الصحافة اليوم .. التطورات في الاراضي المحتلة وحراك سياسي في لبنان – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم .. التطورات في الاراضي المحتلة وحراك سياسي في لبنان

صحف محلية

 تناولت الصحف اللبنانيّة الصادرة صباح اليوم في بيروت التطورات في الاراضي المحتلة والمواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود العدو الصهيوني. كما كان هناك رصد للتطورات السياسية في الداخل اللبناني والتحالفات بين القوى التي بدأت ترتسم قبل الانتخابات.

الاخبار

نار أميركية على «شرارة الانتفاضة»

واشنطن لتل أبيب: القدس والحائط الغربي ومستوطنات الضفة لكم

يمضي الأميركيون، دون أدنى اعتبار للسلطة الفلسطينية، و«حلفاؤهم» في خطواتهم وتصريحاتهم. فبجانب قرارَي دونالد ترامب وزيارة نائبه، يلمّح هؤلاء إلى خطوات إضافية؛ منها أن أسرلة حائط البراق لن تؤثر في عملية «السلام». خطوات من المتوقع أن تزيد الغضب الفلسطيني، وخاصة أن واشنطن لا تزال تُغلق كل الأبواب في وجه أي نوع من «الحلول»، حتى إن كانت على قياس «سُلطة» لم توقف «التنسيق الأمني»، وتبحث عن مخرج يقيها ردة الفعل الشعبية… الماضية في حِراكها المتواصل

تؤكد الولايات المتحدة الأميركية يوماً بعد يوم مَلَكيتها أكثر من الملك بالنسبة إلى إسرائيل وداعميها، حتى لو أدى ذلك إلى «إحراج» حلفائها من دول «الاعتدال العربي»، لكن أولوية واشنطن هي تل أبيب. ولو أرادت الأخيرة حائط البراق (حائط المبكى وفق التسمية الإسرائيلية)، ترسل الإدارة الأميركية نائب الرئيس للوقوف أمام الحائط بصفته الرسمية، وتؤكد أنّه في أي اتفاق تسوية سيكون الحائط الغربي تحت السيادة الإسرائيلية.

وإذا أرادت تل أبيب ضم مستوطنات الضفة وبسط سيادتها عليها، تساعدها واشنطن في ذلك، بل تؤكد على لسان سفيرها في إسرائيل أن «المستوطنات لا تشكل عائقاً أمام عملية السلام».
ببساطة، كل ما تتمناه إسرائيل، فإن واشنطن مستعدة لتقديمه. هذه الحقيقة التي دوماً تتغاضى عنها دول «الاعتدال» العربي والسلطة الفلسطينية، لكنها صارت اليوم واقعاً ثقيلاً تحرجهم أمام شعوبهم. ورغم محاولاتهم رد بعض ماء وجوههم عبر مشاريع قوانين تقدم إلى مجلس الأمن الدولي تدين قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن بلاده تنتظرهم بحق النقض «الفيتو» الجاهز دائماً لمنع أي كان من اتخاذ أي خطوة ضد إسرائيل.
هكذا، لا تزال الصفعات الأميركية تتوالى واحدة تلو أخرى، فبعد اعتراف ترامب منذ أسبوعين بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، قال مسؤول في الإدارة الأميركية، الجمعة الماضية، إنه «لا يمكن تصور سيناريو لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين دون أن يكون الحائط الغربي (حائط البراق) في القدس تابعاً لإسرائيل». وأضاف ذلك المسؤول أن بلاده «ترى وجوب أن يبقى حائط المبكى تحت السيادة الإسرائيلية في أي تسوية للصراع مع الفلسطينيين».
بعد هاتين الصفعتين، قالت مصادر أميركية، كما نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن «نائب الرئيس مايكل بنس، الذي سيصل إلى تل أبيب (ليل الثلاثاء ــ الأربعاء) سيقدم على خطوة عملية تكرّس اعتراف واشنطن بحائط المبكى كجزء من إسرائيل، بإعلان زيارته للمكان زيارة رسمية بصفته نائباً للرئيس». وقالت الصحيفة إن «خطوة بنس سابقة من نوعها، فالولايات المتحدة قالت (قبل ذلك) إن زيارة ترامب وأفراد عائلته للحائط خلال وجوده في إسرائيل (قبل شهور) كانت بمنزلة زيارة خاصة».
أما عن التقييم الأميركي لرد فعل الشعوب العربية والعالمية على الخطوات الاستفزازية، فذلك غير مهم، وفق سفير واشنطن لدى تل أبيب، ديفيد فريدمان، الذي قلّل في مقابلة أجرتها معه صحيفة «ميكور ريشون»، من أهمية الاحتجاجات العالمية على قرار ترامب، مشدّداً على أن «الإدارة الأميركية لن تتراجع عن موقفها بسبب التهديدات والاحتجاجات التي تفجرت في أعقاب الخطوة التي أقدم عليها ترامب».
ويتصرف الأميركيون بمقتضى أن ما يجري في فلسطين مجرد فورة غضب ستهدأ بعد أسابيع، وأن عملية التسوية مستمرة. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، سيزور غداً تل أبيب «لإجراء محادثات متعلقة بمساعي السلام». وأوضح أن غرينبلات سيجتمع مع مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص إلى الشرق الأوسط، فرناندو جنتيليني، وسيبقى حتى زيارة مايك بنس. أما الأخير، فستشمل جولته في الشرق الأوسط مصر. وقال مسؤولون أميركيون إن بنس «سيناقش خلال زيارته اضطهاد المسيحيين وكذلك القرار بشأن القدس والتصدي لإيران وهزيمة تنظيم داعش ومكافحة الفكر المتطرف».

ترحيب إسرائيلي واستنكار فلسطيني

في اليوم التالي لوصوله الى تل أبيب، من المقرر أن يلتقي نائب الرئيس الأميركي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مكتب الأخير في القدس، وأن يلقي كلمة في وقت لاحق من اليوم نفسه أمام الكنيست، حيث أعلن النواب العرب مقاطعتهم الكلمة «من أجل إيصال رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية وللعالم بأن هناك مواطنين هنا يعارضون بشدة إعلان ترامب»، قبل أن يتناول الغداء مع نتنياهو وزوجته سارة. ومن المقرر أن يزور بنس يوم الجمعة المقبل متحف «يد فاشيم» لتخليد ذكرى المحرقة، وكذلك رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في مقر إقامته في المدينة المحتلة أيضاً.
وألغيت زيارة بنس للضفة المحتلة بعد إعلان السلطة الفلسطينية رفضها استقباله، كما أعلن ذلك في وقت سابق كل من شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب وبابا الكنيسة القبطية البطريرك تواضروس الثاني. وفي مقابلة مع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال مستشار عباس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، «لن يتم الاجتماع مع أي مسؤول من الإدارة الأميركية لمناقشة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن رئيس السلطة كان واضحاً جداً في هذا الشأن»، كما أفاد بأن غرينبلات «لم يطلب الاجتماع بالفلسطينيين».
وبينما دعت حركة «فتح» إلى يوم غضب مع مجيء نائب الرئيس الأميركي، قالت «حماس» في بيان، إن هذه الزيارة «تأتي لفرض واقع جديد في القدس»، مشددة على أن «هذه الزيارة ستمثل تحدياً أمام شعبنا، وعلى الجميع شعبياً ورسمياً رفضها والوقوف في وجهها بشتى السبل».

كذلك، قال مسؤول «حماس» في الخارج، ماهر صلاح، إن «اعتراف ترامب… لن يُغيّر شيئاً من حقائق الأمور، منبهاً إلى أن «من أشعل النار، عليه أن يتحمل لهيبها». وأضاف: «ما ترونه الشرارة الأولى، والنار قادمة لتحرقكم».
على صعيد ثانٍ، اجتمع أمس محمود عباس في العاصمة القطرية مع الأمير تميم بن حمد، قبيل عودة عباس إلى الضفة. ووفق البيان الرسمي، بحث الاجتماع «آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية»، فيما حضره عن الجانب الفلسطيني رئيس «هيئة الشؤون المدنية» حسين الشيخ، ورئيس الاستخبارات العامة اللواء ماجد فرج.

استعدادات أمنية ومواجهات مستمرة

على الصعيد الميداني، بدأت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الاستعداد لزيارة بنس، وذلك بعد دعوة «فتح» إلى «إغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين الاثنين (اليوم) والخميس المقبل». وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن قائد منطقة القدس، يورام هليفي، سيتولى الإشراف على عمليات التأمين، وهو أمر نادر الحدوث، كما ستجهز الشرطة غرفة عمليات في فندق «الملك داود» حيث سيقيم بنس وزوجته.
في سياق متصل، أعلن العدو أن عناصر من «حرس الحدود» الإسرائيلية أوقفوا شاباً عند مدخل المحكمة العسكرية في الضفة بعد «الاشتباه بوجود قنبلة مربوطة بجسده». وقالت الشرطة إن «خبراء المتفجرات عملوا على تفكيك القنبلة المشبوهة، كما عثر على جسم مشبوه آخر في معطف المشتبه فيه… وهو من سكان مخيم جنين».
ميدانياً، يستمر اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في ظل عيد «الأنوار» اليهودي، إذ اقتحم 91 مستوطناً المسجد من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وفي الضفة، أصيب عشرات الطلبة والمواطنين بالاختناق في مواجهات أمس داخل ومحيط حرم جامعة فلسطين التقنية «خضوري» في طولكرم، شمال الضفة. كذلك، أصيب عدد من المواطنين في مواجهات في مخيم الفوار جنوب محافظة الخليل (جنوب).
أما في غزة، فأعلنت وزارة الصحة إصابة خمسة مواطنين برصاص جيش الاحتلال خلال مواجهات على أطراف شرق القطاع، منهم حالة خطيرة. ووفق الوزارة، وصلت الحصيلة في غزة حتى أمس إلى استشهاد ستة مواطنين وإصابة 535 آخرين بجروح، منهم سبعة بحالات خطيرة.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صفارات الإنذار دوّت في مجلس مستوطنات ساحل عسقلان، بعد إطلاق صواريخ من غزة.
(الأخبار)

«مواجهة» ديبلوماسية ضعيفة في مجلس الأمن

قدّمت مصر، بالنيابة عن السلطة الفلسطينية، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بألّا يكون «لأي تغيير في وضع القدس أي مفعول قانوني، و(أنه) يجب إبطاله»، وذلك رداً على القرار الأميركي. وطرحت مصر مشروع القرار أول من أمس، فيما قال ديبلوماسيون إن المجلس يمكن أن يصوت عليه اعتباراً من الاثنين (اليوم).
ويؤكد مشروع القرار أن القدس قضية «يجب حلها عبر المفاوضات»، كذلك عبّر الطرح المصري «عن أسف شديد للقرارات الأخيرة بخصوص وضع القدس»، من دون ذكر إعلان ترامب تحديداً. ويشدّد المشروع على أن «أي قرارات وأعمال تبدو كأنها تغيّر طابع القدس أو وضعها أو تركيبتها السكانية ليس لها أي مفعول قانوني، وهي باطلة ويجب إلغاؤها»، في وقت أكد فيه ديبلوماسيون أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو).
في المقابل، قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، إنه «يدين بشدة» مشروع القرار، معتبراً أنه محاولة من «الفلسطينيين لإعادة اختراع التاريخ»، ومضيفاً أنه «ليس هناك أي تصويت أو نقاش يمكن أن يغيّر واقع أن القدس كانت وستظل عاصمة إسرائيل».
ويدعو مشروع القرار كل الدول إلى الامتناع عن فتح سفارات لها في القدس وعدم الاعتراف بأي إجراءات تخالف قرارات الأمم المتحدة حول وضع المدينة. وسعت السلطة إلى أن ينص مشروع القرار على الطلب مباشرة من الإدارة الأميركية التراجع عن قرارها، لكن بعض حلفاء الولايات المتحدة في مجلس الأمن، بينهم بريطانيا وفرنسا ومصر واليابان وأوكرانيا، تحفظوا عن إصدار نص قاسٍ جداً وأصروا على أن المسوَّدة المقترحة يجب أن تؤكد مجدداً الموقف الوارد في القرارات الموجودة أصلاً. ومن المتوقع أن تلجأ رام الله بدعم من الدول الإسلامية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني قرار يرفض القرار الأميركي، إذا استخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» في مجلس الأمن.
(الأخبار)

البناء

واشنطن للفيتو ضدّ مشروع مجلس الأمن «لا شرعية لكلّ قرار يمسّ المدينة المقدسة وهو باطل»
يومٌ «قومي» لفلسطين يعمّ المناطق اللبنانية والسورية من القاع وحلبا إلى جلّ الديب وحلب
الناشف: لا يجتمع الولاء للقدس وأميركا… السياسة في الحرب هي القتال… للوحدة والمقاومة

كتب المحرّر السياسي

ينظر مجلس الأمن الدولي اليوم في مشروع قرار تقدّمت به مصر بالتشاور مع السلطة الفلسطينية، يستهدف إبطال أيّ مفاعيل قانونية لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة موحّدة لـ«إسرائيل»، انطلاقاً من كونه سابقة تفتح الطريق لسواها، في انتهاك محرّمات وضعتها قرارات عديدة لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، تمنع المساس بوضع المدينة المقدّسة وفرض أيّ أمر واقع بقوة الاحتلال، خصوصاً التصرّف بالسيادة عليها، وجعلها عاصمة لـ«إسرائيل»، ومنعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من نقل سفاراتها إلى القدس، وينصّ مشروع القرار على تأكيد أن «لا شرعية لكلّ قرار يمسّ المدينة المقدسة واعتباره باطلاً قانونياً وكأنه لم يكن»، بينما أكدت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أنّ واشنطن ستستخدم حق النقض «الفيتو» لإسقاط القرار.

المصادر الفلسطينية المواكبة لخيار الانتفاضة وقوى المقاومة، أكدت أنّ هذا المسعى الدبلوماسي المفيد إعلامياً، يثبت بالمقابل أنه ليس طريق المواجهة الذي سيؤدّي إلى إبطال مفاعيل القرار الأميركي، فالطريق واضح مهما حاول الكثيرون تجنّبه وتفاديه، وقيادة السلطة الفلسطينية التي تقف وراء المسعى الدبلوماسي الدولي، مطالبة رغم أهمية ما تقوم به لفضح إدارة ترامب، ورغم أهمية توسيع دائرة مناصري الحقوق الفلسطينية، بجعل الزخم الرئيسي لحركتها في استنهاض الشعب الفلسطيني لخيار الانتفاضة والمقاومة، بدءاً من إعلان سقوط اتفاقيات أوسلو، وسحب الاعتراف بـ «إسرائيل»، وصولاً لرسم سقف قطع العلاقات بـ «إسرائيل» أمام كلّ الحكومات العربية والإسلامية، كشرط لصدقية الادّعاء بالوقوف مع فلسطين وشعبها وقضيتها. وقالت المصادر إنّ الانتفاضة تواصل فرض حقائقها، بوحدة وطنية فلسطينية، ستترجمها تظاهرات الغضب بوجه زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للمنطقة، وسط مقاطعة سجّل الرئيس الفلسطيني وحامل مفاتيح كنيسة القيامة وبابا الأقباط وشيخ الأزهر، مواقعهم فيها ولا تزال تنتظر فحص جدّية وصدقية الآخرين من الذين أعلنوا معارضة قرار ترامب.

السوريون القوميون الاجتماعيون، حدّدوا لحركتهم برنامجاً يمتدّ على أيام الأسبوع ابتداء من أول أمس ويستمرّ في مدن ومناطق لبنانية وسورية، وكان أمس الذروة فيه، بعدما شملت التحركات حلبا وطرابلس والشويفات والسويداء وسلمية وحاصبيا والقاع ووصلت التظاهرات إلى دمشق وحلب واللاذقية وتصل اليوم إلى حمص، وتوّجَها أمس مهرجان مركزي في جلّ الديب تحدّث خلاله رئيس الحزب حنا الناشف محدّداً رؤية الحزب للقضية والمهمات.

أكد الناشف معادلة أنّ الجمع بين الولاء للقدس والصداقة مع أميركا استحالة، وأنّ طريق المقاومة والوحدة هو وحده الذي يُعيد الحقوق التي سُلبت بالقوة، واستغلّ الأعداء لتضييعها حال التفكك والانقسام، واعتمدوا في بلوغ أهدافهم على خطط التقسيم.

وتساءل الناشف، إذا كان يزعم بعض العرب، أنهم مع فلسطين المغتصبة، ومع القدس الجريحة، فلماذا هم مع أميركا التي تعاديها وتناصر عدوّها الغاصب؟ ألم يسمعوا بمقولة هم وضعوها: «صديق عدوّك هو عدوُّك». وتابع مجيباً، إذا كانت أميركا صديقة عدوّكم فهي عدوّكم، فلماذا تهرولون وراءها لتقوم بالوساطة كوسيط «عادل» بينكم وبين «إسرائيل»؟ وهل بإمكانها أن تكون وسيطاً عادلاً إذا كانت جهاراً نهاراً هي مَن تدعم عدوّكم، وتؤازره ليستكمل اغتصابكم؟

أضاف الناشف، لقد امتشقت أميركا عداوتكم منذ خمسينيات القرن الماضي، ولم تكن مرة وسيطاً عادلاً. وهي ليست وسيطاً عادلاً، إلا في أوهامكم، وها هو ترامب يستهين بعنترياتكم، ليقول لكم جهاراً: «إنّ القدس ليست مدينتكم، إنّ القدس ليست لكم، إنّ القدس هي لمغتصبي أرضكم، هي لمن دجّجتْه بلاده بالسلاح والطائرات والقنابل الفوسفورية والانشطارية والعنقودية والنووية».

وتوجّه الناشف للقادة العرب قائلاً، عبثاً تلهثون وراءه ليعود عن قراره، فهو من ذلك العالم الذي لا يفهم إلا لغة القوة، وليس قوة الحق والعدالة. هو من ذلك العالم الذي لا يخضع إلا للأقوياء، ولا يلتفت إلى الضعفاء.

وتوجَّه للفلسطينيّين بالقول: يا شعبنا في فلسطين، انتفض، قل للغاصب سنجعل أرضنا كرة نار تحت أقدامك.

قل لـ «إسرائيل» كلّ أساطيلك وطائراتك وسلاح دمارك لن يقوى على إرادتنا، لأننا شعب يحبّ الموت متى كان الموت طريقاً للحياة. قل لها إنّ إرادتنا هي الحق والحقيقة والعدل والعدالة، وهي القضاء والقدر، وإنّ انتصار المصالح في صراع الحياة، كما يقول سعاده يُقرَّر بالقوة بعد أن يُقرَّر بالحق.

قل لها: القدسُ لنا، وهي عاصمتنا الى الأبد. وفلسطين لنا، لنا منذ الأزل وستبقى لنا الى الأبد. ارفضوا أية مفاوضات بعد اليوم، فهي لم تعُد عليكم إلا بخسارة أجزاء عزيزة من أرضكم.

وتابع متوجّهاً للفلسطينيين، صمّموا على القتال. ونحن معكم، وأحرار العالم ومقاوموه كلهم معكم، ومع مقاومتكم. وكما كان أحرار العالم مع شعبنا في الشام ناراً على جيوش الدمار والحقد والظلام، وتحقّق النصر، سيكونون معكم، وسيتحقق النصر. نحن مع مقاومتكم، ومقاومتنا هي مقاومتكم، فلا خيار غير القوة لانتزاع حقنا القومي في كلّ أرضنا في فلسطين. وتأكدوا أنه لا يصنع النصر إلا البندقية، لا يصنع النصرَ إلا وحدتُكم ووحدتُنا كشعب واحد وكأمة واحدة، فالدولة اليهودية على أرضكم لم تنشأ بفضل المهارة اليهودية، بل بفضل التفسُّخ الروحي الذي اجتاح الأمة السورية ومزّق قواها وبعثر حماسَها وضربَها بعضها ببعض، وأوجدَها في حالة عجز تجاه الأخطار والمطامع الأجنبية، كما علّمنا سعاده.

وختم الناشف بالدعوة للوحدة، قائلاً للفلسطينيين، انبذوا خلافاتكم وانشدوا وحدتكم خلف مقاومتكم. وانبذوا الذين يُلبسون التخاذل والاستسلام دثار الواقعية والتسووية. واعلموا أنّ السياسة في زمن الحرب هي سياسة القتال، ولن تصنع سلامكم سوى سواعدكم وبطولاتكم وتضحياتكم. وثقوا أنه لن تُستردّ أرضكم وقدسكم إلا بالقوة. ولا ريب إذا فعلتم فإنه سيأتي يوم النصر وستعود القدس، وسيرفرف فوقها شامخاً علم فلسطين. وثقوا أنّ بطون أمّهاتنا لن تبخل علينا بولادة أنطون سعاده آخر، وصلاح الدين آخر.

قانون الانتخاب يُوازي إنجازات التحرير

بات مؤكداً أن ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير علناً يوم الجمعة الماضي، هو الكلام نفسه الذي كانت تقوله المملكة العربية السعودية همساً منذ ما بعد إقرار قانون الانتخاب. وبيّن الجبير أن الحسابات السعودية التي دفعت بالرئيس سعد الحريري الى تقديم استقالته في 4 تشرين الثاني، لها علاقة بالتفاصيل الداخلية اللبنانية المتصلة، بحسب السعوديين، بقانون الانتخاب غير المتوازن.

لقد ردّ حزب الله أمس، مواربة على كلام الجبير الذي أشار فيه إلى أن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله لم يسمحا للرئيس سعد الحريري بالحكم ولم يعطياه الهامش السياسي، واستخدماه كواجهة لتغيير القانون الانتخابي»، مؤكداً بحسب ما جاء في كلمة النائب حسن فضل الله من بنت جبيل أن قانون الانتخاب الجديد يوازي إنجازات التحرير، معتبراً أنه «لولا وجود الرئيس عون في سدّة الرئاسة لما حصل ما حصل من إنجازات»، معتبراً أن «واحدة من الإنجازات الكبرى التي نفاخر بها، أننا أسهمنا بشكل كبير بتقديم قانون انتخابي جديد للبنانيين قائم على النسبية التي تُعطي لكل مواطن القدرة على التأثير في الانتخابات، لا سيما وأنه قد وضعت الأسس القانونية للانتخابات».

المستقبل: نحن شاركنا في إنتاج القانون

وأكدت مصادر تيار المستقبل لـ «البناء» أن تيار المستقبل شارك في إنتاج القانون الانتخابي ولولا موافقته على هذا القانون لما أبصر النور، مشيرة الى أن هذا القانون كان ثمرة تسوية بين القوى السياسية الأساسية حزب الله، المستقبل، الوطني الحر، أمل والاشتراكي التي وضعت نصب أعينها «إلهاً من حجر» أسمته النسبية، وبدلاً من أن تذهب إلى تطبيق النسبية بشكل واضح وكامل ذهبت إلى تطعيم هذا القانون بما يُسمّى الصوت التفضيلي».

أصعب امتحان منذ 14 شباط

وأكد رئيس الحكومة سعد الحريري في كلمة ألقاها ممثله الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري في الضنية، خلال ندوة إنمائية بعنوان «الضنية 2025»، أننا قد تحمّلنا المسؤولية في أصعب الظروف، والحرب لإلغائنا وشطبنا من الحياة الوطنية لم تقف لليوم وما زالت مستمرة، مع اختلاف أدواتها في كل مرحلة، وتقاطع المصالح، بين من هم خصومنا في الأصل، ومَن كانوا في قلب بيتنا وطعنونا في الظهر، وهدفهم وما عشناه في الأسابيع الماضية، كان أصعب امتحان بعد 14 شباط 2005. وتابع نحن نعمل لتأمين التوافق السياسي وغيرنا يعمل لتسعير نار الاشتباك. نمارس العمل السياسي من أجل مصلحة الناس وغيرنا يتلاعب بمشاعر الناس ومصلحة البلد على وسائل التواصل. لكن في النهاية، لن يصحّ إلا الصحيح، ومن ينتظرنا على الكوع، «الكواع» كثيرة وخطيرة، وسينتظر كثيراً».

وفي إطار الجولات المناطقية العونية المتواصلة، تنقل وزير الخارجية جبران باسيل في عطلة الأسبوع بين صيدا وطرابلس. وبينما ترددت في الآونة الأخيرة تسريبات عن تحالف سيجمع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في صيدا، في ضوء تأكيد تيار المستقبل أن الرئيس سعد الحريري لن يخوض الانتخابات النيابية بلوائح ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في المناطق المشتركة، كان لافتاً حرص الوزير باسيل خلال زيارته «أم نادر»، «أم الكل» النائب بهية الحريري، كما وصفها على الاستفسار من الحريري عن العديد من القضايا المتصلة بهذه المنطقة. وكان تأكيد مشترك على أهمية ما تشكله صيدا ومنطقتها من نموذج ورسالة في التنوّع والعيش الواحد بين اللبنانيين، وضرورة الحفاظ على هذا النموذج.

ومن الميناء أكد باسيل «أننا نريد ان نعمل معاً في السياسة، لا لنكسب الأصوات فقط في الانتخابات، ولكننا نعمل لتعود هذه المدينة كعاصمة ثانية للبنان. وهذه متطلباتها كثيرة، وكلنا سوياً سنجري الانتخابات، ومن ثم نذهب إلى ورشة عمل كبيرة في طرابلس لتكون محطة لإعمار لبنان وإعمار سورية، معتبراً خلال افتتاحه مكتباً لـ «التيار الوطني الحر» في طرابلس أنّ «التيار عاد ليأخذ مكانه الطبيعي في طرابلس بعد أن مرّت ظروف غير طبيعية».

جلسة مقالع ونفايات وكسارات

من ناحية أخرى، يودّع مجلس الوزراء جلسات العام 2017 بجلسة سيترأسها الرئيس سعد الحريري في السراي الحكومية هذا الأسبوع، ستستكمل البحث في جدول أعمال جلسة الخميس الماضي. ومن المرجّح أن تبتّ الجلسة أيضاً بطلب المديرية العامة لأمن الدولة تطويع 400 عنصر إضافي برتبة مأمور متمرّن.

وعلمت «البناء» من مصادر وزارية معنية أن ملفي النفايات، والمقالع والكسارات سيكونان محور الجلسة التي ستعقد إما الثلاثاء وإما الاربعاء وسيقدّم خلالها وزير البيئة طارق الخطيب خطة عمل لمعالجة المخالفات في قطاعَي المقالع والكسارات على مختلف الأراضي اللبنانية مع فرض رسم ضريبة على كل متر مكعب من الإنتاج، قد يساعد الدولة على تنظيم قطاع الكسارات وتشجير للمناطق. وتشير مصادر وزارية لـ «البناء» إلى أن الحلّ النهائي والجذري لأزمة النفايات لم يبصر النور حتى الساعة بسبب سوء إدارة النفايات الصلبة لغياب الفرز من المصدر والتخلّص من النفايات الصلبة وحرقها ضمن المكبات العشوائية، هذا فضلاً عن أن بدائل مطمري الكوستابرافا وبرج حمود لم تطرح بعد لحسابات القوى السياسية. وبالتالي فإن لبنان سيكون مقبلاً على مشكلة كبيرة إذا تأخّر الحل، مشيرة إلى أن حل أزمة النفايات يجب أن يقع على عاتق جميع المحافظات، مؤكدة ضرورة أن تعالج كل منطقة نفاياتها بالتي هي أحسن.

عيتاني يمثل اليوم أمام أبو غيدا

من ناحية أخرى، يمثل المخرج والممثل المسرحي زياد عيتاني للمرة الأولى اليوم أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، لاستجوابه في ادعاء النيابة العامة العسكرية ضده بـ «جرم التواصل مع العدو «الإسرائيلي» وتزويده بمعلومات عن سياسيين وإعلاميين وحيازة المخدرات».

الجمهورية

مانشيت:الإنتخابات إلى تحالفات كبرى… وتوتّر شديد بين «القوات» و«التيار»

يترقّب لبنان والمنطقة والعالم كلمة الرئيس دونالد ترامب ظهر اليوم، التي سيكشف فيها عن استراتيجية الأمن القومي الاميركي خلال المرحلة المقبلة وسبلِ التصدّي للتهديدات العالمية. وتقوم هذه الاستراتيجية على أربعة محاور؛ هي توفير الحماية للوطن والمواطن وحماية الاقتصاد والحفاظ على السلام العالمي وتعزيز الدور الأميركي على الساحة الدولية. وقال مستشار الأمن القومي أتش آر ماكماستر «إنّ الاستراتيجية الجديدة وضِعت على أساس التعامل مع حقائق العالم الجديد ومعالجة المشكلات والتهديدات بما يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة. وتمثّل القوى الساعية لتغيير النظام العالمي كالصين وروسيا، و»الأنظمة المارقة» مِثل كوريا الشمالية وإيران، أبرزَ التحدّيات للأمن القومي الأميركي». وأكّد ماكماستر أنّ روسيا تهدّد الولايات المتحدة «بحربٍ من جيل جديد» تتضمّن حملات دعائية معقّدة مصمّمة لخلق حالة من الانقسام في المجتمع. ورأى ماكماستر في سياسات الصين الاقتصادية تهديداً، فهي تسعى عبر «عدوانها الاقتصادي» إلى التلاعب بالنظام الاقتصادي العالمي. وترى الولايات المتحدة في التجارب الصاروخية والنووية التي تجريها كوريا الشمالية بين فترة وأخرى، تهديداً للسلام العالمي، لا سيّما وأنها تنتهك العقوبات الدولية المفروضة عليها. أمّا بالنسبة لإيران، فتقول الإدارة الأميركية إنّ أنشطة طهران وسياساتها في الشرق الأوسط تُزعزع الاستقرار الإقليمي عبر التدخّل في شؤون الدول ومدّ جماعات مصنّفة إرهابية بالمال والسلاح.

داخلياً تدخل البلاد بدءاً من هذا الاسبوع مدار عطلة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، لكن العطلة لن تمنع استمرار الحركة السياسية والاقتصادية بسبب دقة الوضع في لبنان والمنطقة.

وإذ يُنتظر ان يشهد القصر الجمهوري قريباً، وكذلك الصرح البطريركي الماروني في بكركي، زيارات مهمة، ظاهرُها التهانئ بالعيد، وباطنُها البحث في الوضع العام في البلاد، خصوصا وأنّ الموقف اللبناني حيال مدينة القدس لاقى ترحيباً رسمياً وشعبياً وإقليميا ودولياً.

وفي غمرة الاستعدادات والتحضيرات للاحتفال بالاعياد، وبعدما باتت الطريق سالكة في موضوع النفط، يُنتظر ان تُفتح صفحة الانتخابات النيابية بقوة مطلعَ السنة الجديدة، بعدما اكتملت التحضيرات الادارية اللازمة لها بتوقيع وزير الداخلية نهاد المشنوق مشروعَ مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين المقيمين والمنتشرين وأحاله الى مجلس الوزراء.

وسيعمل جميع الاطراف السياسية وكأنّ الانتخابات حاصلة في موعدها في 6 أيار المقبل، في ظلّ حذرٍ مِن حدوث تطورات يمكن أن تعيد خلط الاوراق، أكانت سياسية في حال حصول الانتخابات، او أمنية يمكن ان تؤثّر على إجرائها.

وقد توقّع عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض «أن ندخل في مناخ انتخابي حار ابتداءً من مطلع السنة المقبلة، خصوصا بعدما مضَت وزارة الداخلية في الاجراءات القانونية لإجراء العملية الانتخابية في موعدها المقرر. وأكّد «أن لا شيء يمنع إجراء الانتخابات في مواعيدها على الاطلاق».

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره أمس: «لا يجب ان نتصرّف على اساس انه لم يعد في إمكاننا عمل شيء بحجّة انّنا دخلنا في مدار الانتخابات النيابية، «فالغداء لا يلغي الترويقة». وأضاف: «لن اتفرّغ للانتخابات إلّا قبل وقتٍ قصير من موعد إجرائها».

وأكد «أنّ التحالف بين حركة أمل و«حزب الله» في هذه الانتخابات بديهي»، مبدِياً في الوقت نفسه «انفتاحَه على كل انواع التحالفات الوطنية الكبرى العابرة للطوائف والمناطق»، ولكنّه سأل في هذا المضمار عن مواقف الآخرين و«مدى رغبتهم في عقدِ مِثل هذه التحالفات».

وقيل له انّ البعض يتحدّث عن عزل القوات اللبنانية عن هذه التحالفات، فقال: إنني أرفض عزل ايّ طرف من الاطراف السياسية بمَن فيها «القوات اللبنانية»، مشيراً الى «انّ الإمام موسى الصدر كان في طليعة معارضي عزل حزب الكتائب في بداية الحرب، وقد أثبتَت الاحداث لاحقاً انّه كان على حق».

وردّاً على سؤال حول كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبيرحول عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن الاستقالة بناءً على وعدِه بأنّ لبنان «سيكون حيادياً في شأن ما يَحدث في العالم العربي»، قال بري: «إنّني قمتُ بما يتوجّب عليّ على مستوى المساهمة في تحقيق الاتفاق على النأي بالنفس، وقد ادّيت قسطي الى العلى». وأضاف: «لم آتِ على ذِكر الحياد من قريب او بعيد، وإنّما تعهّدت بالنأي بالنفس لا أكثر ولا اقلّ، ونفّذت والتزمت».

وحول القانون الانتخابي وطرحِ البعض تغييرَه او تعديله، قال بري: «قانون نافِذ وثابت ولا يستطيع احد ان يعطّله، وستجري الانتخابات النيابية على اساسه، في موعدها المحدّد في أيار المقبل، وبالتالي يخطئ مَن يعتقد او يراهن على انّ في الإمكان تغييره، فمجلس النواب ليس في هذا الوارد، وبالتالي لا تعديل للقانون الانتخابي ولا تغيير. هناك كلام كثير يقال هنا وهناك، ولكن هذا ليس اكثرَ من كلام، وللعِلم ثمّة محاولات عدة جرت في السابق لتعديل القانون ولم تنجح».

وعندما سُئل بري: هل يستيطعون ان يعطلوا الانتخابات؟ أجاب: «أعوذ بالله، لا تعطيل ولا تغيير ولا تعديل». وردّ على قول البعض أنّ قانون الستين هو ضمان للسُنّة، فقال: «ستّين سنة وسبعين يوم، يِحكوا اللي بدهم ياه، فما كتِب قد كتِب وانتهى الامر».

وحول المرحلة المقبلة قال بري: «لا يجوز ان تتوقف عجَلة البلد والحكومة والمجلس، هناك عمل كثير، لا يوجد شيء الّا ويحتاج الى شغل، ونستطيع ان نكمل من الآن بإقرار القوانين المتعلقة بقطاع النفط، ونستطيع ايضاً ان ننجز الموازنة لأنها منجَزة مِن قبَل وزير المال وتنتظر إقرارَها في مجلس الوزراء».

«القوات» – «التيار»

سياسياً، وفيما يسود جبهة العلاقات بين «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» هدوء مشوب بالحذر، وسط ترقّبِ الجميع لقاءََ كثرَ الحديثُ عنه، بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع، ساد توتّر شديد على جبهة «القوات»ـ «التيار الوطني الحر».

وقالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»: «لو كان الخلاف محصوراً بين تيار «المستقبل» و»القوات»، لكان اللقاء بين الحريري وجعجع عُقِد سريعاً وعالج الأسباب التي ادّت الى نشوء الخلاف. لكنّ المشكلة ليست ثنائية إنّما ثلاثية، إذ إنّ علاقات «القوات» المتوترة تشمل كذلك «التيار الوطني الحر» المتحالف مع «المستقبل».

وبالتالي فإنّ أيّ تقدّم بين «القوات» و»المستقبل» مرتبط أيضاً بالتقدم بين «القوات» و»التيار الوطني الحر»، الأمر الذي يَحول دونه اكثر من عقبة سياسية وانتخابية».

وكان عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم قد قال أمس في تغريدة «تويترية» له: «في الوقت الذي تعمل «القوات اللبنانية» لبِناء تحالفاتها على الثوابت والاقتناعات، يستقتل بعضُ فِتنويّي «التيار الوطني الحر» لبناء تحالفاتهم على اساس تغذيةِ الفتن بين «القوات» و»المستقبل»، متأمّلين بأصوات الإبراء المستحيل».

وجاءت تغريدة كرم بعد ساعات على إصدار الدائرة الإعلامية في «القوات» بياناً ردّت فيه على وزير الطاقة سيزار ابي خليل آسفة لـ»استمراره في كيلِ الاتهامات لـ»القوات» حول عرقلةِ تأمين الكهرباء 24/24»، وتصويره اعتراضها «على صفقة الكهرباء في إطار المزايدة الانتخابية». كذلك أسفَت لمحاولته «إجراءَ تشبيهٍ في غير محله بين مناقصةِ الكهرباء التي انتهت بعارضٍ وحيد لِما يحتوي هذا التشبيه من تشويه مقصود للحقائق».

مجلس وزراء

في هذا الوقت، يستعدّ مجلس الوزراء لعقد جلسة في السراي الحكومي غداً الثلثاء برئاسة الحريري، للبحث في بنود إنمائية وخدماتية. ويضمّ جدول الاعمال 67 بنداً من بينها بنود مؤجّلة من جلسة الخميس الماضي، ومنها: توسِعة مطمري «الكوستابرافا» وبرج حمود، ومشروع سكة الحديد بين طرابلس والحدود السورية وتمديد عقدَي إدارة شبكتي الهاتف الخلوي، ومسح ميداني للمواقع والكسّارات والمقالع بناءً على طلب وزارة المال وتطويع 400 عنصر في جهاز أمن الدولة.

إضراب مفتوح

وفي هذا الجو، عادت لغة الإضرابات الى القطاع العام، إذ إنّ جميع المؤسسات الرسمية والمصالح المستقلة والبلديات وفروع الجامعة اللبنانية غير الخاضعة لقانون العمل ستقفِل ابوابَها من اليوم في إضراب مفتوح من دون ايّ افقٍ، رفضاً لاستثنائها حتى الآن من فروقات سلسلة الرتب والرواتب ورفضاً لمضمون المذكّرة التي اصدرَها رئيس الحكومة نهاية الأسبوع الماضي والتي حرَمتهم كثيراً من مكتسباتهم السابقة ومن التقديمات الإضافية للسلسلة الجديدة.

وسيتوقف العمل بدءاً من اليوم في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والبلديات التي رَفعت الصوت من أجل الإسراع في تطبيق القانون 2017/46 والخاص بسلسلة الرتب والرواتب بعد التأخير في تطبيقه منذ 21 آب الماضي.

والذي يعطي العاملين في هذه المؤسسات الحقّ في الحصول على غلاء المعيشة وعلى ان لا تتدنّى الزيادة عن جداول الموظفين الاداريين من دون المساس بالمكتسبات الخاصة بهم حسب الاختصاص ونوع العمل الذي يميّز بين هذه المؤسسات وخدماتها.

علماً انّ المستخدمين في هذه المؤسسات يلتزمون منذ إقرار القانون ما قال به من موجبات بما فيها دوام العمل اليومي والساعات الإضافية بحدّها الأقصى دون ان يتقاضَوا فروقات السلسلة، كما انّهم لن يستفيدوا من الدرجات الثلاث الاستثنائية بعدما اسقطتها المذكّرة وهي التي وردت في المادة ٩ من قانون السلسلة رقم ٤٦ / ٢٠١٧.

بل على العكس فهم يتقاضون رواتبَهم منذ تطبيق السلسلة بنسبة تراجعت قيمتُها بما يقارب 40 % منها بعدما فقدوا منها ما كان لهم من حقوق مكتسَبة في بعض التعويضات الشهرية.

وعليه، سيَشمل الإضراب المفتوح من اليوم المؤسسة العامة للإسكان، مؤسسة المقاييس والمواصفات، مؤسسة كهرباء لبنان، مؤسسات ومصالح المياه في لبنان، المعهد الوطني للادارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء، البلديات، مؤسسات ومصالح المياه ومؤسسة الضمان الاجتماعي، إضافةً الى المؤسسات التابعة لوصاية رئاسة الحكومة.

المصدر: صحف