الإثنين   
   22 09 2025   
   29 ربيع الأول 1447   
   بيروت 13:52

العدوان الإسرائيلي في مدينة غزة متواصل وسط تفاقم الأزمة الإنسانية

يواصل الجيش “الإسرائيلي” عداونه البري في مدينة غزة، مستخدماً روبوتات محمّلة بالمتفجرات لتدمير المباني والمنشآت، فيما تتفاقم الأزمة الإنسانية ويستمر استهداف المدنيين دون تغيير جوهري في مسار المعركة.

وأفاد مراسل موقع «واللا» العبري بأن نحو 70 ألف جندي “إسرائيلي” منتشرين في القطاع، في وقت أعلن الجيش صباح أمس عن اغتيال مقاتل واحد فقط من حركة «حماس»، رغم حجم القوات والآليات المستخدمة. كما أصيب عشرة جنود من لواء «كفير» بجروح نتيجة انقلاب مركبة عسكرية على مشارف غزة.

وفي خانيونس، ظهرت قوة مسلّحة جديدة بقيادة حسام الأسطل، عنصر سابق في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، تعمل ضد حركة «حماس» وتنسّق مع “إسرائيل”، وأطلقت المقاومة صاروخين باتجاه عسقلان وأسدود، حسب المصادر “الإسرائيلية”، أُطلق أحدهما من منطقة جباليا شمال القطاع.

وعلق زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، على الأحداث بالقول إنّ «حكومة 7 أكتوبر فشلت في كل مجال»، بينما دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى ضم أكبر مساحة ممكنة من غزة وبناء أحياء استيطانية وأمنية.

على الصعيد الإنساني، أعلنت بلدية غزة أن المدينة تواجه أزمة عطش خانقة بعد تدمير نحو 75% من آبار المياه المركزية، محذّرة من تفاقم الكارثة مع اقتراب فصل الشتاء، فيما استشهد نحو 70 فلسطينياً أمس.

وفي الجانب الأمني، كشف ضباط “إسرائيليون” أن طريقة عرض المعلومات الاستخباراتية على الجنود قبل الاقتحام أثارت ارتباكاً واسعاً في صفوفهم، ما استدعى إخضاع بعض المقاتلين لجلسات مع أخصائيين نفسيين للتعامل مع الضغوط، في ظل وجود شبكة أنفاق وعبوات ناسفة مزروعة بكثافة.

وقال المحلّل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، آفي يسخاروف، إن العملية البرية قد تكون من الحالات النادرة التي ينخرط فيها الجيش داخل أراضي العدو بمشاركة عشرات آلاف الجنود، لكنه حذّر من أنّ غياب خطة سياسية بديلة سيبقي “إسرائيل” غارقة في مستنقع غزة، مع ارتفاع الخطر على حياة الرهائن المدنيين واستنزاف الجنود، وربما حتى قبل الانتخابات المقبلة.

وفي المقابل، يواصل رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو الاعتماد على الدعم الأميركي، معلناً أنّه سيعرض أمام الأمم المتحدة «رؤيته للسلام عبر القوة»، بينما دعا الرئيس الأميركي السابق ترامب قادة السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا إلى اجتماع حول الحرب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

من جهتها، أكدت مصادر دبلوماسية عربية أنّ قطر متمسكة بموقفها المتشدّد إزاء العودة للوساطة، بعد مقتل مواطن قطري في الهجوم “الإسرائيلي” الأخير، فيما أشار الوسيط بشارة بحبح إلى استعداد حركة «حماس» للعودة إلى المفاوضات فوراً، دون رد من الجانب “الإسرائيلي” حتى الآن.

المصدر: جريدة الأخبار