رفضت السلطات البريطانية طلبات تقدمت بها منظمات مؤيدة للقضية الفلسطينية، من بينها مؤسسة “هند رجب”، لإصدار أمر اعتقال بحق الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ خلال زيارته للبلاد.
وأفاد كل من المدعي العام للحكومة البريطانية، اللورد ريتشارد هارمر، ومدير النيابات العامة، ستيفن باركنسون، برفض هذه الطلبات، التي قدمتها كل من مؤسسة “هند رجب” ومنظمة “أصدقاء الأقصى” (FOA)، والتي تهدف إلى “ملاحقة جنود الجيش الإسرائيلي”.
وقدمت المنظمتان ملفاً يحتوي على “أدلة واضحة ومفصلة على الدور الشخصي لهرتسوغ كشريك في جرائم حرب، تشمل سياسة التجويع الإسرائيلية والتدمير الممنهج لغزة وأفعالاً أخرى قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأشار الملف إلى أن الأدلة تضمنت “تصريحات لهرتسوغ وإنكاره للمجاعة في غزة رغم توثيق الأمم المتحدة، إضافة إلى زياراته لمواقع عسكرية، بما في ذلك ناحال عوز وغزة، حيث تزامن وجوده أو سبق الحملات العسكرية المدمرة”. وأعلنت المنظمات أنه سيتم التوجه إلى المحكمة العليا البريطانية للطعن في القرار.
وتزامنت زيارة هرتسوغ للندن مع مظاهرات حاشدة. وفي ذروة الزيارة، خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 10 داونينغ ستريت، احتشد آلاف المتظاهرين وهتفوا، من بين شعارات أخرى، “أيها الرئيس هرتسوغ، هل أنت مجرم حرب؟”، كما شبّه بعضهم هرتسوغ بالنازيين واعتبروا ستارمر شريكاً في الإبادة الجماعية بسبب لقائه مع الرئيس الإسرائيلي.
يُذكر أن مؤسسة “هند رجب” تأسست في سبتمبر 2024 في بروكسل كمنظمة غير ربحية، وسُميت على اسم الطفلة الفلسطينية هند رجب التي قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة. ومنذ ذلك الحين، شرعت المؤسسة بحملة لمقاضاة العسكريين الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023، وهي فرع من حركة 30 مارس الناشطة منذ أكثر من ثلاثة عقود في مجال الملاحقة القضائية لجنود الجيش الإسرائيلي.
وتجمع المؤسسة معلومات علنية من الإنترنت عن الجنود الإسرائيليين، بما في ذلك نشاطاتهم العسكرية، بهدف تقديمهم للمحاكمة في دول أجنبية، وقدمت دعاوى ضد عشرات الجنود. كما زودت المحكمة الجنائية الدولية بمعلومات حول “جرائم حرب” ارتكبها أكثر من ألف جندي وضابط خلال أنشطتهم في قطاع غزة ولبنان.
وفي الشهر الماضي، قدمت المؤسسة طلباً إلى المحكمة الجنائية في لاهاي لاعتقال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، وقائد القيادة الجنوبية يانيف عاشور، والقائد السابق للوحدة 8200 العميد يوسي شارييل، والقائد الحالي للوحدة 8200، وقائد قاعدة بلماخيم الجوية، وقائد السرب 161، والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وذلك على خلفية مقتل صحافيي قناة الجزيرة في هجوم بالقرب من مستشفى الشفاء.
المصدر: مواقع