفي مقابلة خاصة أجريت معها عقب الحادث مباشرة، أكدت سحر إمامي أن ما جرى “ليس مجرد اعتداء على مبنى، بل محاولة صريحة لإسكات الإعلام الوطني”، مضيفة أن “الاستهداف لم يكن موجّهًا لموقع عسكري، بل كان ضربة مباشرة لحرية التعبير وصوت الشعب الإيراني”.
وتساءلت إمامي في حديثها: “كيف ستبرر القنوات الناطقة بالفارسية التابعة للكيان الصهيوني هذا الهجوم؟ ألم يكن الصحفيون دومًا صوت الشعب؟ أليست هذه القنوات من كانت تدّعي أن الحرب ليست ضد الشعب الإيراني؟”
كما لفتت إلى أن استهداف الصحفيين ليس جديدًا على سجل الاحتلال، مشيرة إلى استشهاد أكثر من 240 صحفيًا منذ بدء التصعيد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، متهمة العدو الإسرائيلي بـ”إطلاق النار على الحقيقة نفسها، وعلى من ينقلها”.
المشهد الاستثنائي وثّق صمود الإعلام الإيراني، ليس فقط كمنبر ناقل للحدث، بل كجزء فاعل في معركة الدفاع عن السيادة والوعي، في مواجهة آلة الحرب والدعاية التي تستهدف الكلمة قبل السلاح.
رغم تطاير الزجاج وتناثر الركام في محيط مبنى شبكة الأخبار الوطنية، وقف المراسل يونس شادلو بثبات أمام عدسات الكاميرا ليُقدّم تقريره مباشرة من أمام المبنى المستهدف، في مشهد يُجسّد التحدي والالتزام الإعلامي بمواجهة العدوان الصهيوني.
ظهور شادلو أمام الواجهة الزجاجية المدمّرة، بعد وقت قصير من القصف، شكّل رسالة قوية بأن الإعلام الإيراني لا يُرهب بالصواريخ، وأن الكلمة الحرة تبقى حيّة رغم المحاولات المتكررة لإسكاتها.
المصدر: موقع المنار