نظّمت وزارة النقل والأشغال العامة، ومؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، اليوم الأحد، مؤتمرًا صحفيًا في أرصفة ميناء الحديدة، بحضور وفد أممي برئاسة ماريا روزاريا برونو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والوفد المرافق لها، وذلك لاستعراض حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لموانئ البحر الأحمر نتيجة العدوان الأمريكي الصهيوني، والإعلان عن الجاهزية الكاملة لاستقبال مختلف أنواع السفن.
وفي المؤتمر، أشاد وزير النقل والأشغال العامة، محمد عياش قحيم، بالجهود التي بذلتها قيادة وكوادر مؤسسة موانئ البحر الأحمر في إعادة تشغيل ميناء الحديدة خلال فترة وجيزة، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت به، موضحًا أن استهداف المنشآت المدنية، بما في ذلك موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومحطات الكهرباء ومصانع الإسمنت، يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، ويحدث وسط صمت دولي غير مبرر.
وأشار قحيم إلى أن هذا الاستهداف يهدف إلى تعطيل العمل في الموانئ، وزيادة معاناة الشعب اليمني، كوسيلة للضغط على المواقف اليمنية الداعمة للشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدًا أن هذه الاعتداءات لن تُثني اليمن عن موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية ومساندة المقاومة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، داعيًا الأمم المتحدة ومنظماتها إلى إدانة هذه الجرائم التي تطال البنية التحتية والمنشآت المدنية في اليمن.
من جانبه، أكد محافظ الحديدة، عبد الله عبدة عطيفي، أن موانئ البحر الأحمر تُعد شريانًا حيويًا يمرّ عبره أكثر من 80% من احتياجات الشعب اليمني من الغذاء والدواء، محذرًا من التداعيات الإنسانية الكارثية لاستمرار العدوان.
وجدّد المحافظ تأكيده على جاهزية ميناء الحديدة لاستقبال جميع السفن، داعيًا الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح بإدانة الاعتداءات المتكررة على الموانئ.
بدوره، عبّر وكيل وزارة الخارجية والمغتربين لقطاع التعاون الدولي، إسماعيل المتوكل، عن تقديره للجهود المشتركة التي بُذلت من قبل وزارة النقل، والسلطة المحلية، ومؤسسة موانئ البحر الأحمر لإعادة تشغيل الميناء، داعيًا الوفد الأممي إلى نقل صورة واضحة للمنظمات الإنسانية حول جاهزية ميناء الحديدة لاستقبال السفن، استنادًا إلى واقع زيارتهم الميدانية.
وفي السياق، أكدت المسؤولة الأممية، ماريا روزاريا برونو، أن الأمم المتحدة على اطلاع تام بما تعرّضت له موانئ البحر الأحمر من استهداف مباشر، مشيرة إلى أن ميناء الحديدة يضطلع بدور رئيسي في استقبال المساعدات الإنسانية الموجّهة للشعب اليمني.
إلى ذلك، ذكر بيان صادر عن المؤتمر الصحفي أن موانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى تتعرض لعدوان ممنهج منذ يوليو 2024 وحتى مايو 2025، من قِبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، استهدف الأرصفة، ومحطات الطاقة، والرافعات الجسرية، والمرافق التشغيلية.
وأوضح البيان أن هذا العدوان يُمثّل جريمة حرب تهدف إلى تعطيل العمل الإنساني والإغاثي، وتندرج ضمن سياسة الحصار والتجويع، مؤكدًا أن استهداف البنية التحتية لن يزيد مؤسسة موانئ البحر الأحمر إلا إصرارًا على مواصلة العمل في خدمة أبناء الشعب اليمني.
وكشف البيان أن الخسائر الأولية جراء هذا العدوان بلغت نحو مليار و387 مليونًا و265 ألفًا و337 دولارًا، شملت تدمير الأرصفة من 1 إلى 8، والرافعات الجسرية، ومحطة توليد الكهرباء المركزية، واللنشات البحرية، ومستودعات التخزين والصيانة، إلى جانب منشآت خدمية ولوجستية تُستخدم في عمليات تفريغ المواد الإغاثية والغذائية والدوائية.
وأعلن البيان عن جاهزية موانئ الحديدة لاستقبال كافة أنواع السفن، رغم حجم الأضرار، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الكوادر الهندسية والفنية في مؤسسة موانئ البحر الأحمر.
وأدان البيان بشدّة العدوان الأمريكي الصهيوني على الموانئ المدنية، محمّلًا العدوين كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن التداعيات الناتجة عن هذه الاعتداءات، كما حمّل الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص المسؤولية الأخلاقية والإنسانية نتيجة صمتهم وتقصيرهم في حماية المنشآت الحيوية، داعيًا إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن والمواثيق الأممية التي تُجرّم استهداف المرافق المدنية.
المصدر: المسيرة نت