تراجعت أعداد الوظائف في أستراليا بشكل غير متوقع خلال أغسطس آب، إذ انخفضت الوظائف بدوام كامل بعد قفزة حادة في الشهر السابق، بينما ظل معدل البطالة مستقراً، في إشارة إلى أن سوق العمل بدأ يلين تدريجياً.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الأسترالي، يوم الخميس، أن صافي التوظيف تراجع بمقدار 5,400 وظيفة في أغسطس آب مقارنة بيوليو تموز، الذي جرى تعديل بياناته إلى ارتفاع بـ26,500 وظيفة، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 21,500 وظيفة.
وسجلت الوظائف بدوام كامل انخفاضاً حاداً بلغ 40,900 وظيفة، فيما تباطأ نمو الوظائف السنوي إلى 1.5% مقارنة بـ3.5% في يناير كانون الثاني، وتراجعت ساعات العمل بنسبة 0.4% لتلغي مكاسب يوليو تموز.
وبقي معدل البطالة عند 4.2% كما كان متوقعاً، وهو مستوى لا يزال منخفضاً مقارنة بالمعايير التاريخية، في حين تراجع معدل المشاركة في سوق العمل قليلاً إلى 66.8%.
زخم نمو التوظيف
وقال شون لانغكايك، رئيس قسم التوقعات الكلية في «أوكسفورد إيكونوميكس أستراليا»: «نمو التوظيف بدأ يفقد زخمه، إذ لم يتغير عدد العاملين فعلياً منذ أربعة أشهر»، وأضاف: «لا نعتقد أن هذه البيانات ضعيفة بما يكفي لدفع البنك المركزي الأسترالي للتحرك هذا الشهر، لكننا نتوقع خفضاً آخر في نوفمبر تشرين الثاني».
وقد تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.2% إلى 0.6637 دولار أميركي، بينما ارتفعت العقود الآجلة للسندات لأجل 3 سنوات بمقدار 3 نقاط إلى 96.6.
أسعار الفائدة
ورغم هذا التقرير المتباين، أبقى المستثمرون على رهاناتهم بأن بنك الاحتياطي الأسترالي لن يغير أسعار الفائدة هذا الشهر، بينما يُسعّر السوق احتمال خفض الفائدة في نوفمبر تشرين الثاني بنسبة تقارب 75%.
وكان البنك المركزي قد اتخذ نهجاً تدريجياً وحذراً في التيسير النقدي، إذ خفّض الفائدة في فبراير شباط ومايو أيار وأغسطس آب بعد تقييم بيانات التضخم الفصلية، ومع عودة التضخم إلى النطاق المستهدف بين 2 و3%، تحوّل التركيز الآن إلى سوق العمل الذي صمد بشكل مفاجئ حتى الآن.
وكان من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة تدريجياً إلى نحو 4.3% خلال هذا الربع ويظل قريباً من هذا المستوى في المستقبل المنظور، ولا تزال مؤشرات الطلب على العمالة قوية، إذ استقرت إعلانات الوظائف فوق مستويات ما قبل الجائحة، كما أظهرت استطلاعات الأعمال تفاؤلاً عاماً، وارتفع إنفاق المستهلكين خلال الشهرين الماضيين مع تأثير انخفاض تكاليف الاقتراض وخفض الضرائب على الدخل.
وقالت سارة هنتر، نائبة محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي، يوم الثلاثاء، إن البنك بات قريباً من تحقيق هدفيه في ما يخص التضخم والتوظيف، رغم وجود مخاطر على كلا الجانبين في التوقعات الاقتصادية.
وفي سياق منفصل، أعلنت مجموعة «إيه إن زد» هذا الشهر أنها ستستغني عن نحو 3,500 وظيفة خلال العام المقبل ضمن خطة إعادة هيكلة كبرى، بينما ستستغني «البنك الوطني الأسترالي» عن 410 وظائف وتنقل بعضها إلى الخارج.
المصدر: رويترز