أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن بريطانيا ستحتفل بفخر بالذكرى المئوية لصدور “وعد بلفور”، الذي وضع قاعدة لتأسيس الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المنتزعة من أصحابها.
وقالت ماي، أثناء الرد على الأسئلة خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، وهو الغرفة السفلى من برلمان البلاد، الأربعاء “إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر”.
إلا أن ماي أضافت مع ذلك، في إشارة إلى مواقف الفلسطينيين من هذه الوثيقة “علينا أيضا فهم الشعور الموجود لدى بعض الناس بسبب وعد بلفور، ونعترف أن هناك مزيدا من العمل يجب القيام به”.
وفي ردها على سؤال من روبيرت جينريك، النائب من حزب المحافظين، أكدت ماي “دعم حكومتها لحل الدولتين كوسيلة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، موضحا في هذا السياق “إن ذلك يمثل هدفا مهما”.
وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية “أعتبر مهما أن نعيد التأكيد على ضمان الأمن والاستقرار والعدل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال مثل هذا السلام طويل الأمد”.
وشددت ماي مرارا على عزم بريطانيا للاحتفال بمئوية “وعد بلفور”، حيث قالت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إن “هذه الرسالة واحدة من الأهم في التاريخ”، مضيفة “إنها تظهر الدور الحيوي، الذي قامت به بريطانيا في إقامة وطن للشعب اليهودي، وسنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر”.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يصر فيه المسؤولون الفلسطينيون على ضرورة اعتذار بريطانيا عن إصدار هذه الوثيقة.
وفي كلمة ألقاها من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 20 أيلول/سبتمبر الماضي، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السلطات البريطانية الحالية تقديم اعتذار عن إصدار “وعد بلفور” يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1917، ومنح تعويضات للفلسطينيين على احتلال أراضيهم، الذي مهدت رسالة الوزير البريطاني بلفور الطريق له.
وجدد عباس بالتالي مطالبته لبريطانيا، الذي أعلن عنها في الدورة السابقة للجمعية العامة للمنظمة العالمية عام 2016.
وفي حزيران/يوليو من العام الجاري، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمام أعضاء جامعة الدول العربية، أن حكومة عباس تعد خطة لمحاكمة بريطانيا بسبب إصدار “وعد بلفور”.
يذكر أن “وعد بلفور” يمثل رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطاني، آرثر بلفور، في العام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، أعلن فيها عن دعم بريطانيا لإقامة “دولة لليهود” في فلسطين.
من جهتها، دانت حركة “فتح” تصريحات تيريزا ماي وتصميمها على الاحتفال بمئوية “وعد بلفور”، الذي وصفته بالمشؤوم.
وقال منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة “فتح”، إن بريطانيا ستدفع ثمنا غاليا من سمعتها وصورتها جراء احتفالها بذكرى “وعد بلفور”، مضيفا أن هذا الأمر سيؤسس لعزلها أمام المجتمع الدولي والمنطقة كلها.
وتابع إن “تصريح تيريزا ماي يعبر عن انحياز حقيقي لدولة الاحتلال العنصرية وتكمن خطورته في تشريعه للاحتلال، الذي يستهدف الأرض و الإنسان الفلسطيني، وفي تنصل بريطانيا من مسؤليتها ومن ما يترب لشعبنا عليها من حقوق.”
وأضاف الجاغوب أن ما صرحت به ماي بمثابة إعلان لرفض ما جاء في خطاب الرئيس عباس في الجمعية العامة ومطالبته للحكومة البريطانية بأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية لنتائج “وعد بلفور”، والاعتذار للشعب الفلسطيني لما حل به من نكبات وظلم، وتصحيح هذه الكارثة التاريخية ومعالجة نتائجها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المصدر: وكالات