عدوان إسرائيلي شامل من جنين إلى النقب.. اجتياحات وهدم وتنكيل بالمواطنين ضمن سياسة تطهير ممنهجة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

عدوان إسرائيلي شامل من جنين إلى النقب.. اجتياحات وهدم وتنكيل بالمواطنين ضمن سياسة تطهير ممنهجة

الضفة الغربية

دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، بتعزيزات عسكرية كبيرة، ترافقها جرافات ثقيلة، إلى مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، في سياق عدوان متواصل يستهدف البنية السكنية والتجمّعية للمخيمات.

ووفق مصادر محلية، فقد تحركت القوات من حاجز الجلمة باتجاه مخيم جنين، تمهيدًا لهدم عشرات المنازل التي تم إخطار أصحابها بالإخلاء منذ مساء الاثنين الماضي. وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت نيتها هدم 95 منزلًا، خاصة في الحارة الغربية وشارعي السكة وعبد الله عزام، ما يهدد المئات من العائلات بالتشريد القسري.

وتُظهر إحصائيات بلدية جنين أن الاحتلال هدم نحو 600 منزل بشكل كلي أو جزئي داخل المخيم منذ بدء العدوان على المنطقة في 21 كانون الثاني/يناير 2024، ما يعكس حجم الدمار المتعمّد ضمن خطة تهدف لتغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية للمخيم.

طولكرم ونور شمس: استمرار العدوان لليوم 137 و124 على التوالي

وفي السياق ذاته، تواصل قوات الاحتلال عدوانها الشرس على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ137، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ124 تواليًا، وسط تصعيد ميداني غير مسبوق. فقد دفعت صباح اليوم بتعزيزات جديدة من بوابة “نتسانيعوز” غرب طولكرم، ترافقها جرافة ثقيلة، وجابت الآليات العسكرية الشوارع الرئيسية والأحياء، وضيّقت على المواطنين والمركبات، مطلقة أبواقها بطريقة استفزازية.

وخلال الليلة الماضية، أقدمت قوات الاحتلال على إحراق مخازن ومحال تجارية تعود لعائلة فرعتاوي، في شارع نابلس على أطراف مخيم طولكرم. وأشارت العائلة إلى أن قوات الاحتلال كانت قد استولت على المنزل قبل أربعة أشهر وحولته إلى ثكنة عسكرية، وقبيل انسحابها أضرمت فيه النار عمدًا، ما أسفر عن اندلاع حريق هائل أتى على المخازن والطابق العلوي، متسببًا بخسائر مادية فادحة وحرمان العائلة من مصدر رزقها.

وبحسب شهود العيان، تمكّنت طواقم الدفاع المدني من طولكرم وعنبتا ودير الغصون من السيطرة على الحريق بعد جهود استمرت لساعات، في ظل استمرار الاحتلال في الاستيلاء على المباني السكنية الواقعة في شارع نابلس والحي الشمالي، والتي تم تحويلها إلى مواقع عسكرية مغلقة.

كما واصلت جرافات الاحتلال هدم المباني داخل مخيم طولكرم لليوم السابع على التوالي، في إطار مخطط لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في طولكرم وحده، تقع في حارتي البلاونة والعكاشة، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.

وقد فرضت قوات الاحتلال حصارًا مطبقًا على المخيمين ومحيطهما، وانتشرت في الأزقة والمداخل، ومنعت الأهالي من الوصول إلى منازلهم، مطلقة النار على كل من يحاول الاقتراب.

وفي مخيم نور شمس، تم هدم أكثر من 20 مبنى سكنيًا في الأيام الماضية، ضمن خطة تستهدف 48 مبنى، بزعم فتح طرق جديدة، فيما يتضح أن الهدف هو طمس الهوية الجغرافية والمجتمعية للمخيمات.

وشهد حاجز عناب العسكري شرق طولكرم تشديدًا إضافيًا، حيث منعت قوات الاحتلال المركبات من الخروج من المدينة، واحتجزت المركبات الداخلة وحقّقت مع ركابها لفترات طويلة.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال يوم أمس الشاب الجريح محمد جابر من مخيم نور شمس أثناء مروره عبر حاجز جبارة جنوب طولكرم، رغم أنه يعاني من إعاقة دائمة إثر إصابته السابقة بقصف إسرائيلي عام 2023. كما اعتُقل الأسير المحرر عيد محمد العيد (بواقنة) من بلدة زيتا شمال المدينة، أثناء عودته من مناسك الحج، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة.

وأسفر العدوان المتواصل على شمال الضفة عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير شامل للبنية التحتية والمباني والمحال التجارية.

وبحسب آخر الإحصائيات، فقد أدى التصعيد إلى تهجير أكثر من 5,000 عائلة، أي ما يزيد عن 25,000 مواطن، وتدمير 400 منزل تدميرًا كليًا، وتضرر 2,573 منزلًا جزئيًا. كما تواصل قوات الاحتلال إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق منكوبة وخالية من مظاهر الحياة.

تصعيد إسرائيلي شامل في القدس والضفة والنقب.. اقتحامات واعتقالات وهدم واعتداءات ممنهجة على المواطنين

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الخميس، تصعيدًا واسعًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، امتد من مدينة القدس إلى مدن ومخيمات الضفة الغربية وصولًا إلى النقب، تخلله اقتحامات واعتداءات وعمليات هدم واعتقالات، فضلاً عن اعتداءات للمستعمرين بحق المواطنين وممتلكاتهم.

في مدينة القدس المحتلة، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على عدد من المواطنين في شارع صلاح الدين وسط المدينة، بحسب ما أكدته محافظة القدس. وأضافت أن تلك القوات اقتحمت بلدة بيرنبالا شمال غرب القدس، دون تسجيل حالات اعتقال.

وفي تطور متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية شمال شرق المدينة، وانتشرت في شوارعها وأخضعت شبانًا للتفتيش عند باب الساهرة في البلدة القديمة.

كما اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية، برفقة قوات من جيش الاحتلال، شابًا من بلدة كفر عقب شمال القدس بعد مداهمة البلدة ومخيم قلنديا واعتقاله من أحد المحال التجارية.

إلى الجنوب، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وتمركزت في منطقة “أم ركبة”، حيث فرضت حصارًا محكمًا ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج، واقتحمت منزلين يعودان للشقيقين بهاء ومحمد سليمان عاشور وقامت بتفتيشهما.

في محافظة رام الله، صعّد المستعمرون من اعتداءاتهم على المواطنين، حيث رشقوا مركباتهم بالحجارة قرب قريتي أبو فلاح والمغير شمال شرق المحافظة، مما أدى إلى تضرر عدد منها، بالإضافة إلى وضع المسامير على الطرق لإعاقة حركة السير.

كما اقتحم عشرات المستعمرين المدخل الشرقي لقرية أم صفا شمال غرب رام الله، وتوجهوا إلى منطقة “الراس” التي استولوا عليها مؤخرًا، ونصبوا فيها سارية ضخمة لعلم الاحتلال، في مشهد استفزازي يؤكد استمرار محاولات السيطرة على أراضي الفلسطينيين.

وفي بلدة بيتا جنوب نابلس، هاجم مستعمرون من البؤرة الاستعمارية المقامة على أراضي البلدة منازل المواطنين في حي زعترة وبير قوزا، وحطموا عددًا من المركبات، قبل أن يتصدى لهم أهالي البلدة ويجبرونهم على الانسحاب.

وفي قرية عزبة سلمان جنوب قلقيلية، هدمت جرافات الاحتلال منشأة سياحية “شاليه” تبلغ مساحتها دونمًا ونصف، تعود للمواطن عبد الله عودة، إضافة إلى شقة سكنية بمساحة 150 مترًا مربعًا تعود لحسام أبو الشيخ، بذريعة البناء في المناطق المصنفة (ج).

شمال غرب الخليل، جرفت قوات الاحتلال محيط منزل المواطن محمود أحمد الهور في بلدة صوريف، بعد أن كانت قد أخطرته بهدمه، كما أتلفت الأشجار والجدران الاستنادية في المنطقة قبل انسحابها.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن سيف توفيق عوض شرق يطا، عقب اعتداء مجموعة من المستعمرين المسلحين من مستعمرة “اتسخار أمان” عليه وعلى عدد من الرعاة، ما أدى إلى إصابات واحتكاكات في المنطقة.

وفي شمال مدينة أريحا، اقتحم مستعمرون مسلحون تجمع “شلال العوجا”، واستولوا على أراضي الرعي والأعلاف، ومنعوا المواطنين من إخراج مواشيهم، في إطار تضييق ممنهج على المجتمعات البدوية.

وفي الداخل المحتل، عمّ الإضراب الشامل السلطات المحلية العربية في النقب، احتجاجًا على سياسة هدم المنازل ومخططات الاقتلاع والتهجير، لا سيما مخطط “شيكلي” الذي يهدف إلى تهويد المنطقة.

وشهدت مدينة بئر السبع مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء النقب، رفعوا خلالها الأعلام السوداء ولافتات تطالب بوقف الهدم، ورفض سياسات الاقتلاع التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت عشرات المنازل خلال الأسابيع الماضية في النقب، وتُهدد المئات من المنازل الأخرى بالهدم، ما يُعرض آلاف العائلات لخطر التهجير القسري.

المصدر: موقع المنار