الجمعة   
   05 09 2025   
   12 ربيع الأول 1447   
   بيروت 18:37

بعثة تحقيق أممية: قوات الدعم السريع ترتكب جرائم ضد الإنسانية في السودان

قال فريق من محققي الأمم المتحدة، الجمعة، إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الدائرة في السودان، فيما اتهم طرفي النزاع بارتكاب جرائم حرب.

وأوضحت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان أنها توصلت إلى أن قوات الدعم السريع “ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، ولا سيما القتل والتعذيب والتهجير القسري والاضطهاد على أسس عرقية، إلى جانب أعمال لا إنسانية أخرى”.

كما أكدت البعثة أنها عثرت على أدلة تثبت ارتكاب كل من الجيش النظامي وقوات الدعم السريع جرائم حرب في النزاع المستمر منذ اندلاعه في نيسان/أبريل 2023، والذي أسفر عن مقتل الآلاف.

وقال رئيس البعثة محمد شاندي عثمان في بيان: “نتائجنا لا تترك مجالاً للشك: المدنيون هم من يدفعون الثمن الأعلى في هذه الحرب”، مضيفاً أن “كلا الطرفين استهدف المدنيين عمداً من خلال الهجمات وعمليات الإعدام التعسفية والاعتقال والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية في مراكز الاحتجاز، بما في ذلك الحرمان من الغذاء والرعاية الصحية”.

وأكد عثمان أن “هذه ليست مآسي عرضية بل استراتيجيات متعمدة ترقى إلى جرائم حرب”.

ورغم تحميل المحققين الطرفين مسؤولية النزاع الوحشي، فقد سلطوا الضوء بشكل خاص على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، المحاصرة منذ أيار/مايو 2024.

وجاء في البيان أن “قوات الدعم السريع ارتكبت خلال حصار الفاشر والمناطق المحيطة بها جرائم لا حصر لها ضد الإنسانية، من بينها القتل والتعذيب والاستعباد والاغتصاب والاستعباد الجنسي والعنف الجنسي، إضافة إلى التهجير القسري والاضطهاد على أسس عرقية وجندرية وسياسية”.

وأضاف البيان أن “قوات الدعم السريع وحلفاءها استخدموا التجويع كأداة حرب، وحرَموا المدنيين من الغذاء والدواء وإمدادات الإغاثة، وهو ما قد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية بهدف الإبادة”.

وطالبت البعثة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. وقالت عضو البعثة، منى رشماوي، إن “المساءلة ليست خياراً بل هي ضرورة قانونية وأخلاقية لحماية المدنيين ومنع ارتكاب المزيد من الفظائع”.

المصدر: أ.ف.ب.