الأربعاء   
   03 09 2025   
   10 ربيع الأول 1447   
   بيروت 13:26

البعوض… أكثر المخلوقات فتكا بالإنسان

عندما نفكر في أخطر المخلوقات القاتلة في العالم نميل إلى التركيز على أسماك القرش أو الثعابين، لكن هذا اللقب يعود إلى مخلوق لا تتوقعونه إطلاقاً وهو البعوض.

على رغم صغر حجمها تسبب هذه الحشرات وفيات أكثر من أي حيوان آخر على هذا الكوكب عبر الأمراض الخطرة التي يمكن أن تحملها، وتشير بعض التقديرات إلى أن البعوض مسؤول عما يصل إلى مليون حالة وفاة بشرية سنوياً، بينما تقتل الثعابين ما يقدر بـ100 ألف شخص سنوياً.

وما يجعل هذه المخلوقات خطرة للغاية هو قدرتها على نقل الفيروسات أو الطفيليات الأخرى التي تسبب أمراضاً مدمرة، ففي كل عام تقتل الملاريا وحدها، التي تنقلها بعوضة “الأنوفيليس”، 600 ألف شخص (معظمهم من الأطفال).

وتشمل الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض “حمى الضنك”، التي تسبب ما بين 100 و400 مليون حالة سنوياً في جميع أنحاء العالم، و”الحمى الصفراء”، ذات معدل الوفيات المرتفع، أو “التهاب الدماغ الياباني”، الذي يتسبب في أكثر من 10 آلاف حالة وفاة سنوياً، معظمها في آسيا، ولا ننسى فيروس “زيكا”، مع تأثيراته العصبية المدمرة وطويلة الأمد.

ماذا يحدث عندما يلدغك البعوض؟

إناث البعوض هي التي تلدغ وتمتص الدم فحسب، لأن الدم يغذي بيضها، وعندما تحط البعوضة على الجلد، تثقب الجلد بأنبوبين، أحدهما يسحب الدم، والآخر يحقن إنزيماً لمنع تخثر الدم، ويعاني معظم الناس حساسية طفيفة تجاه هذا الإنزيم، مما يسبب النتوء الصغير والحكة.

يجد البعوض ضحاياه من طريق استشعار الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الدم الدافئ داخل أجسامنا، ومراقبة تحركاتنا، واستخدام الإشارات الكيماوية، كذلك فإنه يحب رائحة الأقدام الكريهة.

كيف ينشر البعوض الأمراض؟

يوجد أكثر من 3 آلاف نوع من البعوض، إلا أن بضع مئات منها فحسب تتغذى على دم الإنسان، بل وأكثر من ذلك، هناك ثلاثة أنواع رئيسة مسؤولة عن نقل الأمراض البشرية.

ينشر البعوض الأمراض بطرق مختلفة، وبصورة عامة، تلتقط البعوضة الفيروس أو الفطريات عندما تحط على جسمها وتلدغها، من ثم تعمل البعوضة كناقل للفيروس، بل ويستطيع الفيروس التكاثر داخل جسمها.

عندما تلدغ البعوضة مرة أخرى تنقل الفيروس عبر لعابها إلى الضحية، وفي حالة الملاريا يلتصق الطفيلي بأمعاء أنثى البعوضة ومن ثم ينتقل إلى الإنسان أو الحيوان أثناء تغذيتها.

يستطيع البعوض السفر لمسافات تصل إلى بضعة كيلومترات حاملاً “وجباته الدموية”، ويمكن لنوع من البعوض، وهو بعوض المستنقعات المالحة، أن يسافر لمسافة تصل إلى 160 كيلومتراً، وهكذا بينما ينتقل البعوض من مكان إلى آخر، فإنه يحمل معه الأمراض.

ما الأمراض التي ينقلها البعوض؟

تنتشر هذه الحشرات على نطاق واسع، لذا فإن الأمراض التي تنقلها متنوعة للغاية، ويمكنها أن تحمل وتنقل فيروس “زيكا” وفيروس “غرب النيل” و”الحمى الصفراء” و”حمى الضنك” و”التهاب الدماغ” وغيرها.

إلى جانب الفيروسات يعرف البعوض أيضاً بأنه ناقل لكثير من الطفيليات المختلفة التي قد تسبب لك أو لأحبائك المرض، مثل الملاريا ودودة القلب الكلبية التي قد تكون أكثر خطورة من غيرها، ومن المهم حماية أنفسنا منها تماماً.

كيف نحمي أنفسنا من لدغات البعوض؟

يكمن سر الوقاية من الأمراض التي يسببها البعوض في منع لدغاته، وينشر البعوض الأمراض من خلال لدغاته، لذا إن لم يلدغك، فلن ينقل لك العدوى، ومن الخطوات السهلة التي يمكنك اتخاذها للحفاظ على سلامتك وسلامة أحبائك خلال موسم البعوض هي ارتداء ملابس بأكمام طويلة وسراويل طويلة عند قضاء وقتك في الخارج، واستخدام طارد الحشرات أثناء وجودك في الهواء الطلق، والمحافظة على نظافة الحديقة، فالحديقة النظيفة تقلل من الأماكن التي يمكن للبعوض أن يعيش ويختبئ فيها خلال النهار، واستخدام نباتات طاردة للبعوض مثل السترونيلا أو النعناع البري.

وأهم طريقة للوقاية من البعوض هي التخلص من المياه الراكدة حول محيط منزلك، إذ إن السبب وراء صعوبة مكافحة البعوض يكمن في سرعة تكاثره، فهو يحتاج إلى مياه راكدة للتكاثر، وتقليل كمية المياه حول منزلك يزيل بيئة تكاثره.

المصدر: الاندبندنت