السبت   
   13 09 2025   
   20 ربيع الأول 1447   
   بيروت 15:32

أطباء يحذرون من التسرع في وصف أدوية فرط الحركة للأطفال

أشار خبراء إلى أن أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تصرف للأطفال في سن ما قبل المدرسة في الولايات المتحدة بسرعة تفوق التوصيات الطبية.

فقد شخّص ملايين الأطفال الأميركيين بهذا الاضطراب العصبي النمائي المزمن الذي يعد من أكثر المشكلات شيوعاً في الطفولة، إذ إنه يؤثر في وظائف الدماغ ويجعل الصغار عاجزين عن التركيز أو كبح اندفاعاتهم، ويميلون إلى فرط النشاط.

وفي هذا السياق، ينصح الأطباء بأن يخضع الأطفال المصابون بالاضطراب، بين سن الثالثة والخامسة، لبرنامج من العلاج السلوكي يمتد ستة أشهر قبل وصف أي دواء. لكن باحثين في كلية الطب بجامعة “ستانفورد” حذروا الأسبوع الماضي من أن هذه الإرشادات التي تتبناها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، لا يجري الالتزام بها.

وبدلاً من ذلك، يتلقى كثير من الأطفال الصغار الأدوية، سواء المنبهات أو البدائل غير المنبهة، مباشرة بعد التشخيص.

وقال الدكتور يائير بانت، أستاذ مساعد في طب الأطفال في جامعة “ستانفورد”، خلال بيان: “لاحظنا أن كثيراً من الأطفال الصغار يصرف لهم الدواء بعد وقت قصير جداً من تسجيل تشخيص إصابتهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهذا أمر مقلق لأننا نعلم أن البدء بالعلاج السلوكي مفيد، فهو يترك أثراً إيجابياً كبيراً على الطفل وعائلته معاً”.

وعلى رغم أن الأدوية اليومية تساعد في التخفيف من الأعراض، فإن مفعولها يتراجع مع تقدم ساعات اليوم، بينما يتيح العلاج السلوكي للأسر بناء مهارات وعادات تتماشى مع طبيعة دماغ الطفل.

وكلا النهجين مطلوب لمعظم الأطفال المصابين بالاضطراب لتحقيق نتائج جيدة. لكن دراسات سابقة على أطفال شخصوا في عمر الرابعة أو الخامسة أظهرت أن البدء بعلاج سلوكي لمدة ستة أشهر قبل وصف الدواء هو الخيار الأفضل.

وأوضح بانت: “بالنسبة إلى الأطفال في سن السادسة وما فوق، يوصى بالجمع بين النهجين لأن العلاج السلوكي يزود الطفل وعائلته بمهارات طويلة الأمد تساعدهم في حياتهم. أما الدواء فلن يقوم بهذا الدور، لذلك لا نعتبره أبداً الحل الوحيد لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه”.

ولم تتوقف مخاوف بانت عند هذا الحد، فالأدوية المخصصة لعلاج الاضطراب قد تسبب آثاراً جانبية أشد لدى الأطفال الصغار لأن أجسامهم الصغيرة لا تستطيع استقلاب الدواء بالكامل. كما قد تجعلهم أكثر عاطفية أو ميلاً إلى السلوك العدواني.

وأضاف: “نحن لا نقلق من سمّية الأدوية للأطفال في عمر أربع أو خمس سنوات، لكننا نعلم أن احتمال فشل العلاج مرتفع لأن كثيراً من العائلات ترى أن الآثار الجانبية تفوق الفوائد”.

وتستند هذه النتائج الجديدة إلى تحليل السجلات الطبية الإلكترونية لأطفال صغار مصابين بالاضطراب، تلقوا رعايتهم الصحية ضمن ثماني شبكات لطب الأطفال في أنحاء الولايات المتحدة.

وشمل التحليل سجلات أكثر من 712 ألف طفل زاروا الأطباء بين عامي 2016 و2023، وتبين أن أكثر من 9700 طفل حصلوا على تشخيص بالاضطراب، وصرف الدواء لـ 42.2 في المئة منهم خلال الشهر الأول فقط من التشخيص.

وحتى بين الأطفال الذين لم يستوفوا معايير التشخيص الكاملة منذ البداية، تلقى نحو 22.9 في المئة منهم دواء خلال أول 30 يوماً.

المصدر: الاندبندنت