الأربعاء   
   10 09 2025   
   17 ربيع الأول 1447   
   بيروت 15:34

الشيخ الخطيب من طهران : الخطر الإسرائيلي يطال الجميع

أجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، في طهران سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية، الذي يختتم أعماله اليوم في طهران.

واستقبل العلامة الخطيب في مقر إقامته آية الله الشيخ محمد حسن أختري، رئيس المجلس الأعلى لمجمع أهل البيت العالمي والشخصية المقرّبة من القيادة الإيرانية العليا، وجرى التداول على مدى ساعة كاملة في شؤون لبنان وإيران والأمة الإسلامية.

وكان العلامة الخطيب قد شارك في جلسة العمل الرئيسية لمؤتمر الوحدة الإسلامية، التي ضمّت رؤساء الوفود المشاركة، حيث طرح الانتقال إلى خطوات عملية، مقدّمًا اقتراحًا من بندين:
الأول، أن تتولى الجمهورية الإسلامية التواصل مع الدول الإسلامية الفاعلة لتشكيل مجلس دائم يتولى إعداد مشروع لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة.
والثاني، تشكيل مجلس علمائي من السنة والشيعة يتولى مهمة العمل على توحيد الرؤى الإسلامية من أجل الهدف السالف الذكر.

وأكد العلامة الخطيب في هذا الإطار ضرورة تفعيل التعاون والتنسيق بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية كمقدمة لهذا المشروع الواسع، لأن التفاهم السعودي ـ الإيراني هو مفتاح الحلول لأزمات المنطقة.

لقاءات إعلامية

وتحدث العلامة الخطيب إلى عدد من وسائل الإعلام التي تغطي المؤتمر، متناولًا واقع الأمة الإسلامية والعربية ومقتضيات الوحدة في مواجهة المخاطر المحدقة بها، فضلًا عن أوضاع الساحة اللبنانية وآفاقها.

وفي حواراته الإعلامية، أشار العلامة الخطيب إلى أنّ الأمة العربية ظنّت أن اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو ستحقق السلام في المنطقة وتعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، لكن فشل هذه الاتفاقات وقيام الثورة الإسلامية في إيران ألهم الشعوب العربية بضرورة الجهاد ضد المحتل الإسرائيلي. ومن ضمن هذه المقاومات كانت المقاومة اللبنانية التي نشأت بعد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ولم تقتصر هذه المقاومات على لبنان لتحرير فلسطين والأراضي اللبنانية، ثم جاءت عملية “طوفان الأقصى” وكانت المساندة للشعب الفلسطيني في الحرب على لبنان. وكان رهان العدو على إنهاء المقاومة، لكنه فشل في ذلك، وهو يحاول اليوم أن يأخذ بالسياسة ما عجز عنه عسكريًا.

وأضاف: لقد شنّ العدو الإسرائيلي الحرب على الجمهورية الإسلامية باعتبارها رأس محور المقاومة، لكنه فشل أيضًا في هذه الحرب، واستطاعت إيران أن ترد بقسوة على العدو، وشاهدنا في مدنه ما يشبه الدمار في غزة. ونعتقد أن العدو سيفشل أيضًا في كل محاولاته، وسينتج عن ذلك تطورات مهمة جدًا في المنطقة.

وقال العلامة الخطيب إن أهمية المؤتمر تكمن في كونه مناسبة للتلاقي بين نخب الأمة وعلمائها وإحدى الوسائل للوصول إلى الأهداف التي نطمح إليها، بما يسمح للمشاركين أن ينقلوا إلى بلدانهم صورة حقيقية عن الأوضاع. وبالتالي لتأكيد أن الصراع هو صراع حضاري ضد العرب، وأن خلفية الحرب هي خلفية حضارية ثقافية اجتماعية. وهذا ما طرحناه في كلمتنا في المؤتمر، وهو ما لم يفهمه الغرب حتى الآن. وحينما يفهم المسلمون هذا الأمر، تتغير طبيعة الصراع بالنسبة إليهم. فالحرب ليست جديدة مع الغرب، بل هي حرب تاريخية مستمرة، ولذلك يجب أن يُعِدّ المسلمون أنفسهم لهذه الحرب، إذ لم يعد جائزًا أن نقاتل الغرب بسلاح الغرب.

ورأى أن المقاومة لم تعتمد الموازين المادية في صراعها مع العدو، بل اعتمدت على الله ونجحت. لأنه لو اعتمدت على الموازين المادية لما استطاعت النجاح في الماضي، فالموازين المادية بيننا وبين الغرب مختلة. ولذلك فالمقاومة باقية، وإن شاء الله ستحقق آمال الشعوب العربية بالنصر.

وقال الخطيب: إن الواقع العربي المنهزم مردّه إلى أن كل دولة لها حساباتها الخاصة، وليس هناك عمل وحدوي جامع. ثم إن الفتنة المذهبية أخذت الأمور إلى مكان آخر. لذلك نحن نتمنى بعدما كشف العدو الإسرائيلي مشروعه بتحقيق “إسرائيل الكبرى” بما يهدد كل الدول، أن يبدّل العرب مواقفهم، وأن يكون هناك تعاون بين العرب والمسلمين، خاصة بين الدول الفاعلة والمؤثرة، لرسم سياسة استراتيجية لدفع الأخطار عن بلادهم جميعًا. ونأمل أن تتعزز العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة السعودية وتركيا ومصر من أجل مصلحة الجميع، وهذا ما نادينا به خلال المؤتمر. وهذا يتطلب مشروعًا يُفترض إعداده وطرحه على هذه الدول، وليس أولى من الجمهورية الإسلامية لهذه المهمة.

وخلص العلامة الخطيب إلى أن الخطر الإسرائيلي يطال الجميع، وأكبر مثال على ذلك العدوان الإسرائيلي على دولة قطر التي لم تدخر جهدًا في سبيل وقف الحرب في غزة، ورعت على أرضها معظم المفاوضات بين الإسرائيليين وحركات المقاومة، لكن يبدو واضحًا أن الإسرائيليين لا يريدون وقف الحرب عندما يستهدفون المفاوض الرئيسي.

وفي الخلاصة، يجب أن يكون العدوان على قطر درسًا لكل الدول العربية، وخاصة لبنان، بأن أحدًا ليس فوق رأسه خيمة زرقاء.

المصدر: مواقع