“من دمشق هنا القاهرة”… – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

“من دمشق هنا القاهرة”…

دمشق1
خليل موسى

دمشق2“إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق”، بهذه العبارة الخالدة وبصوت الأمير يحيى الشهابي، انطلق أول بثّ لإذاعة دمشق عام 1947 تمام الساعة السابعة صباحَ يوم الرابع من نيسان/أبريل، واستمر نبض أثيرها حتى يومنا الحالي بتصاعدية في مساحة البث والانتشار، والنوع الأميز بين أوائل المحطات الإذاعية في العالم.

هي إذاعة عربية رائدة، اشتهرت طوال خمسة وسبعين عاماً بكل ما فيها من برامج ونشرات إخبارية ومسلسات إذاعية، إضافة لما فيها من ذخيرة سياسية وإخبارية تاريخية، إذاعةٌ وقفت إلى جانب القضايا العربية بكل ما فيها، واشتهرت من عباراتها العالقة في أذهان متابعيها “صوت فلسطين من دمشق”، إضافة للجملة الشهيرة يوم الخامس من حزيران/يونيو حين نطق المذيع السوري “من دمشق هنا القاهرة” عندما توقف الإذاعة المصرية عن البث أثناء العدوان الثلاثي الشهير على مصر عام 1967.

دمشق3يوم أمس وفي مكتبة الأسد الوطنية وسط العاصمة، وُضع الماس تاجاً وعلامة فارقة في عُمْرِ إذاعة دمشق، معلناً دخولها القسم الرابع نحو إكمال قرنٍ من الزمن.

هي إذاعة مقاومة تجاوزت بعمرها العديد من الدول، بأسرة مهنية راحت تكبر مع تقدم الأيام فيها، وتطوير إمكانياتها، وكوادرها من مخرجين إذاعيين إلى مذيعين ومحررين وفنيين، صدحت أعمالهم من “الراديو” الخشبي القديم الذي جمع حوله كل فئات المستمعين في المقاهي والأماكن العامة قبل انتشار جهاز المذياع في جميع البيوت السورية.

مملكة من الأرشيف الثري بقيمته السياسية والثقافية، والتاريخية، كما وصفها وزير الإعلام السوري د. بطرس حلاق بعد تكريم كوادها القدامى وصولاً إلى 5 أجيال متلاحقة من العاملين فيها. وقال عنها “إنها تاريخ كبير تاريخ وطن بكل ما حملته الرسائل الوطنية والثقافية”.

دمشق4إنها صوت سورية عندما كانت الصوت الوحيد لها، الصوت الذي وصل إبداعه لكل سوري وعربي، أوصلت الفكر القومي والأخلاقي والوطني، وأبدعت بكل ما قدمت من  فيه فائدة للمواطن، حسب ما خص به وزير الخارجية السوري د. فيصل المقداد موقع المنار خلال هذه الاحتفالية، وأضاف أنه واحد من الأجيال التي تربت على صوت أثير إذاعة دمشق قبل أن يكون هناك أي وسيلة إعلامية أخرى، وقال “أصبحنا ما أصبحنا عليه” مشيرا الى أنها كانت في خدمة قضايا العرب والحق في العالم، وهي الإذاعة التي ما تزال تعيش بما قدمته في خلايا كل من تابعها وتربى عليها، وستعيش للمستقبل.

وفي يومها العالمي تحدثت لموقعنا مديرة إذاعة دمشق الإعلامية إيمان الخطيب، مهنئةً جميع العاملين فيها جمهورها، وشكرت كل من عمل بها عبر تاريخها الطويل، وتغنّت بالتكريم المستحق هذا لهؤلاء المبدعين من عاملين رفعو صوتها صرحاً عالياً في عالم الإبداع الإذاعي.

دمشق 6صدى صوت الإذاعة السورية، ما يزال ينبض في شوارع العاصمة والمدن على اتساع البلاد، ولها ما لا يمكن غيابه عن واقع العمل الإعلامي بتصديرها الكثير من أجيال الإعلاميين من مذيعين ومحررين ومخرجين إلى العالم أجمع، ووجودها يتدفق مخترقاً جدار صوت التاريخ على الموجة الطويلة “AM” بكل ما صنعته، وما زالت تفتتح صباحاتها بصوت الفنانين اللبنانيين الذين ولدت باكورات أعمالهم في استديوها إذاعة دمشق، متبوعاً بكل النشرات السياسية والثقافية وكل ما له علاقة بالإنسان.

المصدر: موقع المنار