الثلاثاء   
   02 09 2025   
   9 ربيع الأول 1447   
   بيروت 17:39

أكثر من ألف قتيل بانزلاق أرضي بإقليم دارفور في السودان

لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم في انزلاق أرضي ضخم أتى على قرية بأكملها في إقليم دارفور غرب السودان، بما وصف أنه واحد من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث، بحسب ما أعلنت اليوم الثلاثاء حركة جيش تحرير السودان التي تسيطر على المنطقة.

وقالت الحركة، في بيان، إن “انزلاقات أرضية كبيرة ومدمرة أدّت إلى دمار كامل لقرية ترسين شرق جبل مرة، بالقرب من منطقة سوني، ومصرع كامل سكانها الذين يُقدر عددهم بأكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال، لم ينجُ منهم سوى شخص واحد، وفق المعلومات الأولية”.

وأوضح البيان أن الكارثة وقعت الأحد “بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب المنصرم”.

ولفتت الحركة في بيانها إلى أن القرية “سوّيت بالأرض تماما” نتيجة لهذا الانزلاق الأرضي، مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المساعدة بانتشال جثامين الموتى من تحت التراب.

ونعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ضحايا الانزلاق الأرضي، مؤكدا تسخير كل الإمكانيات المتاحة لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين جراء هذه الكارثة.

مناشدة

بدوره، شدد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على أن ما وقع بقرية ترسين “مأساة إنسانية” تفوق حدود الإقليم.

وأكد مناوي -في حسابه على فيسبوك- فقد عدد كبير من المواطنين في كارثة طبيعية وصفها بالمدمرة، وناشد المنظمات الإنسانية الدولية التدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة، قائلا إن “المأساة أكبر من طاقة أهل المنطقة”.

من جهته، أفاد رئيس حركة تجمع قوى السودان الطاهر حجر بأن حادثة قرية ترسين بجبل مرة جراء الانزلاق الأرضي أودت بأرواح عدد من المواطنين الأبرياء وخلفت أضرارا بالغة في الممتلكات، من دون ذكر أعداد القتلى.

وأشار، في حسابه على فيسبوك، إلى أن ما وصفه بالفاجعة يضع الجميع أمام واجب إنساني وأخلاقي يستدعي تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتقديم الدعم العاجل للمتضررين.

وتعد هذه الحادثة جزءاً من سلسلة كوارث طبيعية متزايدة يشهدها السودان منذ مطلع العام، إذ تسببت الفيضانات والسيول في خسائر بشرية ومادية في عدد من الولايات، وسط عجز في الاستجابة الفعالة نتيجة استمرار النزاع منذ أبريل/نيسان 2023.

وقسمت الحرب السودان إلى مناطق نفوذ بين طرفي النزاع. وفي حين يسيطر الجيش على معظم مناطق الشمال والشرق والغرب، وتمكن هذا العام من استعادة السيطرة على الخرطوم، تسيطر قوات الدعم السريع على إقليم دارفور بشكل شبه كامل وأجزاء من الجنوب.

وتعد جبال مرة سلسلة بركانية وعرة تمتد لمسافة 160 كيلومترا جنوب غرب مدينة الفاشر، وتحولت المنطقة إلى ملاذ للأسر النازحة الفارة من القتال في الفاشر وما حولها.

ومنذ مايو/أيار 2024، تحاصر قوات الدعم السريع الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وهي آخر المدن الكبيرة في الإقليم التي ما زالت تحت سيطرة الجيش وتضم نحو 300 ألف نسمة.

يُذكر أن المجاعة أعلنت في مناطق عدة من إقليم دارفور المؤلف من 5 ولايات.

المصدر: وكالات