ندوة لتجمع العلماء المسلمين وجمعية من أحياها حول نشر ثقافة وهب الاعضاء وموقف الشرع – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ندوة لتجمع العلماء المسلمين وجمعية من أحياها حول نشر ثقافة وهب الاعضاء وموقف الشرع

61547226e90bb_e4a44e4470244aa7a0edee2b91e17595

استقبل تجمع العلماء المسلمين في مركزه في حارة حريك، وفدا من جمعية “من أحياها” برئاسة الدكتور عماد شمص، وعقدت ندوة حول وهب الأعضاء من الناحية العلمية والشرعية الإسلامية.

عبد الله
بداية، قال رئيس الهيئة الإدارية للتجمع الشيخ الدكتور الشيخ حسان عبد الله: “أحببنا في بداية لقائنا هذا أن نستقبل جمعية مهمة جدا في أيامنا هذه وهي جمعية من أحياها المعنية بموضوع نشر الوعي في أوساط الناس جميعا والمؤمنين خصيصا في مسألة وهب الأعضاء التي تؤدي إلى إنقاذ حياة إنسان من إنسان يذهب نحو الموت، واختيار العنوان “من أحياها” له معان كثيرة وجليلة أحسنوا الاختيار، ولماذا نحن كتجمع العلماء المسلمين نقوم بهذا الأمر، لعدة أسباب: السبب الأول والأهم أننا مسؤولون عن تبليغ رسالات الله وأحكام الله وتبيانها إلى الناس، وبالتالي لا بد من استيضاح هذه المسألة وأخذ موقف شرعي منها والسعي في نشره وتكوين ثقافة لدى عموم المؤمنين من خلال الذين يرتادون مساجدنا ويستمعون إلى محاضراتنا ودروسنا وخطاباتنا”.

أضاف: “يقول الله تعالى في كتابه الكريم “بسم الله الرحمن الرحيم.. من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. الآية تشير إلى حقيقة اجتماعية تربوية مهمة وهي أن قتل أي إنسان إن لم يكن قصاصا لقتله إنسانا آخر أو لم يكن بسبب جريمة الإفساد في الأرض، الحمد لله اليوم لدينا مفسدون كثر، فهو بمثابة قتله الجنس البشري بأجمعه. كما أن إنقاذ أي إنسان من الموت يعد بمثابة إنقاذ الإنسانية كلها من الفناء”.

وتابع: “لقد سألت نفسي أنه كيف كانوا يتعرضون لتفسير الآية سابقا قبل موضوع وهب الأعضاء، طبعا هذا في صلاحية القرآن الكريم لكل الأزمنة والعصور. في السابق كان يقال في تفسير هذه الآية إنه من توجه إلى إنسان يعاني من خطر الموت بسبب الجوع فقدمت له طعام، أو ذهب إلى الموت بسبب نقص الدواء فقدمت له دواء فهذا أحياء لهذه النفس، أما اليوم فالموضوع أشمل، الإنسان يذهب إلى الموت ولا حل له إلا بتقديم العضو الذي ينقصه سواء كان كلية أو كان أي عضو آخر يمكن نقله إلى هذا الإنسان، فلذلك هذا التقديم أو هذا الوهب سيؤدي إلى إنقاذ إنسان بعضو سيذهب إلى التلف في القبر، سيذوب سيصبح رمادا وترابا فيتحول هذا الذي سيذهب ليكون ترابا إلى قيمة إنسانية عظيمة بإحياء إنسان، وكان يشكل في السابق بأن ذلك مستلزم للهتك، هتك الميت بشقه بعد موته وأخذ عضو منه وإلى ما هناك، وهذا ليس بهتك بل لعله تكريم أن يتحول جزء من هذا الجسد إلى مقدمة لإحياء روح وإنسان آخر فهذا قطعا ليس بهتك، هو إكرام”.

وأردف: “بالفتوى طبعا أفتى سيدنا سماحة القائد الإمام الخامنائي بقوله “لا بأس في الاستفادة من بعض أجزاء الميت لترقيعها ببدن شخص آخر لإنقاذ حياته أو لعلاج مرضه، ولا مانع من الوصية لذلك باستثناء الأعضاء التي يصدق على فصلها عن جسد الميت عنوان المثلى، أو يوجب قطعها منه هتك حرمة الميت عرفا”. وهذه الفتوى واضحة بأن أخذ أي جزء من الميت لا يعتبر تمثيلا بجثة الميت لإنقاذ إنسان من الموت هو أمر جلل، وشجع عليه الإمام الخامنائي وعلى فتوى جميع الفقهاء. لذلك نحن نؤكد كتجمع العلماء المسلمين، شاركنا منذ البداية والشيخ حسين كان متقدما في هذا الموضوع ولكن مع جهات أخرى، أما مع بروز عمل إسلامي بجمعية إسلامية فكان من السباقين إلى المشاركة فيها”.

شمص
بدوره، قال شمص: “جمعية من أحياها هي جمعية لبنانية تعنى بنشر ثقافة وهب الأعضاء والأنسجة البشرية على كل الأراضي اللبنانية ولكل شرائح المجتمع اللبناني، هي جمعية خاصة انطلقت من بيئتنا، من بيئة حزب الله وأطلق عملها في 20 شباط 2017، حتى شباط المقبل تكون انطلاقتنا بلغت خمس سنوات، لن نحسب السنة والنصف والسنتين التي مرت وشلت العالم بسبب كورونا. إنها تنشر ثقافة وهب الأعضاء والأنسجة البشرية لأن هذا المفهوم هو مفهوم مستجد أساسا حتى على مستوى القطاع الصحي هو غير معلوم وغير معروف فكيف بعامة الناس. ولأن مفهوم الوهب ليس له تحديدا علاقة بالقطاع الصحي والطب والعلاج، هو جانب فقهي تشريعي لأن المسألة تتعامل مع أجساد الأموات، وما يحصل بعد الموت خاصة إذا أردنا أن نستفيد من الأعضاء، وله جانب قانوني، هل يسمح القانون بالإستفادة من هذه الأعضاء، وله جانب آخر اجتماعي أخلاقي”.

أضاف: “بالنسبة للمسألة الطبية نحن لم نكن لننطلق بهذا المشروع لو لم نجد في هذا الموضوع كخطوة أولية لنشر هذه الثقافة ليصبح عندنا مجموعة أو عدد كبير أو العدد الأكبر من الواهبين أو المتبرعين الموصين أنهم يريدون أن يتبرعوا بأعضائهم بعد الموت، ونحن لا نتكلم عن الموت العرفي أو الموت الذي يشترك فيه الاختصاصيون من أهل الطب وعامة الناس، أي شخص تقول له متى يحدث الموت قد يجاوبك، الذي هو عندما يتوقف القلب والرئة والدورة الدموية عن العمل توقفا دائما بلا رجعة، هذا هو الموت. إن تعريف الموت مسألة معقدة ولا تعريف لمفهومه إنما هناك مفهوم وتعريف آخر للموت ألا وهو الموت الدماغي”.

وتابع: “هناك مرسوم تشريعي سنة 1984 رقمه 14/42 يجيز الاستفادة من أعضاء الميت وأنسجته لأهداف علمية وعلاجية نقطة. أي بتنا نستطيع العمل من ناحية قانونية في هذا الموضوع. لقد استفادت الجمعية من هذا الأمر فعلمت أن المسألة هي علاجية، كخطوة أولى نريد أكبر عدد من المتبرعين ليتمكنوا من تغطية الحاجات، هناك عدد هائل من المرضى بحاجة لأعضاء، وأريد القول هنا عن موضوع الأعضاء للمرضى. النشاطات التي نقوم بها عبارة عن محاضرات، لقاءات، أدبيات نقدمها، نشرحها في تجمعات للناس. لقد بدأنا في القطاع الصحي أولا، قلت هذا أمر مستجد، أي أنه جديد حتى على الطب فنوضح ما هو الوهب والأهم من هذا كله، قلت بأن الجانب الطبي موجود والجانب القانوني فتح الباب، الجانب الفقهي يفترض أن نصل فورا إلى كافة علمائنا والآن مثل حضرتكم العلماء الأفاضل وفي كل أنحاء العالم لأن اليوم هم صلة مباشرة مع عامة الناس من أي موقع انطلقوا، فإذا كان العالم مقتنع بهذه المسألة عندها تصبح الأمور سهلة للوصول إلى عامة الناس الذين يتساءلون دائما ماذا سيحصل مع أجسادنا بعد الموت. وهذا الأمر من مهمة العلماء إن شاء الله”.

أمين السيد
من جهته، أبدى عضو الجمعية مسؤول قسم الكبد في مستشفى الرسول الأعظم الدكتور محمد حسين السيد أمين السيد تفاؤله بالدور العلمائي في موضوع وهب الأعضاء في لبنان، وقال: “أنا شخصيا والفريق الطبي نتعاطى بشكل مباشر ويومي مع المرضى الذين يحتاجون إلى زرع أعضاء، إذ أننا نفتقد للأعضاء بشكل كبير ومؤذ كثيرا على المستوى النفسي والإنساني، فنحن نتعاطى مع مريض تتدهور حاله يوما بعد يوم فقط لأن أحدا قرر أخذ الكبد ودفنه معه أو لأن عائلة قررت ألا تدع كبد ابنها ينتزع من جسده”.

أضاف: “إن أقسى ما في الامر عندما يقول أحدهم لقد سألت الشيخ في الحي وقال لي أن وهب الاعضاء حرام، علما أن في مجتمعنا الأعم من مقلدي سماحة القائد أو الإمام الخميني الفتوى عندهم جد واضحة بأن ثقافة وهب الأعضاء في المجتمع الايراني سائدة وأصبحت أمرا بديهيا. وما يثير استغرابنا أنه في حال تأخر منسق في مدينة بإيران ولم يصل في الوقت المناسب ليحصل على الأعضاء، تنزعج عائلة الميت لأن الامر لم ينجز”.

وختم: “إن ثقافة وهب الأعضاء في إيران متقدمة جدا ولا يمكن مقارنتها بالمستوى الثقافي لدينا”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام