الثلاثاء   
   26 08 2025   
   2 ربيع الأول 1447   
   بيروت 23:13

برّاك من بعبدا: لا انسحاب إسرائيلياً من لبنان قبل نزع سلاح المقاومة

استهل الموفد الأمريكي توم براك زيارته إلى لبنان بلقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا.

وقال المبعوث الأمريكي توم برّاك، بعد لقائه عون في بعبدا، إن الرئيس السوري لا يرغب في أن تكون هناك علاقات عدائية مع لبنان، مشدّدًا على أن الولايات المتحدة لا تريد اندلاع حرب أهلية في البلاد.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب من لبنان بعد نزع سلاح حزب الله، وأن الحكومة اللبنانية ستقدّم خطة نزع السلاح، معربًا عن اعتقاده بأن هذه الخطة ستنجح، وستتضمن آلية تمويل لتعويض من يترك سلاحه ضمن صفوف حزب الله.

من جهتها، أشارت المبعوثة الأمريكية السابقة مورغان أورتاغوس إلى أن لبنان دخل مرحلة تطبيق قرار الحكومة المتعلق بنزع سلاح حزب الله.

وقالت السيناتور الأمريكية جين شاهين من قصر بعبدا إن الاجتماع مع الرئيس عون كان مثمرًا، مؤكدة دعم الولايات المتحدة قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.

وأضافت شاهين أن واشنطن لن تناقش أي خطوات تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي إلا بعد تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، مشددة على أن هذه الخطوة صعبة لكنها حاسمة.

وتابعت أن ما يجري هو تغيير لبنان، وقالت إن الولايات المتحدة تترقب إقرار الجيش اللبناني للخطة العسكرية الخاصة بحصر السلاح خلال الأسبوع المقبل.

المزيد من التفاصيل مع مراسلتنا من قصر بعبدا منى طحيني.

عون يثمن المواقف الصادرة عن الوفد الامريكي

واطّلع رئيس الجمهورية من الوفد الأمريكي على نتائج زيارته إلى الكيان الإسرائيلي والمواقف الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بعد لقاء الرئيس عون والوفد الأمريكي.

وأكد الرئيس عون، بحسب البيان، التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني (نوفمبر) لوقف الأعمال العدائية، والذي أُقر برعاية أمريكية-فرنسية ووافق عليه مجلس الوزراء السابق بالإجماع. وجدد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأمريكية-اللبنانية، التي أقرها مجلس الوزراء بكافة بنودها دون أي اجتزاء.

وشكر الرئيس عون الجانب الأمريكي على استمرار دعمه للجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيز قدراتها في جميع المجالات، لتمكينها من القيام بمهامها الوطنية المتعلقة بحصرية الأمن والاستقرار في لبنان. كما أعرب عن أمله في متابعة الجانب الأمريكي للاتصالات مع كافة الجهات المعنية، وخصوصًا مع الدول العربية والغربية الصديقة للبنان، لدعم مساري إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي وتسريع تنفيذهما.

وثمّن الرئيس عون المواقف الصادرة عن أعضاء الوفد، التي تعكس الرؤية الأمريكية لإنقاذ لبنان، والتي تستند إلى ثلاث قواعد أساسية:

  • استتباب الأمن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها دون غيرها.
  • ضمان الازدهار الاقتصادي من خلال الاعتماد على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار، وصون المبادرة الفردية، وإطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان وخارجه.
  • صون الديمقراطية التوافقية في لبنان، التي تحمي جميع الجماعات اللبنانية ضمن نظام تعددي حر يساوي الجميع أمام القانون ويجعلهم شركاء كاملين في إدارة الدولة.

بري يبحث مع الوفد الأمريكي مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة

كما استقبل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الوفد الأمريكي الموسع، الذي ضم السيناتور جين شاهين، والسيناتور ليندسي غراهام، وعضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون، والسفير الأمريكي في تركيا والموفد الرئاسي إلى لبنان وسوريا، السفير توماس براك، ونائب المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، بحضور السفيرة لدى لبنان، ليزا جونسون، والمستشار الإعلامي للرئيس نبيه بري، علي حمدان.

وخلال اللقاء، تم بحث تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات.

وتُعد هذه الزيارة الثانية لبراك وأورتاغوس خلال أسبوع واحد، بعدما زار براك الأراضي المحتلة قبل وصوله إلى بيروت في محاولة للحصول على التزام إسرائيلي مقابل القرار اللبناني بنزع سلاح المقاومة بحلول نهاية العام الجاري، ضمن ورقة الأهداف الأمريكية التي أقرتها الحكومة. وتشمل الورقة أيضًا الجانب السوري، ما دفع براك إلى زيارة دمشق ولقاء الرئيس أحمد الشرع قبل وصوله إلى بيروت.

وكانت تقارير صحافية قد أفادت بأن براك يسعى من خلال جولاته بين تل أبيب وبيروت إلى انتزاع ما وصفه بـ”خطوة حسن نية” من قبل الكيان الإسرائيلي، مقابل قرار الحكومة اللبنانية المتعلق بحصرية السلاح، إلا أن سلطات الاحتلال قطعت عمليًا الطريق أمام أي مطلب لبناني في هذا الإطار.

في المقابل، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشكل واضح أنّ “إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله”، رابطًا أي تقليص لوجودها في لبنان بمدى نجاح بيروت في تنفيذ القرار. وأشاد المكتب بقرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله حتى نهاية 2025، واصفًا إياه بـ”الخطوة الجوهرية”، ومؤكدًا أن “إسرائيل تقدّر ما أقدم عليه لبنان”.

وبالتزامن مع قرب انعقاد جلسة الحكومة المقررة لبحث الخطة التي كلفت الجيش اللبناني إعدادها قبل نهاية الشهر الجاري لتطبيق قرار نزع السلاح، أفادت مصادر مطلعة بأن الجيش يلتزم السرية بشأن مراحل التنفيذ، مرجحةً أن الجيش أبلغ جهات رسمية بعجزه عن تطبيق القرار على كامل الأراضي اللبنانية بسبب ضعف الإمكانات، مؤكدًا في الوقت نفسه حرصه على تجنب أي مواجهة داخلية، والدعوة إلى التوافق الوطني لمنع انفجار الأوضاع.

المصدر: موقع المنار