الصحافة اليوم 26-8-2017: التحضيرات مستمرة لاستكمال تحرير كل الجرود – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 26-8-2017: التحضيرات مستمرة لاستكمال تحرير كل الجرود

صحف محلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 26-8-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التحضيرات المستمرة لاستكمال العملية العسكرية “فجر الجرود” التي اطلقها الجيش اللبناني لتحرير كافة الجرود من احتلال تنظيم “داعش” الارهابي، بالاضافة الى مواصلة تقدم المقاومة والجيش السوري على المقلب الآخر من الحدود.

الاخبار:

المرحلة الرابعة من تحرير الجرود… في غضون أيّام

صحيفة الاخباروتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “الاخبار” اللبنانية حيث قالت “بعد النجاح في طرد إرهابيّي تنظيم «داعش» من مُعظم المساحات اللبنانية التي كان يحتّلها، علمت «الأخبار» أنّ الجيش اللبناني يستعد للبدء بالمرحلة الرابعة والنهائية من المعركة التي أطلق عليها تسمية «فجر الجرود»، على أن تنطلق «في غضون أيام»، بحسب مصادر معنية. وقد أعلنت مديرية التوجيه أمس أنّ الجيش قصف «ما تبقى من مراكز تنظيم داعش الإرهابي في وادي مرطبيا، واستهدف تحركات الارهابيين وتجمعاتهم، ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات في صفوفهم، فيما تُتابع القوى البرية تضييق الخناق عليهم».

يأتي ذلك، في وقت بات فيه إرهابيّو «داعش» مُحاصرين على جانبَي الحدود اللبنانية ــ السورية في رقعة جغرافية ضيقة، بعد أن تمكن حزب الله والجيش السوري أيضاً من تحرير الجزء الأكبر من الأرض التي كان «داعش» يحتلّها، وأنهيا عمليّاً وجوده في شمال وجنوب وشرق جرود الجراجير وقارة والبريج السورية، المقابلة لجرود عرسال والفاكهة ورأس بعلبك والقاع لبنانياً، فيما يُسيطر الإرهابيون على المنطقة الوسطى ــ الغربية في جرود قارة، المقابلة للجرود اللبنانية، والتي تحوي كثافة إرهابيين مُقارنة بمساحة المنطقة.

على الرغم من ذلك، ضاقت حركة الدواعش، بعد أن سيطر حزب الله والجيش السوري منذ بدء المعارك على معابر: سن فيخا (يصل جرود بلدة البريج السورية بالحدود اللبنانية)، ميرا (يصل جرود قارة بالبريج، ويتصل بمعبر سن فيخا ومنه إلى جرود القاع وراس بعلبك)، رأس الشاحوط (يبدأ من جرود قارة، ليصل إلى الحدود اللبنانية)، معبر الزمراني (يربط جرود الجراجير بجرود عرسال)، أبو حديج (يربط جرود الجراجير بجرود عرسال)، إضافة إلى سيطرة المقاومة والجيش السوري على مرتفع ضليل الفاخورية، ووادي الحمام، وأطراف مرتفع ضهور الخشن من الجهة السورية، وسرج القواميع، وسهل، وخربة مرطيسة، وسهل الفاخورية، غرب جرد البريج عند الحدود السورية اللبنانية في القلمون الغربي، وكذلك على قرنة تم المال في المحور الجنوبي لجرود القلمون. التقدّم الميداني دفع عدداً من الإرهابيين، داخل الأراضي السورية، إلى تسليم أنفسهم لحزب الله، مُشترطين عدم تصويرهم.

وتختلف النظرة إلى المرحلة الرابعة من عملية تحرير الجرود، إذ يعتقد البعض بأنّ المعركة ستكون قاسية، بسبب العوامل الجغرافية الصعبة، فيما تقول مصادر أخرى إنّ الإرهابيين سينسحبون إلى داخل سوريا، حيث لديهم مواقع حصينة، كحليمة قارة، فور بدء الجيش عملية التقدّم البري.
وكانت مديرية التوجيه قد أعلنت أمس استشهاد المُجند الممدّدة خدماته ياسر حيدر أحمد، بعد تعرّض آلية عسكرية في جرود رأس بعلبك لإطلاق نار من جهة الإرهابيين.

من ناحية أخرى، شنّت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي هجوماً على قائد القوات الدولية في لبنان الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، مُعتبرةً أنّ قواته «لا تؤدي عملاً فعالاً ضد جماعات مُتشددة مثل حزب الله». وقالت إنّ بيري يُظهر «عجزاً مُزعجاً عن الفهم بشأن أنشطة سلاح الجماعة»، لذلك لا بُدّ «من تغييرات في اليونيفيل». ويندرج تصريح هيلي في إطار الضغوط التي تُحاول الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، منذ فترة، ممارستها على مجلس الأمن من أجل تعديل مهمّة قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان، لتتحول إلى حرس حدود لإسرائيل، من دون أن ينجحا في محاولتهما. وقد اتهمت هيلي القائد الإيرلندي، خلال جولة شمال فلسطين المحتلة قبل نحو شهرين، بالتغاضي عن نشاطات حزب الله في الجنوب. في المقابل، تسكت المندوبة الأميركية عن الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية؛ فقد أعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، أمس، عن أنّ زورقاً حربيّاً تابعاً للعدّو خرق المياه الإقليمية اللبنانية قبالة رأس الناقورة لمسافة حوالى 205 أمتار ولمدة 6 دقائق. وخرقت طائرتان شراعيتان الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفركلا، وحلقتا على علّو منخفض فوقها. وقامت طائرة استطلاع إسرائيلية بتنفيذ طيران دائري فوق مناطق بعبدا، وبيروت وضواحيها، ثم خرقت طائرة مماثلة الأجواء من فوق رميش ونفّذت طيراناً دائرياً فوق مناطق رياق وبعلبك والهرمل. وآخر النشاطات الإسرائيلية أمس كان خرق طائرة معادية الأجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب، ونفّذت طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب.

لماذا جمّد قائد الجيش المرحلة الرابعة وكيف يمكن لأميركا المساعدة؟

تساءل كثيرون عن سبب الإطلالة الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لا سيما أن خطابه تضمن في قسم كبير منه عرضاً لمجريات عسكرية وأجندة عمل زمنية، كان بمقدور آخرين من قيادة الحزب أو غرفة عمليات المقاومة الاسلامية الحديث عنها. كذلك بدا للبعض أن السيد نصرالله لم يطلق مواقف خاصة في المناسبة، بل اكتفى بعرض وتقدير للموقف ورسم إطار للعمليات السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة.

لندع جانباً «تعفيسات» تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية»، التي لا ينفع إيرادها خارج التقرير الصحافي الذي يصل ثامر السبهان كل يوم عن نشاط أصدقائه في لبنان. لكن، قد يكون مناسباً الإشارة الى نقطتين مركزيتين في مداخلة السيد:
أولاً: إعلانه عن عيد تحرير جديد للبنان. وهو ربطه بمن أنجزه مباشرة، متحدثاً مرة جديدة عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، ومضيفاً الجيش العربي السوري. وهي إضافة تنطلق من كون الجيش السوري يقوم بعمل عسكري من الجانب السوري للحدود، بما يحقق النتيجة الفعلية لهدف لبنان إبعاد عناصر الارهاب من أراضيه ومن على حدوده. كذلك فإن الجيش السوري فتح الطريق أمام رجال المقاومة لتنفيذ خطة عسكرية تقوم أساساً على التنسيق مع الجيش اللبناني بغية مساعدته على تحقيق هدف «فجر الجرود».

لكن الأهم ليس إضافة السيد للضلع الرابع المتمثل بالجيش السوري، بل في كونه حسم وجزم بأنه لا وجود لشركاء آخرين في صناعة هذا النصر. وهو هنا يقصد الاميركيين الذين يريدون أن يظهروا كأنهم هم من وقف خلف قرار الجيش اللبناني بشنّ العملية، وأنهم من وفّر حاجات الجيش لأجل النجاح في مهمته. والسيد هنا يقطع الطريق على محاولات لا تخصّ الاميركيين فقط، بل بعض الجماعات اللبنانية، وبينها أوساط نافذة داخل الجيش اللبناني، التي بدأت من اليوم الاول التهليل للدعم الاميركي.
ثانياً: ان السيد نصرالله أراد جعل النقاش حول المرحلة المقبلة واقعياً الى أبعد الحدود. فهو يعرف جيداً أسباب توقف الجيش عن شنّ هجوم المرحلة الرابعة. وهو يعلم أيضاً الحاجات اللوجستية والامنية والعسكرية التي يحتاج إليها الجيش، كما يحتاج إليها الجيش السوري والمقاومة لإنجاز المرحلة الاخيرة، خصوصاً أنها ستكون قاسية وتتطلب الى جانب العمل العسكري الدقيق قراراً كبيراً بتحمّل المسؤولية عن الأثمان المطلوبة لإنجازها، سواء لناحية الخسائر التي ستصيب المهاجمين، أو لجهة احتمال كبير بسقوط ضحايا مدنيين من بين العائلات الموجودة الى جانب المسلحين في الجرود.
وعندما كشف السيد عن مداولات قيادة المقاومة مع القيادة السورية بشأن المرحلة الاخيرة، إنما أراد فتح الباب أمام خيار منطقي ومعقول، يفرض البحث عن طريقة لإنجاز المهمة من خلال عمليات ضغط بالنار على المسلحين، بغية دفعهم الى الاستسلام. وهي عملية قد تستوجب في لحظة معينة، وهذا ما تدل عليه التجربة السورية، عقد تسوية مع هؤلاء المسلحين، وبالتالي، فإن عنوان أي تسوية يعقدها المسلحون تقضي بتوفير ممر آمن لهم كي ينتقلوا الى مناطق وجود تنظيمهم في سوريا، ما يعني الحاجة الفعلية الى التنسيق مع دمشق. وما قاله السيد عن مطلب دمشق التنسيق المباشر والرسمي والعلني، سيكون أضعف الإيمان في حال أراد الجميع، وخصوصاً الجانب اللبناني، إنهاء معركة الجرود بأسرع وقت وأقل كلفة.
ما لم يقله السيد في مداخلته، وما لا يرغب كثيرون في الحديث عنه، يتعلق بخطط الجيش خلال الايام الماضية، إذ عندما أبلغت قيادة الجبهة قائد الجيش بإنجاز المراحل الاولى التمهيدية، وأن القرار بالحسم يفترض حسابات من نوع مختلف، سارع العماد جوزيف عون الى التشاور مع ضباطه، وانتهى الى قرار وقف العمليات الهجومية. وهو ما دفعه الى زيارة القصر الجمهوري وإبلاغ الرئيس ميشال عون أن قيادة الجيش تحتاج الى وقت لمراجعة الموقف. وبعد عودته الى اليرزة، قال قائد الجيش أمام كبار الضباط إن تأخير العملية الحاسمة سيكون لمدة 36 ساعة فقط، وسيصار الى إطلاق المعركة صباح الخميس. لكن مساء الاربعاء، عاد وقرر تأجيلها الى صباح الجمعة، ثم عاد وأجّلها من دون تحديد موعد جديد لها.

لماذا فعل ذلك؟

صحيح أن الجيش لم يخض معركة قاسية بهذا الحجم من قبل، ما يفترض به التعامل بهدوء وروية، وعدم الاستعجال. وهو أمر ترافق مع الحاجة الى منح القوات الهجومية بعض الوقت للراحة، ومن ثم إفساح المجال أمام تثبيت النقاط والمواقع التي تم تحريرها، والعمل على إزالة الألغام والعبوات الناسفة المزروعة في المنطقة، ثم نقل قوات الاستطلاع وبعض الآليات والعتاد الى نقاط جديدة. لكنها عملية لا تحتاج الى أكثر من 48 ساعة، كما تدل تجربة القتال في سوريا.

لكن الجيش يعرف أن المسلحين تراجعوا ليتمركزوا في بقعة تمتد على نحو عشرين كيلومتراً مربعاً. وهي منطقة متاخمة للحدود السورية، وفيها خصوصية جغرافية تتطلب التعامل مع المسلحين حيث يتحركون، أي خط تنقلهم بين جانبي الحدود. وهو أمر يوجب مستوى جديداً من التنسيق مع المقاومة ومع الجيش السوري. أما تجاهل الامر والسير في المعركة نحو عمل من جانب واحد، فقد يؤدي الى نتائج عكسية، في حال لم يتمكن الجانب السوري من تضييق الخناق أكثر. هذا إضافة الى أن كل المعطيات لدى استخبارات الجيش تشير الى وجود نحو 250 مسلحاً مع عائلاتهم في المنطقة اللبنانية، وأن عملية قاسية وقصفاً عنيفاً قد يؤديان الى سقوط ضحايا بين المدنيين، وهو أمر لا يريده الجيش اللبناني، بعكس الاميركيين الذين يصرّون على الحسم السريع، وهم لا يهتمون بمصير أيّ مدنيين، كما يفعلون الآن في العراق وفي سوريا.

المعضلة الأخرى في هذه النقطة، أنه فيما لو استمر الجيش في موقفه المجمد للعملية الهجومية الأخرى، بينما تواصل المقاومة والجيش السوري معركتهما في المنطقة المقابلة، كيف سيكون الموقف في حال أنجز السوريون بدعم من المقاومة تطهير كل الجرود السورية؟ كيف سيتصرف الجيش في حال تجمع كل من بقي من المسلحين في الجانب اللبناني من الجرود؟ فماذا يفعل الجيش اللبناني بهم؟ هل يقود معركة إبادة تشملهم والمدنيين؟ هل هو مستعد لمواجهة حاسمة مع جسم سوف يتحول الى كتلة من الانتحاريين؟ أم أن بيده خيارات أخرى، مثل عقد صفقة لإبعاد المسلحين وكشف مصير العسكريين من دون الحاجة الى تنسيق مع دمشق؟ فهل تساعده الولايات المتحدة على نقلهم الى الرقة ودير الزور عن طريق تركيا أو السعودية أو الاردن، وبالتالي يحقق الجيش هدفه من دون الحاجة الى تنسيق مباشر مع الحكومة السورية؟… وهنا، ربما يحتاج الجيش الى دعم خاص من تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» لمساعدته ليس عسكرياً، بل في معالجة ملف المسلحين، وبالتالي كشف مصير العسكريين.

الخطب النارية والشعر لا ينفعان في هذه اللحظات، بل العقل والمصلحة فقط. وهو استحقاق يخصّ قيادة الجيش اللبناني أولاً، ويخصّ الحكومة اللبنانية ثانياً، ويخصّ الشعب اللبناني ثالثاً. وبالتالي، فإن القرار بأيدي هؤلاء. وبأيديهم عدم الرضوخ لضغوط بعض القوى اللبنانية التي لم تقم بعمل صحيح منذ قيامها، ولا لقوى إقليمية وخارجية تعاني المأزق تلو المأزق.

والقرار الأصعب هو الذي يقوم على قراءة دقيقة للوقائع التي تقول إن الولايات المتحدة الاميركية لن تقدر على ادّعاء الانتصار في هذه المعركة، ولن تكون قادرة على استثمارها سياسياً مهما علا صراخ موظفي السفارة في عوكر. وما على الجميع إلا التعوّد، طوعاً أو غصباً، على زمن ليس فيه انتصار لأميركا وحلفائها، لا في اليمن ولا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان أيضاً”.

البناء:

مساعٍ لعقد جنيف منتصف تشرين ومنح الرياض فرصة ترتيب «معارضة مهذّبة» تحت سقوف جديدة
موسكو تردّ على نتنياهو: توحيد منظومات الدفاع الجويّ في سورية بدائرة 400 كلم وارتفاع 35 كلم
المستقبل والقوات يتهرّبان من الجواب على خيارات نصرالله… ويؤكدان وجود أمر عمليات أميركي

صحيفة البناءبدورها، كتبت صحيفة “البناء” اللبنانية “تسير متسارعة الخطى السياسية على إيقاع انتصارات ميدانية تسجّلها الجيوش السورية والعراقية واللبنانية ومعها الحشد الشعبي والمقاومة اللبنانية ومن ورائها روسيا وإيران، بحيث بات عنوان السياسة تموضع الدول المتورّطة بالحرب على سورية على ضفاف تسويات، تجلب إليها واجهاتها المعارضة إلى مساري أستانة وجنيف، للانضواء في صيغة سياسية عنوانها سورية موحّدة برئيسها وجيشها وثوابتها وتحالفاتها. فتتحرك تركيا على مسار أستانة لتجميع الجماعات المسلحة التي تشغّلها للانخراط في الحرب على جبهة النصرة مقابل ضمانات عدم قيام كيان كردي على الحدود، بينما تطلب السعودية منحها المزيد من الوقت لترتيب أوراق المعارضة، وفكّها وإعادة تركيبها بما يتلاءم مع السقوف الجديدة، التي قالت مصادر متابعة لتحضيرات لقاءات جنيف السياسية، إنها تحتاج لمعارضة مهذّبة لم يعتد لسانها على التهجّم على الرئيس السوري. ولهذا تحدثت المصادر عن تلبية الطلب السعودي بتأجيل جنيف لمنتصف شهر تشرين الأول، بينما يُعقد لقاء أستانة منتصف أيلول المقبل.

«إسرائيل» التي كانت في طليعة أصحاب مشروع الحرب على سورية، تشعر بعزلتها، بعدما فقدت الإغراءات الجاذبة لبناء حلف لتعطيل مسارات التسويات، وتستشعر ما تسمّيه بانتصار الرئيس السوري، ويجول قادتها العواصم طلباً للدعم بلا طائل، فيسمعون الدعوة للغة التأقلم مع الحقائق الجديدة، قرّرت أن تختبر لغة التهويل والإيحاء بقدرتها على التعطيل والتلويح بوضع خيار الحرب على الطاولة، خصوصاً بعد لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصورة أرادت إنشاء التباس وتشويش حول حقيقة الموقف الروسي من هذا التهديد، فكان إعلان وزارة الدفاع الروسية عن إنجاز توحيد منظومات الرادار وشبكات صواريخ الدفاع الجوي فوق المساحة السورية كلّها، بدمج المنظومتين الروسية والسورية في منظومة واحدة، تعمل بمدى 400 كلم وارتفاع 35 كلم، كما ورد في البيان الروسي، ليشكل رداً صاعقاً على نتنياهو وتلويحه بخيار الحرب، بعدما شكّل الإعلان الروسي الذي لم يكن تزامنه مع كلمات نتنياهو الاستفزازية مصادفة، رسالة هي الأولى من نوعها منذ الوجود الروسي في سورية، مضمونها انّ استهداف أيّ قوة فوق الأرض السورية، صار من اليوم وصاعداً مشروع مواجهة مع روسيا، التي توفر الحماية الكاملة للأجواء السورية.

في لبنان، حيث يواصل الجيش اللبناني عملياته في الجرود، ومثله الجيش السوري والمقاومة في الجهة المقابلة من القلمون، وتندحر عصابات داعش إلى مساحات أشدّ ضيقاً تحت ضربات التقدّم على الجبهتين، كانت الخيارات التي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الطاولة أمام الجميع، بين فرص تفاوض تديرها الحكومة اللبنانية، وعندها فلتستعدّ لطلب رسمي وعلني من سورية لتسهيل تطبيق تفاهمات سحب المسلحين، إذا كان مزعجاً للحكومة أن تتولى المقاومة التفاوض، كما هو حاصل الآن، أو تبارك قيام المقاومة بالتفاوض لضمان عودة العسكريين المختطفين، وتسلّم بعجزها وضعفها وتخلّيها عن مسؤولياتها، تفادياً لمعصية الأوامر الأميركية التي تمنع التنسيق مع سورية وتريده ورقة تفاوضية في جيبها لمرحلة مقبلة من التطبيع مع سورية، ممنوع على لبنان تخطّيها، فكانت الردود تهرّباً من الخيارات، سواء من القوات اللبنانية أو من تيار المستقبل، وركّزت على التهجّم على حزب الله، مؤكدة بذلك ما سبق وأشار إليه السيد نصرالله في كلمته عن وجود أمر عمليات أميركي لحلفاء واشنطن للتصعيد ضدّ المقاومة سياسياً وإعلامياً، وتلاوة فعل الندامة على أيّ إيجابية أظهروها في مرحلة معارك جرود عرسال للمقاومة ضدّ جبهة النصرة، قبل أن يقع الغضب الأميركي عليهم، وربما العقوبات، التي يلوّحون هم بها اليوم لكلّ من يدعوهم لتغليب المصلحة الوطنية لبلدهم على التعليمات الآتية من السفارات.

محاولة لإجهاض الانتصار قبل اكتماله

بقي كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله محور الاهتمام المحليّ لا سيما إعلانه عن معادلتي النصر والتفاوض اللتين أرساهما الميدان في معركة تحرير الجرود الحدودية من تنظيم «داعش» الارهابي.

وقد برزت أمس، عودة «حزب القوات اللبنانية» والمسؤولين في تيار المستقبل وإعلامه الى المنطق السياسي الذي ساد مراحل الانقسام الحاد في لبنان، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، متجاهلين الوقائع الجديدة وسقوط رهاناتهم المحلية والإقليمية لا سيما رهانهم على التنظيمات الإرهابية التي تتقهقر وتنهار في الجرود تحت ضربات الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة، تماماً كما رهانهم على العدو «الإسرائيلي» في القضاء على المقاومة.

وقد عمد هؤلاء إلى التهديد مجدّداً بفرض عقوبات مالية أميركية على لبنان وحجب المساعدات عن الجيش اللبناني في حال نسّق مع الجيش السوري والتهويل بإبعاد العاملين اللبنانيين في الخليج، وفوّضوا أنفسهم كمتحدّثين رسميين عن الحكومة اللبنانية وأعلنوا رفض التنسيق مع سورية رفضاً قاطعاً. فهل ما يقوم به هذا الفريق محاولة لإجهاض الانتصار قبل اكتماله؟ وما هي مصلحة لبنان بالتصويب على المقاومة وعلى العلاقة مع سورية في الوقت الذي يخوض الجيش اللبناني معركة تحرير وطنية استراتيجية ضد الإرهاب إلى جانب المقاومة والجيش السوري على أرض متصلة وضد عدو واحد هو «داعش»؟ هل الهدف ضرب معنويات الجيش ووضع خطوط حمر أمامه عشية إطلاق المرحلة الرابعة والأخيرة من عمليته العسكرية للقضاء على آخر فلول «التنظيم» في الجرود اللبنانية، وبالتالي رفع معنويات المسلحين المنهارة؟ وماذا لو أفضت المفاوضات بين الدولة اللبنانية والمسلحين على انسحابهم الى الداخل السوري؟ ألا يتطلّب الأمر ضمانات من الجيش السوري؟ وألا يستوجب ذلك الحدّ الأدنى من التنسيق العلني مع الدولة السورية؟ فهل مصلحة هذا الفريق السياسية والانتخابية وتبعيته الخارجية أهم من دماء الجيش ومصلحة الوطن؟

مصادر نيابية مطلعة أشارت لـ «البناء» الى أن «موقف المستقبل وحزب القوات لا يخدم المصلحة الوطنية العليا، بل مصالحهم السياسية الفئوية فقط ويعبّر عن خلفية العداء لسورية لديهما وضرب العلاقة المميّزة معها الذي يُعتبر هدفاً أميركياً إسرائيلياً». ودعت المصادر الحكومة اللبنانية الى التنسيق مع الحكومة السورية لإنجاح العملية التفاوضية، وبالتالي تسريع تحقيق الانتصار الذي لن يتحقق ويكتمل من دون الدور السوري، لا سيما أن لبنان وسورية محكومان بالعلاقات المميزة والعداء لعدو مشترك هو «إسرائيل».

وتساءلت المصادر: كيف أن فريق 14 آذار قد خسر في السياسة وفقد حلفاءه من التنظيمات الإرهابية في الجرود، وهو الذي كان يحتمي ويستقوي بها على شريكه في الوطن، أن يُملي شروطه على اللبنانيين ويعطّل مصالحهم ويضرب العلاقة الاستراتيجية والتاريخية مع سورية، وهو مَن وضع «كل بيضه في سلة الأميركيين» لإسقاط النظام في سورية؟ وها هي آماله تخيب ويبقى النظام والدولة والجيش.

وحذّرت المصادر من أن عدم التنسيق مع سورية، يشكل طعنة في ظهر الجيش ولبنان بأسره والمطلوب ليس فقط التنسيق ميدانياً، بل بالملفات الحياتية والاقتصادية كافة، وشدّدت على أنه «لولا التنسيق الميداني مع سورية في هذه المعركة والتي سبقتها لما تمكّن الجيش اللبناني من تحقيق تلك الإنجازات وفي هذه السرعة والكلفة». ولفتت الى أن «جعجع ليس الحاكم بأمره في لبنان كي يقرّر مع مَن تنسّق الدولة، بل هو من ضمن فريق الخاسرين سياسياً».

ودعت المصادر الرئيس سعد الحريري الى تجاوز النكايات السياسية والدفع باتجاه التنسيق مع سورية لمصلحة الجيش والعسكريين المخطوفين والمصلحة الاقتصادية اللبنانية، فضلاً عن مصلحة استمرار حكومته.

علي عبد الكريم: الانتصار إحباط للراعي الصهيوني

وأكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن «ما يقوم به الجيشان السوري واللبناني والمقاومة من انتصارات على الإرهاب شكّل إحباطاً للراعي الصهيوني لهذا الإرهاب.

وخلال لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، قال السفير السوري: «في اللقاء مع دولة الرئيس كانت الآراء متفقة على أن ما يقوم به الجيشان السوري واللبناني، وما تقوم به المقاومة من انتصارات على الإرهاب التكفيري شكّل إحباطاً للراعي الصهيوني، لهذا الإرهاب والمستثمر فيه. وبالتالي كانت السعادة والاطمئنان والتفاؤل بأن الأمان سيكون نتيجة كبيرة لسورية ولبنان والمنطقة، وما تحقّقه سورية وجيشها وقيادتها وشعبها يشكل فاتحة خير يستبشر بها دولة الرئيس لصالح المنطقة كلها».

هجوم أميركي على «اليونيفيل»

وتزامنت حملة «القوات» و«المستقبل» على المقاومة والجيش السوري مع الحملة التي تقوم بها المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على حزب الله في المحافل الدولية لا سيما في مجلس الأمن، كما شنت هجوماً لاذعاً على قائد القوات الدولية في جنوب لبنان، معتبرة بأنه «يظهر عجزاً كبيراً في فهم نشاط سلاح «حزب الله» في لبنان». وأكدت هايلي أنه «يتعيّن على قوات اليونيفيل القيام بمهامها بفعالية لتجنّب أي صراع في المستقبل ».

المرحلة الرابعة والأخيرة

ميدانياً، أكمل الجيش اللبناني استعداداته لإطلاق المرحلة الرابعة والأخيرة من العملية العسكرية «فجر الجرود» بعد أن حاصر المسلحين في بقعة جغرافية محددة. وأفادت قيادة الجيش في بيان أن «مدفعية الجيش وطائراته واصلت قصف ما تبقى من مراكز تنظيم داعش الإرهابي في وادي مرطبيا، واستهداف تحركات الإرهابيين وتجمّعاتهم، ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات في صفوفهم، فيما تتابع القوى البرية تضييق الخناق عليهم، والاستعداد القتالي لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، كما تستمرّ الفرق المختصة في فوج الهندسة في شقّ طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة من مختلف المناطق التي حرّرها الجيش».

وأعلنت قيادة الجيش في بيان آخر أنه «أثناء انتقال آلية عسكرية تابعة للجيش في جرود رأس بعلبك ، تعرّضت لاطلاق نار من جهة الإرهابيين ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين».

وقال مصدر عسكري لـ «البناء» «إن قوة الضربات ودقة الإصابة ضيّقت الخناق على إرهابيي داعش وبقي في بقعة جغرافية لا تتجاوز الكيلومترات العشرين، كما جعلت الوحدات الميدانية في كل قطاعات الجيش وخاصة وحدات المشاة المتقدّمة أكثر استعداداً لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود»، وسط «متابعة الفرق وحدات فوج الهندسة في شق طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة والنسفيات من مختلف المناطق التي حررها الجيش».

ولفت المصدر إلى «أن الجغرافيا المتبقية للقضاء على داعش صعبة ووعرة، ما شكّل حالة إرباك وتقهقر سريع أمام ضربات الجيش، وبالتالي سيكون هناك قرار عسكري حاسم بعيداً عن التفاوض للقضاء على الجماعات الإرهابية».

السيطرة على المعابر الرئيسية

على الجانب الثاني من الحدود، وفي اليوم السابع لمعركة «وإن عُدتْم عُدْنا»، تمكّن الجيش السوري والمقاومة من السيطرة على أهم المعابر الرئيسية في جرود القلمون الغربي ما يعني سقوط معظم مواقع ومراكز تنظيم «داعش»، وبالتالي هزيمته العسكرية النهائية باتت وشيكة، والمعابر هي: معبر سن فيخا: يصل جرود بلدة البريج السورية ويصل الى الحدود اللبنانية، معبر ميرا: يصل جرود قارة بالبريج اضافة لاتصاله بمعبر سن فيخا ومنه إلى جرود القاع ورأس بعلبك اللبنانية. معبر رأس الشاحوط، معبر الزمراني: وهو عند الحدود السورية اللبنانية ويربط جرود الجراجير بجرود عرسال، معبر أبو حديج: يربط جرود الجراجير بجرود عرسال وله اتصال مع معبر الزمراني عند الحدود السورية اللبنانية.

أما المعابر المتبقية تحت سيطرة «داعش» في جرود القلمون الغربي هي: معبر مرطبية: يصل جرود بلدة قارة بجرود عرسال ورأس بعلبك، معبر الشيخ علي: يصل الأراضي السورية من جرد قارة ومرتفع حليمة قارة إلى جرود عرسال اللبنانية”.

الجمهورية:

واشنطن: «حزب الله» يُراكم الأسلحة تحضيراً لحرب ضد إسرائيل

صحيفة الجمهورية _لبنانمن جهتها، كتبت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية “أظهرت إطلالة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الأخيرة انّ إرادة التنسيق مع النظام السوري ليست مسألة عابرة او تكتيكية، او على طريقة تسجيل موقف ورفع عتب، إنما تعبّر عن توجّه استراتيجي بدليل الإصرار على هذا التنسيق، وفي كل مرة يُصار فيها إلى إقفال هذا الباب يعود الحزب لفتحه مجدداً. وآخر تلك المحاولات الدعوة إلى التنسيق تحت عنوان العسكريين المخطوفين، الأمر الذي يؤشّر بوضوح إلى تبدّل في توجّه الحزب الذي كان يقضي بتحييد الملفات الخلافية ما سمح بالاستقرار الداخلي وأنتج انتخابات رئاسية وتأليف حكومة شهدت انتظاماً غير مسبوق منذ العام ٢٠٠٥. لكن يبدو انّ المعادلات الإقليمية، وتحديداً قرب دخول سوريا في مرحلة انتقالية، تستدعي إدخال لبنان في معادلة جديدة، والتي يصعب ان تقف عند حدود الحكومة في حال إصرار الحزب على التنسيق الذي سيهزّ شباكها ويعيد لبنان إلى مرحلة الانقسامات العمودية، خصوصاً في ظل توجّه سعودي تمّ التعبير عنه صراحة في زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان انّ الرياض لن تسمح بهيمنة إيرانية على لبنان، فيما إضافة نصرالله الجيش السوري إلى معادلته الثلاثية وتحويلها رباعية أعطى انطباعاً بوجود توجّه يرمي إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وعودة نفوذ النظام السوري إلى لبنان، وبالتالي كل هذا الجو لا يطمئن ويؤشّر إلى تبدّل لا بد ان تظهر ترجماته في الأسابيع المقبلة على الأرض.
في موقف اميركي متجدد ضد «حزب الله»، قالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هالي انّ على القوات الدولية الموقتة في لبنان «اليونيفيل»ـ التي يفترض أن ينتهي التفويض الممنوح لها بحلول نهاية الشهر الحالي ـ «التحرك على نحو أنشط لمنع توريد الأسلحة لـ«حزب الله».

ورأت انّ الحزب «يراكم الأسلحة جنوب البلاد في إطار «التحضيرات لحرب جديدة ضد إسرائيل». وقالت: «منذ العام 2006، هناك تدفق كبير غير شرعي للسلاح إلى «حزب الله»، ومعظمه يتم تهريبه من إيران»، وشددت على أن «هذا ليس منعاً للحرب، وإنما هو تحضير لها».

كذلك انتقدت قائد اليونيفيل، الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، واتهمته بأنه «يظهر عدم الفهم المُخجل للوضع»، وأنّ موقفه من سلاح الحزب «غير واضح». وأضافت: «إنه الشخص الوحيد في جنوب لبنان الذي لا يرى ما يجري».

وطالبت بإدخال تعديل على تفويض القوات الأممية في لبنان، مشيرة في الوقت نفسه إلى «أنّ الولايات المتحدة لا تتطلّع إلى تعديل تفويض اليونيفيل جذرياً، وإنما تريد إدخال صيَغ واضحة تنص على وجوب إيلاء قوات اليونيفيل مزيداً من الاهتمام بنشاط «حزب الله» الذي تصنفه الولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً.

دعم سعودي

وقد تفاعلت مواقف نصرالله الاخيرة التي اضاف فيها جيش النظام السوري الى ثلاثية «شعب وجيش ومقاومة»، ودعا الى التنسيق العلني مع النظام السوري لإنهاء وجود «داعش» وجلاء مصير العسكريين، فيما برز دعم سعودي متجدد للجيش اللبناني في معركته ضد الارهاب، فغرّد السبهان الذي يتابع زيارته للبنان، عبر «تويتر» وقال: «جهود الجيش اللبناني ومحافظته على امن واستقرار وطنه تثبت انه لا يحمي الدول الّا مؤسساتها الشرعية الوطنية وليست الطائفية هي من يبني الدول».

مصدر عسكري

وفيما تبقى صورة الميدان العسكري في الصدارة، ربطاً بتحضيرات الجيش اللبناني لخوض الفصل الأخير من معركة الجرود، والذي بات قاب قوسين او أدنى من انطلاقه، على حدّ ما كشف مرجع امني كبير لـ«الجمهورية»، قال مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية»: «الأمور ما زالت على حالها، فالجيش لم ولن ينسّق مع «حزب الله» والنظام السوري. منذ اليوم الأوّل من المعركة قالت القيادة هذا الكلام بوضوح، ولم يتبدّل الموقف.

الجيش يخوض المعركة في الجرود والبعض يحاول التشويش على انتصاراته، وهو غير معنيّ بالسجالات السياسية، لقد أخذ الغطاء السياسي من السلطة والدعم الشعبي، وبالتالي يرفض أن يضغط أحد عليه أو يملي عليه ماذا سيفعل، يتصرّف وفق متطلبات الجبهة، وسينهي المرحلة الرابعة بنجاح، ومرجعيته الوحيدة هي الدستور اللبناني وصون تراب الوطن، ويعمل وفق معادلة مقدّسة وهي الدفاع عن لبنان حتّى الإستشهاد ولا دخل له بأيّ معادلة يطرحها البعض.

معركته واضحة وضوح الشمس، فلا مجال للمساومة أو الدخول في صفقات سياسيّة، همّه إنهاء «داعش» ومعرفة مصير العسكريين المخطوفين. امّا بالنسبة للتنسيق مع سوريا لاحقاً أو عدمه، فهذا قرار الحكومة اللبنانية ولا دخل لنا فيه لا من قريب ولا من بعيد، والجيش ملتزم قرارات الحكومة، ولا ينسّق مع أحد».

اضاف المصدر: «عناصر الجيش وشهداؤه في الجرود من كل المناطق والطوائف والمذاهب، وهذا يثبت انه يمثّل كل الوطن وليس فئة دون الأخرى. وبالتالي، فالإنتصار الذي يحقّقه وحيداً هو هدية لأرواح الشهداء وللشعب اللبناني الذي التفّ حوله بعدما عبّر عن إيمانه بقدراته وإعجابه بأدائه الذي دحض كل الكلام المشكّك بقوته».

وأشار المصدر الى أن «لا معلومات عن العسكريين المخطوفين حتى الساعة، والجيش يتابع بحثه وتَحرّيه»، وأوضح أنّ «منطقة وادي مرطبيا وبقعة الـ20 كلم2 المتبقية هي أراض لبنانية حسب خرائطنا، لكنها وعرة جداً وفيها مرتفعات تصل الى الـ2000 متر.

وقد فرّ الإرهابيون إليها، ويتمركزون فيها». وأعلنت قيادة الجيش عن استشهاد العسكري ياسر حيدر أحمد خلال إطلاق إرهابيّين النار على آلية عسكرية خلال انتقالها في جرود رأس بعلبك.

الجرّاح

وقال الوزير جمال الجرّاح لـ«الجمهورية»: «المعادلة الوحيدة هي معادلة الدولة والجيش والشعب، وأيّ معادلة اخرى لإعادة ربط لبنان بمحاور خارجية هي ضد مصلحته واستقراره. عندنا جيش يقاتل الارهاب واللبنانيون جميعاً وراءه والدولة معه، هذه هي المعادلة التي تحمي لبنان، وهذه هي المعادلة الوطنية الوحيدة التي يجب ان يدافع عنها كل الشعب اللبناني».

اضاف: «نصرالله يدعو الى التفاوض مع «داعش» عبر النظام السوري، وهما وجهان لعملة واحدة. بالنسبة الينا، لا تفاوض مع الارهاب، هناك قنوات أمنية اذا كانت تسهّل انسحابهم كما حصل في جرود عرسال فليكن، لكن التفاوض مع الارهاب الذي هو وليدة النظام السوري، غير وارد».
الجميّل

ورفض رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل «اي معادلات ثلاثية او رباعية قديمة او مستحدثة تمسّ بالمرجعية السيادية للدولة اللبنانية»، وقال لـ«الجمهورية»: «المعادلة الوحيدة المقبولة والمطلوبة هي معادلة الدستور اللبناني الذي يجب الّا يكون له اي شريك في ادارة المؤسسات الشرعية والعلاقة بين اللبنانيين».

وشَجب الجميّل اي شكل من اشكال تفويض النظام السوري او اي جهة غير شرعية بالتفاوض نيابة عن الدولة اللبنانية مع «داعش» او مع غيرها. وقال: «بعدما كان اللبنانيون يستنتجون بالتحليل والمراقبة انّ القرار السيادي ليس بيد السلطة التي تدّعي حكم لبنان، إذا بهم اليوم يعاينون بالمباشر من المواقف والتصرفات انّ القرار السيادي هو في يد جهات غير شرعية تضع الشروط وتدير المفاوضات وتُبرم الصفقات على حساب سيادة الدولة اللبنانية والقرار الحر لشعبها».

أضاف: «لقد بلغت الامور حداً لم يعد يجوز معه ان يستمر اركان السلطة في مواقعهم لأنهم أثبتوا عجزاً وتواطؤاً يهدّد أسس الكيان اللبناني. ورحيل هذه السلطة بات ضرورة من ضرورات استعادة السيادة الوطنية بعدما بلغت المخاطر من استمرارها في مواقع الحكم الخطوط الحمر التي تعيد عقارب الساعة الى زمن الوصاية والاحتلال وتتجاهل ارادة اللبنانيين وتضحيات شهدائهم. امّا الذين يقولون من داخل السلطة إنهم غير راضين عن هذا الواقع فما عليهم الّا المبادرة الى الاستقالة إثباتاً لصدقيتهم».

شمعون لـ«الجمهورية»

ووصف رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون المعادلة «الرباعية» الجديدة بأنها «وصمة عار على جبين الدولة اللبنانية»، وقال لـ«الجمهورية»: «عيب علينا كدولة تحترم نفسها ان نكون نفتّش عن معادلات من نوع كهذا، وما قاله نصرالله يشكّل قلة احترام للدولة والشعب اللبناني».

اضاف: «يبدو انّ نصرالله شعر بأنه بات خارج اللعبة بعدما اصبح الجيش اللبناني المسيطر الوحيد على الارض، لذلك فهو يحاول ان يرى كيف سيجرّنا الى مكان آخر، لكن بالتأكيد سيفشل».

وقال: «بات لزاماً على الدولة اللبنانية ان تكون اولى اولوياتها الآن الطلب رسمياً من الامم المتحدة بترسيم الحدود للانتهاء من هذه «الزعبرة» التي سمحت لـ«حزب الله» أساساً بخربطات عدة على الحدود و«التفشيخ» حيثما يريد».

صقر

وقال النائب عقاب صقر لـ«الجمهورية»: «أخبرنا السيد حسن نصرالله انّ الذي يتحدث عن الاستثمار السياسي لا يعرف «حزب الله»، وانه لا يعلم كيف يكون الاستثمار السياسي الداخلي للانتصارات الخارجية. لكنّ طرحه للمعادلة الرباعية دَلّ على استعجال لقطف اكبر استثمار سياسي من خلال صفقة ملتبسة ومريبة في جرود عرسال قرّر «حزب الله» ان يسمّيها نصراً.

اذا كانت هذه الصفقة التي عَوّمت «النصرة» تستدعي استثماراً بحجم تعويم نظام الاسد في لبنان، فكيف لو انتصر «حزب الله» فعلياً؟ ما الذي كان سيطلبه من اللبنانيين والدولة التي تنوء بأحماله؟!.

لا أفهم الحاجة الى قيام الجيش اللبناني بالتنسيق مع جيش الاسد لعملية على الاراضي اللبنانية اذا كان جيش الاسد يستعين بالروسي والايراني و«حزب الله» وميليشيات العالم ليتمكّن من السيطرة على بعض الاراضي السورية؟

اضاف: «ما يطلبه «حزب الله» يتعارض اولاً مع ثوابت الرئيس الحريري، كما يتعارض مع رأي نصف الشعب اللبناني بأقلّ تقدير ويدخل لبنان بمقامرة جديدة في مواجهة الشرعية العربية والدولية، ويعرّض الحكومة والدولة لأخطار لا يمكن تحمّلها.

فإذا كان «حزب الله» يتوهّم انّ تنازل الرئيس الحريري في التكتيك السياسي لصالح الاستقرار يمكن ان ينسحب ليتحوّل تنازلاً بالثوابت فهو مخطئ، واذا أراد فليراجع موقف الرئيس الحريري من السلاح غير الشرعي والمحكمة والقرارات الدولية، والعلاقات العربية، وسيكتشف ان لا تنازل او تراجع في الثوابت. وقطع العلاقة مع نظام الاسد هي أقوى ثوابت الرئيس الحريري، فلا داعي لتجارب فاشلة إضافية.

الرئيس الحريري حريص على الحكومة لتسيير أمور الناس ومنع الانهيار، وهذه مصلحة لكل اللبنانيين ولجمهور «حزب الله» بالدرجة الاولى. وعليه، لا يزايدنّ أحد على احد بموضوع الحكومة التي لا نرى اي خطر عليها، لكونها تجسّد تقاطع مصالح الجميع في هذه المرحلة الخطيرة، الا اذا كان خلف الأكمة ما خلفها، والرئيس الحريري هو أمّ الصبي، الى حين المَس بالثوابت».

جعجع

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اتهم الحزب «بإلحاق الضرر والأذى بالجيش اللبناني من خلال تأكيده على التنسيق في معركة «فجر الجرود» بين الجيشين اللبناني والسوري و»حزب الله» في وقت انّ تأكيداً من هذا النوع يضرّ بالجيش، حيث انّ عدداً من الدول التي تساعده ستوقِف دعمها.

ورأى انّ معادلة نصرالله الفعلية «جيش، شعب، مقاومة، جيش سوري، حشد شعبي عراقي، وحرس ثوري إيراني» لا يمكن القبول بها». واستهجنَ استخدام ملف العسكريين المخطوفين أداة للضغط على الحكومة اللبنانية لإجراء محادثات رسمية مع الحكومة السورية.

السبهان

الى ذلك واصل السبهان لقاءاته مع القيادات اللبنانية، فزار وزير الخارجية جبران باسيل وعقد مساء أمس لقاء مطوّلاً مع النائب السابق الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد.

وقال سعيد لـ«الجمهورية»: «أجرينا جولة أفق حول المواضيع اللبنانية وتطورات المنطقة، وعرضنا وجهة نظرنا لِما يحصل في الداخل اللبناني. بدوره، استفاض الوزير السبهان في عرض موقف المملكة الحريص على دعم لبنان وسيادته واستقلاله والّا يكون لبنان جزءاً من اي محور إقليمي».

إجازة سياسية

سياسياً، وفيما جال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في البترون أمس، يبدو أنّ أجواء عيد الاضحى فرضَت نفسها على الحركة السياسية، التي ستدخل اعتباراً من الاسبوع المقبل في إجازة مفتوحة حتى الاسبوع الاول من الشهر المقبل، سواء على مستوى المجلس النيابي والحكومة.

على انّ مرحلة ما بعد العيد ستشكّل انطلاقة متجددة للحركة السياسية، ولا سيما في المجلس النيابي، الذي أشار رئيسه نبيه بري الى إطلاق ورشة تشريعية مهمة بعد عطلة العيد، تستهلّ بجلسة تشريعية لإقرار مجموعة من المشاريع واقتراحات القوانين، وقد تليها او تسبقها جلسة لمناقشة وإقرار الموازنة العامة للسنة الحالية، خصوصاً انّ لجنة المال والموازنة، وبحسب أجوائها، شارفت على إنجاز مهمتها في درس مشروع الموازنة، وكان برّي بصدد عقد جلسة تشريعية قبل عيد الاضحى، الّا انّ تمنيات تلقّاها من بعض المستويات النيابية والحكومية، بضرورة التأجيل الى بعد العيد نظراً لاضطرار بعضهم الى السفر وتمضية العطلة خارج لبنان.

وأوضح بري انه ينتظر ان يتلقّى تقرير لجنة المال حول الموازنة العامة، وفور تسلّمه التقرير سيقدّم إقرار هذه الموازنة على اي أمر آخر، وسيدعو الى جلسات متتالية نهارية ومسائية لمناقشتها وإقرارها في أسرع وقت، ويؤمل ان يتمّ ذلك قبل منتصف أيلول المقبل”.

المصدر: الصحف اللبنانية