الرئيس الإيراني: لولا تضحيات الشهيدين سليماني والمهندس لكانت “داعش” الآن جارة أوروبا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الرئيس الإيراني: لولا تضحيات الشهيدين سليماني والمهندس لكانت “داعش” الآن جارة أوروبا

14000630001001_Test_PhotoI

اعتبر الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي أنه “لولا تضحيات الشهيدين الراحلين قاسم سليماني أبو مهدي المهندس، لكان تنظيم داعش جار أوروبا على ساحل المتوسط”.

وفي كلمة ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو، قال السيد رئيسي إنه “لولا تضحيات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الراحل أبو مهدي المهندس لكانت داعش جارة أوروبا على ساحل المتوسط”.

ولفت إلى أن “الحضور العسكري الأمريكي في سوريا والعراق يقف عائقا أمام تحقيق الديمقراطية وإرادة الشعوب”، مضيفا أن “الحرية لا تأتي عبر القوات العسكرية الخارجية”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة لا تخرج من العراق وأفغانستان بل يتم إخراجها من هناك”.

وفي الملف اليمني، اعتبر أن “الطريق إلى حل الأزمة اليمنية يأتي من خلال وقف فوري وغير مشروط للعدوان والاعتداء وتسهيل الحوار بين اليمنيين”.

وأضاف أن “هذه الأزمة تثير القلق كثيرا والعالم يجب أن ينهي صمته تجاه هذه الجريمة”. وشدد على أن “سياسة إيران هي الحفاظ على وحدة أراضي جميع دول المنطقة”.

هذا وأعلن الرئيس الإيراني أن “بلاده تعترف بمفاوضات حول برنامجها النووي، تكون نتيجتها رفع العقوبات الظالمة عنها”، داعيا الأطراف المعنية بالاتفاق النووي إلى الالتزام به.

وقال السيد رئيسي إن “العقوبات أسلوب الولايات المتحدة الحديث في شن الحروب ضد الشعوب”. وأضاف أن “مشروع مواجهة الشعب الإيراني فشل بالكامل وعلى جميع الأطراف الالتزام بالاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن”.

ولفت إلى أن “بلاده تعترف بمفاوضات تكون نتيجتها رفع العقوبات الظالمة عنها”. وأكد أن طهران “لا تثق بالوعود الأمريكية”، مردفا القول: “السلاح النووي لم يكن يوما ضمن استراتيجيتنا الدفاعية”.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي كاملا:

بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین وصلی الله علی محمد واله الطاهرین و صحبه المنتجبین
السيد الرئيس

اقدم التهاني لكم على اختياركم لرئاسة الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ايها السيدات والسادة
إيران هي أرض الثقافة والحضارة؛ أرض المعرفة والروحانية؛ ارض الصمود والاستقلال. الشعب الايراني هو شعب التوحيد والوطنية والهوية والعالمية.

لقد دافع شعبنا عن حقه في تقرير المصير والحرية ضد الطغاة لمئات السنين ، وكان لبلدنا الريادة في النظام السياسي المنتخب في غرب آسيا . الثورة الإسلامية شكلت قفزة نوعية إلى الأمام لتحقيق التطلعات الوطنية والإسلامية للشعب الإيراني ، بما في ذلك الحرية والاستقلال والسيادة الدينية.

بصفتي المنتخب من قبل الشعب الايراني العظيم، أعتزّ بأن أمثل نيابة عنهم لايصال رسالة العقلانية والعدالة والحرية، التي تشكل المبادئ الأساسية الثلاثة للحياة البشرية المعاصرة الى العالم. هذه المبادئ الثلاثة، التي هي القاسم المشترك لجميع الديانات الإبراهيمية، لن تصل إلى وجهتها دون الاهتمام بالجوانب المعنوية والروحانية.

الحرية والعدالة، هذه الكلمات المقدسة والمظلومة، لها معاني واسعة جدا؛ ومن الناحية العملية، فهي صعبة وحساسة للغاية. الحرية تعني الحق في التفكير واتخاذ القرار والعمل من أجل جميع البشر. يعتمد السلام والأمن المستدامان على ارساء العدل، وكان الهدف الرئيسي لمهمة الأنبياء السماويين هو جعل البشر يطالبون بالحق والعدالة. لا يمكن تحقيق العدالة والحرية إلا من خلال ضمان حقوق جميع الدول، وأي انتهاك لحقوق الشعوب يعرض، السلم والأمن العالميين قبل كل شيء للخطر.

ايها السيدات والسادة
في العام الماضي، خلدت صورتان: 6 يناير، عندما تعرض الكونغرس الأمريكي لهجوم من قبل الشعب الأمريكي، وفي أغسطس، حيث تم إسقاط مواطنين أفغان من طائرة أمريكية. من الكونغري وحتى كابول، يتم توجيه رسالة واحدة إلى العالم: نظام الحكم الامريكي لم يعد مجديا لا داخليا ولا خارجيا.

ما نراه في المنطقة اليوم ليس يدل على فشل السلطويين والعقلية السلطوية فحسب، بل يدل ايضا على فشل مشروع فرض الهوية الغربية. نتيجة النزعة السلطوية هي إراقة الدماء وعدم الاستقرار ، وفي النهاية الهزيمة والفرار. اليوم لن تغادر الولايات المتحدة العراق وأفغانستان، بل انها تطرد. ومع ذلك، فإن تكلفة هذا الافتقار إلى العقلانية تتحملها الدول المضطهدة من فلسطين وسوريا إلى اليمن وأفغانستان، ومن ناحية أخرى يتحملها دافعو الضرائب الأمريكيون.

لا يهم العالم اليوم ما إذا كانت “أمريكا هي الأولى” أو ان “أمريكا عادت”. إذا كانت العقلانية على جدول أعمال صانعي القرار، فعليهم أن يفهموا أن صمود الشعوب أقوى من قوة القوى العظمى. الخطأ الأمريكي خلال العقود القليلة الماضية هو انها قامت بتغيير “أسلوبها في الحرب” مع العالم بدلاً من تغيير “أسلوب حياتها” مع العالم. الطريقة الخاطئة لا يمكن أن تتحقق بتغيير الاسلوب.

الحظر هو اسلوب جديد للحرب الأمريكية ضد الدول. لم يبدأ الحظر على الشعب الإيراني خلال البرنامج النووي أو حتى الثورة الإسلامية، لكنه بدأ عام 1951، عندما تم تأميم صناعة النفط، وأدى إلى انقلاب عسكري ضد الحكومة الإيرانية المنتخبة من قبل الأمريكيين والبريطانيين. الحظر، وخاصة حظر الدواء، جريمة ضد الإنسانية خلال فترة كورونا.

من سمات الظالمين في القرآن الكريم هي تدمير الطبيعة والجنس البشري. تقترح الجمهورية الإسلامية أنه من خلال إدخال فئتي الصحة والبيئة كقضايا إنسانية، يتم حظر أي عقوبات أو تعطيل لسلسلة التوريد الخاصة بهما. كما انني نيابة عن الشعب الإيراني وملايين اللاجئين الذين هم ضيوف على بلدي، أدين أيضا استمرار الحظر الأمريكي غير القانوني، خاصة على المساعدات الإنسانية، وأدعو إلى تسجيل هذه الجريمة المنظمة ضد الإنسانية كانموذج وحقيقة عن حقوق الإنسان الأمريكية.

بينما كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية، تحاول منذ البداية شراء واستيراد اللقاحات من أطراف دولية موثوقة، الا ان حظر الأدوية فُرض على الشعب الإيراني، وبالتالي فكرنا منذ البداية في توفير لقاحات مستدامة من خلال الإنتاج المحلي.

إيران، الى جانب العلوم النووية وعلوم الأقمار الصناعية السلمية، هي المركز الطبي لآسيا، والأطباء والعلماء الإيرانيون مثل أبو علي سينا ​​يلمعون في تاريخ البشرية. لا يمكن حظر العلوم المفيدة للبشرية؛ أنتجنا الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران، والذي يصنع الأدوية الإشعاعية لأكثر من مليون مريض مصاب بالسرطان في البلاد؛ وعلى الرغم من الحظر، فقد أحرزنا تقدما مذهلا في التكنولوجيا الحيوية والخلايا الجذعية. اليوم، ورغم الحظر اللانساني، أصبحنا من مصنعي لقاح كورونا.

إن تعاون الدول في مجال الصحة، وخاصة اللقاحات، هو لتعزيز روح التعاون والسياسة الالهية – البشرية في العلاقات الدولية. كورونا هو نداء إيقاظ للعالم كله، بان أمن كل إنسان مرتبظ بالاخر. إن أزمات المجتمع البشري كالعنف والفقر والبطالة والفساد الأخلاقي والاقتصادي وانهيار نظام الأسرة والحروب الإقليمية والإرهاب المنظم والأزمات البيئية، كلها بسبب تجاهل مبادئ العقلانية والعدالة والحرية.

ايها السيدات والسادة
الفكرة الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية نابعة من مدرسة الإمام الخميني (ره)، مؤسس الثورة الإسلامية، والمفاهيم الاسلامية الاصيلة؛ إسلام العقلانية، إسلام التأمل والفكر، الإسلام الاصيل، الذي من ثماره مقاومة تتماشى مع المصالح القومية للدول. الحديث عن حقوق الأمم دون الحديث عن واجب الحكومات لا يفي بحقوق الإنسان. استقلال اي شعب يتمثل في حرية ذلك الشعب. إن الثورة الإسلامية تدعم هذه الحرية وتعارض النزعة التطرفية. هذه هي طبيعة قوة جمهورية إيران الإسلامية التي تفيد جميع الناس.

إن الثورة الإسلامية الإيرانية ملهمة؛ والقوة النابعة منها هي الأمن. النموذج الأمني ​​للجمهورية الإسلامية الإيرانية يستند الى تشكيل آليات اقليمية مشفوعة بالتركيز على الدبلوماسية دون تدخل أجنبي.

سياستنا هي الحفاظ على الاستقرار والسيادة الوطنية لجميع دول المنطقة. لولا قوة ودور إيران إلى جانب حكومات وشعوب سوريا والعراق، ولولا كفاح الشهيد أبو مهدي المهندس والجنرال الشهيد الحاج قاسم سليماني، لكانت “داعش” اليوم هي جار اوروبا من طرف البحر الأبيض المتوسط. وبطبيعة الحال، لن تكون “داعش” هي الموجة الأخيرة من التطرف.

الجهود الجديدة لفرض اصطفافات حرب باردة أو عزل الدول المستقلة لن تساعد الأمن البشري. السلوك الانتقائي ليس هو الحل لمشكلة الإرهاب، فالإرهاب له جذوره في أزمات مختلفة، بما في ذلك أزمات الهوية والاقتصادية: خواء الحياة الحديثة من المعنى والروحانية، وكذلك انتشار الفقر والتمييز والقمع، من شأنها ان تؤدي إلى تولد الإرهابيين؛ و النمو المتزايد للإرهاب المحلي في الغرب خير دليل على هذا الواقع المرير. والأمر الأكثر مرارة من ذلك هو استخدام الإرهاب كأداة على صعيد السياسة الخارجية. لا يمكن مواجهة الإرهاب بمعايير مزدوجة، مثل خلق إرهاب مثل “داعش” في مكان، ومحاربته في مكان آخر.

إن حل النزاعات والخلافات في منطقتنا، بعد الاتكال على الله تعالى، يكمن في شيء واحد فقط: تحكيم ارادة الشعوب على مصيرها بالرجوع إلى الرأي العام. لكن تحقيق هذا التطلع له شرطان أساسيان: وقف العدوان الأجنبي ووقف الاحتلال الى جانب التعاون المخلص للحكومات في مجال محاربة الإرهاب.

الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق هو أهم عقبة أمام تحقيق الديمقراطية وإرادة الشعب. الحرية لا تناسب حقائب الظهر للجنود الأجانب.

في أفغانستان، ما لم تسود حكومة شاملة بمشاركة فعالة من جميع المجموعات العرقية، لن يعود الأمن إلىهذا البلد. الوصاية ايضا محكومة بالفشل مثل الاحتلال.

الأزمة الإنسانية في اليمن مقلقة للغاية ويجب على العالم أن يكسر صمته على الجرائم ضد الإنسانية. الحل يكمن في الوقف الفوري وغير المشروط للعدوان وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية وتسهيل الحوار البناء بين اليمنيين.

الكيان المحتل للقدس، يمثل أكبر منظمة إرهابية حكومية ، أجندتها قتل النساء والأطفال في غزة والضفة الغربية. الحصار الشامل اليوم، جعل من غزة أكبر سجن في العالم. خطة صفقة القرن، ايضا فشلت مثل الخطط السابقة الأخرى. الحل هو شيء واحد: الرجوع إلى أصوات جميع الفلسطينيين، من مسلمين ومسيحيين ويهود، في اطار استفتاء شامل. وهذه الخطة اعلن عنها قائد الثورة الاسلامية منذ سنوات عديدة، واليوم يتم تسجيل خطة الجمهورية الإسلامية كإحدى الوثائق الرسمية للأمم المتحدة.

السيد الرئيس
اليوم يقر العالم كله، بما في ذلك الأمريكيون أنفسهم، بأن مشروع مواجهة الشعب الإيراني، والذي تجلى في الآونة الأخيرة في انتهاك شكل ومضمون الاتفاق النووي، وتم اتباعه بسياسة الضغط الأقصى والانسحاب التعسفي من الاتفاق، فشل تماما. ومع ذلك، فإن سياسة القمع الأقصى لم يتم التخلي عنها بعد. لا نريد أكثر من حقوقنا. نحن نطالب بتنفيذ القانون الدولي. يجب على جميع الأطراف الالتزام بالاتفاق النووي وقرار الأمم المتحدة عمليا. خمسة عشر تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤيد التزام إيران بالتزاماتها. لكن الولايات المتحدة لم تف بالتزامها المتمثلة برفع الحظر، نكثت عهدها، وانسحبت من الاتفاق النووي، وفرضت المزيد من الحظر على شعبي.

اعتقدت أمريكا خطأً أننا سنيأس، لكن مقاومتنا نجحت وستنجح دائمًا. المقاومة الذكية والديناميكية للجمهورية الإسلامية نابعة من العقلانية الاستراتيجية. نحن لا نثق بوعود الحكومة الامريكية.

وفق فتوى القائد العظيم للثورة الإسلامية، فإن السياسة الاستراتيجية لجمهورية إيران الإسلامية هي حرمة إنتاج وتصميم وتخزين الأسلحة النووية، ولا مكان للأسلحة النووية في العقيدة الدفاعية والردعية للجمهورية الإسلامية الايرانية. جمهورية ايران الإسلامية تعتبر أن الحوار المفيد هو الذي يؤدي إلى رفع الحظر الجائر.

إن جمهورية إيران الإسلامية، بينما تدافع بحزم عن جميع حقوق ومصالح الشعب الإيراني، تسعى إلى تعاون اقتصادي وسياسي واسع وتقارب مع العالم. أسعى للتفاعل الفعال مع جميع دول العالم، وخاصة دول الجوار، وأصافحهم بحرارة. لقد بدأت حقبة جديدة. إن الجمهورية الإسلامية الايرانية مستعدة لرسم خريطة لخلق عالم أفضل. عالم مليء بالعقلانية والعدالة والحرية والأخلاق والروحانية.

اشكر الجميع على حسن اهتمامهم
والسلام علیكم ورحمة الله

المصدر: وكالات