المشنوق عرّى ممارسات السعودية.. هذا ما تفعله بحلفائها!! – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

المشنوق عرّى ممارسات السعودية.. هذا ما تفعله بحلفائها!!

نهاد المشنوق والكلام عن السعودية
ذوالفقار ضاهر

 

بصراحة تامة تحدث وزير الداخلية والبلديات عما فعلته السعودية من “أخطاء” أُرغم عليها “تيار المستقبل” ورئيسه النائب سعد الدين الحريري حول اتخاذ مواقف سياسية محددة وخيارات معينة بما يتعلق بالوضع  الاقليمي أو بالشأن الداخلي اللبناني وبالاخص الاستحقاق الرئاسي.

فالمشنوق قال في برنامج “كلام الناس” على شاشة “المؤسسة اللبنانية للارسال” بأن السياسة السعودية “أوصلتنا الى ما أوصلتنا اليه اليوم”، والوزير “المستقبلي” سواء من حيث يدري أم لا يدري فهو قد فضح ممارسات السعودية في إطار تبريره لـ”الحالة السياسية الحرجة” التي وصل اليها الحريري وتياره، وقال المشنوق “لا يجوز أن ننسى أين عاش الحريري وأين يعمل وأين مصالحه”!!

علم السعودية ولبنانفكلام المشنوق أظهر ان كل التغني بالحرية والسيادة والاستقلال لفريقه السياسي وعدم التدخل بالشوؤن اللبنانية من قبل الرياض ما هو إلا شعارات ترفع عند الحاجة وفي لحظات الاستغلال السياسي، بينما الواقع مختلف تماما وهو يظهر كيف ان السعودية هي التي ترسم السياسات الاقليمية واللبنانية وعلى حلفائها التنفيذ والسير بما تقرره “القيادة الآمرة” في الرياض دون أي خيار للجدال او المناقشة، وإلا لماذا انتظر الوزير المشنوق حتى الساعة ليعبر عن كل هذا الامتعاض والانتقاد للسياسات السعودية؟

“الضمير المستتر”.. والنفي السعودي

ورغم النفي السعودي للتدخل في شؤون لبنان عبر ما قاله السفير في بيروت علي عواض عسيري، فإن المشنوق عاد وأكد فحوى كلامه حيث لفت الى انه يعبر عن “الضمير المستتر” لتيار المستقبل، ما يؤكد المؤكد ان التدخل السعودي حاضر دائما في كل تفاصيل تحرك الحريري وتياره في لبنان، وهذا ما سبق ان حصل عند رفض القيادة السعودية ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النيابي النائب العماد ميشال عون من قبل الحريري.

ويبقى السؤال ما الهدف من وراء هذا التدخل السعودي الفاضح في الشؤون اللبنانية؟ والى اي مدى يصل هذا التدخل وهل من حدود له؟ ولماذا لا تحاول السعودية الدفع  باتجاه الحل في لبنان طالما انها تسيطر على قرار حلفائها في الداخل؟ وهل الرياض هي دائما المسؤولة عن عرقلة الحلول في لبنان ام ان حلفاءها يتحملون بعضا من المسؤولية باعتبار انهم لا يقفون ويمنعون التدخل في شؤونهم ويعبرون عن رأيهم بما يحقق مصلحة لبنان قبل اي طرف آخر؟

خلافات وتنافس.. في “المستقبل” والسعودية

سركيس بوزيدحول ذلك اعتبر المحلل السياسي اللبناني سركيس بوزيد ان “كلام المشنوق يعبر عن وجود تيارات متناقضة داخل السعودية نفسها لان المشنوق وجه انتقاداته الى العهد السعودي السابق وليس العهد الحالي”، وتابع ان “التذبذب والتناقض والضياع هي امور كما تصيب تيار المستقبل نفسه تعكس امورا مشابهة لدى القيادة السعودية”.

ولفت بوزيد في حديث لموقع “قناة المنار” الى “التنافس الموجود بين تيارات في القيادة السعودية لا سيما بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان”، واعتبر ان “من هذه التيارات داخل المملكة من يدعم النائب سعد الحريري بينما هناك من يحاربه ويضيّق عليه”، واضاف “لذلك يمكن اعتبار التيارات الموجودة في تيار المستقبل نفسه تعكس صورة الخلافات الموجودة داخل القيادة السعودية”.

وردّ بوزيد “الخلافات الموجودة داخل تيار المستقبل لعدم وجود رؤية واضحة وخطة محددة لهذا التيار وماذا يريد وماذا يرفض”، ولفت الى ان “المستقبل يقول شيئا ويفعل نقيضه فهو يدخل الحكومة ويعارضها ويتحاور مع حزب الله وينتقده وكذلك في العديد من المسائل”، ورأى ان “هذه التناقضات في تيار المستقبل كانت موجودة منذ البداية وأخذت مع الوقت بالظهور والتوسع حتى ظهرت الى العلن بهذا الشكل وأدت الى ما أحدثته من نتائج في الانتخابات البلدية لا سيما في طرابلس ودفعت بالوزير المشنوق الى قول كلامه الاخير”.

احراج المستقبل.. وغياب الرؤية

نهاد المشنوقورأى بوزيد ان “كلام المشنوق يدين ويحرج تيار المستقبل اكثر من أي امر آخر لانه يظهر مدى تبعية هذا الفريق للسعودية وكيفية تنفيذ ما يطلب منه بدون القدرة على إبداء الرأي او تغيير مواقف من يرعاه اقليميا”، وتابع “وجود الحلفاء هو امر طبيعي لكن الاساس ان تكون المواقف تعبر عن رأي صاحبها وان يكون هدفها بالدرجة الاولى في كل القضايا تحقيق المصلحة العامة”.

وشدد بوزيد على ان “تيار المستقبل هو تيار مأزوم اليوم وازمته عميقة وهذه الازمة لا يحلها شكل قانون الانتخاب”، وتابع “القضية هي قضية تناقض داخلي حول ما يريده هذا التيار وقياداته لان الخطة السياسية غائبة وغير موجودة”، واضاف “الاصل ان يقرر المستقبل ماذا يريد وان يحدد خياراته، هل يريد الذهاب الى تفاهم وطني وان يكون ضمن الحركات العقلانية المعتدلة فعلا في البلد؟ ام انه يريد السير باتجاه التطرف والتفرقة؟”، واشار الى ان “كل نهج له خطابه واسلوبه وسياساته”، واعتبر ان “عدم تحديد المستقبل لخياراته وبقاء حالة التناقض ستكون نتائجه سلبية أكثر على تيار المستقبل وعلى البلد ككل”.

بغض النظر عن الآثار السياسية لكلام المشنوق على العلاقة بين “تيار المستقبل” والسعودية، يجب على التيار ان يرفع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والادراك ان التقرب من ابناء وطنه يفيده اكثر من التقرب من اي كان ولو كانت الرياض الراعية والحليفة له، لان التجربة أثبتت ان هذه الدول لا تعمل الا لتحقيق مصالحها وتنقلب على حلفائها عند اول مفترق طرق لا تراه يفيدها.

ومن هنا تبقى الدعوة مفتوحة لـ”المستقبل” كي يوسع رقعة تفاهماته اللبنانية الداخلية وتحديد ماذا يريد وان يبادر الى مراجعة حساباته الوطنية ووضع خطة عمل لبنانية بحتة تتضمن تسهيل عمل المؤسسات وانجاز الاستحقاقات العالقة لاسيما الاستحقاق الرئاسي وتسهيل اقرار قانون انتخاب عصري يحقق المصلحة العامة في لبنان.

المصدر: موقع المنار