أوردت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن جهاز الاستخبارات الإيراني نفّذ أكبر ضربة استخباراتية في التاريخ ضد الكيان الصهيوني.
وأوضحت المصادر أن جهاز الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكّن من نقل كمية كبيرة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة، بما في ذلك خطط ومنشآت نووية، من داخل الأراضي المحتلة.
وفي السياق ذاته، كشف جهاز الأمن الداخلي للكيان الصهيوني (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، في بيان صدر قبل 17 يومًا، عن اعتقالهما روي مزراحي وإلموغ أتياس، وكلاهما يبلغ من العمر 24 عامًا، من مدينة نيشر الشمالية، للاشتباه في ارتكابهما جرائم أمنية تتعلق بإيران.
وفي حال ثبت ارتباط هذين الشخصين بالقضية الأخيرة، فإن اعتقالهما قد جاء بعد عملية نقل الوثائق من الأراضي المحتلة.
وبحسب المصادر المطلعة، تمكّن جهاز الاستخبارات الإيراني من الوصول إلى كمية ضخمة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية ذات الحساسية الخاصة بالكيان الصهيوني. وأشارت إلى أن ما تم الحصول عليه شمل آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريع الاحتلال الإسرائيلي ومنشآته النووية.
وجهت #ايران ضربة أمنية غير مسبوقة لاسرائيل بالحصول على وثائق سرية وإحداثيات للمنشآت والمراكز النووية والعسكرية.
هذه ليست مجرد تسريبات وصفعة أمنية انما تعزيز لقدرة الردع عبر الاختراق، وانذار ل #إسرائيل بأننا جاهزون للحرب بعد تحديث بنك
الأهداف ومضاعفة القدرات الدفاعية والهجومية pic.twitter.com/aXrF9MhYMi— Dr. Mohamad Shamass (@MohamadShamass) June 7, 2025
وأضافت المصادر أن العملية نُفذت قبل مدة، غير أن الحجم الهائل للوثائق، والحاجة إلى نقلها بالكامل إلى داخل إيران بشكل آمن، فرضا حالة من التكتّم الشديد. وأكدت أن حمولة الوثائق الكبيرة وصلت بنجاح إلى المواقع “الآمنة المطلوبة”.
وختمت المصادر بالإشارة إلى أن حجم الوثائق ضخم إلى درجة أن مجرد دراستها واستعراض الصور والمقاطع المصاحبة لها يتطلب وقتًا طويلًا.
ضربة استخبارية موجعة: تسريب وثائق نووية وأمنية من عمق الكيان الصهيوني إلى طهران
ورأى محللون أن ما جرى أخيرًا يُعد حدثًا مزلزلًا بكل المقاييس وضربة استراتيجية صادمة، إذ تلقت منظومة الاستخبارات الصهيونية ضربة قاسية بعدما تمكنت أجهزة الاستخبارات الإيرانية من نقل وثائق نووية وأمنية حساسة إلى طهران. الكيان الصهيوني، الذي طالما روّج لامتلاكه واحدة من أقوى المنظومات الاستخباراتية والتقنية، وجد نفسه مكشوفًا اليوم بعد تسرب وثائق من عمق مؤسساته الأمنية والعسكرية.
وبحسب المحللين، فإن التسريبات لا تقتصر فقط على الملف النووي الإسرائيلي، بل تشمل كذلك مشاريع الكيان الصهيوني في المنطقة، لا سيما تجاه محور المقاومة. وأضافوا أن هناك ترقبًا واسعًا لمعرفة المزيد مما ستكشفه وزارة الأمن الإيرانية، لا سيما أن المعلومات الأولية تشير إلى بيانات دقيقة تتعلق بالمنشآت النووية، أنظمة الحماية، المضادات الجوية، والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى خطط سرية تتصل باستراتيجيات العدو الدفاعية والهجومية.
ونقلت وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن مصادر مطلعة أن جزءًا فقط مما تم الحصول عليه سيُكشف للرأي العام، فيما ستبقى الوثائق ذات الطابع الاستراتيجي محجوبة لتعزيز مكامن القوة الإيرانية وفرض معادلات جديدة في ميدان الصراع.
ووفق المحللين، فإن حالة الارتباك الظاهرة في الأوساط السياسية والأمنية للكيان تعكس حجم الضربة، وسط اضطراب داخلي متزايد، ما قد يؤدي إلى تغييرات عميقة في قواعد الاشتباك التقليدية وفي موازين القوى الإقليمية والدولية.
وأضافوا أن الحروب الأمنية تختلف بطبيعتها عن الحروب العسكرية، إذ يسودها التكتم والغموض، حيث لا تفصح الأطراف عادة عن تفاصيل العمليات أو عن تبنيها لها بشكل مباشر. وضربوا مثالًا بما رُوّج مؤخرًا عن مسؤولية محتملة للعدو في اغتيال الرئيس الإيراني الشهيد إبراهيم رئيسي، دون اعتراف رسمي من الجانب الإسرائيلي، يقابله نفي رسمي إيراني، مؤكدين أن هذا السلوك يمثل نمطًا مألوفًا في الحروب الأمنية.
وأشار المحللون إلى أن الوثائق المصنفة بـ”ما فوق السرية” ليست متاحة للموظفين العاديين، بل تحفظ في مواقع محصنة للغاية، ما يبرز أن عملية الحصول عليها تمت عبر أساليب معقدة ومتطورة.
وفي ضوء هذه التطورات، خلص المحللون إلى أن العالم يترقب تداعيات هذا الاختراق الاستخباري الكبير، وسط توقعات بأن تكشف طهران مزيدًا من التفاصيل التي قد تعيد رسم معادلات القوة في المنطقة لصالحها.
المصدر: وكالة تسنيم