الصحافة اليوم 13-5-2022 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 13-5-2022

الصحافة اليوم

ركزت افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 13 ايار 2022، على الانتخابات النيابية وخاصة  بعد اتمام  المرحلة الثانية منها اليوم وتمثلت بانتخاب الموظفين ورؤساء الاقلام ، بانتظار الاحد الفصل يوم الاستحقاق الكبير على مجمل الاراضي اللبنانية…  سياسياً كلام لرئيس تيار المردة  سليمان فرنجية يؤشر لطبيعة المرحلة المقبلة بعد الانتخابات لجهة التقارب بين مكونات الأغلبية الحالية…

البناء:

طوفان شعبيّ فلسطينيّ في تشييع شيرين… وإحباط من عدم وقف التنسيق الأمنيّ والتطبيع الإعلاميّ

فرنجية: لحوار مع التيار الوطنيّ الحر بلا شروط بعد الانتخابات… وفلسطين تبقى البوصلة

الحريري يرفض الدعوة للمشاركة أو المقاطعة ويستعدّ لما بعد الانتخابات … والسيد نصرالله اليوم

كتب المحرّر السياسيّ

البناءشهدت كل من رام الله والقدس طوفاناً شعبياً ينتظر أن يتحول اليوم في تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة الى مواجهات مع قوات الاحتلال، التي أحاطت منزل الشهيدة بوحداتها وأبلغت شقيق الشهيدة أنها ستفرّق المشيعين إذا شهد ما تسميه إخلالاً بالقانون، وكانت مواجهات محدودة سجلت أمس حول مسعى قوات الاحتلال نزع الأعلام الفلسطينية من موكب التشييع تحت هذا العنوان، وهو ما يتوقع ان يفجر المواجهات اليوم، حيث يتمسك الفلسطينيون برفع الأعلام بكثافة. وتستعد قوات الاحتلال لخوض مواجهة لنزعها باعتبارها مخالفة لقانون كيان الاحتلال، وسجل في الأوساط الفلسطينية تشبيهاً لجنازة شيرين أبو عاقلة بجنازتي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس بيت الشرق في القدس الراحل فيصل الحسيني، بينما سجلت الأوساط الفلسطينية استذكاراً لشهادة غسان كنفاني وناجي العلي، اللذين رفعت صورهما في جنازة شيرين ابو عاقلة وينتظر أن تظهرا اليوم بقوة أكبر، بينما سجل الإحباط في النقاشات التي شهدتها مجالس العزاء تجاه تحويل تكريم رئيس السلطة الفلسطينية للشهيدة بمنحها وساماً رفيعاً، بينما كان المنتظر هو موقف يعلن وقف العمل بالتنسيق الأمني مع قوات الاحتلال من جهة، وقيام قناة الجزيرة بإحياء الشهادة باستنفار إعلامي مميز بقي خالياً مما كان متوقعاً من القناة احتراماً لدماء الشهيدة، بوقف أية استضافة لممثلي كيان الاحتلال وإعلامييه ورموزه على شاشة القناة، وأظهرت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الإحباط.

لبنانياً، سجل كلام لرئيس تيار المردة يؤشر لطبيعة المرحلة المقبلة بعد الانتخابات لجهة التقارب بين مكونات الأغلبية الحالية، الطامحة لتجديد مكانتها كأغلبية في هذه الانتخابات، والسعي لتحويلها إلى أغلبية فعلية، متفاهمة على الخطوط العريضة لشؤون الحكم، رغم تمسكها بالسعي للتوافق ورفضها لمنطق التفرد بالحكم، وقال فرنجية “منفتحون وبنوايا صافية بعد الانتخابات لحوار مع التيار الوطني الحر من دون قيد أو شرط وقد نتفق أو نختلف”، ولفت إلى أنه “في تعزيز الطائفية والمذهبية تمّ حرف النظر عن العداء لـ”إسرائيل” ومن المفروض أن نكرّس فلسطين البوصلة الدائمة والعروبة تجمعنا، والصهيونية عدو الجميع وفي مقدمهم المسيحيون”. ورأى أن “المقاومة هي التي تحمي مكتسباتنا ومن الضروري استخراج الغاز في أسرع وقت ممكن”. وأضاف فرنجية: “أنا لستُ مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وأفتخر إذا رشحني فريقي السياسي، ولن أذهب إلى انتخابات رئاسة الجمهورية دون دعم حلفائي السياسيين حتى ولو تمّ دعمي من قبل الفريق الآخر”، وشدد على أن “علاقتنا مع سورية لن تضعف والرئيس السوري بشار الأسد حليف وصديق وأخ، وكل الرهانات على سقوط دمشق فشلت والرئيس الأسد خرج بطلاً من حرب كونية شنّت على بلاده”.

بالتوازي تحدثت مصادر سياسية متابعة لموقف الرئيس سعد الحريري، في ضوء التسريبات المتداولة عن نياته بإصدار مواقف داعية للمشاركة الكثيفة في الانتخابات النيابية، وأخرى توقعت أن يصدر دعوة للمقاطعة، فقالت المصادر إن الحريري لن يصدر شيئاً إضافياً لما قاله في إعلان قرار العزوف عن المشاركة في المشهد الانتخابي، وإنه لم يخرج من الحياة الوطنية، وهو سينتظر ما بعد الانتخابات، وبالتأكيد سيتوقف أمام حجم المقاطعة في دوائر كانت تشكل خزاناً لتيار المستقبل، من موقع الوفاء لزعامته، وسيقدر هذه المقاطعة وينظر إليها كرصيد يبنى عليه لتقييم المرحلة المقبلة وكيفية التعامل معها، خصوصاً إذا لم تنتج الانتخابات كتلة وازنة قادرة على ترشيح رئيس للحكومة، وسيتشاور مع حلفائه والأصدقاء والقوى المؤثرة في المنطقة والعالم لتحديد الخطوة اللاحقة، ورؤية ما اذا كانت هناك فرص جديدة للإنقاذ يستطيع المساهمة بها.

انتخابياً أيضاً يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم الخامسة بعد الظهر، موجها خطابه لناخبي البقاع، ويتوقع أن يتضمن الخطاب مزيداً من المواقف والمعادلات التي يرسم من خلالها سقوفاً تتصل بالوضع السياسي الداخلي وبمعادلات الردع مع الاحتلال، في مواكبة لمسار المناورات العسكرية التي يجريها.

وبعد إنجاز المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية باقتراع الموظفين المكلفين بتنظيم العملية الانتخابية من رؤساء أقلام وكتبة ومساعدين والبالغ عددهم نحو 14500 موظف في الأقضية كافة، تتجه الأنظار الى الخامس عشر من أيار موعد المرحلة الثالثة والأخيرة من الاستحقاق الانتخابي، وسط ارتفاع حدة الخطابات الطائفية والمذهبية والسجالات الحزبية والسياسية رغم فترة الصمت الانتخابي، بهدف استنفار العصبيات وشحذ همم الناخبين وجذبهم الى أقلام الاقتراع في الساعات الأخيرة الفاصلة عن 15 أيار.

وفي أجواء هادئة وإجراءات أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي حول مراكز الاقتراع، اقترع الموظفون وقد بلغت نسبة الاقتراع أرقاماً عالية، وسجلت بعض المخالفات الطفيفة. وتوقع خبراء انتخابيون ارتفاع نسبة الاقتراع في 15 أيار، بعدما سجلت معدلات عالية في المرحلتين الأولى والثانية.

وتفقد وزير الداخلية بسام مولوي مراكز اقتراع الموظّفين، وأكد أن “رؤساء الأقلام والكتبة يعرفون كيفية الاقتراع وأصدرنا كتيّباً وفيديو يشرح عملية الانتخابات ونُعيد التأكيد عليهم أن يلتزموا بالتعاميم واطمئنّوا سأقوم باللازم».

وتعهدت مديرية الاحوال الشخصية “العمل على معالجة طلبات الاستحصال على بطاقات الهوية كافة، التي وردت اليها من جميع اقلام النفوس في نهاية الاسبوع الماضي، وتسليمها الى اصحابها قبل نهار الاحد الانتخابي”. كما وقع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوماً يسمح بموجبه السماح للناخبين الذين انتهت صلاحية جواز سفرهم تجديده مقابل 200 ألف ليرة من أجل الاقتراع في يوم الانتخابات العامة.

وأعلنت وزارة الداخلية أنّ التجديد يتم داخل مركز الاقتراع الخاص بالناخب وليس في مراكز الأمن العام.

في غضون ذلك، تستعدّ القوى السياسية والمرشحون للمنازلة الانتخابية الكبرى في مختلف الدوائر الانتخابية، ولذلك تزج بكل أسلحتها الاعلامية والسياسية والانتخابية والمالية، لكسب المعركة وحصد أكبر عدد من المقاعد النيابية لتعزيز حجمها النيابي وحضورها السياسي وحاصلها في الحكومة المقبلة وموقعها التفاوضي في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة التي عوّل البطريرك الماروني مار بشارة الراعي على حصولها في موعدها أكثر من مرة في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، ما يؤشر بحسب أوساط سياسية سنية مطلعة لـ”البناء” الى السعي الأميركي – السعودي الدؤوب لنيل ثُلث المجلس النيابي عبر دعم لوائح أتباعهما في لبنان من لوائح حزب “القوات اللبنانية” والرئيس فؤاد السنيورة وبعض مجموعات المجتمع المدني للحصول على “فيتو” نيابي في الاستحقاقات المقبلة، لا سيما تأليف الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية. ولهذا السبب أقصت السعودية الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن المشهد السياسي والانتخابي لإخلاء الساحة للقوى السنية الأخرى التابعة للمملكة لأن تصل الى المجلس النيابي بالتحالف مع القوات. لكن حساب الحقل السعودي لم يطابق حساب البيدر اللبناني، إذ أظهرت أكثر الدراسات الحقائق التالية:

– رفض الحريري طلباً سعودياً عبر الإمارات دعوة تياره وجمهوره وعموم الطائفة السنية للانتخاب رغم التهديد والويل والثبور وعظائم الأمور التي تعرض لها.

– صعوبة حصول اللوائح المدعومة من السعودية على ثلث المجلس ولا حتى نصف المقاعد السنية ونصف المقاعد المسيحية، ولا خرق لوائح “الثنائي الشيعي».

-تشتت قوى المجتمع المدني التابعة للسفارات الغربية والخليجية رغم الجهود الاميركية – السعودية لجمعها

– تراجع كتلة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.

ما دفع بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري بحسب الأوساط الى استنفار الغرائز المذهبية والضغط على دار الفتوى لاستصدار فتوى تكليف شرعي لأئمة المساجد والمفتين والمشايخ في المناطق، لدعوة المواطنين للمشاركة بالانتخابات في خطب الجمعة اليوم.

وفي توقيت مشبوه قبل أيام من الانتخابات النيابية، وفي خرق فاضح للأصول الدبلوماسية وللسيادة والشؤون الداخلية اللبنانية ولقانون الصمت الانتخاب، زار سفراء دول الخليج دار الفتوى وجمعوا المفتين في المناطق طالبين منهم دعوة السنة للاقتراع في المساجد.

وقد شهدت دار الفتوى حجاً للسفراء الخليجيين كان أشبه بزيارة “رد الواجب والشكر” للمفتي عبد اللطيف دريان، على موقفه الملتزم بالتوجيهات السعودية.

وقد حضر الى دار الفتوى سفراء مجلس التعاون الخليجي في لبنان: سفير دولة الكويت عبد العال القناعي والسفير السعودي وليد بخاري والسفير القطري إبراهيم السهلاوي، في حضور مفتي المناطق في لبنان.

ولم يكتفِ السفراء بدعوة السنة الى الاقتراع فحسب، بل الى حدود التدخل في خياراتهم وتوجهاتهم وذلك عبر الإيحاء لهم بالأطراف التي يجب أن يقترعوا لها! إذ دعا السفراء اللبنانيين “الى تغليب مصلحتهم الوطنية على أي مصلحة أخرى وأن المشاركة في الانتخابات للوصول الى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه”.

في المقابل رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح على مواقف البطريرك الراعي من دون أن يسمّيه، فاعتبر أن “حزب الله مقاومة بحجم استعادة لبنان واستعادة مؤسساته ودولته فضلاً عن حماية وجود الدولة والشعب وكل كيان لبنان، ولولا حزب الله لا وجود للبنان، ولولا سلاح حزب الله لا سيادة ولا دولة ولا مؤسسات دستورية ولا سلم أهلياً ولا عيش مشتركاً ولا تحرير وطنياً، وإذا لم يكن سلاح حزب الله شرعياً فأية شرعية بقيت للسلاح؟ وهل التحرير إلا مقاومة، وهل بقاء لبنان إلا بسلاح وجهود المقاومة؟ هذا إذا أخذنا الحقيقة بموازين الرّب وموازين الأوطان”.

وأضاف: “بخصوص التكليف الذي نادينا به هو وطني بامتياز، لذلك خاطبت كل شرائح لبنان بكل مللها وأديانها، لأن الثنائي الوطني وحلفاءه ضمانة تحرير لبنان وضمانة وجود كيانه وسيادته واستقلاله وحماية مصيره من لعبة الأمم، والقرارات الدولية ليست إلاَّ منصات صواريخ أميركية بحبر يهوديّ وهي خنجر بصميم سيادة لبنان، وحين خاض حزب الله معارك الإقليم خاضها ليحمي لبنان المسيحي والمسلم، والذي حرر معلولا وغيرها من الوجود المسيحي التاريخي في الإقليم فعل ذلك لأنه يؤمن بعظمة المسيح والمسيحية فيما كان البعض ممن يفترض فيه أن يحمل الصليب من أجل المسيحية يقرأ السيادة بطريقة تتعارض بشدة مع مصالح المسيحيين في الإقليم، كما تتعارض مع ضرورات سيادة لبنان واستقلاله”، معتبراً أن “المؤتمر الدولي بالصيغة المطروحة بمثابة انتداب ولن نقبل بأي انتداب، وخيارنا المحسوم حماية لبنان وعيشه المشترك ومشروع دولته وسيادته، والمسيحي شريك كامل بمشروعنا الوطني في لبنان”.

بدوره، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن “مشروع حزب الله هو الدولة العادلة والقادرة وجاهزون للمناقشة في مفهوم الدولة المدنية وحزب الله سيكون أسهل الجهات والفئات التي تتعاطى بهذه الملفات لان المهم الوصول إلى تفاهم”.

وأكد أننا “لا نسعى للحرب وأصل الحماية ان لا يكون هناك من حرب ويجب بناء دولة برؤية شاملة وأسأل متى قلنا اننا نريد فرض ثقافتنا على غيرنا؟”. ودعا إلى “علاقات جيدة مع المحيط العربي لكن الأساس في القرار اللبناني المستقل ونحن قرارنا مستقل”. وشدّد صفي الدين على أن “موقع بكركي محترم بالنسبة لنا ولم نقطع العلاقة لكن الحياد لا يفيد لبنان حالياً، ومن يمنع النازحين من العودة الى سورية هو من لا يريد علاقات مع سورية والقرارات يجب ان تكون لبنانية”.

في سياق ذلك، أعلن وزير الطاقة والمياه وليد فياض، أنّه سيقوم الأحد بزيارة إلى سورية للقاء نظيره السوري، في مؤتمر الطاقة المتجدّدة، لافتاً إلى أنّه “ستكون لنا جلسة طويلة على الهامش للبحث باستجرار الغاز عبر سورية”.

وإذ تشهد الساحة الداخلية اليوم اطلالتين انتخابيتين قبل حلول الصمت الانتخابي الأخير، الأولى للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان انتخابي يقيمه حزب الله في البقاع، ستتخلله مواقف نوعية للسيد نصرالله تأتي استكمالاً لمواقفه في الخطابين الأخيرين لا سيما في الملفات الاقتصادية والمالية والحرب على المقاومة من البوابة المعيشية وفق معلومات “البناء”، والثاني لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حوار على قناة “أو تي في” سيطلق عبره مواقف عالية السقف ضد خصومه السياسيين لا سيما القوات اللبنانية.

وسجلت مواقف متقدمة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حيث أعلن أننا “منفتحون وبنوايا صافية بعد الانتخابات لحوار مع التيار الوطني الحر من دون قيد أو شرط وقد نتفق أو نختلف”. وكشف في تصريح تلفزيوني أن “القوات اللبنانية وفي الحوارات السابقة في الفترة التي طُرحت فيه الرئاسة طلبوا رعاية حوار مع حزب الله”. ولفت الى أنه “في تعزيز الطائفية والمذهبية تمّ حرف النظر عن العداء لـ”إسرائيل” ومن المفروض أن نكرّس فلسطين البوصلة الدائمة والعروبة تجمعنا، والصهيونية عدو الجميع وفي مقدمهم المسيحيون”. ورأى فرنجية أن “المقاومة هي التي تحمي مكتسباتنا ومن الضروري استخراج الغاز في أسرع وقت ممكن”.

وواصل وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، زيارته الرسمية الى طهران حيث التقى وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان، الذي جدد “استعداد بلاده لتقديم كل الدعم للبنان وشعبه”، لافتاً إلى أن “مقاومة الاخير وتصديه للاعتداءات الاسرائيلية وثباته في وجهها هي انموذج للشعوب الحرة”. ورحب بزيارة المرتضى، إلى إيران وطلب منه أن “ينقل تمنياته للحكومة اللبنانية بالتوفيق في جميع مهامها وبالأخص بالنجاح في إقامة الانتخابات البرلمانية داخل وخارج لبنان”، كما أعلن أن “إيران لا ترغب على الإطلاق بأن يكون لبنان مسرحاً للتنافس الإقليمي والأجنبي وبأن تعاطي إيران مع لبنان يتم من منظور شامل يتجاوز الاعتبارات المذهبية والطائفية، وإيران تأخذ في عين الاعتبار خصائص لبنان الفريدة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطياف والمذاهب فيه”.

وحضر ملف الانتخابات النيابية لا سيما في الخارج على طاولة مجلس الوزراء في الجلسة التي عقدها في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وسبق الجلسة اجتماع بين عون وميقاتي، ووافق المجلس على عرض وزارة الطاقة والمياه منح تراخيص لبناء محطات انتاج كهرباء على الطاقة الشمسية، وعلى مشروع مرسوم يرمي الى تجديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية للمشاركة في الانتخابات النيابية فقط، اضافة الى اتفاقية القرض مع البنك الدولي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين امدادات القمح بقيمة 150 مليون دولار.

واعتبر عون أن “الجمود الحاصل في موضوع التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ألحق ظلماً بعدد من الموقوفين الذين يتعذر البت بأوضاعهم ومنهم قد يكونون أبرياء”، وقال: “اذا كانت المسألة مستعصية بسبب تعطيل عمل المحقق العدلي، يجب ان يكون هناك اجتهاد لإزالة الاستعصاء الحاصل في هذه المسألة”.

وجدد رئيس الجمهورية رفض لبنان المطلق لما يتردد حول “دمج” النازحين السوريين في المجتمعات التي نزحوا اليها، وعلى ضرورة عودتهم الى المناطق الآمنة في بلادهم، لأنه لم يعد من مبرر لبقائهم في لبنان. كما طلب من وزراء العدل والدفاع والداخلية التشديد على ضرورة ضبط الراشي والمرتشي في اطار العملية الانتخابية، خصوصاً بعد المعلومات عن حصول صرف اموال بطريقة غير شرعية، ومن وزيري الدفاع والداخلية اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط الوضع الامني في مراكز الاقتراع وفي محيطها”.

وطمأن ميقاتي إلى أن “ما يجري الحديث عنه من أن سعر النقد سيشهد فلتاناً بعد الانتخابات، هو كلام غير صحيح، فإمكانات المعالجة متاحة وسوق النقد سيكون مستقراً نسبياً في المرحلة المقبلة”. إلا أن ميقاتي لم يؤكد استمرار مصرف لبنان بالعمل بمفاعيل التعميم رقم 161 بحسب ما أكدت مصادر وزارية لـ”البناء”!

ومن المتوقع أن يعقد المجلس جلسة أخيرة بعد الانتخابات مخصصة بحسب ما علمت “البناء”، لتقييم عمل الحكومة خلال الأشهر الماضية، وطُلب من الوزراء كتابة تقييم يتضمن عمل كل وزير وإنجازاته في وزارته وتقديمها الى المجلس لمناقشتها.

وأثنى مجلس الوزراء وفق معلومات “البناء” على الأداء العام للانتخابات النيابية في الخارج، حيث بلغ عدد صناديق الاقتراع 600 صندوق وقد وصل منها الى بيروت 450 صندوق على أن تصل الصناديق الأخرى خلال اليومين المقبلين.

وفيما خص المساعدات المالية للموظفين، طالب وزير الدفاع بمساواة أفراد الجيش اللبناني بقوى الأمن الداخلي لجهة منح كل عسكري مليوناً وستمئة ألف ليرة.

وطرح رئيس الحكومة مطالب أهالي ضحايا المرفأ بما خص عدم هدم الإهراءات، ولفتت مصادر وزارية لـ”البناء” الى أن المجلس كلف شركة خطيب وعلم دراسة الجدوى الاقتصادية والهندسية من ترميم إهراءات المرفأ، مشيرة الى أن الترميم لا يغير معالم الإهراءات ولا يعبث بمسرح الجريمة كما يُقال، لكن المشكلة تكمن في أن كلفة الترميم تساوي كلفة الهدم والإعمار.

وقدم وزير المهجرين عصام شرف الدين بحسب ما علمت “البناء” مطالعة حول تحويل وزارة المهجرين الى وزارة للتنمية، فوافق جميع الوزراء، لكن في الختام عارض وزير العدل هنري الخوري الأمر وأكد في مداخلة أن الأمر يحتاج الى قانون في مجلس النواب، فأبدى شرف الدين استعداده لتحضير مشروع قانون بهذا الإطار، فطلب وزير العدل تأجيل الموضوع لمزيد من الدرس فوافق شرف الدين.

ومما جاء في المطالعة: “وبعد أن ازدادت الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت في الفترة الأخيرة، أصبح واجباً علينا تغيير طرق المعالجة لناحية تحويل عملنا من عمل ريعي الى عمل منتج من خلال تشجيع الزراعة والصناعات الغذائية والحرفية وغيرها.

إرتأينا تحويل الوزارة من وزارة مهجرين الى وزارة تنمية ريفية ومحاولة تأمين أموال الإنماء مـن المستثمرين كما مــن الاستثمار ضمن نظــام T.O.B ( نظام التشغيل والبناء والتحويل كما والتوأمة مع مدن خارجية لتمويل هذا الإنماء كما وتقديم مشاريع تنموية في جميع المناطق من خلال هذه الخطة الواردة أدناه التي تساعد على النهوض الاقتصادي الكبير للوطن. لذا، أتقّدم من دولتكم والسادة الزملاء عارضاً هذه الرؤية الملخّصة لأهمية دور الإنماء الريفي في لبنان، تحقيقاً لمبدأ الإنماء المتوازن وتكريساً لمفهوم دولة الرعاية الاجتماعية”.

كما قدم وزير المهجرين شرحاً حول مادة ضريبية تدخل 100 مليون دولار الى خزينة الدولة سنوياً، لكن لم يؤخذ بها في مجلس الوزراء. وانتقدت مصادر رسمية مطلعة على عمل الحكومة عبر “البناء” تجاهل القيمين على مجلس الوزراء الكثير من اقتراحات الوزراء التي تخفف من حدة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لكون بعض الجهات في المجلس لا تعمل وفق المصلحة الوطنية واقتصاد البلد بل وفق أجندة سياسية – اقتصادية وإرضاءً لصندوق النقد الدولي وأي حل وطني لا يأخذون به ويدونوه فقط على أوراق مفكراتهم”.

واستحوذ ملف النازحين السوريين على جانب هام في بداية الجلسة، حيث تحدث وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووضع مجلس الوزراء في أجواء مشاركته في مؤتمر النازحين السوريين وطبيعة المواقف الدولية، وفق معلومات “البناء”، ثم تحدث وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار. وأقر ميقاتي أمام المجلس بسوء تعامل الاتحاد الاوروبي ومفوضية شؤون اللاجئين مع الملف لا سيما لجهة عدم حماستهم لإعادة النازحين الى بلادهم، فيما كشف بعض الوزراء أن الهدف الخارجي الاميركي – الاوروبي هو إبقاء النازحين في لبنان للاستثمار السياسي، وسألوا: بوحبيب وحجار عن موقف الدولة التركية في المؤتمر، وطالبوا بأن يتبع لبنان سياسة تركيا في هذا الملف للضغط على الاتحاد الأوروبي لصون سيادة لبنان وحماية أمنه القومي واقتصاده. وحذروا من أن بقاء لبنان من دون أوراق ضغط على الدول الكبرى سيبقي النازحين في لبنان لعشرات السنوات، وما يترتب عن ذلك من تفاقم للازمات الاقتصادية والمالية والامنية الى حد الانفجار المقبل.

على صعيد قضائي، قرر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور تخلية سبيل رجا سلامة الموقوف منذ قرابة الشهرين بجرم تبييض الأموال والإثراء غير المشروع، وذلك لقاء كفالة مالية قدرها 100 مليار ليرة لبنانية. كما قرر الحجز على عقاراته ومنعه من السفر. وقد تمت تخلية سبيل سلامة وغادر مكان توقيفه بعد تسديد قيمة الكفالة التي جرى تخفيضها من 500 مليار إلى 100 مليار ليرة لبنانية.

وأوضح خبراء في القانون لـ”البناء” أن “التوقيف الاحتياطي تدبير تحوطي تفرضه احياناً موجبات التحقيق، منعاً لهرب المدعى عليه أو تبديد معالم الأدلة، ولكنه ليس عقوبة مسبقة في أي حال. لذلك، فكما أن التوقيف الاحتياطي لا يعني الإدانة، فإن إخلاء السبيل لا يعني البراءة، بل يستمر التحقيق في ظل وجود المدعى عليه خارج السجن”، ولم تستبعد المصادر إعادة توقيف سلامة في أي وقت يراه المحقق مناسباً.

الاخبار:

انتخابات البقاع
بعلبك – الهرمل: معركة بين رفع الحاصل وخفضه

جريدة الاخباريشتد التنافس في دائرة بعلبك – الهرمل بين لائحة «الأمل والوفاء» المدعومة من الثنائي الشيعي ولائحة «بناء الدولة» المدعومة من حزب القوات اللبنانية على 10 مقاعد (6 شيعة، 2 سنة، 1 ماروني، 1 كاثوليك). لكن المعركة، فعلياً، محصورة بالمقعد الماروني ومحاولة القوات «إنقاذ» مرشحها أنطوان حبشي.هنا، يملك الثنائي الأكثريّة المُطلقة من أصوات الشيعة الذين انتخب منهم عام 2018 أكثر من 140 ألفاً (من أصل 180 ألف) صبّت غالبيتهم المطلقة أصواتها لمرشحي حزب الله وحركة أمل

رغم أن النتيجة شبه محسومة في دائرة بعلبك – الهرمل، إلا أنّ الحماوة الانتخابية تبدو على أشدّها. تنهمك ماكينة الثنائي في شدّ العصب ومتابعة أمور المقترعين القاطنين خارج القضاء لتأمين المواصلات. يقول أحد المسؤولين في حزب الله إن انتخابات 2022 هي «معركة وجود، إذ إن القوات لا تخوضها على قاعدة المشاريع وإنّما بهدف نزع سلاح المقاومة». رغم ذلك، ليست المعركة الحالية دفاعاً عن مقعد شيعي يخشى حزب الله خسارته، بل معركة «رفع الحاصل» لـ«تقشيط» القوات المقعد الذي يشغله النائب أنطوان حبشي، فيما تتركّز معركة القوات على خفض الحاصل لكي «يزمط» مرشحها.

في انتخابات 2018، مكّن القانون النسبي القوات والمستقبل من الظفر بمقعدين سني وماروني شغلهما في الدورات السابقة حلفاء لحزب الله. نالت لائحة القوات والمستقبل والنائب السابق يحيى شمص حاصلين (سني وماروني) بعدما اقترع لها أكثر من 35 ألف ناخب، أمّن تيار المستقبل نحو 11 ألفاً منها وزّعها على مرشحَيه السنيين ونال فيها شمص 6658 صوتاً، فيما فاز حبشي بـ14858 صوتاً تفضيلياً أوصلته إلى البرلمان. هذه الدورة، تبدو معركة القوات صعبة. مع اعتكاف المستقبل وشمص ستخسر أكثر من 17 ألف صوت. ما يعمل عليه حزب جعجع هو خفض الحاصل الذي سُجّل في العام 2018 (18 ألف صوت)، إذ إن البلوك القواتي لا يتعدّى الـ 15 ألف صوت، فيما لا حيثية شعبية يعتدّ لأي من المرشحين الشيعة والسنة على لائحة «بناء الدولة».

تدرك القوات ذلك، وتسعى إلى استنهاض شارعها على قاعدة المحافظة على المقعد الماروني. يبدو هذا واضحاً في غرب بعلبك، تحديداً في بلدة دير الأحمر والمناطق المحيطة التي تُعد البلوك الماروني (أكثر من 25000 ناخب) المحسوب على القوات في البقاع الشمالي والمرتبط جغرافياً ببشري، كما في القاع ورأس بعلبك والفاكهة وجديدة الفاكهة وسرعين حيث الثقل الكاثوليكي (أكثر من 17000 ناخب) الموزّع على جميع الأحزاب، وللقوات حصة وازنة فيه. بوادر المعركة واضحة هنا: مكاتب انتخابية وصور لحبشي في كل مكان. عنوان المعركة: «نكون أو لا نكون». بالنسبة للمسؤولين القواتيين، يخوض حزب الله «حرب إلغاء» عبر سحب المقعد منهم، مستخدماً سياسة «تهبيط الحيطان» والإيحاء بعدم قدرة القوات على الوصول إلى الحاصل. «إذا كان الأمر كذلك، لماذا يقوم حزب الله بترهيب المرشحين الشيعة والضغط عليهم للانسحاب؟». مسؤول قواتي في دير الأحمر يبدي تفاؤلاً كبيراً بأن «الصوت الشيعي الاعتراضي سيفاجئ حزب الله، وكذلك الأمر بالنسبة للصوت السني الذي سيكون خياره سيادياً، بالتالي معركتنا لن تكون حصراً على المقعد الماروني، وإنما بإمكان اللائحة الوصول إلى أكثر من حاصل». يدرك الرجل أنّ «الواقع الديمغرافي صعب بوجود 40 ألف مسيحي بين أكثر من 180 ألف شيعي، لكن القانون الحالي أتاح لنا في 2018 فرصة أن يكون لنا نائب من أصل 10».

«نريد الشراكة»

«لسنا كائنات بيولوجيّة نأكل ونشرب وننام ونتفرّج على حزب الله يحمي ويبني وكأننا نواطير»، يقول رئيس بلدية القاع بشير مطر، مشدداً على «رفضنا أحاديّة التمثيل وسياسة الرأي الواحد». «الريّس» المحسوب على القوات يؤكد «أننا نريد أن نعيش مع محيطنا ونبني علاقات نديّة مع حزب الله وأن نتعاون بما فيه مصلحة البلد والبقاع، لكننا ضد سياسة المحدلة التي كانت تأتي بنوابنا من دون أن نختارهم». يجتهد مطر الذي يلقبه بعض أبناء المنطقة بـ«القبضاي والآدمي» في تنفيذ مشاريع (براد زراعي، مكتبة عامّة، منطقة صناعية، إنارة الشوارع بالطاقة الشمسيّة) من خلال الحصول على دعمٍ من جهات مانحة، مستفيداً من دعمٍ قواتي في بعض الوزارات، ومن وجود نازحين سوريين في البلدة. في المقابل، يتحدّث عن «تقصير حزب الله في تقديم مشاريع إنمائيّة للمنطقة التي تعاني من الحرمان».
رغم الانتظام الذي يبديه «الريس» في معركة القوات، لا يخفي أبناء القاع ممن يميلون لحزب جعجع استياءهم من التعميم عليهم بصب أصواتهم لحبشي، واستبعاد المرشح القواتي الآخر، ابن القاع إيلي بيطار، وكأن ترشيحه «رفع عتب». إلا أنّ هذا «تفصيل صغير وتكتيك انتخابي معتمد من كل القوى السياسية» بحسب مسؤول قواتي في البلدة.

المقعد الكاثوليكي

في المقابل، لا يستهين أبناء القاع بالمعركة على المقعد الكاثوليكي، ليس فقط لأن التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يملك حيثية شعبية في المنطقة يدعمان ابن البلدة سامر التوم، بل لأن سيرته الذاتية تستقطب غير المحسوبين على التيار. طبيب القلب لم يترك القضاء يوماً. العشرات يتحدثون عن متابعته الدقيقة للمرضى من أبناء البلدة والمحيط وتقديمه الخدمات الاستشفائية المجانية على مدى سنوات طويلة. يرفض التوم الإيحاء بأنه إذا فاز فسيكون ذلك بفضل الأصوات الشيعيّة، لافتاً إلى أنّ «موارنة المنطقة بغالبيتهم مع القوات، لكن الغلبة لنا في البلدات الكاثوليكية، في حين أن التيار الوطني الحر موجود في كل الدوائر الانتخابية ويملك شعبيّة لدى أكثر من نصف الموارنة في لبنان». وعن تقصير التيار مع أبناء المنطقة، يقول: «لم يكن لنا نائب سابقاً، وفي حال فزنا بالمقعد فليحاسبونا من اليوم ورايح».

الرأس والقاع

يختلف المشهد في رأس بعلبك. رغم قرب المسافة بين «الراس» والقاع وعلاقات المصاهرة بين البلدتين الكاثوليكيتين، إلا أنهما مختلفتان. في «الراس»، لا تزال أحزاب الحركة الوطنية والحزب الشيوعي تطبع المنطقة بصبغتها، ولو أن القوات تمكّنت في العام 2018 من حصد رقم عالٍ من الأصوات فيها (800) مقابل 500 للنائب ألبير منصور الذي ترشّح من حصة الحزب السوري القومي الاجتماعي. كانت تلك المرّة الأولى التي تُعطي فيها «الراس» الكاثوليكية بكثافة للمرشح الماروني من دير الأحمر.
في رأس بعلبك، يُمكن إيجاد كثيرين من المناصرين لحزب الله أو حتى المنضوين في سرايا المقاومة منذ أن احتل المسلحون بعض جرودها، إضافة إلى منضوين في الشيوعي والقومي ومناصري ألبير منصور ومروان فارس.

بالنسبة إلى معراب عنوان المعركة: نكون أو لا نكون

«عندما كان المسلحون في الجرود لم أكن أرى مقاتلي حزب الله، لكني كنتُ أنام مرتاحاً لأنني كنت أشمّ رائحة تعبهم على جبالنا». هكذا يختصر ابن «الراس» ناجي نصرالله علاقة بلدته مع الحزب، وهي علاقة «قائمة على الاحترام المتبادل، فرأس بعلبك هي جزء من المجتمع البقاعي». انتخابياً، تبدو البلدة أقل حماسة مقارنةً بالمعارك السابقة باعتبار أنّ لا مرشحين منها باستثناء مرشح «حركة مواطنون ومواطنات في دولة» ميشال مهنا، إضافة إلى أن مرشح القوات البيطار هو «صهر الضيعة». غياب المرشحين يفتح المجال أمام كل القوى لشد عصبها. لذلك يتوقع أن تحصد القوات أصواتاً مماثلة لتلك التي حصلت عليها في 2018.

مسيحيو الهرمل

منذ أكثر من 40 عاماً، هجر آل حدشيتي وادي الرطل – الهرمل ونزحوا في اتجاه حدشيت في بشري حيث لا يزالون يعيشون حتّى اليوم. هؤلاء هم «البلوك الماروني» الوحيد المسجّل في مدينة الهرمل. أكثر من 1200 ناخب من آل حدشيتي تنتخب منهم قلّة قليلة. وفي ظلّ حماوة المعركة الانتخابية، من المنتظر أن يقوم حزب القوات اللبنانية بتأمين وسائل نقلهم بغية مشاركتهم في الانتخابات في أقلام اقتراع الهرمل.

سنّة بعلبك منقسمون سياسيّاً وعائليّاً: مع الحزب وضدّه

يحنّ سنّة بعلبك إلى «أيام العزّ» عندما كانت للرئيس رفيق الحريري مؤسسات في البقاع الأوسط. مسؤول المؤسسات محمود الميس كان وصلة وصلهم مع قريطم لتوظيف أبنائهم في السلك العسكري والمؤسسات الخاصة والحصول على مساعدات اجتماعية ومدرسية ومنح جامعية. حينذاك، كان لهم مستوصف و«حضن أمني» متمثّل بقوى الأمن الداخلي التي كانت تغطّيهم في حال قرّر أحدهم حفر بئر أو إنشاء طابق مخالف. بعد استشهاد الحريري، والأزمة المالية التي لحقت بالابن، باتوا «بلا ظهر» ومنسيّين. حتى عندما زار سعد الحريري عرسال فعل ذلك بواسطة مروحية عسكرية، و«نسي» أن يمرّ بهم.

قبل أيام، رفع شبان محسوبون على تيار المستقبل في «ساحة ناصر»، عند مدخل سوق مدينة بعلبك، صورة للرئيس الحريري ذيّلت بعبارة: «مقاطعين لعيونك». مع ذلك، لا تعكس اللافتة حقيقة وضع السنّة في المدينة، مع وجود 3 مرشحين يُمكن أن يتقاسموا العدد الأكبر من الأصوات، وهم: ينال صلح على لائحة «الوفاء والأمل» المدعومة من الثنائي الشيعي، صالح الشل على لائحة «بناء الدولة» المدعومة من القوات اللبنانيّة، وخالد صلح على لائحة «ائتلاف التغيير».

التوقعات تشير إلى إمكان مشاركة نحو 7000 ناخب في الاقتراع، من أصل 24 ألفاً شارك أقل من نصفهم في الاستحقاقين النيابي والبلدي الأخيرين، وأن تتراجع نسبة المشاركة عن 2018 الى 25%، على أن تكون النسبة الأكبر من المقترعين لمصلحة ينال صلح، وخصوصاً أن لعبة الحواصل ستكون لمصلحته.

هنا، يختلط حابل السياسة بنابل العائلية. إذ يمكن إيجاد ناخبين مؤيدين لينال صلح، لكنّهم معارضون لحزب الله. العائليّة تتجلّى أيضاً في مقاطعة عدد كبير من آل الرفاعي، العائلة السنّية الأكبر (أكثر من 4 آلاف ناخب شارك نصفهم في انتخابات 2018)، بسبب عدم ترشّح أيّ من أبناء العائلة. لكن الاعتبار العائلي ليس الوحيد الذي سيخفض عدد أصوات آل الرفاعي، إذ بينهم مناصرون لحزب الله ومنتمون إلى سرايا المقاومة (أكثر من 500 في المدينة) وجمعية المشاريع الخيرية. وكثيرون منهم لا يزالون عاتبين على الحزب الذي حجب، في انتخابات 2018، أصواته عن مرشح «الجمعية» يونس الرفاعي. فيما لم يحدّد «الأحباش» (أكثر من 1000 ناخب غالبيتهم من آل الرفاعي) بعد لمن سيصبّون أصواتهم التفضيليّة.

هكذا تبدو المعركة غير واضحة تماماً. البعض يتحمّس بأن «الغضب السني على حزب الله» سيكون لمصلحة القوات اللبنانية. يغضّ هؤلاء النظر عن خصومة الحريري مع سمير جعجع واتّهامه بالغدر. يقول أحد المسؤولين السابقين في تيار المستقبل في المنطقة إنّ «التصويت للائحة القوات هو أشبه بتسجيل موقف ضد هيمنة الحزب على السلطة والتفلّت الأمني في بعلبك»، حتى ولو أن الأمر سيصب لمصلحة المرشح الماروني أنطوان حبشي لا المرشحين السنيين على لائحة القوات، وهو ما لا يزعج المرشح السني على اللائحة نفسها صالح الشل «المهم التصويت للائحة»، معتبراً أن «المشكلة مع حزب الله ليست في كونه مقاوماً، وإنما في امتلاكه مشروعاً إيرانياً في لبنان وهيمنته على القرار البعلبكي»، مؤكداً أنه «مستقل» وغير مدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة «الأنظف من الجميع».

توقعات نسب المشاركة تختلف بين متابعٍ وآخر، بحسب الهوى السياسي. يؤكد الشل أنهم سيكونون «أكثر من المعارك الماضية بسبب الوضع الاقتصادي والانهيار»، فيما يعتقد المسؤول السابق في المستقبل أن عدد المنكفئين سيتعدّى الـ 25% ممن شاركوا في 2018. بالنسبة إليه، «الحريري أدّى دوراً في توحيد الشارع السني في بعلبك – الهرمل، فضلاً عن أن إقرار القانون النسبي سمح باسترجاع أحد المقعدين السنيين المصادرين من حزب الله. أما اليوم، فإنّ تعليق الحريري عمله في الحياة السياسية نجم عنه انقسام في هذا الشارع وعزوف البعض عن الاقتراع، وبالتالي خسارة أحد المقعدين أو الاثنين معاً».

حزب الله، من جهته، يراهن على زيادة الأصوات السنية بنسبة 15% عن تلك التي نالها في المدينة عام 2018. الشيخ مشهور صلح، مثلاً، الذي كان خاله حسين صلح (أبو نضال) مرشحاً على لائحة تيار المستقبل في الانتخابات السابقة، يشارك اليوم كتفاً إلى كتف مع النائب حسين الحاج حسن في اللقاءات الانتخابية داخل المدينة. في منزله قيد الإنشاء في حي آل صلح في المدينة، يجاهر الشيخ أمام فاعليات المنطقة الذين يزورونه بدعمه لينال صلح، معتبراً أنه من حصته. يؤكد صلح أن سنّة بعلبك «مندمجون بشكلٍ كامل مع محيطهم، وهو ما يتجلّى في العلاقات السياسية والاجتماعية وعلاقات المصاهرة بينهم». يرفض الشيخ الذي يرى أن الاقتراع «فعل عبادة سيُسأل عنه يوم القيامة»، القول إنّ حزب الله يهيمن على المنطقة في ظل غياب الإنماء، لافتاً إلى أن «الدولة غائبة أصلاً، والحزب لا يستطيع القيام بدورها، وهو أيضاً لا يريد أن يأخذ دورها، بل دفع أثماناً لحماية المدينة، إضافة إلى كونه شكّل جسر تواصل بين السنّة والشيعة».

وعن معارضته لأداء الحزب في السنوات الماضية، يقول صلح: «خلافي مع الحزب بدأ بتدخّله العسكري في سوريا، لكن التواصل بقي موجوداً. ما زلتُ مع الشعب السوري المظلوم، لكنني أريد فصل الخلاف في وجهات النظر حول الشأن السوري عن تحالفي مع حزب الله». ويضيف: «أنا في الخطوط العريضة متفق مع حزب الله المقاوم، فنحن كنا من المقاومين ضد العدو الإسرائيلي قبل وجود حزب الله، تماماً كوقوفنا في وجه السياسة الأميركية». لكن لـ«أبو نضال» رأياً آخر، إذ إن «الحزب يهيمن على المدينة ويُصادر صوتها، بالإضافة إلى تقصيره في المشاريع الإنمائية وتغطيته للخارجين عن القانون».

السلم الأهلي هو ما يشغل بال مفتي بعلبك السابق الشيخ بكر الرفاعي. إذ إن «الخطاب المذهبي مرتفع في المدينة، ما سيرفع من مستوى التوتّر»، مشدداً على أن «الاختلاف في وجهات النظر يجب ألا يمسّ بالسلم الأهلي أو ينعكس سلباً على المدينة».

«المناضل» الجوهري إلى رئاسة المجلس!

عند دوار العسيرة، في مدينة بعلبك، على بُعد أمتارٍ قليلة من لافتة كتب عليها: «لا مكان للعملاء بيننا»، يتجمّع سائقو الفانات في انتظار «اكتمال النصاب». يقول أحدهم: «إذا طالع عند الشيخ صف ورانا». في طريق مليء بالحفر، تسير السيارات خلف بعضها يعضاً باتجاه فيلا الشيخ عباس الجوهري التي يرفرف فوقها علم لبناني كبير.

باحةٌ واسعة يتجمّع فيها العشرات ممن يبدو الفقر واضحاً عليهم. زحمة كبيرة أمام دارة «الشيخ» الذي يستقبل الزوار كل يوم جمعة. مجموعة من الشبان أمام المدخل تصل أصواتهم إلى مسامع الجميع باستعدادهم لـ«بيع» هوياتهم. يفتح أحد الشبان الباب الحديدي مواربة: ««تفضّلوا على الديوان إذا بتريدوا».

في الداخل، يتغيّر المشهد. شبانُ وشابات من الماكينة الانتخابية للجوهري يتحلّقون حول أجهزة حاسوب. إحداهنّ تتحدث مع أحد الناخبين القاطنين في العاصمة، واعدةً إيّاه بتأمين نقله من بيروت إلى بعلبك يوم الانتخابات. بالقرب منها، استديو صغير بخلفيّة خضراء، حيث يصوّر الجوهري مقابلاته. في زاوية الغرفة، التي يتقصّد الموجودون فيها التأكد من إقفال الستائر، يجلس الجوهري على مكتبٍ خشبي.

يُشعل سيجارة قبل أن ينطلق في الحديث عن أن «الحزب خائف من مزاجٍ عام يخشى أن يتم الكشف عنه في صناديق الاقتراع». بكل جدية، يؤكد الجوهري أنه يملك حظوظاً مرتفعة للوصول إلى المجلس النيابي. بل يكاد يجزم بأن رئاسة المجلس غير بعيدة عن متناوله! يدرك رئيس لائحة «بناء الدولة» أن الأمر يبدو أشبه بـ«نكتة» ولا ينزعج من ضحكة محدّثه، بل يتبعها بالقول: «أنا مش سكران، أتحدّث جدياً. الترشح هو فعل نضالي، وأنا أريد أن أقدّم نموذجاً معارضاً للحزب وليس للمقاومة التي قدّمنا نحن كعائلة شهيداً فيها (شقيقه)». ينفي الجوهري أن يكون من حصة القوات. «أنا مستقل». عبارة يعيدها أكثر من مرة، ليشير إلى أنّه «رئيس اللائحة» وهو «الآمر والناهي» فيها شيعياً، مقرّاً بأن الرئيس فؤاد السنيورة تدخّل لسحب المرشح العرسالي سميح عز الدين لمصلحة المرشح زيدان الحجيري. فيما «حزب الله تدخّل بالتهديد لسحب ثلاثة من المرشحين الشيعة». الحديث عن رشى انتخابية يثير غضب المعمّم الذي يؤكد أنّ القوات لا تعطيه أموالاً، وأن المرشحين على اللائحة «معترين». أما الأموال التي يدفعها بنفسه، فهي لأن «الناس تحتاج إلى مساعدة، وأفعل ذلك منذ سنوات عبر جمعية يرأسها أحد رجال الأعمال».

عاصمة الكثلكة جزيرة بين بحرَين سنّي وشيعي: هل تعود زحلة «مقبرة» للأحزاب؟

في كل انتخابات نيابية، تكتسب معركة زحلة أبعاداً شخصية واجتماعية أكثر من أبعادها السياسية والطائفية والجغرافية. أبعاد ثابتة في محيط متحول، تغيرت فيه العددية الديموغرافية في عاصمة الكثلكة وموازين العائلات الحاكمة، وانهارت بينهما معادلة «زحلة مقبرة الأحزاب»

لم ينتظر شارل سابا نتائج الانتخابات النيابية المقبلة، ليستبدل زحلة بباريس. إلى العاصمة الفرنسية، عزم العضو المستقيل من بلدية زحلة – معلقة وتعنايل، مع عائلته، نهاية الشهر الماضي، باحثاً عن فرصة عمل تمنحه الاستقرار. مسبقاً، استقرأ نتائج انتخابات «لن تغير واقع دار السلام الحالي لأن هذه الطينة من هذه العجينة». قبل ست سنوات، لم يكن سابا بهذا اليأس. ترشّح للانتخابات البلدية ضمن لائحة الأحزاب. للمرة الأولى، انتقلت البلدية من حكم العائلات إلى «حكم» التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب. بعد سنوات قليلة، استقال من البلدية ومن حزبه الذي عينه رئيساً لإقليم زحلة الكتائبي بعدما اكتشف بأن «أداء الأحزاب لم يكن أكثر تطوراً من الزعامات الفردية». إذ إن قياداتها «تمارس الإقطاع المناطقي أيضاً كما فعل آل سكاف وآل حمادة وحلفائهما على مستوى البقاع قبل الحرب الأهلية. ورغم توالي زحلاويين، عونيين وكتائبيين وقواتيين، على النيابة والوزارة منذ عام 2005، لم تستفد المنطقة بمشروع هام، بدءاً من إقرار خطة النقل العام وإنجاز الأوتوستراد العربي وتنظيف نهر البردوني وبناء المبنى الجامعي الموحد في حوش الأمراء (…) إلى جمع الملاهي الليلية في موقع واحد تجنباً للضجيج والزحمة والإشكالات».

مع ذلك، تملك نيابة زحلة وقضائها سحراً خاصاً يدفع الأحزاب الوازنة، كما دفع العائلات سابقاً، إلى المنازلة الشرسة. فهي الدائرة الانتخابية الوحيدة التي تشهد على توازن «بلوكات» شيعية – مسيحية – سنية. ومن إفرازات ذلك التوازن، تلاقي الأضداد، كحزب الله والقوات والمستقبل، في أطر موحدة مثل لجنة التنسيق المحلية التي يرأسها مطران زحلة والفرزل وتوابعهما. خصوصية عاصمة الكثلكة متعددة الأبعاد، أدركتها القوى التي دخلت حديثاً إلى مطبخ قرارها. حزب الله وحركة أمل خاضا انتخابات 2005 بمرشح غير حزبي (حسن يعقوب) بالتحالف مع رئيس الكتلة الشعبية إيلي سكاف، قبل أن «يقتنص» تيار المستقبل المقعد الشيعي بعقاب صقر. وبدءاً من دورة 2018، عمد الحزب إلى «تحزيب» المقعد لضمان الفوز به. أما سنياً، فلا يزال المستقبل ملتزماً ترشيح أبناء العائلات. وفي مقابل تفهم القوى الطارئة، لا يزال كثير من الزحليين أسرى موروثات عائلية واجتماعية وطائفية، تزيد الشرخ بين أبنائها في كل انتخابات. لكن العودة إلى أصل زعامة بعض العائلات وظروف استحداث المقاعد النيابية السبعة تباعاً، يوحي بأن المدينة وجاراتها تتعارك فوق أرض رخوة.

قبل نشوء دولة لبنان الكبير، ألحقت كاثوليكية زحلة بمتصرفية جبل لبنان، فيما البلدات المحيطة بها أتبعت بولاية دمشق. انتخابات مجلس المندوبين الأولى عام 1861، شكّلت التاريخ التأسيسي للعمل السياسي في المدينة. القانون الأساسي كرّس زعامة العائلات الكاثوليكية السبعة الكبرى. وتركز التنافس بين عائلتي أبو خاطر وبريدي، وانتهى إلى تعيين عبدالله أبو خاطر أول عضو في مجلس إدارة المتصرفية بدعم من الأسقف الكاثوليكي. العائلات السبع (أبو خاطر وغره وبريدي ومسلم ومعلوف وجحا والحاج شاهين)، توالت على تمثيل المدينة سياسياً، بتأثير رئيسي دائم لمطران زحلة. قبل انتخابات المتصرفية، عرفت زحلة انتخابات البلدية التي تأسست عام 1711. العائلات نفسها شكلت مجلس شورى في ما بينها كنوع من الحكم المحلي. للمفارقة، انتهى نفوذ تلك العائلات مع بداية الانتداب الفرنسي. مندوباها في مجلس المتصرفية، من آل بريدي وآل أبو خاطر، أعلنا ولاءهما لحكومة الملك فيصل في دمشق التزاماً بالعلاقات التجارية والاجتماعية التي تحكم عاصمة البقاع بجارتها السورية. سريعاً جاء الانتقام الفرنسي. من «أوتيل القادري الكبير»، عام 1920، أعلن الجنرال غورو ضم الأقضية الأربعة للبنان، وأسس لزعامة الماروني موسى نمّور في وجه بريدي وأبو خاطر بعد إبعادهما عن دائرة القرار. نمّور نفسه عين عضواً في اللجنة التأسيسية لوضع الدستور اللبناني وأول رئيس لمجلس النواب. لم يرغب الفرنسيون بإقصاء كاثوليك زحلة في عرينهم وتقوية الموارنة الأقل عدداً. جهات محلية لفتتهم إلى الياس طعمة سكاف من خارج نادي العائلات السبع. أنشأوا زعامته فوق أملاك آل سرسق الشاسعة في عمّيق (البقاع الغربي) بعدما سجلوها باسمه.

لم يجذب سكاف الذي منحه الفرنسيون لقب (بك) مسيحيي زحلة والجوار فقط. بل إن غالبية أهل المنطقة، من مسيحيين وسنة وشيعة، صاروا من أتباعه بسبب عملهم فلاحين في أراضيه. وبعد دمج زحلة بالبقاعين الغربي والشمالي، في بعض الدورات الانتخابية، تحوّل سكاف، ثم نجله جوزيف، مرجعية خدماتية لأبناء البقاع، لا سيما بعد تحالف آل سكاف مع صبري حمادة وآل حيدر من جهة وآل القادري وقزعون والميس من جهة أخرى.
بصعوبة بالغة، استطاعت الأحزاب العقائدية خرق شعبية آل سكاف. الأستاذ الجامعي أنطوان ساروفيم المتخصص في الشأن الانتخابي لزحلة، يعيد السبب إلى «نفوذ العائلات الطائفية الطابع التي التزم أفرادها باتجاهاتها، وطبائع الزحلاويين التي لا تتقبل الانضباط في حزب أو الالتزام بعقيدة». منذ بداية الثلاثينيات، التزم عدد قليل بالحزبين الشيوعي والقومي خصوصاً من النخب والمثقفين، أبرزهم الشاعر سعيد عقل الذي تبنى الفكر القومي لفترة. حتى الأحزاب المسيحية التي نشأت لاحقاً، لم تملك تأثيراً وازناً. الكتائب خرق «بالمفرق» حصن آل السكاف. عام 1951، كان الزحلي جان سكاف أول وزير في تاريخ الحزب. وفي انتخابات بلدية زحلة عام 1963، فاز إبراهيم حبيقة، وفي الانتخابات النيابية عام 1968، فاز جورج عقل. محاولات تأسيس زعامات وأطر سياسية باءت بالفشل. فالزحلاوي لا يهتم بالشهادات والبرامج الانتخابية بقدر ما يعنيه السلوك الشخصي. في هذا الإطار، يستذكر ساروفيم تجربة جوزيف أبو خاطر، سفير لبنان الأسبق في مصر، الذي نجح في الانتخابات مدعوماً بأصوات السنة الذين اشتمّوا فيه رائحة جمال عبد الناصر. «فرض سعادته بروتوكولاً خاصاً للاستقبالات والزيارات والمراجعات. لفظته طبيعة الزحليين المعتادين على الدخول ساعة يشاؤون إلى غرفة نوم بكاوات آل سكاف الذين نجحوا بتحلق الأهالي حولهم كرد فعل على العائلات الذوات. وفي النتيجة، تلاقى الفكر التقليدي مع رفض السكافيين نمو الأحزاب المسيحية أو العقائدية على حسابهم».

أسقطت زحلة أبو خاطر كما أسقطت جورج عون في انتخابات 1968 و1972. المحيط الملتصق بالموروثات الاجتماعية والدينية، لم يتقبل أفكار أستاذ الفلسفة الذي عاد من باريس ليؤسس حركة سياسية ثقافية تحولت لاحقاً إلى تجمع زحلة العام. وكان أول سياسي «يقدم برنامجاً انتخابياً في تاريخ زحلة»، بحسب ساروفيم. زحلة التي لم تتقبل جورج، انتخبت نجله سليم نائباً للمرة الأولى عام 2005 ضمن لائحة إيلي جوزف سكاف. زحلة تغيرت كثيراً من زمن جورج إلى زمن سليم. الأخير شهد حصار زحلة بين 1981 و1984 وسيطرة ميليشيات الكتائب والقوات على الميدان والمزاج الشعبي في إطار التقسيم المناطقي والطائفي الذي فرضته الحرب الأهلية. ومنذ نهاية الثمانينيات، ناصر ميشال عون وتعرض للتضييق خلال فترة الوجود السوري حينما شكل مع آخرين حركة تغييرية استوحى أفكارها من والده. حراك السنوات الطويلة أثمر فور خروج السوريين وتنامي«التسونامي» العوني عام 2005.
أسقطت الحرب الأهلية ونتائجها واستقرار القيادة السورية في لبنان بين عنجر وزحلة وشتورة ثوابت رئيسية: أولها حصرية مرجعية آل سكاف وثانيها، معادلة زحلة «مقبرة الأحزاب»، وثالثها محورية المدينة اقتصادياً وخدماتياً. يقول ساروفيم الذي لم يغادر مدينته إن «المرحلة الفاصلة بين زمني زحلة كانت عام 1975. قبلها، كانت المدينة مزدهرة بسبب انحصار الخدمات التربوية والاستشفائية والتجارية والسياحية والمالية فيها»، إضافة إلى التحالف بين مرجعية المدينة السكافية ومرجعيات السنة والشيعة في البقاع كآل حمادة وآل الميس. لكن الفرز الطائفي والتهجير اللذين فرضتهما الحرب في المنطقة، فضلاً عن حصار زحلة والتطور الديموغرافي السني والشيعي والوجود الفلسطيني في القضاء «خلقت شرخاً بين المدينة ومحيطها وأدت إلى إعادة انتشار اقتصادي وخدماتي وظهور أسواق ومستشفيات ومصارف ومؤسسات تعليمية ومنتزهات في شتورة وبر الياس والفرزل. ومن أبرز الظواهر، تمركز محال الصيرفة في ساحة شتورة في الطريق إلى دمشق والبلاد العربية وانتشار المصانع في سهول البقاع الأوسط».

لم تتبدّد حساسية الزحليّين تجاه المرشحين المسيحيين من القضاء بسبب تمسّكهم بتمثيل المدينة بأبنائها

التحجيم السكافي انعكس على السياسة في ظل فتور في العلاقة بين وريث الكتلة الشعبية إيلي سكاف وغازي كنعان الذي دعم ظهور زعامات محلية جديدة في زحلة كإلياس الهراوي ونقولا فتوش، وخارجها كإيلي الفرزلي. العنصر الثابت في السياسة الزحلية، العلاقات الشخصية. حتى إن بعض المقاعد النيابية استحدثت كرمى لتلك العلاقات مثل مقعد الأرمن الأرثوذكس الذي أضيف بعد مؤتمر الطائف، من ضمن المقاعد المسيحية العشرة. استحداث المقعد لا يعكس حضوراً ديموغرافياً لأرمن زحلة وعنجر وجلالا الذين هاجر 80 في المئة منهم خلال الحرب. فيما غالبية من بقي، انضوى في الكتائب والقوات والتيار العوني لاحقاً أكثر من انتسابه إلى الطاشناق والهنشاك. ومن العناصر الطارئة على انتخابات زحلة، لم تعد المعركة الأشد على المقعدين الكاثوليكيين فقط. الأحزاب المسيحية أعطت حيثية للمقعدين الأرثوذكسيين والمقعد الماروني، كما فعلت الأحزاب السنية والشيعية مع مقعديها. مع ذلك، لم تتبدد حساسية الزحليين تجاه المرشحين المسيحيين من القضاء بسبب تمسكهم بتمثيل المدينة بأبنائها.

العائلات «راجعة»؟

منذ انتخابات 2005، تبدلت آلية تركيب اللوائح. الأحزاب ورثت العائلات التي صارت تلوذ بحماها. لكن ثمة من ينذر بعودة العائلية بعد تململ كثر من تجربة الأحزاب. عند انطلاق ورشة انتخابات 2022، لم تكن وريثة الكتلة الشعبية ميريام سكاف عنصراً رئيسياً في المشهد الذي سيطر عليه حزب الله والقوات والتيار الوطني الحر و«الزعيم» الجديد ميشال ضاهر. إذ كانت لا تزال تلملم ذيول خساراتها المتتالية من انتخابات بلدية 2016 ونيابية 2009 و2018. آخر فوز لزوجها قبل وفاته، كان عام 2005 على متن «تسونامي» العونيين والتحالف مع حزب الله. في انتخابات 2022، تستثمر جهات عدة نفور البعض من الحزب لاعتبارات مذهبية ولموروثات الزمن السوري. ميريام استردت بعض من تسرب من الكتلة إلى الأحزاب، وتحالفت مع المتمول محمد حمود من مجدل عنجر، على أمل أن يجير لها كتلة وازنة من حوالي 56 ألف ناخب سني يشكلون القوة الناخبة الأكبر في القضاء، لا سيما في ظل اعتكاف تيار المستقبل. في تقييمه للحملات الانتخابية، يشير ساروفيم إلى أن «معارك كافة الأحزاب تستثمر المعيار العائلي وليس البعد السياسي. مرشحو الأحزاب لا ينجحون إلا إذا تبنتهم العائلات. ما يجعل الغلبة في اللوائح لها مع الحفاظ على كوتا للحزبيين».

اللواء:

الحكومة تحزم الحقائب.. ومرحلة فاصلة بعد «أحد المفاجآت والغرائب»!

السنيورة يدعو لنصرة اللوائح السيادية.. وحثّ عربي على تجنّب السلبية بالانتخابات

صحيفة اللواءبدءاً من اليوم، 48 ساعة فاصلة بين مرحلتين في تاريخ لبنان ما بعد الطائف، تعبّر عنها نتائج انتخابات عام 2022 لمجلس نيابي جديد، تنبثق عنه رئاسة مجلس قديمة أو جديدة، وحكومة تشكّل استمرارا لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ام حكومة من نوع آخر، فضلا عن رئيس جديد للجمهورية بعد 31 ت1، حيث أعلن الرئيس ميشال عون انه لن يبقى دقيقة واحدة في بعبدا بعد هذا التاريخ..

على ان الرهان لا يقتصر على تبدُّل أو عدم تبدُّل في اجسام الرئاسات والمؤسسات الدستورية، بل في المنحى التغييري للسياسات والتوجهات والأدوات والأدوار، بعد «الأحد الكبير» الذي يحمل في طيّاته غرائب تحالفية وانتخابية، وعجائب في التمثيل، ايا كانت نسب الاقتراع، وطبيعة التكتلات المقبلة في مجلس 2022.

وعليه، تطوي حكومة أيلول دفاترها، وترحل بعد الإعلان عن تكون المجلس الجديد في 21 أيّار الحالي، قبل أيام قليلة عن عطلة عيد المقاومة والتحرير، على ان تعقد جلستها الوداعية الخميس المقبل، على أمل العودة..
وترددت معلومات ان الجلسة الوداعية في 19 أيّار (الخميس المقبل) ستكون ماراتونية، وربما تحمل مفاجآت، ما تزال طي التحفظ أو الكتمان.

وأوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» ان جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخيرة التي انعقدت أمس، تعرّضت إلى عدد من المواضيع من خارج جدول الأعمال. وأفادت أن المناقشات تركزت عليها وعلى بنود جدول الأعمال وتقرر تجديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية للمشاركة في الانتخابات النيابية فقط لقاء بدل مالي قدره ٢٠٠ الف ليرة وعلمت «اللواء» أن رئيس الجمهورية لم يرفض إدراج بند تجديد جوازات السفر كما ذكر بل أن ما حصل هو أن الطلب ورد متأخرا ولم يكن هناك متسع من الوقت لدرسه وبالتالي لم يعترض رئيس الجمهورية على ادراجه بدليل أنه صدر سريعا عن مجلس الوزراء. وقالت إن الرئيس عون أكد أن لبنان تبلغ رسميا تأجيل زيارة قداسة البابا لأسباب صحية وكذلك أشار وزير السياحة وليد نصار إلى تأجيل الزيارة والاستمرار في التحضيرات لكن ليس بالوتيرة نفسها لأن الموعد غير محدد. وفي مداخلته، توقف الوزير نصار عند تداعيات النزوح السوري على القطاع السياحي وقال ان الكلفة كبيرة. وطالب كذلك بعقد جلسة خاصة بعد انتهاء الانتخابات لتقييم العملية الانتخابية وإنجازات الحكومة وفق ما وعدت في بيانها الوزاري، مقترحا على الوزراء تقديم جردة بما حققوه في خلال مدة ولايتهم والتكاليف التي صرفت لإظهار أن الحكومة لم ترتب أعباء على خزينة الدولة . وأوضح الرئيس ميقاتي أن الموضوع يمكن إدراجه على جدول أعمال الجلسة المقبلة المقررة الخميس المقبل . ثم تحدث وزير الإعلام عن اغتيال الاعلامية شيرين ابو عاقلة وتمنى إصدار موقف إدانة وأشار إلى لقائه مع أهالي شهداء مرفأ بيروت الذين يطالبون بالاسراع في إنجاز التحقيق. وهنا تحدث رئيس الجمهورية الذي أشار إلى انه لا يجوز التأخير في إنجاز التحقيق فهناك موقوفون تعدت مدة توقيفهم مدة العقوبة في أي ادانة. اما وزير العدل فأمل في أن تبت طلبات إخلاء السبيل لدى محكمة التمييز سريعا.

إلى ذلك طلب الرئيس ميقاتي التريث في إزالة الاهراءات إلى حين صدور القرار الظني وأشار إلى أنه طلب من مؤسسة خطيب وعلمي إعداد تقرير فني ومالي حول كلفة ترميم الاهراءات اذا قام خيار عدم الهدم .
وآثار وزير الدفاع وفق المصادر موضوع الضباط برتبة عقيد الذين يفترض ترقيتهم إلى رتبة عميد سيحالون على السن ولكن لا تصفية لحقوقهم المالية، وهناك ضباط تركوا السلك ولم يتقاضوا حقوقهم التقاعدية وما من تصفية لحقوقهم أيضا. وطالب وزير الدفاع بتخصيص ٥٠ مليار ليرة للعسكريين الذين يشاركون في العملية الأنتخابية على أن تعطى للأجهزة الأمنية الأخرى مبالغ مماثلة, وطالب باعادة النظر بتعويضات العسكريين وذكر بدفع تعويض النقل الشهري البالغ قيمته مليون و٢٠٠ الف مشيرا إلى أوضاع العسكريين اجتماعيا وحياتيا.

ثم عرض وزير الخارجية لنتائج اجتماعات مؤتمر بروكسل ولقاءاته على هامش المؤتمر واشاد المسؤولون الذين التقاهم بما تحقق حتى الآن في ملف صندوق النقد وسجل ارتياحا اوروبيا وأشار بوحبيب إلى أنه أكد التزام الحكومة بالأهداف التي حددتها وبأفضل العلاقات مع دول الخليج.

وفي ما خص موضوع النازحين، أكد بو حبيب أنه ابلغ المؤتمرين موقف لبنان وقال: لا تعطونا المال بل نريد المساعدة لأعادة النازحين إلى أرضهم. ولفت إلى ان النازحين الذين لا يملكون خلفية سياسية يمكن لهم العودة في أي ساعة يريدون.

وفي الملف نفسه، عرض وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار الملاحظات في مؤتمر بروكسل وقال أن الجو في المؤتمر لم يكن جو حديث عن إعادة النازحين بقدر ما تمحور الحديث حول الدمج في المجتمعات الموجودين فيها ومنحهم إقامات شرعية وتوفير عمل لهم. وأكد أن لبنان قام بدوره الأنساني تجاه السوريين ولم يعد في مقدوره تحمل المزيد وهذا ما تم إبلاغه إلى الحاضرين في المؤتمر وجدد الدعوة لوضع خطة ميدانية عبر برمجة عودة النازحين.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية ان لبنان لا يقبل في موضوع الدمج وإن السوريين الموجودين في لبنان ليسوا مضطهدين سياسيا بدليل أن قسما كبيرا منهم شارك في الانتخابات الرئاسية السورية وانتخب الرئيس بشار الأسد.

ودعا وزراء داخل الجلسة إلى التنبه من موضوع الدمج وتقرر عقد اجتماع لجنة النازحين في الأيام المقبلة للتأكبد على خطة العودة التي وضعها لبنان. ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أنه سبق ان اتخذت اللجنة الوزارية قرارات مطلوب تنفيذها من الاجهزة المختصة بذلك.

وفي ملف الأنتخابات، علم أن وزير الخارجية عاتب وزير الداخلية على كلامه في برنامج صار الوقت إنما قبيل بدء الجلسة ومر سريعا. وكان الوزير بو حبيب أكد أن مستشارته باسكال دحروج نالت تهنئة على عملها من وزير الداخلية بفعل سعة إطلاعها. وافيد أيضا ان الوزير بو حبيب أشاد بالعمل الذي قامت به الوزارة في اقتراع المغتربين كما خص ٣ اسخاص بالاشادة بجهدهم الاستثنائي في الانتخابات وهم مدير عام الأحوال الشخصية العميد الياس خوري ومدير العام الشؤون السياسية فاتن يونس ودحروج. كما علم أنه قدم إلى المجلس أسماء الموظفين الذي كانوا في عداد لجنة الوزارة في انتخابات المغتربين وهؤلاء عملوا بجد وفق الوزير مارسوا الشفافية في عملهم دون أي اعتبارات سياسية. وتردد أن من بينهم موظف ينتمي إلى حزب القوات اللبنانية.

وأكد أن النقاط التي ظهرت في اقتراع المغتربين عولجت وإن ٤٠٠ صندوق اقتراع من الخارج وصل ومن المرتقب وصول ١٥٠ صندوق اليوم و١٠٠ صندوق اليوم على أن تكون الصناديق حاضرة قبل يوم الأحد.
إلى ذلك، تقرر عقد اجتماع بين وزير المال والداخلية للبحث في موضوع تعرفة الأطباء والممرضين داخل السجون، مع العلم أن هناك تكلفة في هذا الملف تبلغ ١٠ مليارات شهريا بما في ذلك موضوع التغذية في السجون وتقرر عقد اجتماع آخر ينضم اليه وزير الدفاع بشأن تغذية العسكر .

وأشار وزير التربية إلى أنه طلب من مدراء المدارس التي تضم أقلام اقتراع إلى مزاولة العمل في المدارس للمحافظة على موجوداتها وطالب بتخصيص مبالغ لهم أسوة بالتعويضات المعطاة للموظفين ورؤساء الأقلام كما اثار عدم تقاضي المعلمين الذين يدرسون النازحين السوريين في فترة بعد الظهر تعويضاتهم منذ خمسة أشهر.

وعلم أنه لدى مناقشة بنود تتصل بنقل احتياطي من الموازنة فتح الموضوع المجال أمام مطالبات وزراء باعتمادات إضافية، فأعترض رئيس الحكومة بقوة وقال لم نأت اليوم من أجل ذلك ولا بد من درس وضع المالية وقدرتها على الاستجابة وبالتالي لن تمر إلا البنود الواردة على الجدول في موضوع الاحتياطي وأكد أن طلبات السلف تستمهل إلى الأسبوع المقبل من أجل الأطلاع على الحقائق المالية المتوافرة. في بند طلب وزير المهجرين عصام شرف الدين تحويل وزارته إلى وزارة تنمية ريفية لتعزيز التنمية والزراعة، لفت وزير العدل إلى أن تعديل اسم الوزارة يحتاج إلى قانون كما أن الموضوع يتضمن نزعا بصلاحيات من وزارات أخرى. وتقرر إعادة درسه لاحقا وشكر الوزراء شرف الدين على جهده. وتمت الموافقة على منح تراخيص لـ١١ شركة لبناء محطات إنتاج كهرباء على الطاقة الشمسية بعيدا عن الحصرية واسهب وزير الطاقة في شرح ما اعتبره انجازا وعلم أن وزير التربية اعترض على المشروع في حين لفت وزير العدل إلى الانتباه من أن القانون يحصر إنتاج الطاقة بشركة كهرباء لبنان. كما أقر المجلس اتفاقية القرض مع البنك الدولي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين إمدادات القمح بقيمة ١٥٠ مليون دولار.

وقال الرئيس ميشال عون في مستهل الجلسة التي عقدت إن البلاد على بعد ايام من الانتخابات النيابية في الداخل بعد إتمام الانتخابات في دول الإنتشار، وبعد انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي، تصبح الحكومة في حالة تصريف الأعمال الذي يفرض الاسراع في انجاز عدد من الأمور العالقة.

كما طلب عون من وزراء العدل والدفاع والداخلية التشديد على ضرورة ضبط الراشي والمرتشي في اطار العملية الانتخابية، خصوصاً بعد المعلومات عن حصول صرف اموال بطريقة غير شرعية، ومن  وزيري الدفاع والداخلية اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الوضع الامني في مراكز الاقتراع وفي محيطها.

وتابع: أن الجمود الحاصل في تحقيقات انفجار المرفأ، ألحق الظلم بعدد من الموقوفين الذين يتعذر البت بأوضاعهم ومنهم من قد يكون بريئاً، وعليه يجب الاسراع في استكمال التحقيق واتخاذ الاجراءات اللازمة.
وكشف عون انه يتردد من حين الى آخر كلام عن دمج النازحين السوريين في المجتمعات التي نزحوا اليها، وهذا الموضوع خطير جداً. ونرفض رفضاً قاطعاً موضوع الدمج، ولبنان يؤكد موقفه الثابت بضرورة عودة النازحين الى المناطق الآمنة في بلادهم.

من جهته، أشار الرئيس ميقاتي في مستهل الجلسة الى أن اعداد المقترعين في انتخابات الخارج كانت كبيرة نسبيا بالمقارنة مع عدد الذين تسجلوا، ولكننا كنا نتمنى ان يكون اعداد المسجّلين للاقتراع اكبر مما حصل.
وقال: على بعد ثلاثة ايام من الانتخابات العامة في الداخل، نتمنى ان تتم أيضا على اكمل وجه وبنزاهة وشفافية وحرية. وفي هذه المناسبة اكرر دعوة الجميع للمشاركة في الاقتراع، والقيام بالواجب الوطني، لانه لا يمكن العودة الى الانتقاد اذا كنا تقاعسنا عن القيام بدورنا كمقترعين.

تابع رئيس الحكومة: يجري الحديث ان سعر النقد سيشهد فلتانا بعد الانتخابات، وهذا كلام غير صحيح، فامكانات المعالجة متاحة وسوق النقد سيكون مستقرا نسبيا في المرحلة المقبلة.
وأكد أن «ما نقوم به في الحكومة هو الدور الطبيعي لادارة شؤون الدولة مع علمنا جميعا بحجم الصعوبات التي تواجهنا، وبالوضع الاقتصادي العام، ولا نريد أن نرهق المواطن باي اعباء اضافية، وفي الوقت نفسه نريد أن نستمر بتسيير المرافق العامة كما يجب. وفي السياق ايضا فاننا نتمنى الاسراع في تكليف رئيس حكومة جديد وتشكيل حكومة جديدة في اسرع وقت».

وذكرت المعلومات ان نقاشا حاداً جرى قبل بدء الجلسة بين وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ووزير الداخلية بسام مولوي حول ما جرى في حلقة مولوي مع مارسيل غانم لجهة القول ان مستشارة وزير الخارجية باسكال دحروج اشرفت على انتخابات المغتربين فشابها ما شابها، وعدم التنسيق الكافي مع وزير الداخلية. وعاتب بوحبيب زميله على عدم توضيح حقيقة التنسيق الذي جرى بين الوزارتين. وانتهى الامر عند هذا الحد. لكن لوحظ ان وزير الخارجية كان مستاء مما جرى.

وأفادت المعلومات بأن وزير وزير السياحة وليد نصار طالب خلال الجلسة بعقد جلسة حكومية خاصة لوضع مسودة تعديل قانون الانتخاب رقم 44/2018، تُمكّن المجلس النيابي الجديد من تطوير القانون الانتخابي وادخال اصلاحات عليه، لاسيما لناحية اقرار الميغاسنتر واستخدام البطاقة الممغنطة. كما طالب بأن يقدّم كل وزير جردة عما قام به خلال السبعة اشهر المنصرمة وبأي كلفة من أجل ترشيد الانفاق في المرحلة اللاحقة.
وعلمت «اللواء» ايضاً ان وزيري الخارجية بوحبيب والشؤون الاجتماعية هيكتور حجار اثارا نتائج مؤتمر بروكسل الدولي لأزمة النازحين السوريين وما تخلله من مواقف ومداخلات واشارات تدعو الى دمج النازحين بالمجتمع اللبناني ومنحهم اقامات وفرص عمل وسواها على حساب اللبنانيين من دون تفهم اوضاع لبنان الخطيرة واستحالة استمراره في تحمل الاعباء، ما دفع الرئيس عون الى قول ما قاله في بداية الجلسة.

كما اثار وزير التربية عباس الحلبي هذا الموضوع من الناحية التربوية وما تتكبده المدارس الرسمية من اعباء نتيجة تعليم السوريين، كاشفاً انه كان يود ان يكون من ضمن الوفد الذي شارك في مؤتمر بروكسل ليعلن ما يتكبده لبنان، والمح الى انه سيوقف تعليم الطلاب السوريين، لأن المعلمين الذين تولوا تعليمهم لم يتقاضوا مستحقاتهم نتيجة عدم تنفيذ وعود الدول المانحة والمنظمات الدولية بدعم لبنان.

وقد وقع رئيس الجمهورية، المرسوم الرقم 9129 تاريخ  12 أيار 2022 القاضي بتعيين بدل غلاء المعيشة للمستخدمين والعمال الخاضعين لقانون العمل. والذي أضاف مبلغ المليون و٣٢٥ ألف ليرة على الحد الأدنى للأجور على أن يتم التصريح بها للضمان الإجتماعي بما يدر سنويا ألف وماية مليار ليرة، حسبما اعلن وزير العمل مصطفى بيرم.

وبعد انتهاء الجلسة، قال وزير الإعلام زياد مكاري: قبل المباشرة بدرس جدول الاعمال، أدان مجلس الوزراء الجريمة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي باغتيال الصحافية في محطة «الجزيرة» شيرين ابو عاقلة، وتقدم بالتعزية الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعائلة الشهيدة والاسرة الاعلامية العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً.

بعد ذلك، درس مجلس الوزراء جدول الاعمال، وفي البنود المهمة أقر:

- الموافقة على مسودة دفتر شروط العقد الخاص لاطلاق مزايدة تلزيم الخدمات البريدية والوثائق العائدة لها.
- الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه منح تراخيص لبناء محطات انتاج كهرباء على الطاقة الشمسية.
- إقرار مشروع مرسوم يرمي الى تجديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية للمشاركة في الانتخابات النيابية فقط. مقابل بدل 200 ألف ليرة.

ومن خارج جدول الاعمال:  

- الموافقة على اتفاقية القرض مع البنك الدولي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين امدادات القمح بقيمة 150 مليون دولار.
وأفاد مكتب وزير العمل مصطفى بيرم في بيان، بأن «مجلس الوزراء وافق ايضاً في جلسته على الخطة التي تقدم بها وزير العمل، وهي خطة استراتيجية لثلاثة سنوات ولا تكلف الدولة أي مبلغ، وتمكن الوزير بيرم  من تأمين الطاقة الشمسية للوزارة، والتفاوض مع الجهات المانحة، وتجهيز الوزارة بكاملها من أجل التحول الرقمي الكامل، وصولاً الى اعتماد المعاملة الرقمية تسهيلا لمعاملات المواطنين، وتطوير نظم الاستخدام والتوظيف والتدريب المهني المعجل للبنانيين، بما يتوافق واحتياجات سوق العمل في هذا الظرف الصعب، وهذا يعتبر اول انجاز تقوم به وزارة  في لبنان على هذا المستوى وبلا اي تكلفة على الخزينة اللبنانية على الاطلاق.

وأعلن وزير الاقتصاد أمين سلام «أننا تبلّغنا من البنك الدولي الموافقة على قرض طارئ لدعم لبنان في شراء القمح وتأمين ربطة الخبز للمواطن وهذا القرض ميسّر ويُعّد شبكة أمان للمجتمع، مشيراً الى ان «كل الأمل في أن يُباشر مجلس النواب الجديد بدراسة مشروع القانون الذي سترفعه الحكومة لأن ملف القمح طارئ وحياتي».

وتحدث ايضاً وزير الطاقة وليد فياض، فقال: كانت الجلسة مثمرة لمجلس الوزراء، حيث تم الاتفاق على اصدار التراخيص للشركات، وعددها 11، التي فازت بالمنافسات التي جرت في السنوات الماضية لبناء محطات إنتاج الطاقة الشمسية. وقد اصدرنا، عبر موافقة مجلس الوزراء، 11 ترخيصا لها، على ان تقوم كل شركة ببناء محطة للطاقة الشمسية بسعة 15 ميغاواط. كما وانَّه لدى هذه الشركات فترة سنة للبحث وإيجاد أساليب التمويل اللازمة.

اضاف: المناقصة فازت بها هذه الشركات، وليس هناك من امر حصري لها. ففي المستقبل، الشركات المهتمة بالأمر عينه، سيكون لها ان تشارك بالمناقصات التي سنقوم بها. وسنرى كيف سندير هذه المناقصات، ووفق أي آلية تنظيمة.

وأشار الى «ان هذه الشركات لبنانية لديها شريك عالمي، كي نتثبت، في مرحلة أولى، من ان الكفاءات العالمية متوافرة عندنا، فلا ندخل بمشاريع غير مثبتة كفاءاتها».

اضاف: هذا يعدُّ إنجازاً لهذه الحكومة، وفق مسار الطاقة المتجددة الذي يشكّل جزءا من خطة النهوض بقطاع الطاقة. وقد استحصلنا سابقاً على تمديد تراخيص الشركات التي فازت بتراخيص الإنتاج عبر طاقة الريح في منطقة عكار. وبذلك نكون قد كرسنا الاهتمام والعمل بمشاريع الطاقة المتجددة، وفي الوقت عينه، قمنا بإصدار مراسيم احيلت الى مجلس النواب لاصدار القوانين اللازمة حول الطاقة المتجددة الموزَّعة، وهي مهمة للغاية كونها تسمح لمن يهتم بالاستثمار بمحطات انتاج الطاقة الشمسية حتى 10 ميغاوات بناء محطات في أي منطقة من لبنان واستخدام شبكة كهرباء لبنان لنقل هذا الإنتاج الى المستهلك او الشاري. على ان يتم لاحقا تنظيم سقف السعر من قبل الهيئة الناظمة.

واوضح فياض «ان الشركات الـ11، مقسمة على كافة المناطق اللبنانية، وفق الشكل التالي: 3 في البقاع و3 في الشمال، و3 في الجنوب، و2 في الجبل. وان كلفة الطاقة الشمسية التي ستباع من قبل هذه الشركات الـ11 هي 5.7 سنت للكيلواط في منطقة البقاع، و6.3 سنت في المناطق كافة  خارج البقاع. وهكذا تلاحظون الفرق بين كلفة الطاقة الشمسية وكلفة الطاقة الأُحفورية التي تتراوح لدينا بين 10 و15 سنت، من دون الاخذ بالاعتبار كلفة النقل والتوزيع والهدر، وهي مرتفعة.

وكشف فياض انه سيزور سوريا يوم الاحد للمشاركة في مؤتمر للطاقة المتجددة. وعلى هامشه ستكون لنا جلسة طويلة مع وزير الطاقة السوري للبحث في اتفاقية استجرار الغاز واستبداله في سوريا. وآمل ان ننتهي من هذا الامر خلال هذه الزيارة. ويبقى لدينا موضوع التمويل من قبل البنك الدولي والاشارة الإيجابية من قبل الإدارة الأميركية بالنسبة الى الجدوى السياسية.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت زيارته الى سوريا ستستفز الجانب الأميركي، أجاب: بالعكس. انا متأخر الآن. والسفيرة الأميركية قالت لي: كل يوم يُعدّ، ويجب ان نذهب اليوم قبل الغد.

وأضاف: لقد قالوا لنا سابقا ان المفاوضات مع البنك الدولي للتمويل تسير بالتوازي مع توقيع العقد. اما الآن، فأصبح علينا ان ننتهي من العقد وبعدها ندخل في المفاوضات التمويلية. هذا ما تغير أخيراً من البنك الدولي. من هنا ليس هناك من استفزاز بل نحن مضطرون للذهاب. والجانب السوري شريك في النهاية بهذا الامر.

سفراء الخليج ودريان

وفي تطور دبلوماسي داعم للبنان، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، سفراء مجلس التعاون الخليجي في لبنان ضم: عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير دولة الكويت عبد العال القناعي وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري وسفير دولة قطر إبراهيم السهلاوي، في حضور مفتيي المناطق في لبنان.

بعد اللقاء قال السفير القناعي: كانت فرصة للتباحث وتدارس الوضع والشأن اللبناني، والعلاقة بين دولنا ولبنان الشقيق، وقد قدم لنا سماحته شرحا تفصيليا موضحا فيه ظروف البلد، وكل ما يمر فيه من مصاعب ومشاكل. وقد شددنا على دور هذا الصرح الجامع لكل أبناء الشعب اللبناني، وعلى دور سماحته ومواقفه المشرفة الوطنية الجامعة المعتدلة التي تدعو إلى لمّ الصفوف ورصها لابناء الشعب اللبناني الشقيق كافة، وأعربنا له عن وقوفنا إلى جانبه وتأييدنا له في كل ما يصبو إليه، ولكل ما فيه صالح هذا البلد الشقيق.

أضاف القناعي: وقدم السفراء التهاني بعيد الفطر السعيد، مستذكرين مع أصحاب السماحة مزايا المفتي الشهيد حسن خالد التي يوافق ذكرى استشهاده في 16 أيار الحالي، وتسلم مفتي الجمهورية والمفتون دعوة من السفير بخاري لحضور الملتقى الثقافي السعودي اللبناني الخامس بعنوان « شهيد الرسالة» المفتي الشيخ حسن خالد يوم السبت المقبل عند الساعة السادسة مساء في دارة السفير السعودي في اليرزة.

وذكر المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان له: ان السفراء شددوا على أهمية الدور الديني والوطني الذي قامت وتقوم به دار الفتوى وعلماؤها بتوجيه من مفتي الجمهورية لتعزيز وحدة الصف اللبناني عامة والإسلامي خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وطن الاعتدال والمحبة والتلاقي والألفة والعيش المشترك، واكدوا دعمهم وتعاونهم وتضامنهم مع شعب لبنان ومؤسساته وحرصهم على الوحدة الوطنية، واعتبروا إن وحدة لبنان، ونموذج عيشه المشترك الإسلامي المسيحي هو ضمانة لوحدة اللبنانيين.

اضاف المكتب: وتمنى السفراء أن تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكل شفافية لتعكس تطلعات وآمال اللبنانيين، لافتين الى أن السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطناً وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي، واعتبروا ان رسالة السفراء للبنانيين هي توجيهيه بتغليب مصلحتهم الوطنية على أي مصلحة أخرى، وأن المشاركة في الانتخابات للوصول الى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه.

وقال المفتي دريان: الانتخابات النيابية المقبلة مفصل مهم في تاريخ لبنان، وأعطينا توجيهاتنا وإرشاداتنا لأبنائنا وإخواننا اللبنانيين بالمشاركة لا بالمقاطعة، ولا أحد من المسؤولين نادى بالمقاطعة. فالانتخاب هو قرار وواجب ديني ووطني لا يستهان به، ومن يفوز في هذه الانتخابات يكون بخيار اللبنانيين الحر الديموقراطي، وعلينا أن ندرك ان الانتخابات ومن يفوز فيها تحدد مسار لبنان وعلاقاته مع أشقائه العرب وأصدقائه.
وختم المفتي دريان: الاستحقاق الانتخابي سنمارسه مع أبنائنا والمقاطعة استسلام ولا نريد ان نسلم لبنان لأعداء العروبة.

وأكّد السفير السعودي خلال اللقاء «على تضامن دول مجلس التعاون الخليجي الثابت مع الشعب اللبناني، وحرصنا الدائم على أمن واستقرار لبنان ووحدة أراضيه وعلى انتمائه العربي واستقلال قراره السياسي.

السنيورة لكثافة الاقتراع

ودعا الرئيس فؤاد السنيورة إلى المشاركة الكثيفة في الانتخاب والتصويت للوائح السيادية، وقال في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس ان ما أطلق على حكومته اسم «حكومة الحكومة السياسية في العاصمة 2002» هم يعلنون تبعيتهم لإيران التي تفاخر بالهيمنة على4 عواصم عربية.

وكشف انه يتعرّض إلى حملات وجملة افتراءات وتزوير وعناوين لا صلحة لها والهدف جر من الأنظار عن القضايا الأساسية لذلك لا بدّ من التذكير ببعض الوقائع..

وثمن الرئيس السنيورة حث المفتي عبد اللطيف دريان على الاقتراع بكثافة، وتوجه إلى الشباب بالقول ان العلاقة بين تحقيق السيادة فلتقدم على طريق الإصلاح وثيقة والتغيير يبدأ من استعادة الدولة..
وأكد أنه «غادر المناصب الرسمية ولكن لم يغادر دوره العربي من أجل خدمة مصالح هذا البلد»، مضيفًا، «لهذا شعرت أن علي حقوقاً واجبة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ورأيت بأن الدولة والشعب لا يمكن ولا يجيز أن ندير لهما ظهرنا».

وتابع، «هذا ما دفعني للانخراط بالمساعدة في هذه العملية الانتخابية لمنع استباحة بيروت».

وطلب السنيورة من الناخبين «المشاركة الكثيفة في الاقتراع والتصويت للوائح السيادية»، قائلًا، «سنواجه من خلال ممارسة سياسية سيادية».
وأضاف، «وصفونا بـ»حكومة المقاومة السياسية» فيما هم يعلنون تبعيتهم لإيران التي تفاخر بالهيمنة على 4 عواصم عربية».

واعتبر السنيورة، أنهم «يحوّلون لبنان من دولة مؤسسات وقوانين لها مصالح حيوية إلى معسكرات تدريب ومنصة مستدامة للشتم ويعبثون بالمواعيد والاستحقاقات الدستورية ويعملون على تعطيل المؤسسات ليتاح لهم انتخاب رئيس للجمهورية يسلّمهم القرار السياسي».

المرحلة الثانية

انتخابياً، أنجزت أمس المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية ، باقتراع الموظفين المشاركين في أعمال الانتخابات النيابية في مختلف الاراضي اللبنانية بعد أقل من 48 ساعة أي يوم الأحد في 15 الجاري ، واقترعوا في اقلام الاقتراع في مراكز الأقضية التي ينتخبون فيها، لينصرفوا بعدها الى استلام صندوق واغراض المركز الذي سيستلم رئاسة قلمه هو والمساعد له في العملية الانتخابية، وقد تواصلت العملية الانتخابية في مختلف المراكز ، وسط اجواء هادئة باستثناء ما سجل في الهرمل، حيث توقفت العملية الانتخابية في السرايا لبعض الوقت، جراء شجار بين عناصر قوى الامن الداخلي وموظفين بعد تلاسن امام قلم الاقتراع، وشكا موظفون واساتذة من سوء معاملة عناصر امنية، وقد جرى العمل على حل الاشكال من قبل قائمقام الهرمل طلال قطايا، وفي دائرة البقاع الثانية انقطع التيار الكهربائي عند الساعة الواحدة ظهرا ،كما أفادت «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات» (لادي) بوقوع «إشكال في القلم رقم 16 في النبطية بسبب إدخال بعض الناخبين بالواسطة، ما أدى إلى تلاسن».

الى ذلك ، فقد تفقّد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي مركز فوج إطفاء بيروت المعتمد كمركز إقتراع لإنتخابات الاداريين.

وكانت هذه المرحلة، انطلقت عند السابعة صباحاً وبكثافة تصويت عملية اقتراع الموظفين المكلفين رؤساء أقلام وكتبة ومساعدين في الانتخابات النيابية يوم الأحد المقبل، والبالغ عددهم نحو 14500 موظف في الأقضية كافة، حيث فتحت صناديق الاقتراع أمام الموظفين في حضور البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات وجمعية LADE ومندوبي المرشحين، وفي أجواء هادئة، وسط اجراءات أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي حول مركز الاقتراع. وبلغ متوسط نسبة الاقتراع بين 65 و70 في المئة. وتفاوتت بين المناطق بحيث تجاوزت السبعين في المائة في دائرتي بيروت وفي جبيل وجزين وصور ومرجعيون وعاليه وبشري وبعلبك، و80 في المئة في النبطية وفي جونيه والمتن، و85 في المئة في زغرتا و87 بالمئة في البترون، و55 في المئة في قرى صيدا، وفوق الستين في المئة في مناطق اخرى.

وخلافاً لما تردد، اكد المكتب الإعلامي للنائبة بهية الحريري في بيان، انها «ملتزمة قرار الرئيس سعد الحريري ولا تدعم أي مرشح لا سرا ولا علنا».

كما نشر أمين عام تيار «المستقبل أحمد الحريري صورة للرئيس سعد الحريري على حسابه عبر «تويتر» وكتب: «سيبقى موقفك وحده يمثلنا. سيبقى موقفك وحده يمثلنا… سيبقى موقفك وحده يمثلنا» .
وتفقد وزير الداخلية بسام مولوي مراكز اقتراع الموظّفين، وأكد أن « رؤساء الأقلام والكتبة يعرفون كيفية الاقتراع وأصدرنا كتيّباً وفيديو يشرح عملية الانتخابات ونُعيد التأكيد عليهم أن يلتزموا بالتعاميم واطمئنّوا سأقوم باللازم».

كما تفقد رئيس بعثة جامعة الدول العربية للاشراف على الانتخابات في لبنان السفير احمد رشيد خطابي على رأس وفد من الجامعة، مركز فوج اطفاء بيروت في الكرنتينا حيث تجرى انتخابات الموظفين المولجين تأمين انجاز العملية الانتخابية الاحد المقبل.

وسجلت «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات» عدة خروقات ومخالفات في العملية الانتخابية في سرايا حلبا - عكار اهمها:

– عدم وجود عازل في احد غرف الاقتراع.
– عدم احصاء عدد المنتخبين في الغرفة ٣.
– عدم وجود اسماء 70 موظفا في عكار على لوائح الشطب.
اما في سرايا طرابلس لم يسجل اي خروقات او مخالفات من قبل الجمعية.
كما سجلت مخالفات عديدة في اقضية جبل لبنان لا سيما في بعبدا.

ونشرت الجمعية مقطع فيديو عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر وقوع اشكال في القلم الاقتراعي الذي يحمل الرقم 5 في سرايا هرمل بين مجموعة من المقترعين والقوى الامنية.
وتعقد نائبة رئيس التيار الوطني للحر للشؤون الإدارية ماتين نجم كتيلي للتحدث عمّا اسمتهت تجاوزات الانفاق الانتخابي للقوات اللبنانية بعد ظهر يوم في مؤتمر صحفي في مقر التيار الوطني في ميرنا شالوحي.
قضائياً، قرّر قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور تخلية رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان الموقوف منذ شهرين، لقاء كفالة مخفضة إلى 100 مليار ليرة لبنانية، وبعد تسديد الكفالة غادر سلامة مكان توقيفه.

وفي تطوّر قضائي آخر، احالت النيابة العامة في الكويت المتهمين في قضية خلية تمويل حزب الله إلى «محكمة الجنايات»، وطالبت باتخاذ العقوبات اللازمة في لائحة الاتهام التي تشمل 11 مواطناً كويتياً و7 من العاملين هناك في محال الصيرفة التي قامت بالتحويلات المالية للحزب.

80 إصابة جديدة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 80 إصابة وحال وفاة واحدة، في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1097800 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

المصدر: صحف