السبت   
   06 09 2025   
   13 ربيع الأول 1447   
   بيروت 22:21

تأخر وصول المساعدات إلى منكوبي الزلزال في أفغانستان رغم الحاجات الهائلة

يواجه المسعفون والسلطات في أفغانستان تحديات كبيرة في الوصول إلى الناجين من الزلزال العنيف الذي ضرب شرق البلاد، وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا الخميس.

وزادت عمليات الإنقاذ تعقيدًا بفعل انزلاقات التربة والانهيارات الوحلية في المناطق الجبلية النائية، بعدما ضرب زلزال بقوة ست درجات ولايات كونار ولغمان وننكرهار المحاذية لباكستان، متسببًا بمقتل 1469 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، فضلًا عن تدمير نحو 7 آلاف منزل.

وقال معاون الناطق باسم الحكومة، حمد الله فطرة، إن عمليات الإنقاذ تواصلت حتى ساعة متأخرة من الليل، وتم العثور على جثث إضافية، ما يرجح ارتفاع حصيلة الضحايا.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن “فرص العثور على ناجين أحياء تتضاءل بسرعة”، مشيرة إلى أن الأمطار “فاقمت الوضع”. فيما أعلنت وزارة الدفاع تنظيم عشرات الرحلات الجوية لإجلاء الجرحى وذويهم إلى مستشفيات المنطقة.

وأقرت سلطات طالبان بعدم قدرتها على مواجهة الكارثة بمفردها، فيما اعتبرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أن الزلزال الذي تلاه ست هزات ارتدادية قوية وقع “في أسوأ الأوقات”، لا سيما بعد تقليص حجم المساعدات الدولية الموجهة لأفغانستان مطلع العام.

وأطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً لجمع 4 ملايين دولار لتغطية الحاجات الإنسانية “الهائلة”، بينما خصصت الأمم المتحدة 5 ملايين دولار عاجلة لهذا الغرض.

لكن في ولاية كونار الأكثر تضررًا، أكد مسؤول محلي أن بعض البلدات “لم تتلق المساعدة بعد”، فيما باتت العائلات المنكوبة تقيم في العراء. وقال أورانجزيب نوري، من ولاية ننكرهار: “نشعر بالخوف بسبب الهزات الارتدادية الكثيرة. نمضي أيامنا في الحقول وقد تركنا منازلنا التي قد تنهار في أي لحظة”.

المجلس النرويجي للاجئين دعا من جانبه إلى تحرك عاجل، مؤكدًا أن “أفغانستان التي تواجه أزمات متتالية لا يمكن أن تُترك وحيدة”.

وفي موازاة الكارثة، سرّعت باكستان من وتيرة ترحيل المهاجرين الأفغان، حيث أُجبر آلاف منهم على مغادرة أراضيها منذ الاثنين، رغم حملهم بطاقات لجوء صادرة عن الأمم المتحدة. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الزلزال أثّر على نحو 270 ألف أفغاني عادوا مؤخرًا من باكستان وإيران، التي بدورها تواصل ترحيل المهاجرين الأفغان.

ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، حكومة باكستان إلى “تعليق خطة إعادة الأجانب غير القانونيين” في ظل الظروف الراهنة.

وتقع أفغانستان عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، ما يجعلها عرضة للزلازل المتكررة. ومنذ عام 1900، شهد شمال شرق البلاد 12 زلزالًا بقوة تفوق سبع درجات. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدى زلزال بقوة 6.3 درجات إلى مقتل أكثر من 1500 شخص في ولاية هرات غرب البلاد، وتدمير أو تضرر أكثر من 63 ألف منزل.

ومنذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، تقلصت المساعدات الدولية بشكل كبير، ما أضعف قدرة أفغانستان المحدودة أساسًا على مواجهة الكوارث الطبيعية.

المصدر: أ.ف.ب.