الخميس   
   04 09 2025   
   11 ربيع الأول 1447   
   بيروت 20:59

حصيلة الزلزال في أفغانستان تتخطى ألفي قتيل وعمليات الإغاثة تزداد تعقيدًا

أودى الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان ليل الأحد بحياة أكثر من 2200 شخص، وفق حصيلة محدّثة نشرتها السلطات الخميس، ما يجعله الأكثر فتكًا في التاريخ الحديث للبلاد.

وتزداد عمليات الإغاثة تعقيدًا بسبب انزلاقات التربة والانهيارات الوحلية في المناطق النائية بالولايات الشرقية التي ضربها الزلزال بقوة ست درجات، ولا سيما ولاية كونار التي سجّلت معظم الضحايا ونحو أربعة آلاف جريح.

ومنذ أربعة أيام، تنتظر آلاف العائلات الفقيرة التي فقدت منازلها تحت الأمطار وصول المسعفين والمسؤولين المحليين لتأمين احتياجاتها. وعلى الحدود مع باكستان، ما زالت الأرض تهتز تحت أقدام السكان الذين لم يفرغوا بعد من دفن موتاهم، وينتظرون مروحيات وزارة الدفاع لنقل جرحاهم إلى مدينة جلال آباد.

وأجبرت كثر من العائلات على الانتقال إلى الحقول من دون مرافق صحية، فيما يضطر الرجال إلى السير مسافات طويلة لقضاء حاجتهم، بينما تنتظر النساء حلول الظلام بعيدًا من الأنظار.

وتسبّب الزلزال في تدمير نحو سبعة آلاف منزل في ولايات كونار ولغمان وننكرهار المحاذية لباكستان. لكن حصيلة الضحايا قد تكون أكبر، إذ “تمّ انتشال مئات الجثث من بين أنقاض المنازل المدمرة خلال عمليات البحث والإنقاذ”، بحسب حمد الله فطرة، معاون الناطق باسم الحكومة.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن “فرص العثور على ناجين أحياء تتضاءل بسرعة”، مشيرة إلى أن الأمطار “عقّدت الوضع أكثر”. وأعلنت وزارة الدفاع تنظيم عشرات الرحلات الجوية لإجلاء الجرحى وذويهم إلى مستشفيات المنطقة، فيما أقرت سلطات طالبان بأنها عاجزة عن مواجهة الكارثة وحدها.

ورأت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أن الزلزال، الذي أعقبته ست هزات قوية، وقع في “أسوأ توقيت”، إذ كانت المساعدات الدولية لأفغانستان قد تقلصت مطلع العام. وأطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً لجمع أربعة ملايين دولار لمواجهة الحاجات “الهائلة”، فيما خصصت الأمم المتحدة خمسة ملايين دولار، وقدّمت الصين ستة ملايين يورو.

غير أن بعض بلدات ولاية كونار “لم تصلها المساعدة بعد”، وفق ما قال إيجاز الحقّ ياد، المسؤول في منطقة نوركل. وتعيش العائلات المنكوبة في العراء محرومة من أبسط مقومات العيش.

واعتبر المجلس النرويجي للاجئين أن “الزلزال يجب أن يكون تذكيرًا قويًا بأن أفغانستان، التي تواجه أزمة تلو أخرى، لا يمكن تركها وحيدة”. بدورها، قالت شارلوت سلينتي، الأمينة العامة للمجلس الدنماركي للاجئين خلال زيارتها كابول، إن “دمج الأفغان العائدين من الدول المجاورة يتطلب تمويلاً جديدًا، واليوم كل الأنظار متجهة إلى الزلزال”.

وفي موازاة ذلك، سرعت باكستان المجاورة من وتيرة طرد المهاجرين الأفغان، إذ أجبرت منذ الإثنين آلافًا منهم، بينهم حاملو بطاقات لجوء صادرة عن الأمم المتحدة، على مغادرة أراضيها، بحسب مسؤولين في البلدين. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الزلزال أثّر على 270 ألف أفغاني عادوا حديثًا من باكستان وإيران.

وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في منشور على منصة إكس: “نظراً للظروف الراهنة، أدعو حكومة باكستان إلى تعليق خطة إعادة الأجانب غير القانونيين”.

وتتعرض أفغانستان، الواقعة عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، لزلازل متكررة. فمنذ العام 1900، شهد شمال شرقها 12 زلزالًا تجاوزت قوتها سبع درجات. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدى زلزال بلغت قوته 6.3 درجات إلى مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو تضرر أكثر من 63 ألف منزل في ولاية هرات، وكان حينها الأقوى منذ أكثر من ربع قرن.

ومنذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، تراجعت المساعدات الدولية بشكل كبير، ما أضعف قدرة البلاد على التعامل مع الكوارث الطبيعية.

المصدر: أ.ف.ب.