صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، من حملات الاقتحام والاعتقال في مختلف مدن وقرى الضفة الغربية، شملت جنين، نابلس، رام الله، قلقيلية، بيت لحم وطوباس، وسط مواجهات مع المواطنين، ومصادرة للممتلكات، وتدمير للمنازل والبنية التحتية.
وشملت الحملات مداهمات المنازل، حصار الأحياء، اعتقال الشبان، وإطلاق الرصاص الحي، إلى جانب نشر دوريات عسكرية مكثفة وإغلاق طرق حيوية، ما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية، وتأجيل دوام المدارس، وإعاقة حركة المواطنين.
وفي التفاصيل، فقد واصل مستوطنون مسلحون، اليوم الأربعاء، اعتداءاتهم على مساكن المواطنين وممتلكاتهم، ومنعوا الطلبة من الوصول إلى مدارسهم في حي الطيران جنوب الخليل.
وقالت مصادر محلية إن المستوطنين استخدموا الآليات الزراعية (“التركتورات”) في الاعتداء على المساكن، وقاموا بجولات استفزازية حولها، وأطلقوا طائرات مسيرة تصدر أصواتًا مزعجة باتجاه حظائر الأغنام، ما أدى إلى تشريدها ونفورها.
وأضافت المصادر أن المستوطنين يحضرون يوميًا، خاصة في ساعات الليل، إلى محيط منازل المواطنين وحظائر الأغنام، ويشغلون موسيقى صاخبة وينفخون في ما يسمى “البوق”، في محاولة لبث الخوف بين الأطفال والنساء.
وذكرت المصادر أن مجموعة من المستوطنين قطعت الطريق الوحيد الموصل إلى التجمع ومنعت الطلبة من الوصول إلى مدارسهم، ما أجبرهم على العودة إلى منازلهم. وأضافت أن الأهالي يعانون من حصار متواصل واعتداءات مستمرة، تعيق خروجهم ورعي أغنامهم، وتمنع أي شخص من زيارتهم، بهدف الضغط عليهم لإجبارهم على مغادرة أراضيهم.
وأشار المصادر إلى تصعيد المستوطنين في الآونة الأخيرة، حيث باتت الاعتداءات تشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة الأهالي، ما اضطرهم إلى نقل الأطفال والنساء قسراً إلى مناطق أخرى، وترك الكبار فقط لحماية أراضيهم وممتلكاتهم.
وفي سياق متصل، يواصل المستوطنون شق طرق استعمارية على أراضي المواطنين، بدءًا من الشارع الالتفافي بالقرب من مدخل خربة اقواويس شرق يطا جنوب الخليل، وصولاً إلى أعلى قمة تل ماعين الأثري، المهدد بالاستيلاء المتكرر.
ونصب المستوطنون بيوتًا متنقلة (“كرفانات”) على أراضي قرية الريحية جنوب الخليل، وأخرى في أراضي خلة المعاصر القريبة من مستعمرة “حجاي”، بهدف توسيع المستعمرة على حساب أراضي المواطنين من عائلة الطوباسي. وشق المستوطنون طريقًا يربط المستعمرة بالكرفانات، وتصل مساحة الأراضي المستولى عليها إلى نحو 150 دونمًا تقريبًا.
وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنًا بعد محاصرتها لمنزل في حي المراح. وقالت المصادر إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت الحي وحاصرت أحد المنازل، وأطلقت الرصاص الحي قبل أن تعتقل الشاب محمود علاونة من داخله. كما أصيب طفل (14 عامًا) برصاص حي خلال اقتحام نفس الحي، وتم نقله إلى المستشفى من قبل الهلال الأحمر، إثر إصابته في الظهر والحوض.
وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال نشرت دوريات راجلة في أحياء جنين منها الشرقي والسيباط والمراح، ومنطقة مستشفى الرازي، وأعاقت حركة تنقل المواطنين، ما دفع مديرية تربية جنين لتأجيل دوام المدارس إلى اليوم التالي حفاظًا على سلامة الطلبة.
وفيما يخص أراضي جنين، اقتلعت قوات الاحتلال صباح اليوم أشجار زيتون في بلدتي اليامون والعرقة، وجرفت أراضي زراعية وهدمت بركسات، ومنعت المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، مع استمرار عمل نحو ست جرافات، وتم اقتلاع أكثر من 50 شجرة زيتون حتى الآن.
وفي طولكرم، فجرت قوات الاحتلال منزل عائلة المعتقلين عبد الله وعبد الرحمن ظافر خضر بشناق في قرية كفر عبوش، بعد اقتحام القرية وداهمت المنازل المحيطة وأجبرت سكانها على إخلائها، وزرعوا المتفجرات داخل الشقة المستهدفة في الطابق العلوي لمبنى مكون من ثلاثة طوابق. يذكر أن الاحتلال أخطر في 17 يوليو الماضي بالاستيلاء على الشقة وهدد بهدمها.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العساكرة وداهمت عددًا من منازل المواطنين، ووزعت مناشير تهدد السكان في إطار سياسة التضييق والضغط.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال شقيقين من بلدة كوبر بعد الاستيلاء على مركبتهما، واختطف مستوطنون شابًا من بلدة الرام لم تُعرف هويته بعد. كما أصيب شاب من ذوي الإعاقة في قرية يبرود إثر اعتداء مستوطنين، تبعه اقتحام القرية من قبل الاحتلال وإطلاق قنابل الغاز والصوت.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال شابًا من قرية كفر قليل، وداهمت مخيم بلاطة وعددًا من المنازل دون تسجيل اعتقالات إضافية.
وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال شابًا من قرية سنيريا، وداهمت مدينة قلقيلية من المدخل الجنوبي وانتشرت في شوارعها وأطلقت قنابل الصوت، كما اقتحمت قرية حجة دون اعتقالات.
وفجرت قوات الاحتلال منزل ذوي الشهيد محمد دراغمة في مدينة طوباس بعد اقتحام المدينة وحصار المنزل تمهيدًا لهدمه، وذلك بعد يوم من هدم منزلين في بلدة عقابا شمال طوباس.
المصدر: موقع المنار