اتهمت بولندا روسيا بالسعي إلى “إشعال المنطقة” بعد اعلانها دخول طائرات مسيّرة روسية مجالها الجوي هذا الأسبوع، وذلك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها وساندتها نحو 40 دولة، بينها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وكندا.
وقال نائب وزير الخارجية البولندي، مارتشين بوساتسكي، أمام أعضاء المجلس: “نعلم، وأكرر أننا نعلم، أن ما حدث لم يكن خطأ، لقد تصرّفنا بهدوء واحترافية لحماية سيادتنا، وأسقطنا الطائرات المسيّرة قبل أن تهدد مواطنينا وبنيتنا التحتية، هذه المسيّرات أدوات إرهاب، روسيا تريد إشعال المنطقة”، داعيًا إلى إدانة دولية “موحّدة وصارمة”.
من جانبه، نفى المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا مسؤولية بلاده عن الهجوم، مؤكّدًا أن الضربات الروسية استهدفت منشآت عسكرية في أوكرانيا فقط، وأن مدى المسيّرات المستخدمة لا يتجاوز 700 كيلومتر، “ما يجعل وصولها إلى الأراضي البولندية أمرًا مستحيلًا”.
وقال نيبينزيا إنّ: “كييف لم تكن يومًا جادة بشأن السلام، وكل ما تفعله يهدف إلى إطالة أمد الصراع مستفيدة من رعاتها الغربيين”.
أما المندوب الأوكراني أندري ميلنيك فحذر من “هاوية حرب عالمية ثالثة”، قائلًا: “بإرسال المسيّرات إلى أوكرانيا ثم إلى بولندا، فإن روسيا تستهزئ فقط بهذا المجلس، وإذا لم نتحرك الآن، فلن نتحدث بعد اليوم عن عدم استقرار إقليمي، بل عن خطر حرب عالمية”.
وحذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو من “خطر تصعيد واسع يهدد الأمن الإقليمي ويقوّض المساعي الدبلوماسية الأخيرة”، مطالبةً بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في أوكرانيا.
بدورها، اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أنّ الحادثة “تتعارض مع الجهود الاستثنائية التي تبذلها واشنطن لإنهاء الحرب”، مشيرةً إلى أن روسيا “كثّفت قصفها منذ قمة ألاسكا بين الرئيسين ترامب وبوتين، والآن أضافت انتهاك أجواء حليف للولايات المتحدة، سواء كان ذلك متعمّدًا أو لا”.
وتأتي هذه الجلسة في ظل أجواء توتر متصاعد، فيما أكدت بولندا أن بلادها لم تقترب من خطر المواجهة المفتوحة مع روسيا بهذا الشكل منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر: وكالات