توصل باحثون أميركيون إلى حقائق جديدة ومذهلة عن قدرات إدراكية وعاطفية للدجاج ستقلب المفاهيم السائدة حول هذا النوع من الطيور الأكثر انتشارا في العالم.
أفاد علماء من أميركا أن فكرة الإنسان السائدة عن الدجاجة بأنها “غبية” هي فكرة خاطئة تماما حيث إن للدجاج قدرات ومميزات خاصة ويستطيع على سبيل المثال التحايل على بعضه البعض والتفكير بشكل منطقي واستخلاص نتائج لا يستطيع الأطفال التوصل إليها قبل سن السابعة. وأكد الباحثون تحت إشراف لوري مارينو من مشروع “ساميون” في دراسة نشرت نتائجها الأربعاء في مجلة “أنيمال كوجنيشن” المعنية بالقدرات الإدراكية للحيوانات أن الدجاجة “ذات سلوك راقى” مقارنة بالفكرة الخاطئة السائدة عنها وأنها مجرد مصدر للحوم. كما أظهرت الدراسة أن الدجاج يتمتع ببعض القدرات الحسابية الأساسية و”شخصية مميزة”.
وتنحدر دجاجة المنزل الأكثر انتشارا في العالم من سلالة دجاج الأدغال الأحمر في مناطق جنوب شرق آسيا. وليس هناك حيوان آخر على الأرض أكثر عددا من الدجاج حيث يقدر عدده اليومي في العالم بنحو 20 مليار دجاجة. ويذبح الإنسان أكثر من ضعف هذا العدد سنويا لإشباع حاجته من اللحوم. ويعكف المشاركون في هذا المشروع على جمع أدلة على القدرات المعرفية والعاطفية للحيوانات الداجنة. ورغم ذلك فإن الناس في الدول الصناعية قلما يرون الدجاج أو يتعاملون معه حيث يربى الجزء الأكبر من هذا الدجاج في مزارع جماعية كبيرة معزولة في معظم الأحوال بشكل صارم عن المناطق السكنية. ويرى مارينو أن “مجرد فكرة أن للدجاجة نفسا تبدو سخيفة لمعظم الناس”. وأوضح مارينو أن نتائج أبحاث السنوات الماضية برهنت على أن للدجاجة إحساسا وفهما أكبر بكثير مما يشيع عنها.
هل للدجاج معرفة حسابية؟
وسبق لدراسة إيطالية التوصل إلى أن الدجاج باستطاعته عد الكتاكيت. كما أظهرت اختبارات أخرى على بيض بلاستيكي أصفر أن الكتاكيت حديثة الفقس قادرة بدورها على معرفة الكميات الصغيرة من الكبيرة. وبحسب دراسات أخرى فإن الدجاج قادر على متابعة مسار طيران إحدى الكريات لمدة تصل إلى ثلاث دقائق وهو ما يتناسب مع قدرات معظم القردة خلال مثل هذه التجارب.
ومن جانب آخر أوضح مارينو أن الدجاجة تمتلك قدرا ما من التحكم في النفس حيث إنها قادرة على الإمساك عن طعام ما وعدم الاندفاع إليه أملا في الحصول على طعام أفضل وأنها تدرك ترتيبها في مجتمع الدجاج المحيط بها وقال إن هاتين السمتين تدلان على درجة ما من شعور الدجاج بكيانه. كما توصل الفريق البحثي الذي يقوده إلى أن التواصل بين الدجاج أكثر تعقيدا عما كان يعتقد حتى الآن حيث يستخدم الدجاج 24 صوتا مختلفا بالإضافة للعديد من الإشارات المرئية. كما أن الدجاج قادر على إدراك الفواصل الزمنية والربط بينها وبين أحداث مستقبلية وتعلمت ونقلت من بعضها البعض وتصبغ بتصرفات أمهاتها تماما كغيرها من الحيوانات التي تصنف أكثر ذكاء بكثير من الدجاج. كما تبين للباحثين أن لدى الدجاج نوعا من الإحساس بالآخرين، حيث بدت عليها علامات الانزعاج والصدمة تشبه رد فعل كتاكيتها المنزعجة عندما كانت تسمع صياح الدجاج الدال على أن عاصفة من الرياح ستتسبب في تطاير زغب هذه الكتاكيت.
ووفقا للدراسة فإن الدجاج قادر على تحديد مواقع نظرائه من نفس النوع وهي قدرة لا تعرف سوى عن أنواع قليلة من الحيوانات مثل الغربان والقردة. كما ذهل الباحثون عندما اكتشفوا قدرة الدجاج على الخداع والتحايل حيث تحاول الديكة الضعيفة خطب ود الدجاج بالتصرف المعروف الذي يوحي بأنها عثرت على غذاء ولكن دون إطلاق صيحة “كاك كاك” المعتادة في مثل هذه الحالة وذلك لعدم لفت نظر الديك القائد لهذا اللقاء “الغرامي”.
المصدر: مواقع