المواقف من الرئاسة السورية.. صراخ دون صدى – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

المواقف من الرئاسة السورية.. صراخ دون صدى

الرئيس الاسد
احمد شعيتو


لا تزال طريقة تعاطي المعارضين للنظام السوري لا سيما ما يسمى “هيئة المفاوضات” وداعميها الاقليميين كالسعودية خاصة في موضوع مستقبل الرئيس السوري تفضح حالة الضعف والفشل التي يعيشونها في الموضوع السوري، اذ تحاول التغطية على العجز “بالصراخ” وهو صراخ لا صدى له عبارة عن مواقف تصعيدية او تقارير اعلامية حول الرئاسة السورية او المرحلة الانتقالية، يزايد في بعض الاحيان في الموقف من موضوع الاسد على الرعاة الدوليين.

وبمجرد اقرار المعارضة المشكلة في الرياض بل اقرار الولايات المتحدة بمبدأ التفاوض مع القيادة السورية فهو اعتراف بهذا النظام رغما عن من لم يرد الاعتراف به من قبل، لكن السؤال لماذا يصر البعض رغم هذا الواقع الواضح على ابداء مواقف متصلبة من موضوع الرئيس السوري فيما هو في الوقت نفسه اتى الى التفاوض بعد 5 سنوات لم تستطع فيها حرب دولية حقيقية على سوريا من ازاحة النظام.

مثال على ذلك التقارير الاعلامية المعارضة التي زعمت ان اتفاقا روسياً اميركياً حصل حول موضوع الرئيس الاسد وهو ما اثار الغضب الروسي  فوصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التقارير عن اتفاق مزعوم بين الدولتين بشأن الرئيس السوري بأنها “تسريبات قذرة” . وقال  “شركاؤنا الأميركيون لا يستطيعون التشكيك علناً في هذه المعادلة التي تنص على أن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر جميع الأمور المتعلقة بمستقبل سوريا.”

وفي موقف مماثل كان اكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف  إن “الولايات المتحدة تفهمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الراهن”.
موقف ريابكوف يعكس اجواء مفاوضات جنيف التي يتم التركيز فيها على موضوع العملية السياسية وخطواتها وذلك بعد النجاح النسبي حتى الان في مسالة وقف النار  كما وصفه الرئيس الاسد بالامس وعدم الحديث عن اي موضوع متعلق بالرئاسة السورية في المفاوضات وهو ما تؤكده دمشق واصبح امرا واقعا، حيث يبقى هذا الامر بيد الشعب السوري وليس مثار تفاوض دولي-دولي او على جدول اعمال “جنيف” .
موضوع الرئاسة تحدث عنه الرئيس الاسد في مقابلته بالامس بكل جرأة عندما اكد ان لا مشكلة لديه بانتخابات رئاسية اذا كان هناك رغبة شعبية في ذلك وهو موقف نوعي متقدم يؤكد الاطمئنان الى الدعم الشعبي يتحدى فيه كل من يزعم الافتقاد الى هذا الدعم.

بل ان سوريا تتجه في 13 من الشهر الحالي الى اجراء انتخابات نيابية وهذا يثبت امام الجميع استمرار النظام والدولة في المسارات الدستورية. وهي دولة نجحت رغم الحرب العالمية عليها لسنوات في حماية وصيانة المؤسسات الدستورية المركزية والمسارات الدستورية بل هيكيلية الاقتصاد والمالية لدرجة ان مناطق كثيرة رغم الدمار والحرب لم تفقد خدمات الماء والكهرباء ولدرجة ان الدولة تصدر ميزانية سنوية وتسير فيها عجلة الاقتصاد بقطاعات عديدة بل تسارع الدولة الى اعادة الخدمات والعمل على اعادة الاعمار في كل منطقة يتم السيطرة عليها من قبل الجيش الذي اثبت قدرة ميدانية على الصمود الكبير والمواجهة الصلبة.

هذه القيادة التي برهنت عن ثبات منقطع النظير لا تزال تقود الحرب على  الارهاب ايضا بكل ثبات ولم ترضخ لأي ضغوط دولية بموازاة الحرب الميدانية لسنوات ولا تزال تقود المسار السياسي بكل جرأة. وقد كانت مقابلة الرئيس الاسد الاعلامية بالامس ذات مواقف متميزة جدا ومتقدمة، ولكن يبدو ان ثبات الرئاسة ومواقفها تثير الحنق والضياع لدى المعارضين ورعاتهم فسارع بعض المعارضين الى رفض المشاركة في حكومة وحدة وطنية ثم برز موقف البيت الابيض الذي  استبعد امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تضم الرئيس بشار الاسد. وتبعه موقف بريطاني على لسان وزير الخارجية الذي قال إن اقتراح الرئيس السوري بشار الأسد تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات مستقلة ومعارضة لن يحل “الصراع” في سوريا.

وللتذكير فقد تحدث الرئيس الاسد عن عدم ممانعة اجراء انتخابات رئاسية مبكرة كما تحدث عن ان “المنطق أن يكون هناك تمثيل للقوى المستقلة وللقوى المعارضة وللقوى الموالية للدولة  وان  الانتقال السياسي “لا بد أن يكون تحت الدستور الحالى حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد مبينا أن الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي”.
وحول جنيف قال اننا حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك شيئا أنجز في محادثات جنيف ولكن بدأنا الآن بالأشياء الأساسية وهي وضع مبادئ أساسية تبنى عليها المفاوضات.

لكن المواقف والصراخ العالي والمتطرف الذي صدر لن ينفع هؤلاء ولن يغير من الواقع شيئا حيث ثبت ان المزايدات في المواقف لم تنفع سابقا وهي لن تجدي لاحقا فالوضع سواء في السياسة وفي التفاوض، وعلى الارض، تجاوز كل ذلك، والقيادة التي صمدت خمس سنوات بوجه اشرس هجمة بكل الاسلحة والامداد العددي من اكبر دول العالم لن يجعلها موقف من هنا او هناك تتراجع ، ومن  المنطقي القول ان ما لم تستطع الحرب على سوريا اخذه بالقوة لن تاخذه لا الضغوط ولا المواقف ولا محاولة التفاوض على اسس غير منطقية ومن لم يستطع هزيمة سوريا وقيادتها بكل الوسائل العسكرية والضغط الميداني والاقتصادي والعقوبات والحصار لن يستطيع هو ومن يرعاهم من معارضين ان يحقق اهدافا ملتوية، فمن اراد ان يزيح القيادة السورية والرئيس من المسار السياسي المستقبلي كان الاجدى به ان ينجح في ازاحة النظام ميدانيا، فهل يتصور احد ان الرابح في المنازلة بوجه حرب كونية سوف يقدم التنازلات الكبرى على طبق من ذهب وهل يعقل لأحد ان يتصور ان قيادة منتصرة ستتنحى جانبا؟ لا يمكن لأحد ان يتصور ذلك الا اذا كان الامر عبارة عن عنتريات في المواقف لا تغني ولا تسمن.

المصدر: موقع المنار