كلمة السيد نصر الله في الليلة السابعة من عاشوراء في 15-8-2021 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كلمة السيد نصر الله في الليلة السابعة من عاشوراء في 15-8-2021

السيد نصرالله

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الليلة السابعة من ليالي عاشوراء في 15-8-2021

 

أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته..

ما حصل اليوم في عكار في بلدة التليل يفرض نفسه علينا جميعاً، وبالتأكيد على مجلسنا هذا الذي يحيي ذكرى المظلومية والشهادة والجراح والآلام والثكلى والغربة، ما حصل اليوم في منتصف الليل، وتبدت مشاهده في النهار، محزن ومؤلم لكل إنسان في لبنان وخارج لبنان، لكل من سمع هذا الخبر وشاهد هذا المنظر، هذه الحادثة المحزنة والمؤلمة التي أدت إلى استشهاد حتى الآن الأرقام الرسمية تتحدث عن 27 شهيداً، وما يقارب الـ79 جريحاً.

أولاً: يجب ان نتوجه من مجلسنا هذا إلى أهلنا في عكار وإلى العائلات الكريمة التي فقدت أحبتها وأعزتها، إلى قيادة الجيش اللبناني الذي فقد أيضاً عدداً من أفراده، وإلى أهلنا الأعزاء في عكار عموماً في كل محافظة عكار، اولاً نعزيهم بالشهداء المظلومين، ونتضامن معهم، ونعبّر عن مواساتنا وحزننا لما جرى عليهم وعلى أعزائهم، ونسأل الله سبحانه وتعالى للشهداء الرحمة، وأيضاً لنتضامن مع الجرحى الذين يعانون جداً من آلام الحروق القاسية، ونسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء العاجل، ونعبّر أيضاً عن وقفتنا إلى جانبهم، ونحن نضع انفسنا وإمكانياتنا ومؤسساتنا في خدمة اهلنا في عكار، وفي خدمة الوزارات المعنية، أي شيء نحن نقدر في حزب الله وأطر حزب الله ومؤسسات حزب الله أن نساعد فيه وأن نبلسم فيه جرحاً او نمسح فيه دمعة أو نواسي فيه ألماً، نحن جاهزون لأننا أهل، وهذه الآلام هي آلامنا وأحزاننا.

طبعاً امام هذه الحادثة، انا سأتحدث عنها قليلاً وأدخل منها للموضوع ذات الصلة، رغم انه عادة كنت أفضّل ان أترك الموضوعات السياسية لليلة الأخيرة أو لليوم العاشر، ولكن الموضوع ذات الصلة بهذه الحادثة نتحدث عنه الليلة إن شاء الله.

المطلوب أولاً هو تحقيق للكشف عن ملابسات هذه الحادثة، ومعاقبة المقصرين حتى لا تتكرر هذه الحادثة، لأن “لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”، والأهم في هذه المرحلة هو مساعدة المصابين وتضميد الجراح، واستيعاب هذه الحادثة بالدرجة الاولى إنسانياً واجتماعياً، الأهم هو أخذ العبرة والدرس من هذه الحادثة المؤلمة حتى لا تتكرر في منطقة اخرى من لبنان او في نفس عكار أو في اي بلدة من البلدات اللبنانية، لأن هذا الأمر يمكن ان يتكرر للأسف الشديد.

طبعاً الأصل هو الذهاب إلى المعالجة، يجب ان نعالج الأسباب حتى لا تتكرر هذه الحادثة، وهذا ما سأتحدث عنه، أيضاً للأسف الشديد كما هي الاحداث المؤلمة في لبنان، يعني منذ اللحظة الأولى الذي ظهر فيه هذا الخبر، بدل ان تتداعى القوى السياسية والمسؤولون والتيارات السياسية والقوى الشعبية ووسائل الإعلام، بدل ان يتداعى الجميع للملمة الجراح، ومواساة المصابين، ومعالجة المجروحين، واستيعاب الحادثة، بدأ مثل العادة في لبنان التراشق الإعلامي والشتائم والاتهامات والسُباب والتوظيف السياسي والعبارات الجارحة، وانا من قبيل الفجر كنت أتابع، ومن فجر اليوم عندما وعي الناس وبدأوا بالكتابة على التويتر وتغريدات وإصدار البيانات والمواقف، لم يبقى ستر مغطى، وهذا امر محزن في بلدنا، وعادة أمام الأحداث القاسية والمؤلمة والمحزنة، الناس تضع خلافاتها جانباً، وتضع صراعاتها السياسية جانباً، ويواسي بعضها بعضاً، ويمد بعضها للآخر يد العون والمساعدة والتضامن، لكن نحن أصبحنا بلداً غريباً عجيباً، على كل حال، ونشهد منذ الصباح تصفية حسابات قاسية جداً، طبعاً هذا لن يعالج مشكلة، ولن يدفع خطراً، ولن يمنع من تكرار هذه الحادثة، بل هو يعمّق الحساسيات والصراعات وخصوصاً عندما بتغذى بالمشاعر الطائفية والتحريض الطائفي والمذهبي، وتتحول مسألة إلى مسألة طائفية للأسف الشديد كما يجري عادة عندنا في لبنان.

نحن يجب أن نذهب إلى المعالجة بقلوب حزينة ومتألمة ولكن بعزم راسخ وهدوء وبعقل بارد، هناك عدة عناوين يجب ان نتحدث عنها، العنوان الاول، هذه الحادثة المأساوية يجب أو تشكل عاملاً حاسماً في الضغط على المعنيين بتشكيل حكومة من اجل تشكيل الحكومة خلال أيام قليلة، هذا البلد لم يعد يحتمل أبداً، وهنا الكلام للجميع لكل المسؤولين والرؤساء ولكل القوى السياسية ولكل المعنيين بتشكيل الحكومة، لعبة الوقت انتهت، وأي شيء آخر وأي مكسب سياسي آخر، وأي مكسب طائفي او حزبي آخر، لم يعد يجوز أن يفكر فيه إنسان امام الوضع الذي وصل إليه البلد، لذلك أول رسالة وعبرة من دماء هؤلاء الشهداء المظلومين وهؤلاء الجرحى وآهاتهم الآن في المستشفيات وعند العائلات وامام دموع الثكالى، هو أن شكّلوا حكومة خلال يومين او ثلاثة ايام، وغير ذلك، سنكون جميعاً كلنا، وانا لا أحب ان اخاطب الآخرين ونحن خارج الموضوع، لا، سنكون جميعاً، وسيكون الجميع يرتكبون جريمة بحق هذا البلد، لأن أي تأخير هو له صلة بالعناد او بالحصص او بمكاسب سياسية او مكاسب شخصية او طائفية او حزبية.

الليلة من داخل الجراح نصرخ جميعاً ونقول انتهى وكفى، هذا البلد لم يعد يتحمّل، شكلوا حكومة بأي شكل وبأي ثمن، اخرجوا من الشروط والشروط المضادة، ماء وجه الجميع الآن مرتبط بتشكيل حكومة، وكل واحد يتفضل ويضحي، هناك دماء نزفت، وانتم ساعدوا بتقديم ماء وجوهكم، ليس مطلوباً منكم ان تقدموا لا دماءكم ولا دماء أبنائكم وفلذات أكبادكم.

اليوم هذا هو المدخل الطبيعي ليكون البلد على مسار المعالجة في كل القضايا، خصوصاً المعيشية والأمنية، والبعض يقول نحن أمام الانهيار، لا نحن في الانهيار، ويقول أمام الفوضى، لا نحن في الفوضى، لكن حكم الفوضى ما زال مقدوراً عليه، لكن يمكن ان يتطور إلى فوضى شاملة.

بالأمس عندما قيل بأن الدعم رفع عن المشتقات النفطية، أيضاً دخل البلد في سجال وتقاذف المسؤوليات، من عنده علم ومن لم يكن عنده علم، ومن أخذ القرار، ومن هو المغطي هذا القرار ومن لا، الحل لهذه المسألة ليس في تقاذف المسؤولية، الحل في هذه المسألة ان تشكلوا حكومة، وتجتمع الحكومة في أسرع وقت، وتأخذ القرار الذي تراه مناسباً في موضوع الدعم ورفع الدعم، والبطاقة التمويلية، وتنفيذها بأسرع وقت، و..و..و..و.. إلى آخره.

اليوم البلد في فراغ في السلطة، وصحيح ان هناك رؤساء واجتماعات، لكن من هي الجهة المعنية بأن تأخذ القرار، الحكومة معنية، والسلطة التنفيذية، ومجلس الدفاع الأعلى يمكن أن يملأ جزءاً من الفراغ، ولكنه لا يمكن ان يكون السلطة التنفيذية في البلد، طيب، الحكومة الحالية لا تجتمع، ويقال أنه دستوري وغير دستوري، في النتيجة لا تجتمع، فما هو الحل؟ كيف نمشي الخطوة الاولى في طريق الحل، ولإدارة الأزمة وليس لحل الازمة، ولتنظيم المعاناة وتخفيف الآلام، ولمنع الفوضى، الطريق الوحيد هو تشكيل الحكومة، وليس هناك طريق آخر.

أيها الأخوة والأخوات، نعم هناك عقوبات خارجية وهناك حصار خارجي وهناك مؤامرة خارجية، هذا بالتأكيد صحيح، ولكن نحن مصيبتنا في لبنان، أنه لدينا حصار وعقوبات خارجية، ولدينا عجز داخلي، وفشل داخلي، وغياب في السلطة، وعجز في السلطة، وفشل في السلطة، سمّوه ما شئتم، انا لا اتحدث عن شخص، ولا احمّل المسؤولية لشخص او لجهة دون جهة، أنا اتحدث عن السلطة، عن مجموع السلطة التي يجب ان تتحمل المسؤولية، وعن مجموع القوى السياسية التي يجب ان تشكّل هذه السلطة، هناك كثير من دول العالم حوصرت وما زالت محاصرة ومعاقبة من عشرات السنين، ولكن فيها سلطة تدير الأزمة، نحن لسنا لدينا سلطة، لا سلطة حل الأزمة، ولا سلطة إدارة ازمة، منذ أسابيع والناس امام محطات البزين والمازوت، والناس متروكة لمصيرها، الواقفون في الصف متروكين لمصيرهم، عمال محطات البنزين الذين يعتدى عليهم متروكون لمصيرهم، الناس على الطرقات متروكون لمصيرهم، هذا ماذا يعني، يعني ان هناك فراغ وعجز وفشل، وهل أنه لا يوجد فكرة، هناك فكرة وهناك وضوح، وواضح ما يجب ان نفعله، ولكن لا يوجد من يفعل ويتحمل المسؤولية ويبادر، هذه هي المشكلة العالق فيها البلد.

لذلك أول شيء على ضوء هذه الحادثة هو يجب تشكيل حكومة خلال أيام في أسرع وقت ممكن، وعلى الجميع أن يقدم التسهيلات المطلوبة، والتنازلات المطلوبة هذا أولاً، وثانياً: نأتي لتحديد بعض المسؤوليات، وفي وقت لاحق أعود للدولة، صحيح نأتي ونقول ان السلطة مسؤولة والدولة مسؤولة، لكن أليس المطلوب ان نتعاون للحل وان نكوّن رؤية للحل، فلنذهب إلى الأسباب الحقيقية، كثير من الناس في لبنان هم شركاء في تحمّل المسوؤلية، وفي ما يعاني منه الشعب اللبناني، والعنوان العريض هو الطمع والجشع الذي لا حدود له عند كثيرين وفي كل المناطق ومن كل الطوائف، للأسف الشديد عندما يتم العثور على أحد عمل على تخبئة البنزين والمازوت بمنطقة لها لون طائفي، تشمت المناطق الثانية، وعندما يتم العثور على مخزن او أحد عمل على تخبئة المازوت او بنزين ينتمي إلى جهة معينة، تشمت بقية الجهات، مع العلم ان هذا موجود بكل المناطق والطوائف، ولا يستثنى منه أحداً، لان الجشع والطمع هو جزء من الغرائز الإنسانية والوساوس الشيطانية التي تدخل لدى الجميع.

الناس شركاء في المسؤولية، كيف؟، الدولة كانت أخذت قراراً بالدعم، والبنك المركزي وبمعزل عن الأداء الآن، كان يدعم بشكل او بآخر، يدخل البنزين والمازوت إلى البلد، والشركات تمكّن من شرائه، وتأخذ دولار من البنك المركزي، وتشتري على حساب الدولار 3900 ليرة، ومفترض ان تبيع على هذا الحساب بعد احتساب الرسوم وما إلى هنالك، الشركات يفترض ان تسلّم إلى المحطات، والمحطات يفترض ان تبيع للزبائن، ولكن ما الذي حصل من عدة أسابيع إلى اليوم؟ لا أريد ان أقول الجميع كي لا أظلم، أغلب الشركات كانت تسلم المحطات وتخزّن الكثير مما يأتي إلى لبنان من بنزين ومازوت، وتضعه في المخازن وتحتكره، من أجل أن تبيعه لاحقاً في السوق السوداء أو تبيعه عندما يرتفع السعر، نأتي إلى المحطات، اغلب المحطات كي لا أقول الجميع، أغلب المحطات أيضاً كانت تبيع للناس، وتضع على جنب وتخبئ كميات، نأتي للناس الذين يهبون للشراء، احياناً يشتري شخص البنزين او المازوت لان لديه مولد كهرباء وهو بالحقيقة يريد تشغيل مولد الكهرباء، أو مستشفى تريد ان تشغل المستشفى، او يقوم بتعبئة البنزين لسيارته لأن سيارته محتاجة للبنزين، وإذا بالغ قليلاً خوفاً من أن لا يحصّل لاحقاً، يحتاج ويقوم بتعبئة تنكة زيادة او تنكتين او ثلاثة، ولكن هناك أناس اشتروا من المحطات غالون وإثنين وثلاثة ومئة ومئتين وخمسمائة وبدأت تظهر آلاف الليترات وعشرات آلاف الليترات، وخزنوا في منازلهم وبالكراجات والمستودعات، وهذه سأعود إليها لاحقاً، طيب، هؤلاء أليسوا مسؤولين، اغلب الشركات مسؤولة من موقع الجشع والطمع، أغلب المحطات مسؤولة من موقع الجشع والطمع وأغلب هؤلاء الذين اخذوا من طريق الناس البنزين والمازوت كي يتاجروا فيه بالسوق السوداء، هم شركاء في الجشع والطمع، وهذا موجود أم لا، كي لا نحمّل مسؤولية لجهة دون جهة، او لوزارة دون وزارة او لمنطقة دون منطقة او لأحد دون أحد، كل هؤلاء إلى أي منطقة انتموا، والى أي طائفة انتموا، وإلى أي جهة سياسية انتموا، وإذا كانوا مستقلين او لم يكونوا مستقلين، كلهم مسؤولون، وسيسألون يوم القيامة.

أنا في خطاب سابق تحدثت عن الاحتكار، وذكرت للجميع ان النبي (ص) ماذا يقول عن المحتكرين؟ يقول عنهم خوانين، خونة، هؤلاء الذين خلال الأسابيع الماضية احتكروا المازوت والبنزين، “مين ما كانوا يكونوا”، وباعوه في السوق السوداء بأسعار غالية، او هربوه كي يبيعوه بسوريا بأسعار غالية، هؤلاء خونة، خانوا الأمانة، وهؤلاء مجرمون بحق ناسهم وشعبهم، وعليهم ان يراجعوا انفسهم، ومالهم مال حرام، وأرباحهم سحت، “ما حدا ياكل مال حرام، ولا يطعم عياله مال سحت”، لأن هذا لديه آثار في الدنيا سيئة وله آثار في الآخرة سيئة، عليكم ان تبرؤوا ذممكم “مين ما كنتم”، لماذا هذه الخيانة؟ لأنه عندما الشركة او المحطة أو الزبون، عندما تبيع او تشتري، هذا بنزين مدعوم من دولار من أموال الناس كي تبيعه على سعر الـ3900 ليرة، وكي تبيعه للناس في لبنان، وعندما تبيعه في أي مكان آخر حتى في سوريا بسعر السوق السوداء، أنت تخون الأمانة.

نتحدّث الآن ليس فقط عمّا مضى، الأزمة ما زالت قائمة ومستمرة. قد يقول لي خلص يا سيد بعد عدة أيام يبيعون هذه الكميات، ويرفع الدعم وترتفع الأسعار ليس معلوماً ربّما عندما تتشكّل الحكومة الجديدة تعود وتؤكّد الدعم، وتثبته أو ترشده سنبقى أمام نفس المأساة.

إذًا أولًا الناس مسؤولون، وأنا أقول لكل من جنى أرباح خلال الأسابيع الماضية سواء كانوا كباراً، أم صغاراً عليهم البحث عن تبرأة ذمّتهم حتى لا يأكلوا مال حرام، هذا أولًا.

ثانيًا الدولة أيضًا مسؤولة، وهنا أعود للدولة تذكرون خلال الأشهر الماضية عندما بدأت الاحتكارات بالمواد الغذائية، وثمّ وصلت إلى الدواء كنّا لم نصل إلى البنزين والمازوت، يومها نحن طالبنا، وأنا من الناس الذين طالبوا وزارات الدولة المعنية أن تتفضل وتداهم المتاجر والدكاكين والصيدليات والتعاونيات والمستودعات والمخازن هذه مواد غذائية وأدوية مدعومة دقّقوا بالسعر التي تباع به، وابحثوا عن الذي يخبّأ وما يخزن.

تقولون ليس لديكم أفراد، أنا عرضت عليهم مرة واثنين وثلاثة 20000 شخص من رجال ونساء، ولا يحتاجون لتعليم كثير يومين ثلاثة تعلّمهم على كيفية العمل، وكلّهم طلاب جامعات وأساتذة ومهندسين ومن الخواص والنخب، لكن لم يردوا لأنّهم لا يريدون، لأنّهم لا يريدون تحمّل المسؤولية ممكن أن يقول لي أحد يا سيد أنتم أرسلوا شبابكم، لا إذا ذهب هؤلاء الطلاب أو الأساتذة والمعلمين والرجال والنساء يذهبون مندوبين عن الدولة عن وزارة الاقتصاد عن الوزارات المعنية، ولا يذهبون مندوبين عن حزب محسوب أو مصنّف سياسيًا وطائفيًا ومذهبيًا ومناطقيًا لأنّ الدولة لا تريد تحمّل مسؤولياتها.

طيب رأينا مجرد أن اتخذ قرار وإن كان متأخرًا جدًا لينزل الجيش والقوى الأمنية على محطات الوقود وتفتح المخازن وتبحث عن وقود ومازوت مخبأ، وتفتح وتبيع للناس مباشرة أو تجبر أصحاب المحطات على البيع، ولا أعرف ما الذي فعلوه بالشركات من لديهم كميات أكبر. أصحاب المحطات هؤلاء خافوا، البعض بدأ يبيع قبل أن يصل الجيش والقوى الأمنية، والبعض بدأ يتصل بقوى سياسية، وهناك ناس اتصلوا بنا نحن لنشتري المخزون لديهم، ويستنفذوه، وهناك ناس رغمًا عنهم فتحوا وبدأوا البيع أو وزّع بالمجان لأنّه هذه الطبيعة “والدنيا هيك”، يا حبيبي ويا عيني ما بيمشي الحال، تحتاج لسلطة وعلى السلطة أن تمارس سلطتها، وإلا إذا تركن الناس لكرمها، لا هناك كثير من اللئيمين بهذا البلد، وهناك كثير من الناس جشعين وطماعين، وهناك كثر من الناس فقدوا إحساس المسؤولية هؤلاء لا تحلّ معهم بـ “يا حبيبي ويا عيني ويا قلبي ويا روحي”.

بدأ يظهر الوقود والمازوت وبكل المناطق، وعند كل الطوائف تمامًا. والجيش عليه أن يكمل ويستمر لكن حيثية القرار ماذا أن ما هو موجود من بنزين ومازوت دخل إلى البلد مدعوم على سعر 3900 تفضلوا بيعوه قبل أن تصل المشتقات النفطية غير المدعومة هذه حيثية القرار. لكن هذا القرار يجب أن يستمرّ، ولا يجب أن يتوقف عند حدود البنزين والمازوت والصيدليات والمواد الغذائية، والاحتكار الذي يحرم الناس من أبسط مقومات العيش والحياة ماذا تفعلون بهذا؟ لمن تتركوه؟

الأحزاب السياسية لا تستطيع معالجة هذا الموضوع، ومن الخطأ أن تتدخل لمعالجته. هذا فقط عند الدولة ومؤسسات الدولة الجيش وقوى الأمن والوزارات المعنية تستطيع معالجة هذا الموضوع وإيجاد حل له. إذًا هذا يجب أن يستمر.

وهناك أمر يجب أن أذكر به مسألتين لهما صلة بهذا البحث: المسألة الأولى علينا من خلال هذه الحادثة توجيه نداء لكل مازال يخبّئ بنزين ومازوت خصوصًا بنزين لأنّ البنزين يشتعل بسرعة، وصعب ضبطه. لمن ما زال مخزّنًا للبنزين ببيوتهم وفي الأحياء السكنية بين البيوت في القرى والمدن، ما تفعلونه جريمة موصوفة هذا حرام، هذا فيه خطر فعلي أنّ هذا الوقود ينفجر الآن بسبب الحرارة أو لأيّ سبب شمس حرّ، طالما هناك احتمال معتدّ به أن ينفجر يعني أنت شريك في القتل الآن ممكن أن يقول لك فقيه قاتل عمد، أو قاتل شبه عمد لكنّك أنت شريك بالقتل على هؤلاء قبل وصول الجيش والقوى الأمنية، وقبل أن يدلّ أحد عليهم مسؤوليتهم الإنسانية والأخلاقية والدينية والشرعية أن يخرجوا هذه المواد من بيوتهم ومن بين الأحياء، ومن داخل القرى والمدن يبيعوها يعطونها للمحطات يرمونها بالبحر “يصطفلوا” هذا شأنهم. طبعًا لا يجوز رميها بالبحر، يجب عليهم بيعها للنّاس لأن هذه تمّ دفع ثمنها بالدولار المدعوم من أموال الشعب اللبناني هذا أولًا.

ثانيًا: أيضًا شاعت بالأيام القليلة الماضية أنّ بلدية اشترت مازوت لتشغيل المولدات لديها، أو من أجل المركز الصحي هو وصهريج المازوت متوجّه لهذه القرية يأتي شباب من قرية ثانية يصادرون صهريج المازوت ويستولون على المازوتات ويقدمونها لمولدات الكهرباء في القرية التي صودر فيها، ويشغّلوا الكهرباء ويفرحوا أنّهم أضاؤوا، هذه سرقة هذه سرقة هذه البلدية اشترت مازوت. وهذا المازوت أصبح ملك البلدية صار ملك القرية، من يصادر المازوت على الطريق حرامي. “معليش اليوم أنا ما فارقة معي أحد” أنا اليوم أتحدّث لله سبحانه وتعالى، “أنا بدي برّئ ذمتي أنّني بلغت أنا حكيت وأنا قلت أنا وإخواني”. وكلّنا علينا أن نقول “لا نُطبطب على ظهر أحد”، ولا نبتسم بوجه أحد، أي أحد يصادر صهريج مازوت اشترته مستشفى أو اشتراه فرن أو اشترته بلدية أو اشتراه أحد هو سارق حرامي يسمون أنفسهم ثوار، هم لصوص وليسوا ثوار، ومال المازوت المأخوذ حرام والتصرّف فيه حرام. وبكل قرية على الحكماء والعقلاء والعلماء والحريصين على الدنيا والآخرة أن يتدخلوا لا يجوز أن يصبح مصير قرانا وبلداتنا ومدننا مرهونة لست سبع شباب هنا وعشر شباب هناك، “وفالتين” يعملون ما يريدون.

هذا الموضوع يجب أن يُعالج، وأنا لا أقول بالصدام، بل بالحكمة والموعظة الحسنة والاستيعاب، وفي النهاية بالجيش والقوى الأمنية لأنّه هذا اعتداء على أموال الناس وعلى أملاك الناس وهذا إطلاق لفوضى لن تقف عند حدود هذا يتعلّق بما جرى.

هناك نقطة بالنسبة لنا، ومن المفيد أن أثير أنا الموضوع في السابق، ومنذ عدة أشهر ولم تكن هذه الأزمة الموجودة حاصلة وبهدف توفير عملة صعبة على المصرف المركزي نوفّر دولار.

طرحنا أن اشتروا من إيران وقود وفيول من أجل الكهرباء ومازوت طبعّا لم يرد أحد بالعلن، ولم يقول أحد لا نعم أو لا، لكن بغير العلن الجواب هو لا ما فينا لا نستطيع السبب ما هو تحدّثنا سابقًا فقط أذكر الأمريكان. الآن يخرج أحد في لبنان حديثًا ويقول لك أصلًا في إيران ما في فيول، لمعلوماتكم في إيران هناك فيول إلى حد السفن حملت فيول وتنتظر من يشتري لتنطلق. في إيران لا يوجد وقود، وفي إيران لا يوجد مازوت، هذا كلام غير صحيح وكلام فاضي. يوجد فيول لشركة الكهرباء، وهناك بنزين ومازوت. نحن كنا نفضل الدولة اللنبانية تشتري، وأنا الآن بكل صراحة أقول لكم بكل ما تحدثنا به مع الإخوان في إيران. نحن لم نتحدث لا عن مساعدات ولا عن هبات، هذا قد يأتي وقته لاحقًا لأنّهم أيضًا ظروفهم هم في حالة حصار، لكن نحن نتحدّث عن شراء بيع وشراء مع بعض التسهيلات.

“ما بدها الدولة تعمل هيك لأن هناك حسابات الأمريكان”، الأمريكان يضغطون على البلد بكل شيء وهم يتحمّلون مسؤولية. كلّ ما يحدث في هذا البلد وحتى هذه الفوضى يديرها الأمريكي من السفارة الأمريكية، وعليكم أن لا تأخذوا كل شيء ببساطة أن والله فلان اتخذ قرار وفلان أخذ قرار وفلان قال هيك وفلان قال هيك كلّه متصل بهناك، انظروا هناك إلى الغرفة السوداء ما الذي تفعله.

بهذا الموضوع أنا لن أتحدث بكل شيء الليلة، لكن أحبّ أن أؤكّد على ما يلي:

أولًا: كل ما تسمعونه بالإعلام لا تبنوا عليه انتظروني، أنا إما تسمعوني صوت وصورة، وإمّا يصدر بيان رسمي من حزب الله. هناك من رمى بالاعلام خبر أنّ إيران أبلغت فلان يعني أنا أنّنا نعتذر منك يا سيد لا نستطيع فعل شيء، هذا كذب وغير صحيح بالعكس الجمهورية الاسلامية في إيران بلغتني نحن معكم وإلى جانبكم، وماذا تريدون نحن حاضرين. هذا الصحيح، وما قاله أولئك هو كذب، هذا أولًا.

ثانيًا: متى يأتي المازوت ومتى يأتي الوقود؟ ولماذا تأخرتم؟ أصلًا أنا من اليوم الأول لم أقل بعد أسبوع سنحضر مازوت وبنزين، قلت عندما لا تعود الدولة تستورد بنزين ومازوت، نحن مضطرين أن نعمل هذا العمل، وإلا وليس عملها وليس شغلتي أو عمل اخواني، ولا شغلة حزب الله أن أذهب لأجلب بنزين ومازوت، هذا دور الدولة والشركات الموجودة في لبنان. مع العلم أن الدولة كانت تؤمّن، وما زالت تؤمّن الآن بمعزل عن بقاء الدعم أو رفعه. أنا أؤكّد لكم ما تحدّثنا به في جلسة داخلية، أؤكّد لكم نحن نعم إن شاء الله قطعًا سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران قطعًا.

متى؟ خلال يومين ثلاثة أقول لكم حتى لا أقول كل شيء الليلة. موضوع محسوم، موضوع محسوم وعندما ينطلق المازوت والبنزين من إيران لدينا استحقاقات سنتحدّث عنها لاحقًا، لكن نحن نترك هذا البلد هيك، لا. نحن وعدنا ونحن نلتزم بوعودنا، ولا يوجد سابقة لا نستهلك كلامنا، ولا نعد الناس ونخلف معهم.

الآن متى يصل؟ وعندما يصل المازوت والبنزين كيف نتصرف؟ كيف نوزّع؟ من نعطي؟ من نهب؟ من نبيع؟ بكم نبيع؟ ماذا نفعل؟ هذا كله تفصيل سيأتي لاحقًا. وكلّ ما تقرأونه اجتهادات شخصية أيضًا أكرّر لكم إمّا تسمعون منّي شخصيًا، أم يصدر بيان رسمي.

طبعًا من يومين ثلاثة قيل هناك صهريج قادم من الشمال من جهة طرابلس، هذا كلام ليس له أساس من الصحة. يوم سيدخل المازوت والوقود إلى لبنان لن نُدخله ليلًا، سيدخل إلى لبنان جهارًا نهارًا أمر لن نكون مستحين به، بل نفتخر به أنّنا نقدّم هذه الخدمة لشعبنا أو ناسنا حتى نخفّف عنهم معاناة. هذا بموضوع الوقود والمازوت.

كلمة بمجمل هذا الملف انظروا إخواني وأخواتي والخطاب موجّه لكل الناس الذين يسمعونني، ما يحصل ‏هدفه، ليس بريئاً، ولا أنّه تراكُم عن طريق الصّدفة كلا، منذ سنتين الى اليوم هناك غرفة ‏موجودة وهي التي تدفع الأمور في هذا الاتجاه لتوصل البلد نحو الانهيار، نحو الفوضى، قوى ‏خارجية ومتواطئون داخليون، هناك غرفة واحدة كي تمعنوا جيّداً، أنه من باب الصّدفة في ‏العراق أيّام صيف في ظل الحرّ الشديد ومشكلة كهرباء يخرج أناس أينما تواجد عامود كهرباء ‏في الصّحراء في العراق يضعوا عبوات ويهدموه ليحرموا الناس من الكهرباء، بالصّدفة في لبنان ‏من يسمّون أنفسهم ثوّار، أمس صرّحت وزارة الكهرباء أن هناك 8 محطّات موزّعة في الجنوب ‏وبيروت و..و..و.. خرجت عن الخدمة بسبب حصول اعتداءات عليها، هذا الذي يعتدي على محطّة ‏توليد كهرباء أو محطّة نقل كهرباء هذا يريد كهرباء للناس أم هذا متواطئ ومتآمر!؟ هكذا نؤمّن ‏الكهرباء للبلد، هكذا نصلح البلد، هكذا نبني البلد، هكذا قلوبنا تحترق لأجل الناس، هؤلاء الذين ‏يعبثون بمحطات النقل أو محطات التوليد هؤلاء أصلاُ لبنانيين وعندهم شرف وأخلاق وإنسانية، ‏بظرف توفّر كهرباء لساعة أو ساعتين للبيوت تذهب لتحطّم وتخرّب هذه المحطّات بحجّة ماذا؟ ‏بحجّة أنّك تعترض على السّلطة السياسية في البلد؟ ما هذه الكذبة!؟ هؤلاء ابحثوا عنهم تجدون أن ‏خيوطهم ترتبط بالسّفارة الأمريكية، مثلما يحصل في العراق تماماً غرفة واحدة هي التي تدير هذه ‏الفوضى بكاملها وهذا الحصار وهذه المآسي وهذه الآلام، نحن إذا ما كنّا مسؤولين بأكملنا دولة ‏ورؤساء ووزراء ونواب وأحزاب وقوى سياسية ورجال وناس لا يجب أن نخضع ‏للإنفعال، في معركة من هذا النّوع علينا أن نصبر ونتحمّل ونضبط أعصابنا، دائماً أقول لكم لا ‏نذهب حيثُ يريد العدوّ وإنما نذهب حيث تكمن مصلحة شعبنا وبلدنا وناسنا، هذا ما يجب أن ‏نعمل عليه، وبالتالي يجب أن نتوجّه نحو المعالجة، هنا نمارس ضغط سياسي، هنا نرفع صوتنا، ‏هنا نبحث عن بدائل، ننصح الناس، بينما اذا كل واحد جلس وتكتّف ونأى بنفسه عما يحصل، ‏على سبيل المثال إذا كان هناك قرية تضم 10 آلاف أو 20 الف نسمة وإذ نرى 6 شباب او 20 ‏شاباً يخرجوا منها ويعتبرون أنفسهم ثوار ويقومون بتحطيم محطّة الكهرباء وترانس الكهرباء ‏ويسرقوا الصّهاريج ويحرقوا المحطّة، وأنتم تقفون وتشاهدون يا أهل القرية، أهكذا تدافعون عن ‏قريتكم وأولادكم وأطفالكم وحياتكم وكهربائكم ورزقكم وعيشكم؟ كيف هذا!؟ نحتاج إلى الصّبر ‏وتحمّل المسؤولية، ولكن ماذا نحتاج أيضاً؟ نحتاج أن نعتمد على أنفسنا، بما حلّ علينا خلال ‏عشرات السّنين التي مرّت أيّها اللبنانيون أنا أدعوكم إلى التّأمّل بكل التجارب، العسكرية، الأمنية، ‏الاحتلال، التكفيريين، الصّراعات السياسية الداخلية والوضع الاقتصادي المعيشي، يجب أن يأتي ‏وقت وهو الآن وقته أن يصبح لدينا قناعة بأنّه يجب أن نعتمد على شعبنا، كل شعبنا، على ‏قدراتنا الذاتية، على عقولنا، إمكانياتنا، على سياساتنا الصحيحة التي لا تُملى عليها من الخارج، ‏كيف نستطيع أن نبني بلدنا، هكذا حميناه وهكذا نبنيه، في الوقت المتبقّي أنا أريد أن اتطرّق الى ‏قصّة تشغل الدنيا بأكملها اليوم، تشغل أمريكا والمنطقة والإقليم وروسيا والصّين وإيران وباكستان ‏والهند، إذا شاهدتم القنوات الأمريكية من الصباح حتى المساء الشغل الشاغل لها هي ‏‏”أفغانستان”، لكن طبعاً نحن في لبنان لسنا متفرّغين لأفغانستان ولا لعِبَر أفغانستان، لأننا منشغلين ‏بالمازوت والدواء والبنزين، فقط كلمتين للعبرة ولن أطيل عليكم، عشرون سنة وأميركا تحتل ‏أفغانستان، تُدير أفغانستان، تأتي بحكومة وتُسقط حكومة، وتفرض خططها وسياساتها، وبنت ‏قوّات مسلحة وسلّحت الجيش الأفغاني، بعد عشرون سنة، ما هو مصير أفغانستان؟ ليس الأمر ‏أنهم استعانوا بالأمريكان من بعيد الى بعيد لا، بل أنّ الامريكان كانوا عندهم، القوّات الأمريكية ‏عندهم، المستشارين الأمريكيين عندهم، القادة الأمريكيون عندهم والبلد تحت وطأة الإحتلال ‏الأمريكي 20 سنة، هناك من تستطيعون أن تسمّونهم بما شئتم، أصدقاء أمريكا، حلفاء أمريكا، ‏المراهنون على أمريكا، أدوات أمريكا، سمّوهم ما شئتم، أيضاً هؤلاء عاشوا مع الأمريكان ‏عشرون سنة وقاتلوا تحت راية الأمريكان، عشرون سنة لطالبان وغير طالبان، حسناً اليوم وبعد ‏عشرون سنة جاء الأمريكان في ليلة – ما فيها ضو قمر – أجروا مفاوضات بالدّوحة مع طالبان ‏وأخذوا قرار بالإنسحاب وهذا القرار منذ عهد ترامب، حسناً تمهّلوا قليلاً، لا تعجّلوا بالإنسحاب، ‏اضغطوا لكي تبرموا اتفاق سياسي بين طالبان وبين الحكومة الأفغانية الذين هم أصدقائكم، لم ‏يسألوا! لم يسألوا! على عجلة من أمرهم يريدون الرّحيل، لم يعد باستطاعتهم تحمّل خسائر، ‏مصلحتهم تقتضي عدم البقاء في أفغانستان، أخذوا قراراً بالخروج من أفغانستان، حسناً.. ‏أصدقائكم، حلفائكم، أحبائكم الذين قاتلوا معكم عشرون سنة! لا لا (في إشارة الى عدم الاكتراث). ‏حسناً، أفغانستان التي أتيتم وقلتم أنّكم أرسيتم الديمقراطية في أفغانستان وحقوق إنسان وحرّيّات ‏عامّة! لا شيء! خلص! الأمريكي أصبحت مصلحته بالخروج من أفغانستان وضّب ومشى ‏ورحل من أفغانستان من دون أن يجري تسوية سياسية في البلد، من دون أن يجري مصالحة في ‏البلد، هذا يحصل الان أم لا ؟ تابعوا الأخبار ولو بشكل قليل لا بأس، هذا يحصل!َ حسناً، في ‏المقابل سارت طالباًن، أنا لا أريد أن اتهجّم على أحد، ولا أريد أن أدين أحد، أنا فقط اوصّف لآخذ ‏عبرة، وبدأت المحافظات الأفغانية تسقط وحدة تلو الأخرى، غالباً بلا قتال وأحياناً بقتال خجول، ‏يوجد نظريتان، طبعاً انتهت أفغانستان لم يبقى الا كابُل وهي الآن تخضع لمفاوضات، شاهدت ‏في وسائل الإعلام قبل أن أحضر الى هنا الرئيس الأفغاني غني خرج من كابُل وأحدهم قال بأنّهم ‏يمتلك جنسية أمريكية فسيذهب ليعيش مواطناً أمريكياً في أمريكا، لكن أهل كابُل ما هو مصيرهم؟ ‏مصيرهم الآن متروك! كل المحافظات في أفغانستان الآن مصيرها متروك لطالبان وسلوك ‏طالبان وطريقة طالبان وإن شاء الله أن يدفع السّوء عن كل الشعب الأفغاني إن شاء الله.‏

حسناً، هناك نظريتين فيما حصل، يوجد نظرية تقول بأنه في الأساس عندما جاء وتفاهم ‏الأمريكان وطالبان اتّفقوا بأن يسلّموهم البلد، إذا كانت هذه النظرية صحيحة فذلك يعني أن ‏الإدارة الأمريكية خانت أصدقائها، وطعنتهم في الظهر، وتآمرت عليهم، هذه إذا كانت النظرية ‏الأولى صحيحة. ‏

النظرية الثانية تقول لا، لا يوجد اتفاق أمريكي مع طالبان أن يأتوا ويتسلموا كل شيء، الأمريكان ‏تركوا البلد وتركوا الأفغان ليعالجوا مشاكلهم بمفردهم، إذا كانت هذه النظرية صحيحة فهذا يعني، ‏أن أمريكا تخلّت عن أصدقائها وخذلت أصدقائها، كيفما استدارت النظرية، أمريكا إمّا خائنة وغدّارة وإمّا متخاذلة وتتخلّى عن أصدقائها، ذهبت أفغانستان مثلما ‏قلت قبل قليل، الآن أفغانستان حكمها وأمنها وأعراضها ونسائها ودمائها ومستقبلها واقتصادها ‏وجوعها وشبعها الآن في يد حركة طالبان انتهى، وكابُل سيدخلونها بالتسوية ومن الممكن أن لا ‏يحتاجوا الى حرب فليس هناك من يحارب أساساً ولربما أنه من غير المطلوب أن يحارب أحد. ‏حسناً، هذه التجربة أمامنا أم لا؟ آتي إلى لبنان، يا أصدقاء أمريكا في لبنان، أتريدون من أمريكا ‏أن تحمي لبنان، ومِن مَن؟ من أداتها وربيبتها وحليفتها وحبيبتها وصديقتها وعشيقتها و..و..و.. ” ‏إسرائيل”؟ أقصى ما يمكن أن تفعله أمريكا لتحمي لبنان، يرسلوا قوّات الى لبنان ليحموا لبنان؟ هذه ‏تجربتهم (أفغانستان). اليوم بمجلس الشيوخ الأمريكي، بالصحف الأمريكية، بقادة الرأي الأمريكي ‏الذين يقولون ذكّرتمونا بسايغون بحرب فيتنام، هذا الذي حدث مذلّ للولايات المتّحدة الأمريكية، ‏حسناً، أنتم تريدون الرّهان على أمريكا لنحمي بلدنا؟ هكذا نحمي لبنان؟ بالأمريكان والوعود ‏الأمريكية والدّعم الأمريكي والضّمانات الأمريكية؟ من يريد أن يراهن على الضّمانات الأمريكية ‏والوعود الأمريكية من اللّبنانيين فليضع أمامه صورة أفغانستان، هذه أمريكا، أمّا نحن وبشهادة ‏هؤلاء الجرحى الميامين الطيبين نؤمن بشدّة وبقوّة أنّ الذي يحمي لبنان هم اللبنانيون، الذي يحمي ‏لبنان هو شعب لبنان وجيش لبنان والمقاومة في لبنان فقط لا غير.‏

اليوم 15 آب، أمس 14 آب، يوم الانتصار الكبير في حرب تموز 2006، ومن 2006 الى اليوم ‏مثلما تكلمت في الخطاب قبل يوم، من الذي حمى لبنان؟ من الذي منع العدو الاسرائيلي أن يشنّ ‏غارات على لبنان من؟ الإدارة الأمريكية؟ الغرب الذي تتمسّحون على أعتابه؟ المجتمع الدّولي؟ ‏جامعة الدّول العربيّة؟ أم اقدام هؤلاء الاشراف الابطال من أبناء قراكم ‏ومدنكم وعائلاتكم بدمائهم وبجراحهم وشجاعاتهم؟ هم الذين حموا لبنان ‏وسيحمون لبنان الى الأبد، هذا في الحماية والأمن، وفي الإقتصاد ‏نفس الشيء، البلد الذي يعيش على مساعدات، لا يستطيع ان يكون ‏حراً ولا مستقلاً ولا سيداً، هذا البلد عبد، لأنه إذا يعيش على ‏المساعدات هذا معناه ان الحنفية عندهم، عندما يقفلون الحنفية تموت ‏أنت عطشاً، من أجل أن يشربك ماء عليك ان تستسلم وتتنازل وتسلم ‏جبينك ورقبتك ومياهك وخيراتك وبلدك وقرارك السياسي، هذه ‏السياسات الاقتصادية والمالية التي رأيناها على مدى 40 سنة، أي ‏حكومة جديدة إذا كانت ستتبع نفس السياسات يعني نحن ذاهبون الى ‏المهوار، هذا بلد حولوه الى بلد خدمات، بلد يعيش على المساعدات، ‏القطاع الزراعي والصناعي دمروه، أي إمكانية إنتاج في البلد قضوا ‏عليها، ولذلك نحن مرهونين للخارج، هم جعلوا البلد مرهون للخارج، ‏حتى بلد الخدمات مرهون للخارج، عندما يريد هو يحاصرك ويعطل ‏المطار والميناء والسياحة والفنادق والمصارف، “بشحطة قلم” يعطل لك ‏النظام المصرفي، حسنا، وانت قطاعك الزراعي والصناعي مدمر لا ‏يوجد أي طعام لتأكله ولا أي شيء لتلبسه، عايش على الخارج ‏والاستيراد من الخارج والمساعدات، إذا أكملنا بهذه السياسة يعني غداً ‏عندما يريدون ان يأتوا بقروض وديون من الخارج لكي يكملوا بهذه ‏السياسة، أنا أقول لكم نحن أول من سيقف بوجههم، لأنه هذا مزيد من ‏الانهيار والانحدار، الصح أن تقوي قطاع الخدمات، ولكن فليكن ‏اولويتك ان يكون لديك إنتاج في البلد وزراعة وصناعة في البلد، ‏حتى إذا حوصرنا في هذا البلد أن يكون لدينا ما نأكله ونلبسه ‏ونستعمله، يجب أن نتحول إلى مجتمع منتج، اللبنانيين لا ينقصهم أي ‏شيء لا عقول ولا إرادة ولا زنود ولا شجاعة ولا خبرة ولا ذكاء ولا ‏فهم ولا إمكانات، ولكن السياسات هي التي أخذتنا إلى مكان أخر، ‏نراهن على الخارج؟ هذا الخارج، هذه أميركا الآن تركت ملايين ‏الأفغان تركتهم جائعين عطاشى مسلوبين مهجرين مشتتين في ‏الصحاري والوديان وعلى الحدود مع الدول الاقليمية، هل نريد ان ‏نبقى على هذا الوضع في لبنان؟ نتيجة انه هناك من يؤله أميركا ويعبد ‏اميركا والغرب، لا والله، نحن لا نعبد إلا الله، ولا نثق بكل هؤلاء، ‏نعم نثق بشعبنا، وأهلنا وعقولنا وإراداتنا، وعزمنا، صحيح ان ‏الظروف صعبة ولكننا نستطيع أن نعبر منها ونتجاوزها وهذا أكيد، ‏وان نتغلب عليها وهذا أكيد، لكن هذا بحاجة الى جد وتعاون وإحساس ‏بالمسؤولية، ليس كالمشهد الذي رأيناه اليوم، بدل ما أن تقوم الناس ‏بلملمة الجراح والجرحى والشهداء وتحقق وتعالج، لم يبقى سباب إلا ‏ما قامت به الناس تجاه بعضها البعض طائفيا ومذهبيا وسياسيا ‏وتصفية حسابات، هل هكذا يدار البلد؟ هل هكذا يتم إنقاذ شعب؟ وهذا ‏ما قاموا به وقت مرفأ بيروت في 4 آب، نفس الشيء، هذا هي العبرة ‏التي يجب أن نأخذها، أنا أنتهى وقتي ولكن سأخذ كم دقيقة إحتراما ‏للذكرى وللجرحى، أيضا اليوم 15 آب 2013 إنفجار الرويس الذي ‏أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء وعدد كبير من الجرحى، نحن ‏لم ننتظر لكي ندافع عن قرانا وأحبائنا ومدننا لا أميركا ولا أحد، الذين ‏أرسلوا إلينا السيارات المفخخة ذهبنا إلى عقر دارهم، إلى عقر ‏دارهم، في الجرود في سورية أين ما كانوا، ومن يرسل إلى أحياءنا ‏سيارات مفخخة سنذهب إلى عقر دارهم أين ما كانوا على الكرة ‏الأرضية، هذه مسؤوليتنا ومسؤولية ناسنا، بهذه الإرادة نحمي بلدنا ‏ومجتمعنا، أما في هذه الليلة نعود إلى جرحانا الأعزاء الذين إتخذوا ‏من العباس عليه السلام أسوة وقدوة، نستذكر معهم كل تلك المعاني ‏وببركة تلك المعاني والدماء إنتصرنا في حرب تموز، ببركة الشهداء ‏والجرحى المجاهدين والصامدين، العباس عليه السلام في يوم العاشر ‏من محرم في الساعة الاخيرة من المواجهة كما الحسين عليه السلام ‏يوجد ميزة، خرج شخص وحيداً وفي مقابله 5000 على أقل الأقوال، ‏وهناك من يقول 10 آلاف ومن يقول 12 الف وثلاثين الفاً، شخص ‏عطشان وكل أحبته وأخوته وأولاد أخوته استشهدوا، وليس خلفه إلا ‏سيده وإمامه الحسين عليه السلام، وهو في مواجهة هذا الجيش يحمل ‏معه سيفاً وراية وقربة، قربة المياه، سيفاً للقتال من أجل الدفاع عن ‏دينه، وعن إسلامه وعن إمامه وعن عرضه، وراية للخلود لأن أبا ‏الفضل العباس يعلم بكم أيها المجاهدون وأيها الجرحى ان هذه الراية ‏وعلى مدى التاريخ سوف تأتي أجيال من اهل العزم وأهل البصائر ‏لتبقى راية الحسين في يد العباس خفاقة مرفوعة في وجه كل يزيد، ‏وقربة ماء لتكون عنوان يذكر الناس بعطش الحسين وعطش زينب ‏والأيتام لتذكر الناس بالمظلومية وبالغربة وايضا للإيثار العباسي من ‏أبي الفضل العباس الذي رفض أن يشرب الماء وأخوه الحسين ‏عطشان، هكذا يتعاطى قائد عظيم كالعباس مع إمام عظيم كالحسين ‏عليه السلام، يحرم نفسه من الماء لأن إمامه عطشان، ما هي قيمة هذه ‏العلاقة؟ في الليلة الماضية قلت عن علاقة النبي بالأنصار، كيف تكلم ‏معهم وكيف إحتضنهم، هنا علاقة العباس بالحسين، علاقة القائد ‏بالقائد، هذه هي العلاقة التي نتعلمها من العباس عليه السلام في هذا ‏اليوم، علاقة الايثار والتضحية والثناء والاخلاص والصدق وعدم ‏التخلي عن الإمام عليه السلام مهما كانت الصعوبات، الدرس الآخر ‏أن العباس عندما وقف امام كل هؤلاء لم يهتز أبداً ولم يرتجف قلبه ‏أبدا، لم يتردد أبدا، لم يحتار ولم ينتابه الشك ولا التردد، ولا خوف ‏ولا ضعف ولا وهن، بعزم راسخ وبقلب شجاع ويقين حازم وقف ‏العباس وتقدم وقاتل، وكل ما أمامه ما كان يخيفه على الإطلاق، هذه ‏هي مدرسة العباس في هذه الليلة، هؤلاء الجرحى هم شهود على ‏المقاومة، المقاومة لها بيننا أنواع من الشهود، من الشاهدين، الشهداء ‏هم شهود، عوائل الشهداء هم شهود، الاسرى المحررون شهود، ‏والجرحى من أكبر الشهود لأنهم بيننا، حاضرون امامنا، نراهم ‏ونتحدث معهم، هؤلاء شهود على ماذا اليوم؟ شهود على هذه المقاومة، ‏أن هذه المقاومة في حرب تموز وعندما إحتشد العالم كله أمامها كما ‏إحتشد اليزيديون أمام العباس، أن هذه المقاومة كالعباس وأن هذه ‏المقاومة كالحسين عليهما السلام، وقفت في حرب تموز 33 يوم في ‏مواجهة كل الدنيا وكل مؤامرات الدينا وكل تآمر الدنيا، كل هذا ‏الجيش الذي تدعمه جيوش الدنيا لم يهتز لها قلب ولم يتزعزع لها ‏إرادة، ولم تخف ولم تجبن ولم تهن وتقدمت بيقين واثق أن النصر من ‏عند الله سبحانه وتعالى، وقاتلت وصمدت وصنعت الانتصار بعون ‏الله ونصره، هي وناسها وشعبها، هذا النفس وهؤلاء الجرحى اليوم ‏حضورهم بينكم رسالتهم تقول أن القلوب التي كانت يوم العاشر مع ‏الحسين عليه السلام ما زالت موجودة، أن اليقين والعشق والعزم ‏والإرادة ما زال قائما، أن القلوب التي لم ترتجف في حرب تموز ما ‏زالت تملأ صدور رجالنا ونسائنا في لبنان، أن العقول التي تمتلك ‏اليقين والتوكل على الله ما زالت تمتلك اليقين وأشد، وأن هؤلاء لا ‏يمكن أن يتزعزعوا ولا يزعزعهم لا خوف ولا جوع ولا عطش ولا ‏فقر ولا حصار ولا إرهاب إعلامي ولا اكاذيب ولا شائعات، هؤلاء ‏الجرحى مثل ما قالوا بالنشيد ومثل ما قالوا قبل قليل هم لسان حال ‏عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين ومئات الآلاف من جمهور ‏هذه المقاومة في لبنان الذين ما تركوا الحسين ليلة العاشر ولا يوم ‏العاشر وكان ندائهم كما كنا نقول ليلة العاشر وكما كنا نقول يوم ‏العاشر ” يا أبا عبد الله لو أننا نعلم أننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ‏ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء يفعل بنا ذلك ألف مرة ما ‏تركناك يا حسين”، بإرادتكم وعزمكم وصبركم وإيمانكم ويقينكم ‏وصدقكم وعشقكم وتوكلكم ووفائكم، هذه المعركة القائمة الآن وهي ‏معركة بكل ما للكلمة من معنى سنتمكن من العبور عنها وتجاوزها ‏والإنتصار إن شاء الله، وستخرج أميركا وأدوات اميركا في لبنان من ‏هذه المعركة كما في كل المعارك السابقة مهزومين مذلولين إن شاء ‏الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا يحتاج الى الصبر والعمل والجدية ‏والتعاون والتكامل والتخطيط والى تحمل المسؤولة.

السلام عليك يا ‏سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك ‏مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد ‏مني لزيارتكم.‏

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين ‏وعلى أصحاب الحسين والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. ‏

المصدر: العلاقات الاعلامية في حزب الله