الجمعة   
   19 09 2025   
   26 ربيع الأول 1447   
   بيروت 02:30

بين القصف والاحتلال .. صلابة المقاومة تصدّ موجات الضغوط

علي شعيب

لم تكترث قيادة العدو الاسرائيلي لقرار وقف إطلاق النار ولم تلتزم بتنفيذ القرار 1701 ، واستمرت بالحرب على السيادة اللبنانية وعلى المقاومة وبيئتها التي هي أيقونة هذا الوطن ، توغلات برية في قرى الحافة الأمامية وتفجير المزيد من المنازل ، غارات جوية ينفذها الطيران الحربي على مناطق حرجية في الجبال والأودية ، مسيّرات تستهدف المواطنين في الجنوب والبقاع بسياراتهم ودراجاتهم النارية وأمام منازلهم ، محلقات تلقي القنابل على الحفارات وعمال البناء ومتفقدي المنازل والغرف الجاهزة وصيادي الأسماك ورعاة الماشية والمزارعين في المناطق الحدودية ، إطلاق قذائف ضوئية وفوسفورية ، إطلاق رشقات رشاشة مكثفة باتجاه أطراف بعض البلدات ، واستمرار احتلال ستة مناطق واسعة في (الحمامص – الخيام) و (خلة المحافر – عديسة) و (مركبا – حولا – هونين) و (جبل الباط – عيترون – مارون الراس) و(جبل بلاط – رامية – مروحين) و (اللبونة – علما الشعب) ، يترافق ذلك مع تهديدات أميركية وبعض أدواتها في المنطقة ، وكل ذلك كان في خدمة الضغوط السياسية التي تهدف إلى الإذعان و التنازل وتسليم عناصر القوة في لبنان التي تهدد الكيان الصهيوني

لكن صلابة الموقف الموحد للقيادة الحكيمة للمقاومة بجناحيها كسرت أمواج الضغوط الخارجية و الداخلية والصبر المؤقت على مآسي الاعتداءات اليومية التي يمارسها العدو على البقاع والجنوب دفع أصحاب مشروع الفتنة وكسر المقاومة إلى المحاولة من جديد ورفع منسوب الضغط العسكري والسياسي ، حضر قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى جانب موفدة الإدارة الأميركية إلى الناقورة والمشاركة في جلسة اللجنة الخماسية ، ثم حلّق في مروحية في أجواء المنطقة الحدودية ومجرى الليطاني ،

واستمرت الاعتداءات بنفس الوتيرة حتى صعّد العدو من غاراته على البقاع ، ثم جاءت جولة دعائية للمهرج بإسم جيش الاحتلال على بعض النقاط الحدودية ، منظّرًا ومدّعيًا من قرب الجدار وبعض التحصينات ، وموجّهًا تحذيرات للقرى المدمرة في إطار الحرب النفسية والإعلامية ،
انتقل العدو إلى مرحلة جديدة من الاعتداءات ، في تصعيد لافت وخطير ، حين ضربت الطائرات الحربية مبنى مأهول مؤلف خمس طبقات في حي مكتظ بالسكان في مدينة النبطية من دون سابق إنذار ، وكانت النتيجة إصابة العديد من الأطفال والنساء ، وبعضهم لا زال في حالة حرجة ،

وفي خطوة أكدت تصعيد الضغط العسكري على المقاومة وشعبها ، عادت قوات الاحتلال إلى سياسة توجيه الإنذارات واستهداف أبنية في وسط المناطق السكنية في بلدات الجنوب لممارسة حرب نفسية جديدة ، ردًا على فشل محاولة فرض تسليم سلاح المقاومة ، كما حصل في ميس الجبل ودبين و كفرتبنيت وبرج قلاويه والشهابية ، و من المتوقع أن يستمر هذا التصعيد لتحقيق أهداف سياسية في الداخل اللبناني ،
لذا المطلوب مزيد من الوحدة والتماسك والشجاعة والصبر إلى حين!!!

فالاهداف التي يسعى العدو إلى تحقيقها بالقوة لن تنال من عزيمة أهل المقاومة .

المصدر: موقع المنار