شهدت محافظة صعدة، اليوم الجمعة، انطلاق أربعين مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين منذ الصباح الباكر، تأكيداً على موقفهم الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعمهم لغزة. وحمل المشاركون في المسيرات شعار: «مع غزة.. لن نقبل بعار الخذلان مهما كانت جرائم العدوان».
وتأتي هذه المسيرات ضمن حراك شعبي أوسع يتضمن التحاق أعداد كبيرة من الأفراد بمراكز التدريب في إطار التعبئة العامة، وهو ما يعكس رغبة شعبية واضحة في الاستعداد للمواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، انطلاقاً من إيمان المشاركين بأن هذا الموقف جزء من ثقافتهم القرآنية وهويتهم الإيمانية التي تحث على نصرة المستضعفين وإحقاق الحق.
وانطلقت مسيرات التضامن مع غزة من أكثر من أربعين ساحة متوزعة على مديريات المحافظة، وترافقت هذه الفعاليات مع أنشطة أخرى لا تقل أهمية، مثل المناورات العسكرية والتدريبات القتالية التي يشارك فيها المواطنون بانتظام، إلى جانب حملات المقاطعة الاقتصادية المستمرة؛ ما يؤكد أن الدعم لغزة في صعدة مشروع شامل ومستمر وليس مجرد رد فعل عابر.
وفي إحدى فعاليات المسيرة، تم بث فلاشة للشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي تناولت الأوضاع التي تعيشها الأمة واصفةً إياها بـ«الذلة والضعف»، وعرّفت السبب الرئيسي لهذه الحالة بالولاء الخاطئ الذي تبديه بعض قيادات الدول العربية والإسلامية لما أسماه المتحدث «لليهود». ووجه الشهيد في بُثّه انتقاداً لاذعاً لقيادات الأمة وحكوماتها، واصفاً إياها بـ«الغبية والتابعة»، وقال إنها عجزت عن خلق رأي عام معارض للاحتلال الإسرائيلي رغم امتلاكها أدوات إعلامية وسياسية، مضيفاً أن هؤلاء القادة يمثلون أساس الذلة ويعملون كأدوات في يد الأعداء.
وأكد بيان مشترك صادر عن مسيرات صعدة تحت عنوان «مع غزة.. لن نقبل بعار الخذلان» على الاستمرار في الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومباركة العمليات العسكرية التي نفّذتها المقاومة، مع توجيه تحذير شديد اللهجة للأنظمة التي تدعم الاحتلال. وأشار البيان إلى أن خيار مواجهة الاحتلال والجهاد في سبيل الله هو الأكثر صوابية وحكمة، مع التأكيد أن أي خيارات بديلة لا قيمة لها وتؤدي إلى ازدياد طغيان العدو.
وأضاف البيان أن التطورات التي أعقبت المحادثات الأخيرة التي جرت في الدوحة أثبتت فشل الحلول التفاوضية في ردع الاحتلال، بل عملت على زيادة طمعه وجرائمه، داعياً إلى التمسك بمنهج الجهاد ودعم غزة ومقاومتها. كما حيّا البيان صمود الشعب الفلسطيني ومثّمنًا للصمود الذي أظهر فشل الاحتلال في تحقيق أي نصر يذكر رغم الجرائم المرتكبة، ومباركاً العمليات المتصاعدة للقوات المسلحة اليمنية التي قالت المسيرات إنها تجاوزت أحدث منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية، معتبرةً أن ذلك يضع الاحتلال أمام خيار وحيد هو وقف عدوانه ورفع الحصار عن غزة.
ووجّه البيان تحذيراً مباشراً إلى النظام السعودي، وإلى الأنظمة الأمريكية والبريطانية وكل من قد يتورط في محاولة حماية الاحتلال الإسرائيلي، محذّراً من أن هؤلاء «لن يجنوا إلا الهزيمة والخسران»، ومتعهداً بمواجهتهم أشدّ مما سبق إن حاولوا دعم الاحتلال.
مسيرات حاشدة في ريمة تؤكد على مواصلة الجهاد ونبذ الخذلان في دعم غزة
استجابة لدعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، شهدت محافظة ريمة صباح اليوم الجمعة مسيرات جماهيرية حاشدة في إطار الحراك الشعبي المتواصل تأييداً للشعب الفلسطيني.
وأكد المشاركون في مسيرات ريمة موقفهم الراسخ الرافض للتقاعس والخذلان، مشيرين إلى أن تحركهم يستند إلى عقيدة دينية وفهم عميق للواقع، واستجابة لنداءات المقاومة ودعوات القيادة السياسية والثورية.
وانطلقت المسيرات من مركز مديرية الجبين وامتدت لتشمل أكثر من عشرين ساحة في مختلف أنحاء المحافظة، مؤكدةً أن الدعم والإسناد اليمني لغزة مبدأ ثابتاً لا يتزعزع. وعبر المشاركون عن استعدادهم للمشاركة في ما وصفوه «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، داعين إلى التوجه إلى مراكز التدريب في إطار التعبئة العامة كتعبير عن الرغبة في الوصول إلى مستوى المواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد بيان مشترك صادر عن مسيرات ريمة النفير في سبيل الله، معتبراً أن الموقف الصحيح هو المواجهة الصريحة، وأن الحلول السلمية مع الاحتلال لا تجدي نفعاً. كما شدّد البيان على أن أية قمم أو محادثات مع الاحتلال، بما فيها تلك التي جرت في الدوحة، لا تخدم سوى مصالح الاحتلال وتزيده «عتواً وطغياناً» بدلاً من ردعه.
وختم البيان بالإشادة بالوعي الشعبي في المحافظات اليمنية «الحيّة»، مشيداً بتجاوزها الشعارات التقليدية إلى فهم عميق لخطط ومناورات العدو السياسية.
المصدر: المسيرة نت