من مهرجانٍ احتفاليّ إلى يوم غضب فلسطيني في دمشق .. – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

من مهرجانٍ احتفاليّ إلى يوم غضب فلسطيني في دمشق ..

IMG-20171209-WA0084
خليل موسى موسى - دمشق

الإعلان المشؤوم للرئيس الاميركي، المستفز لكل مشاعر الانتماءات المختلفة – الدينية والسياسية والوطنية، أثار موجة غضب عارم، تفجرت يوم أمس الجمعة في ذروةٍ متصاعدةٍ من الرفض والعمل الحثيث، لشطب توقيعٍ لم يكن إلا بمثابة تحدٍّ غيرَ عقلاني.
مشهد الأرض المحتلة بكامل مساحاتها الديموغرافية، تجسد في رد فعل طبيعي على ما حصل من محاولة سلب القدس بمقدساتها، وما أثمرت من تفاعلات على أوسع نطاق عابر للقارات، ولكل الحدود، وما قابله من صمت للمطبعين الذين أربكهم الوضع بعد الحال المتفجر في كل البقاع حتى الأممية منها، كل هذا جعل من يوم الغضب الفلسطيني يوما عالمياً بامتياز.
وتزامناً مع مظاهرات الغضب الرافض، هرع الآلاف من الفلسطينيين والسوريين في المحافظات السورية إلى الشوارع والأماكن العامة منها في مخيم النيرب بحلب، وفي مخيمات اللاذقية وحمص، إضافة إلى بلدتي نبل والزهراء شمال حلب.

في اطار هذا المشهد، حولت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجان انطلاقتها الخمسين في صالة الجلاء الرياضية، والذي كان مقرراً منذ وقت سابق، إلى يوم غضب فلسطيني جمع مختلف أطياف الشعب الفلسطيني بكافة أجياله من جيل النكبة حتى جيل الأطفال بمشاركة رسمية من حزب البعث العربي الاشتراكي، ومشاركة من حزب الله.
المشاركون لم يتركوا مكاناً فارغا في الصالة التي تجمعُ آلافاً  من المواطنين بمختلف الأعمار، بدأ المهرجان بعرض عسكري رمزي لكتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تبعه رمزيات عن اتحاد المرأة وباقي مؤسسات الجبهة الشعبية.

اللافت خلال مهرجان الغضب الفلسطيني يوم الجمعة في مهرجان انطلاقة الجبهة الشعبية الخمسين، تكاتف علَمي سورية وفلسطين، مع رايات الجبهة الشعبية وراية المقاومة الإسلامية في حزب الله، بين صور الشهداء والقدس وكل ما له علاقة بالعمل الوطني من يافطات وعبارات تؤكد على المقاومة، ابرزها الهتافات المطالبة بفتح طريق المقاومة المسلحة وتسليح الشعب الفلسطيني.

فالرفض والغضب واضحان، والتعبير عنهما ارتفع مطالباً بالرد على هذ القرار بالمقاومة المسلحة من قبل شباب الجبهة، وقد عزز هذه المطلب نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، حين طالب خلال خطابه على الملأ بانتفاضة شاملة مشتركة بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، منددين بكل من باع وتآمر على فلسطين من آل سعود وغيرهم.
جميع المطالبات الفلسطينية يوم أمس أجمعت على استمرارية العمل النضالي من أجل الحفاظ على القدس وحمايتها بكل ما فيها من مقومات دينية ووطنية، إضافة لضرورة الوقوف بوجه ترامب وكل من معه من عرب متآمرين على فلسطين وقضيتها.

من جهته الحاج حسن حب الله عضو المجلس السياسي في حزب الله، وخلال ما قاله من قلب العاصمة السورية دمشق، دعا إلى التمسك بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال، حيث لا سبيل لاستعادة فلسطين إلا بهذه الطريقة، مؤكداً أن القرار الأميركي بنقل سفارتها إلى القدس وجعل المدينة المقدسة عاصمة للكيان، يأتي في الدرجة الاولى كفرصة من أجل اتخاذ خطوة جديدة على طريق تفعيل المقاومة ضد الاحتلال في درب تحرير فلسطين، خاتماً حديثه بدعوته إلى الانتفاضة في كل الأراضي المحتلة وتأمين كل متطلباتها، مستغلاً المناسبة بالتأكيد على أن المقاومة في حزب الله لن تتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين وهي رديفة للمقاومة الفلسطينية وعون لها في نضالها.

وفي تصريح خاص لموقع المنار أكد أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورداً على سؤال حول دعوته لانتفاضة وتسليحها، أن الاجراءات يجب أن تكون عملية ومدروسة ومباشرة أولها وسحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل،  وإلغاء كافة اتفاقيات السلطة مع الكيان، لأن هذا سيعزز الانتفاضة بين صفوف الشعب الفلسطيني ويهيئ لها أرضية صلبة ومتينة، مشدداً على تقديم كافة أشكال الدعم والصمود لأهلنا في القدس من أجل الاستمرار بنضالهم على سوية عالية، حتى التحرير، بالإضافة إلى تحذيره من تهويد القدس، الأمر الذي إذا ما تمَّ فسيقضي بإقامة دولة ذات طابع ديني يهودي، وبالتالي خروج كل من هو ليس يهودياً من القدس ومن جميع أراضي فلسطين المحتلة عام 1948.
وهذه المرحلة هي الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، من منطلق حديث أبو أحمد فؤاد، حيث يؤكد على ضرورة الوحدة الوطنية وتعزيزها ورمي كافة الخلافات، واللجوء المباشر إلى المقاومة بكل أشكالها الميدانية منها والسياسية.

إلى هذا كله، فما يدور اليوم من أحداث دامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة تآمر وتخاذل من بعض العرب إلى جانب أميركا والكيان الصهيوني، لن يقف عائقاً في وجه الفلسطينيين الخارجين إلى طريق المواجهة والمقاومة، فمن حق الفلسطيني أن يقاوم ومن واجب الآخرين ألا يساوموا على حقوق الشعب الفلسطيني المنتفض في كل حين حتى تحرير كامل أراضيه المقدسة من البحر إلى النهر بكامل التراب الوطني.

IMG-20171209-WA0074 IMG-20171209-WA0077 IMG-20171209-WA0079

IMG-20171209-WA0069

IMG-20171209-WA0083
IMG-20171209-WA0086

المصدر: موقع المنار