أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، بدء “هجوم شديد” على مدينة غزة بعد ساعات من إعلانه المنطقة “ساحة قتال خطيرة”، متجاهلاً وجود أكثر من مليون مدني فلسطيني داخلها.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في بيان نشره عبر منصة “إكس”: “بدأنا العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على مدينة غزة، ونحن نعمل في هذه الأثناء بقوة شديدة في مشارف المدينة”، متجاهلاً الكثافة السكانية الهائلة في المدينة.
وبالتزامن مع هذا الإعلان، شنّ جيش الاحتلال قصفاً عنيفاً بأحزمة نارية استهدفت مناطق الصفطاوي وأبو إسكندر والكرامة وشارع الجلاء وأبراج المخابرات وسط مدينة غزة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف. كما كثّف الاحتلال غاراته على مناطق جباليا وجباليا النزلة شمال القطاع، بالتوازي مع بدء هجومه العنيف على المدينة.
وفي وقت سابق الجمعة، قال أدرعي في بيان آخر: “بناءً على تقييم الوضع وتوجيهات المستوى السياسي، تقرر ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً (7:00 ت.غ) أن حالة الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة للأنشطة العسكرية لا تشمل منطقة مدينة غزة، التي ستُعتبر منطقة قتال خطيرة”.
يُذكر أن جيش الاحتلال كان قد أعلن في 27 يوليو/تموز الماضي ما وصفه بـ”تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية” في بعض مناطق قطاع غزة، بينها مدينة غزة، بذريعة السماح بمرور المساعدات الإنسانية، لكنه واصل استهداف الخيام والمنازل وقتل المدنيين، بحسب شهود عيان ومصادر طبية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، توغّل جيش الاحتلال في مدينة غزة مرات عدة، وسبق أن أعلن في أبريل/نيسان 2024 “تدمير البنية التحتية لحركة حماس فيها”. لكنه عاد مؤخراً لتكثيف القصف وعمليات التدمير والتوغلات في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة شرقاً وجنوباً، وكذلك في مخيم جباليا شمالاً، ما أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين.
وفي 8 أغسطس/آب الجاري، أقرت حكومة الاحتلال خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل بشكل تدريجي، بدءاً بمدينة غزة. وتنص الخطة على تهجير سكان المدينة نحو الجنوب، ثم تطويقها، تمهيداً لعمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق ما ذكرته هيئة البث العبرية الرسمية، رغم تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير من هذه الخطوة.
وبدعم أميركي مباشر، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب إبادة جماعية بحق سكان غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلاً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم.
وخلّفت الإبادة حتى الآن 62 ألفاً و966 شهيداً، و159 ألفاً و266 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلاً عن مجاعة أودت بحياة 317 فلسطينياً، بينهم 121 طفلاً.
المصدر: وكالة الأناضول