السبت   
   13 09 2025   
   20 ربيع الأول 1447   
   بيروت 17:07

عودة الهدوء إلى النيبال بعد تعيين سوشيلا كاركي رئيسة للوزراء

كاتماندو – بدأت العاصمة النيبالية السبت تشهد عودة تدريجية إلى طبيعتها، بعد أيام من الاضطرابات العنيفة، مع تولي رئيسة الوزراء الجديدة سوشيلا كاركي مهامها لقيادة حكومة موقتة تمهّد لانتخابات تشريعية مقررة في آذار/مارس المقبل.

فمع رفع حظر التجول، انسحبت المدرعات والدبابات من شوارع كاتماندو، فيما استعادت المتاجر نشاطها وامتلأت مجدداً بالمتسوقين، كما عاد المصلون إلى المعابد، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وكانت العاصمة قد شهدت الإثنين والثلاثاء الماضيين تظاهرات دامية ضد الحكومة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 51 شخصاً وإصابة المئات، بحسب آخر حصيلة للشرطة.

وأدت كاركي، الرئيسة السابقة للمحكمة العليا (73 عاماً)، اليمين الدستورية الجمعة بعد تعيينها على رأس حكومة موقتة، إثر ثلاثة أيام من المشاورات. وفور تنصيبها، أصدر الرئيس رام شاندرا بوديل مرسوماً بحل البرلمان، معلناً إجراء انتخابات تشريعية في 5 آذار/مارس 2026، تلبية لمطالب المحتجين الشباب.

وتواجه كاركي جدول أعمال مزدحماً وتحديات جسيمة في ظل المطالب الشعبية المتزايدة، بعد أن أطاحت التظاهرات بالحكومة السابقة. وأثار تعيينها ارتياحاً لدى شريحة واسعة من النيباليين، الذين يأملون بمرحلة أكثر استقراراً.

وكانت الاحتجاجات قد اندلعت مطلع الأسبوع رفضاً لحجب مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتحول إلى انتفاضة سياسية ضد حكومة متهمة بالفساد والعجز عن تحسين أوضاع المواطنين الاقتصادية والمعيشية. وتصاعد الغضب الشعبي مع لجوء قوات الأمن إلى القمع العنيف، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا.

وفي ذروة الاحتجاجات، اقتحم المتظاهرون مقار حكومية ورموزاً للسلطة بينها البرلمان، مبان وزارية ومنازل مسؤولين سياسيين، ما أجبر رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي على الاستقالة. وأولي، البالغ 73 عاماً وزعيم الحزب الشيوعي النيبالي، كان قد تولى رئاسة الحكومة أربع مرات منذ 2015، غير أن المحتجين اتهموه بتجسيد النخبة الحاكمة المتهمة بالفساد وحرمان الشباب من فرص العمل.

وبدأت كاركي السبت مشاورات لتشكيل حكومتها، على أن تكون أولى مهامها إعادة انتظام الحياة العامة في البلاد، إضافة إلى معالجة قضية نحو 12,500 سجين فروا من معتقلاتهم خلال الفوضى الأخيرة.

وفي أول رد خارجي، قدّم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي “أحر التمنيات” بالنجاح لكاركي، مؤكداً عبر منصة “إكس” أن “الهند تدعم بقوة السلام والتقدم والازدهار للشعب النيبالي”.

المصدر: أ.ف.ب.