غزة | العدو يوسّع عدوانه على القطاع… وموت طفلة جوعاً – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

غزة | العدو يوسّع عدوانه على القطاع… وموت طفلة جوعاً

استشهاد طفلة نتيجة المجاعة في قطاع غزة والاحتلال يوسع عدوانه
استشهاد طفلة نتيجة المجاعة في قطاع غزة والاحتلال يوسع عدوانه

وفي اليوم الـ 47 من استئناف الإبادة بحق غزة وأهلها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها قدمت رؤية تقوم على اتفاق شامل ومتزامن لوقف إطلاق النار يمتد لـ 5 سنوات بضمانات إقليمية ودولية”، مؤكدة أنها “تبذل جهوداً واتصالات مكثفة من أجل الضغط لفتح المعابر ورفع الحصار”، مشددة على أن “المقاومة جاهزة لإبرام صفقة تبادل مشرفة”، وأن “الكرة اليوم في ملعب العدو”. هذه الكرة تلقفها نتنياهو بمزيد من الرفض والتعنت مواصلاً وضع مستقبله السياسي فوق كل اعتبار، إذ قرر رئيس وزراء الاحتلال توسيع الإبادة، بما يشمل تجنيد آلاف العسكريين من قوات الاحتياط، غير آبه بكل الأصوات المعارضة وباتساع رقعة الاحتجاجات على الجدوى من استمرارية الحرب وتجميد صفقة تبادل الأسرى لدى المقاومة المعرضين للموت بنيران الاحتلال وقصفه الوحشي. وفي هذا السياق، عقد نتنياهو أمس الجمعة جلسة بمشاركة وزير حربه يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، والتي تناولت توسيع العمليات البرية، فيما من المقرر أن يلتئم الكابينيت الأحد للمصادقة على ذلك.

أما في تفاصيل العدوان المستمر، فقد أعلن مراسل المنار في القطاع عماد عيد عن استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً في غارات شنّها العدو  منذ فجر اليوم السبت، مشيراً إلى أن الغارات تركزت بين خانيونس جنوباً ومدينة غزة.

ووفق مصادر طبية، فإن 19 من شهداء اليوم استشهدوا باستهداف منازل وخيام النازحين بخان يونس جنوباً، بينهم رضع وأطفال، كما استشهدت طفلة نتيجة سوء التغذية غربي مدينة غزة، مع استمرار الحصار الذي يفرضه الاحتلال.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان إلى 52 ألفا و495 شهيدا، و118 ألفا و366 مصابا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسبما أفادت مصادر طبية في غزة -في تقرير لها- ومن بين الحصيلة 2396 شهيدا، و6325 مصابا، منذ 18 مارس/آذار الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار. كما أعلنت صحة غزة عن سقوط 77 شهيدا و275 مصابا وصلوا إلى مستشفيات غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، وأنه “لا يزال عددٌ من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.

هذا وأفيد بانتشال جثامين 9 شهداء بعد قصف العدو منزلاً في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. واستشهد شابان وأصيب آخرون بنيران مسيّرة إسرائيلية استهدفت حي الدرج بمدينة غزة. كما أصيب فلسطينيون بنيران مسيرة إسرائيلية قصفت منطقة قيزان رشوان جنوبي مدينة خان يونس، وأفاد بإصابة شاب بنيران مسيرة إسرائيلية في منطقة الشعف بحي التفاح شرقي مدينة غزة.

كذلك، استشهد عروسان فلسطينيان بعد ساعات من زواجهما في قصف إسرائيلي استهدف منزلهما فجر اليوم.

وفي مخيم خان يونس، استشهد 11 فلسطينياً بينهم طفل و3 رضع و3 نساء نتيجة قصف إسرائيلي طال منزلاً لعائلة بيرم، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأضافت الوكالة أن شهيداً وصل إلى مجمع ناصر الطبي من استهداف خيمة في شارع المجمع. كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المحطة بمدينة خان يونس، إضافة إلى استشهاد طفل جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة أصداء شمالا، بحسب الوكالة.

واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية منزلا بمدينة خان يونس، مما أدى إلى استشهاد امرأة حامل، كما أُصيب آخر.

وفي رفح، انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثمان شهيد مُتحلل على شاطئ بحر المدينة، في حين أكد مراسل الجزيرة أن الاحتلال نسف مباني سكنية في رفح.

كما قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية لحيي التفاح والزيتون شرق مدينة غزة، بينما شن جيش الاحتلال غارات جوية على حيي الزيتون والشجاعية شرق المدينة. هذا واستهدفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشمالية الشرقية في وسط القطاع من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين.

شهيدة الجوع

ومع استمرار منع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية، استشهدت طفلة نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى الرنتيسي غربي مدينة غزة. وشددت منظمات إغاثة في غزة على أن الغذاء والماء والوقود على وشك النفاد وأسعار المواد الشحيحة المتبقية خارج المتناول، وفق ما نقلته أسوشيتد برس.

وفي السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة عن “|ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيدا”، مشيراً إلى أن “العدد مرشح للزيادة”. كما أدان “بأشد العبارات استمرار الاحتلال في استخدام الغذاء سلاح حرب”، مؤكداً أن “الواقع الكارثي في القطاع يعكس جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”، داعياً المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لفتح المعابر وضمان إدخال الغذاء والدواء للقطاع.

وقالت منظمة أوكسفام بغزة إن الأمهات في القطاع يطعمن أطفالهن وجبة واحدة فقط يوميا في ظل أزمة جوع خانقة، بحسب المصدر السابق. وحذرت شبكة المنظمات الفلسطينية غير الحكومية من أن 70 مطبخا مجتمعيا في غزة ستغلق خلال أسبوع إذا استمر الحصار ومنع دخول المساعدات.

ولفت المجلس النرويجي للاجئين إلى أن إنتاج الغذاء بغزة شبه مستحيل بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع الزراعة، مضيفا أن البحرية الإسرائيلية استهدفت الصيادين في قطاع غزة. وأعلن أنه لم يتبق لدى أي منظمة إغاثة في غزة أي خيام لتوزيعها على النازحين، قائلاً “إذا استمرت “إسرائيل” في حصارها لغزة فسيموت الآلاف وسيحدث انهيار كامل للنظام”.

وأضاف أن العدو خلق وضعاً لا يستطيع فيه الفلسطينيون بغزة زراعة غذائهم أو صيد الأسماك، بحسب أسوشيتد برس.

نقص الأدوية

على صعيد متصل، حذر مستشفى الكويت التخصصي في رفح من نقص حاد في معظم الأدوية والأغذية الأساسية اللازمة للمرضى.

وقال إن قطاع غزة يعاني نقصا حادا في أكثر من 75% من الأدوية الأساسية، مشيرا إلى أن القدرة على الاستمرار في تقديم الخدمات العلاجية أصبحت على المحك، في ظل عدم كفاية مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية لأكثر من أسبوع.

وشدد على أن الخدمات الطبية سيتوقف معظمها دون تدخل عاجل وفوري.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب في تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.

ويرتكب العدو الاسرائيلي بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

المصدر: مواقع إخبارية