السبت   
   02 08 2025   
   8 صفر 1447   
   بيروت 00:41

الرئيس عون: طالبنا في رسالتنا للجانب الأميركي بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان

قال رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون “طالبنا في رسالتنا الى الجانب الاميركي بوقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان جواً وبراً وبحراً والاغتيالات”، واكد ان “كل شهيد قاوم وسقط من اجل لبنان أي كان مسقط راسه هو ذخر لنا”.

ولفت الرئيس عون في كلمته الاربعاء من اليرزة بمناسبة عيد الجيش اللبناني الى ان “العدو الإسرائيلي يمنع العودة الى القرى المدمرة وإعادة الاعمار في الجنوب”، وتابع ان “الجيش اللبناني وقف الى جانب الاهالي في جنوب لبنان وقدم التضحيات”.

وقال الرئيس عون إن “كل شهيد قاتلَ وقاومَ وسقطَ من أجلِ لبنان، أياً كان مسقطُ رأسِه أو قُبلةُ ربِه هو ذِخرٌ لنا، في مسيرتِنا نحو تحقيقِ أهدافِ هذه الشهادة، ببناءِ وطنٍ مستقلٍ مستقٍر، مزدهرٍ وعصريّ يحضُنُ كلَ شعبِه، وينفتحُ على العالم”، واضاف ان “الوفاءُ للشهداء ولتضحياتِهم وللقضية التي ارتقَوا من أجلها، يقتضي منا جميعاً، أنْ نوقفَ الموتَ على أرضنا وأن نوقفَ الدمار وأن نوقفَ الانتحار، خصوصاً حين تصبحُ الحروب عبثيةً مجانيةً ومستدامة، لمصالحِ الآخرين وذلك حفاظاً على كرامةِ شعبِنا وأرضِنا ودولتِنا ووطنِنا”.

واكد الرئيس عون “عملنا على إعادةِ لبنانَ الى محيطِه العربي والمجتمعِ الدولي، من خلال الزياراتِ التي قمتُ بها الى عدةِ دولٍ أجنبية وعربية، أعادتِ البحثَ في إحياءِ اتفاقياتٍ نائمة”، وتابع “كما أدّت الى إعادةِ فتحِ سفاراتٍ، أو تعيينِ سفراءَ معتمَدين في بيروت، وعودةِ سيّاحٍ، عربٍ وأجانب”، واضاف “في هذا المجال تلقينا مبادرةً مشكورةً من الأخوة السعوديين، للمساعدةِ على تسريعِ الترتيبات الضرورية لاستقرارِ الحدودِ بين لبنانَ وسوريا”، وشدد على ان “لبنانُ حريصٌ على بناءِ علاقاتٍ ممتازة مع الجارةِ سوريا، لمصلحةِ كلا البلدين، فازدهارُ واحدِنا هو من ازدهارِ الآخر، تماماً كما كلُ ألمٍ مشتركٌ بيننا”.

واضاف الرئيس عون “أيها الجيش اللبناني الأبيّ، لقد دفعتُ الكثيرَ من رصيدي الشعبي، كي أُجنّبَك وأجنّبَ الشعبَ اللبناني حروباً أو صراعاتٍ عبثية ولكنَّ ساعةَ الحقيقة بدأت تدق”، وتابع ان “المنطقة من حولِنا في غليانٍ وهي تتأرجحُ بين حفةِ الهاوية وسُلّمِ الازدهار، فعلينا اليومَ أن نختارَ، إما الانهيار، وإما الاستقرار”، وقال “أنا اخترتُ العبورَ معكم، بوطنِنا لبنانَ نحو مستقبلٍ أفضلَ لجميع أبنائِه، معاً، لن نُفرِّطَ بفرصةِ إنقاذِ لبنان ولن نتهاونَ مع من لا يعنيه إنقاذٌ، أو لا يَهمُه وطن”.

واكد الرئيس عون “معاً، نريدُ حفظَ كرامةِ كلِ لبناني وصونَ قضيةِ كلِ شهيد، معاً نريدُ استعادةَ دولةٍ تحمي الجميع”، وتابع “فلا تستقوي فئةٌ بخارجٍ، ولا بسلاحٍ، ولا بمحورٍ، ولا بامتدادٍ ولا بعمقٍ خارجي ولا بتبدّلِ موازين، بل نستقوي جميعاً بوحدتِنا ووفاقِنا وجيشِنا، وأجهزتنا الأمنية لمواجهةِ أيِ عدوانٍ كان”، واضاف “نريد استعادةَ دولةٍ، هي خُلاصةُ إراداتِنا، وتجسيدٌ لميثاقِنا، وثمرةُ تضحياتِنا وهي وحدَها التي تحمينا”.

وقال الرئيس عون إن “أيها الجيش، الاستحقاقَ داهمٌ والمسؤوليةُ شاملة وطالما أن اللبنانيين معكم، مع صلابةِ إرادتكم، وحكمةِ قيادتِكم، انا واثقٌ بأنّ مشروعَ الدولة سينتصر، فابقَ أيها الجيش على أُهبةِ الاستعدادِ للدفاعِ عن لبنانَ وعن حياةِ شعبِه ومصالحِ أهاليه”، وتابع “أنا لا أنتظرُ من المكوّناتِ السياسية في مجلسيْ النوابِ والوزراء، إلاّ الإصطفافَ خلفَك في مهمتِك التاريخية لكي نترحّمَ في عيدِ تأسيسِك، على المؤسِسِ الرئيس فؤاد شهاب، لا أن يترحّمَ علينا العالمُ متفرّجا”، واضاف “لذا كلّي ثقةٍ بحكمةٍ رجالاتِ ونساءِ بلادي، من قادةِ الأحزابِ والنوابِ والوزراء، والمرجعياتِ الدينية والاقتصادية والفكرية والإعلامية والثقافية وغيرها، ومن كلِ لبنانيٍ حرٍ حريص، بأنْ نتخذَ معاً، بشجاعةٍ ومسؤولية، قراراً تاريخياً، يقضي بتفويضِ جيشِنا الوطني وحدَه، حَملَ السلاحِ عنّا كلِنا، وحمايةَ الحدودِ عنّا جميعاً. فشرعيّتُنا من شرعيّةِ جيشِنا. وكرامتُنا من كرامته”، واعتبر ان “العيدُ لن يكتملَ إلاّ باكتمالِ التحرير والعيدُ لن يكتملَ إلاّ بإنجازِ الترسيم والعيدُ لن يكتملَ إلاّ بحصريةِ سلاحِك، والمباشرة بالإعمار، ليتصالحَ لبنانُ مع دورِه ورسالتِه”.

وقال الرئيس عون “واجبي وواجبُ الأطرافِ السياسية كافة، عبر مجلسِ الوزراء والمجلسِ الاعلى للدفاع ومجلسِ النواب والقوى السياسية كافة، أنْ نقتنصَ الفرصةَ التاريخية، وندفعَ من دون تردّد، الى التأكيدِ على حصريةِ السلاحِ بيدِ الجيشِ والقوى الأمنية، دون سواها، وعلى كافةِ الاراضي اللبنانية، اليومَ قبل غد”، واضاف “كي نستعيدَ ثقةَ العالمِ بنا، وبقدرةِ الدولة على الحفاظِ على أمنِها بوجهِ الاعتداءاتِ الاسرائيلية، التي لا تتركُ فرصةً إلاّ وتنتهكُ فيها سيادتَنا. كما بوجهِ الارهابِ الذي يرتدي ثوبَ التطرّف، وهو من الأديان براء”.

وتابع الرئيس عون “نعم، لقد انتهكت اسرائيلُ السيادةَ اللبنانية آلافَ المرات، وقتلت مئاتِ المواطنين، منذ اعلانِ وقفِ إطلاق النار في تشرين الثاني عام 2024، وحتى هذه الساعة ومنعت الأهالي من العودةِ الى أراضيهم، ومن إعادةِ إعمارِ منازلِهم وقراهم. ورفضت إطلاقَ الأسرى والانسحابَ من الأراضي التي احتلّتها”، واعتبر ان “الجيش اللبناني وقف الى جانبِ الأهالي بكلِ شجاعة، رغمَ كلِ شيء وخسرَ شهداءَ أعزاء، مثل المقدمِ الشهيد محمد فرحات، ابنِ بلدةِ دير قانون رأس العين، من الجنوبِ وليداً، والذي احتضنته كنائسُ زغرتا في الشمالِ شهيدا، بعدما تحدّى سابقاً المحتلَ وجهاً لوجه، أمام جميعِ العدسات، في وقفةٍ بطوليةٍ هي من بطولةِ هذا الشعبِ وتصميمِه على الصمود”، وتابع “قبل أن يعودَ سلاحُ الجو الاسرائيلي فيغدرَ به. ليرتقي رمزاً لتضحياتِ جيشِنا وشرفِه ووفائه. وتجسيداً لالتفافِ لبنانَ كلِه حولَ الجيش”.

ولفت الرئيس عون الى انه “أوكلت للجيشِ مهماتُ تطبيقِ وقفِ النار وذلك بالتنسيقِ مع اللجنة العسكرية الخماسيةِ الأطراف. وتمكّن على الرغم من تواضعِ الامكانياتِ وكثرةِ مهامِه الأخرى، من أن يبسطَ سلطتَه على منطقةِ جنوبِ الليطاني غيرِ المحتلة، وأن يجمعَ السلاح، ويدمّرَ ما لا يمكنُ استخدامُه منه، وذلك بشهادةِ اللجنة العسكرية الخماسية”، وأكد ان “الجيش مصممٌ على استكمالِ مهامِه، من خلالِ تطويعِ أكثرَ من 4500 جندي، وتدريبِهم وتجهيزِهم، ليُكملوا انتشارَهم في هذه المنطقة، على الرغم من عدمِ التزامِ اسرائيلَ بتعهداتِها”، وتابع “قد ساعدَه في تسهيلِ انتشارِه، أهلُ الجنوبِ أبناءُ الأرض، الذين كانوا دوماً قدوةً في وطنيتِهم وصمودِهم”.

وأشار عون الى ان “الجانب الأميركي كان قد عرض علينا مجموعة أفكار سنطرحها على مجلس الوزراء وطلبنا من جهتنا وقفا فوريا للاعتداءات الاسرائيلية وانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وتسليم السلاح الى الجيش اللبناني”.

وقال عون “كما طالبنا بتأمين مليار دولار سنويا للجيش من الدول الصديقة، وتحديد الحدود البرية مع سوريا بمساعدة الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية، ومكافحة التهريب والمخدرات”، وتابع “هذه أهم بنود المذكرة التي حددنا عناوينها لقطع الطريق على إسرائيل”.

من جهة ثانية، قال الرئيس عون إنه “تم تعيين مجلس ادارة لمجلس الانماء والاعمار وبدأ مسح الاضرار وحملت معي هذا الملف الى الخارج”.

المصدر: موقع المنار