هناك شخص دائماً، سواء في العمل أو أحد أفراد العائلة أو على الشبكات الاجتماعية، لا ينفك عن تصحيح الأخطاء اللغوية لمن حوله إذا وقع أحدهم فيها.
وقد تعود الأخطاء الكتابية بسبب انزلاق يد أحدهم في أثناء الكتابة على الكيبورد أو بسبب عدم علمه بقواعد اللغة أو ببعض الكلمات، إلا أن هذا ليس مبرراً على الإطلاق لمن يصححون الأخطاء دائماً.
وبحسب دراسة نُشرت على Plose One، فإن باحثين أقاموا تجربة على 80 شخصاً من خلفيات متنوعة؛ لمحاولة للكشف عن الأشياء المشتركة بين الأشخاص الميّالين إلى تصحيح الأخطاء اللغوية دائماً.
توصَّل القائمون على الدراسة إلى أن الذين يميلون إلى هذا السلوك، وينزعجون من رؤية الأخطاء اللغوية أمامهم، يغلب عليهم الانطواء.
وكان القائمون على الدراسة قد أرسلوا رسالة على بريد العديد من الناس، حيث كانت مليئة بالأخطاء، وعقب تسلُّم الردود المتعلقة بالأخطاء، قام الباحثون بإرسال عدد من الأسئلة لاستكشاف شخصيات هؤلاء، وهنا اكتشف العلماء أن هؤلاء يغلب عليهم الانطواء على أنفسهم.
وبحسب دنيس براون، أستاذ اللغة الإنكليزية واللغويات في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة، فإن عادة تصحيح الأخطاء اللغوية بشكل مبالغ فيه تعد اضطراباً نفسياً وليس عادة مزعجة فحسب كما يتصور البعض.
ويقول براون في مدونته، إن هذا الاضطراب النفسي هو أحد أنواع الوسواس القهري، ويسميه الباحثون Grammatical Pedantry Syndrome أو “متلازمة التحذلق النحوي”.
ويتصف أولئك المصابون بهذا السلوك، بأنهم بطيئون ويحبّون دائماً أن يروا آراءهم صحيحة في كل الأمور، بالإضافة إلى انخفاض ذكائهم العاطفي وإبداعهم المنعدم، بحسب أدريان فورنهام، أستاذ علم النفس بكلية لندن الجامعية، في مقال له على موقع Psychology Today.
المصدر: هافينغتون بوست