تجدّدت، الثلاثاء، الاشتباكات العنيفة بالمدفعية والطائرات المسيّرة في مدينة الفاشر، بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، وذلك لليوم الثاني على التوالي.
وأفادت لجان مقاومة الفاشر، في بيان لها، بأن “الاشتباكات العنيفة والقصف المدفعي المكثف والطائرات في سماء المدينة مستمرة، وسط ظروف إنسانية متدهورة وانقطاع تام لأبسط مقومات الحياة”.
وأضافت اللجان أنّ “عناصر من الدعم السريع تسللوا، يوم الاثنين، إلى الأحياء السكنية شمال المدينة وارتكبوا جرائم بحق المدنيين، حيث قُتل عدد منهم داخل منازلهم، فيما اعتُقل آخرون في ظروف غامضة بحي الشرفة شمال المدينة”، دون تحديد عدد الضحايا.
وفي وقت سابق، أعلنت الفرقة السادسة بالجيش السوداني في الفاشر أنّ قواتها تمكنت من صد هجوم عنيف شنّه “الدعم السريع” يوم الاثنين، باستخدام أكثر من 50 عربة مصفحة ومركبات قتالية أخرى من ثلاثة محاور على المدينة. وأشارت إلى أنّ المليشيا تكبّدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مع الاستيلاء على عدد من المركبات القتالية بحالة جيدة، ومقتل وإصابة المئات من عناصرها.
ودأبت اللجان الشعبية والسلطات المحلية على اتهام “قوات الدعم السريع” بالمسؤولية عن القصف المدفعي والهجمات المتكررة على الفاشر، التي تفرض عليها حصارًا منذ 10 مايو/أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك في المدينة باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي بالسودان عبر حسابه على “فيسبوك”، إن “الفاشر لم تتلق أي مساعدات غذائية منذ أكثر من عام”، موضحًا أنّ “العائلات تعتمد على التحويلات النقدية، لكن الحاجة ماسة لإيصال المواد الغذائية”. وأضاف أنّ البرنامج “حصل على الموافقات اللازمة من مفوضية العون الإنساني السودانية، لكنه ما زال ينتظر تأكيد دعم قوات الدعم السريع لوقف إنساني يسمح بمرور المساعدات”.
يُذكر أنّ الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” يخوضان صراعًا منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدّرت دراسة جامعية أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
المصدر: مواقع