خطاب السيد نصر الله حول القدس وقراءة العدو له – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خطاب السيد نصر الله حول القدس وقراءة العدو له

السيد نصر الله
السيد نصر الله

تناول الكاتب والسياسي الفلسطيني بسام ابو شريف الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مسيرة القدس في مقال نشره في جريدة الاخبار اللبنانية تحت عنوان “بحث خطاب نصر الله اسرائيليا” جاء  فيه : ان المحللين الاستراتيجيين الاسرائيليين ينظرون بقلق شديد الى ما ولّدته انتفاضة الشعب الفلسطيني وتحية السيد حسن نصرالله لها ودعوته لتصعيدها، من ردود فعل على الصعيدين العربي والعالمي. فقد بدأت نيران التعبير عن ادانة اسرائيل والوقوف بحزم مع الشعب الفلسطيني والمقاومة تشتعل في كل مكان.
ورغم أن الشارع العربي ما زال مختلفاً عن الشوارع الاوروبية، الا انه بدأ بالتحرك، ويكفي ان ترى جماهير اليمن تتظاهر في كل محافظة تأييداً لفلسطين حتى تعرف ما يعتمل في صدور العرب أجمعين.
ولا بد للقاهرة من أن تتحرك، ولا بدل للنيل من أن يثور لأن ثورته من اجل القدس وفلسطين هي ثورة على تحكّم العائلة السعودية بشعب مصر وحركة هذا الشعب.

ويتوقع الاستراتيجيون الاسرائيليون تصاعداً متسارعاً في الحراك العربي مما سيؤثر الى حد ما على وتيرة تطبيع العلاقات الاسرائيلية بأنظمة عربية بدأت تسرّع عملية التطبيع.
ويذهب هؤلاء إلى وضع علامة حمراء عند بعض البلدان، بسب توقعهم ان يفجر موضوع القدس الاوضاع الداخلية فيها. ويصر احد الاستراتيجيين على وجهة نظره التي تتوقع صراعاً داخلياً دموياً في صفوف العائلة السعودية!
وربط هؤلاء الاستراتيجيون بين تحريك الشارع الاسلامي وبين تكرار السيد نصر الله لاستعداد الملايين للاستشهاد على درب تحرير القدس.
ويجري مسؤولون اسرائيليون مباحثات سرية هذه الايام مع نظرائهم في وزارة الدفاع الاميركية وخبراء على رأسهم اليوت أبرامز من وزارة الخارجية الاميركية، حول خطورة وتأثير خطاب السيد نصرالله على ما سبق ان قرره من خطة تحرك في العراق وسوريا ولبنان ومصر.
ذلك ان الادارة الاميركية تشعر بقلق، هي الاخرى، من زاويتين اضافيتين لما سبق أن ذكرناه من أسباب قلق الاسرائيليين.
الزاوية الاولى: دعوة نصر الله لعقد اجتماع لكافة فصائل المقاومة إقليمياً لدراسة وبحث ووضع استراتيجية العمل للبرنامج التحرري الواضح الذي طرحه.
الزاوية الثانية: متابعة ومراقبة الدعم الايراني الذي ظهر في الثقة الكاملة التي أبداها نصر الله حول تسليح فصائل المقاومة الفلسطينية ودعمها.
وقد تزايد قلقهم (اميركياً واسرائيلياً) بعد الاعلان عن اتصالات الجنرال قاسم سليماني بقادة من الفصائل الفلسطينية.
بشكل عام، يشعر خبراء الاستراتيجيا الاميركيون والاسرائيليون ان السيد حسن نصرالله حقق مكاسب كبيرة للمقاومة بخطابه هذا. فقد «قلب الطاولة» كما يقال، وبدأ لاول مرة منذ تأسيس حزب الله باظهار قوته وقدرته على قيادة حركة مقاومة اقليمية موحدة. وأظهر عملياً انخراطه في معركة لتحرير الارض الفلسطينية والقدس من الاحتلال، بعد ان كان طوال هذه السنين يتحدث ويعمل على الدفاع عن لبنان وتحرير اراضيه.
وضمناً، جاء هذا الاعلان السياسي ليكرس قيادة السيد حسن نصر الله لحركة التحرر العربية، وفي مقدمتها حركة تحرير فلسطين، وهذا ما سبب صداعاً مدمراً لرؤوس المسؤولين الاسرائيليين. فقد بدأت مرحلة الهجوم الدفاعي، والسيد نصرالله بذكائه السياسي الكبير يشن هجوماً دفاعاً عن القدس. ولا يمكن الدفاع عن القدس ومنع تدمير الاقصى وكنيسة القيامة وتهويد المدينة الا بمواجهة جيش الاحتلال.
انها عملية دفاع، لكنها تتطلب الهجوم. ولا يمكن لعملية الدفاع ان تبدأ الا اذا شنّت قوى المقاومة الهجوم على قوات الاحتلال والمستوطنين المدجّجين بالسلاح وطردهم من ارض العرب في فلسطين.

ثلاث كلمات هي رموز فتح خزائن النصر. وهذه مهمات استراتيجية لا تكتيكية على قيادة الفصائل ان ترسم برامجها.
لقد حان موعد نفض الترهل والانتظار. لا يمكن مواجهة عدونا الا باتقان مفهوم الحرب والقتال وامتلاك الدقة والتخطيط السليم والضبط والربط الاداري والميداني.
«وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
«ان الله يحب أحدكم ان قام بعمل ان يتقنه».
هذا يلقي على عاتق التنظيمات الفلسطينية مسؤوليات كبيرة وحساسة وخطيرة.
وعليها ان تجدد دماء قياداتها الاولى والوسطية والقاعدية لتتمكن من موازنة حساب الحق بحساب البيدر.

 

المصدر: صحيفة الاخبار