تواصل حرائق الغابات اجتياح مناطق واسعة في شمال غرب إسبانيا، حيث أظهرت صور جوية نشرتها الحرس المدني الإسباني ألسنة اللهب لا تزال مشتعلة في كل من غاريا (بمقاطعة كاسيريس) ومونكابريل (بمقاطعة سمورة)، فيما بدت قرى كاملة وقد تحوّلت إلى رماد في منطقة أورينسي، شمال غربي البلاد.
المشاهد الجوية التي التُقطت اليوم الخميس، تمثّل الأثر الكارثي للحرائق، في وقت تُواصل فيه فرق الإنقاذ والإطفاء معركتها مع نيران لا تهدأ، وسط آمال بأن تحمل الأيام المقبلة تغيرًا مناخيًا يساعد في احتواء هذه الكارثة الوطنية.
وتُظهر اللقطات المصورة، قرى محروقة بالكامل في “فيّامارتين دي فالديوراس” و”أو باركو دي فالديوراس”، الواقعة في مقاطعة أورينسي التابعة لمنطقة غاليسيا، حيث امتد الدمار إلى الأراضي الزراعية والغابات المحيطة، ما يعكس حجم الكارثة التي تضرب هذه المناطق الريفية.
وبحسب السلطات الإسبانية، لا تزال ثمانية بؤر حريق نشطة ضمن ما يُعرف بـ”المستوى التشغيلي الثاني”، وهو تصنيف يُطلق على الحرائق التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا للمجتمعات القريبة، ما دفع إلى تنفيذ عمليات إجلاء واسعة لعشرات القرى.
ووفق فرق الإطفاء، إنّ الرياح العاتية، وانخفاض الرطوبة في الجو والتربة، كلها عوامل تُسهم في تفاقم الأزمة، مما يجعل السيطرة على الحرائق أمرًا بالغ الصعوبة. وتعتقد السلطات أن بعض الحرائق بدأت نتيجة صواعق خلال عواصف جافة، في حين يُشتبه في أن بعضها كان متعمدًا.
وقالت فيرجينيا باركونيس، المديرة العامة لخدمات الطوارئ، في مؤتمر صحفي أنّه: “رغم انخفاض درجات الحرارة، إلا أن الرياح العنيفة لا تزال تعيق بشدة عمليات السيطرة على الحرائق، كما أن غياب الأمطار لا يساعدنا، وإن كنا نأمل في تغير الطقس خلال الأيام القادمة.”
وقد أدّت موجة حرّ استمرت 16 يومًا وانتهت مطلع الأسبوع، إلى إشعال مئات البؤر، وسط درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية في العديد من المناطق. وأسفرت الكارثة عن وفاة أربعة أشخاص على الأقل، وتضرّر آلاف السكان، وإغلاق خطوط السكك الحديدية مؤقتًا، خصوصًا تلك الواصلة بين مدريد ومنطقة غاليسيا.
وفي ظل تفاقم الوضع، تلقّت إسبانيا مساعدات من عدة دول أوروبية منها: إيطاليا، هولندا، جمهورية التشيك وسلوفينيا أرسلت طائرات إطفاء، كما ساهمت كل من ألمانيا و فرنسا و فنلندا بارسال عناصر الاطفاء.
وأفاد نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي (EFFIS) بأن ما يقارب 400 الف هكتار من الأراضي قد احترقت منذ بداية عام 2025، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 306,000 هكتار في عام 2022، وهو ما يجعل هذا العام الأسوأ على الإطلاق منذ بدء التسجيلات في 2006.
ويحذر العلماء من أن تغير المناخ يزيد من طول وحدة موجات الحر حول العالم، ما يجعل حرائق الغابات أكثر تواترًا وتدميرًا. وتشير الدراسات إلى أن انخفاض الرطوبة في التربة والغطاء النباتي يسهّل اشتعال النيران ويعقّد إطفاءها.
المصدر: يونيوز