شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا جويًا على جنوب لبنان، حيث استهدف اماكن سكنية في بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين.
وجاءت هذه الغارات بعد أن هدد الجيش الإسرائيلي بقصف أماكن مدنية في نفس البلدات، في استمرار للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وأدى هذا التهديد إلى نزوح العديد من العائلات من منازلها، وسط محاولات اسرائيلية واضحة لإرهاب السكان وخلق حالة من الفوضى في المنطقة.
وادعت إسرائيل أن الأماكن المستهدفة منشآت عسكرية، إلا أن الواقع يؤكد أنها منشآت مدنية بالكامل.
الجيش اللبناني: استمرار الخروقات الإسرائيلية وانتهاكاتها ضد الجنوب
أعلنت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، أن العدو الإسرائيلي يواصل خروقاته التي فاق عددها 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ، عقب عدوانه الأخير على لبنان في العام 2024.
وفي هذا الإطار، يواصل العدو اعتداءاته على المواطنين، وآخرها استهداف عدد من القرى الجنوبية اليوم، بالإضافة إلى المدنيين في عدة مناطق آهلة، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
ويتزامن ذلك مع خروقاته المستمرة للسيادة اللبنانية برًّا وبحرًا وجوًّا، وارتكاباته ضد سكان القرى الحدودية، بما في ذلك إطلاق القنابل الحارقة وتفجير المنازل.
وأكدت قيادة الجيش اللبناني أن هذه الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، وأن استمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني.
وفي إطار متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصّة على جهاز تجسس مموّه كان العدو الإسرائيلي قد وضعه في منطقة اللبونة – صور، وعملت على تفكيكه. كما تتابع قيادة الجيش هذه الخروقات بالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان يندد بالعجز الرسمي أمام العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان
أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانًا حاد اللهجة، انتقد فيه ما وصفه بعجز السلطة اللبنانية عن حماية الوطن والمواطنين، في ظل العدوان الإسرائيلي على بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين جنوبي البلاد.
وقال الشيخ قبلان: “بكل وجع وقهر، أين سلطة الصرخة الوطنية وجوقة حصر السلاح من جحيم الإرهاب الصهيوني الذي يدوس صميم كرامة من يدعي تمثيل السيادة الوطنية؟” وأضاف متسائلًا عن موقف أصحاب الزعامة والسلطة من مشاهد النزوح المفجعة للأهالي من البلدات الجنوبية، التي تشكل مع بقية القرى الأمامية بنيان الدفاع الوطني عن بيروت وباقي محافظات لبنان.
وأشار إلى أن الدولة، حسب وصفه، تحصر دورها في الضرائب والعتمة والفوضى، متهمًا طواقمها بعدم القيام بالوظائف الدفاعية الأساسية التي تحمي شرف الوطن، بينما الجنوب والبقاع يتعرضان “لأسوأ عدوان صهيوني يدوس كرامة هذا الوطن وشرف دولته ومؤسساته”.
وحذّر المفتي قبلان أهالي الجنوب والبقاع من الاعتماد على الدولة، مؤكّدًا أن ما يُسمّى بالدولة لا يحميهم ولا يريد حمايتهم، معبّرًا عن خشية كبيرة من “الانحطاط السيادي الذي يكاد يتخلى عن أدنى مقومات بقاء لبنان”.
بلدية ميس الجبل: عدوان إسرائيلي جديد يستهدف منازل المدنيين ويوقع أضرارًا وإصابات
أصدرت بلدية ميس الجبل بيانًا أكدت فيه أن عدوانًا جديدًا استهدف عصر اليوم منزلين في البلدة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة، وإصابة أحد العمال، بالإضافة إلى حالات إخلاء مؤقتة لعشرات العائلات، بينهم أطفال ونساء وكبار سن.
ووصفت البلدية هذا الاعتداء بأنه “عدوان جبان وجريمة موصوفة”، مشددة على تمسّك أبناء البلدة بأرضهم وصمودهم في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. وأشارت إلى أن هذه الجرائم تُوضَع بعهدة السلطات اللبنانية الرسمية، وكل من يدّعي السيادة والدبلوماسية خيارًا لردع الاعتداءات، كما تُوضَع أمام المبعوثين والوفود الأجنبية والدول الراعية لقرار وقف إطلاق النار “الذي لم يلتزم به سوى لبنان”. وأكدت أن الاستنكار أو الإدانة لم تعد كافية ما لم تقترن بأفعال وطنية جادة أو قرارات دولية ملزمة ورادعة.
وأضاف البيان: “إن هذه الخروقات اليومية والاعتداءات المتكررة، وآخرها ما حصل اليوم، لن تثنينا عن متابعة جهودنا في الوقوف إلى جانب أهالي مدينتنا ميس الجبل وأبنائها الكرام، لأنهم بحق أهلٌ للصمود والعزة والكرامة”.
وأعلنت البلدية أنها باشرت فورًا العمل على إزالة آثار الاعتداء الأخير في حي القندولي وعلى طريق ميس الجبل – محيبيب، وفتح الطرقات وتنظيفها باستخدام آليات البلدية والجرافة الجديدة التي تحمل اسم باقون (1)، مؤكدة أن “اسمها يعكس فعلها والغاية من وجودها”.
كما توجهت البلدية بالشكر والتقدير إلى فرق الدفاع المدني اللبناني، وكشافة الرسالة الإسلامية، والهيئة الصحية الإسلامية، على جهودهم في تأمين السلامة العامة، وتحويل السير، وإبلاغ الأهالي، والمساعدة في عمليات الإخلاء المؤقت وتنظيف الشوارع.
الرئيس سلام يعلق على التهديدات الإسرائيلية ضد جنوب لبنان ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك
علق رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام خلال جلسة مجلس الوزراء على التهديدات الإسرائيلية باستهداف بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبّين، مؤكدًا حرص الحكومة على التمسك بمسار وقف الأعمال العدائية.
وقال سلام: “ردًا على التهديدات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي وما رافقها من إنذارات عاجلة لإخلاء المنازل، يهمني أن أكرر أن الحكومة اللبنانية، المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكد انخراطها الكامل في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يُفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية؟”
وأضاف سلام أن لبنان يدعو المجتمع الدولي، وخصوصًا الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماتها، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى.
المصدر: موقع المنار