خاص | رواية الأسير الفلسطيني باسم الخندقجي تتحرر من 3 مؤبدات وتفوز بجائزة البوكر العربية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خاص | رواية الأسير الفلسطيني باسم الخندقجي تتحرر من 3 مؤبدات وتفوز بجائزة البوكر العربية

قناع بلون السماء
محمد علوش

عندما علمت سلطات العدو الصهيوني أن رواية الأسير الفلسطيني باسم خندقجي  “قناع بلون السماء” وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”قبل أشهر قليلة، جن جنونها ووضعته في العزل وتعرض إلى الكثير من الإنتهاكات، وتعرض الى حملة تحريض كبيرة في الإعلام الصهيوني.

باسم

وأول من أمس الأحد، فاز باسم بالجائزة في دورتها السابعة عشرة في الإمارات وتسلّمها شقيقه يوسف مع ناشرة الرواية رنا إدريس صاحبة دار الآداب  بدلاً منه، في ردة فعل اختلطت فيها الفرحة بالغصة، حيث لم يستطع يوسف أن يحبس الدموع في عينيه عند الإعلان عن الفوز ،واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين 133 رواية ترشحت للجائزة.

وكانت عائلة خندقجي قد أعلنت في وقت سابق على لسان شقيقه يوسف: “بقي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو أيّ من وزراء حكومته المتطرفين الخروج في مؤتمر صحافي وإعلان أنه وبينما لدينا أسرى في غزة لا نعرف عنهم شيئاً، هناك أسرى فلسطينيون يكتبون الروايات ويخرجونها إلى العالم” ، كما علّقت صحيفة «هآرتس»: “إرهابي فلسطيني متورّط في قتل مدنيين إسرائيليين ومحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات، يتم ترشيحه لجائزة أدبية”.

ولادة الرواية

وحول ظروف ولادة الرواية يقول يوسف إن” رحلتها بدأت عام 2021، وكان باسم حينها يقبع في سجن هداريم، وعمل على توثيق شهادات أسرى من القدس والداخل الفلسطيني وطلب من عائلته أيضاً توفير معلومات يحتاج إليها في الكتابة، وقرر بدء المشروع بداية عام 2022 في ظل ظروف صعبة عاشها الأسرى تشمل مصادرة قصاصات الورق”.

قناع بلون السماء
قناع بلون السماء

باسم الذي كتب عن البلد السجين وابنائه المعذبين في الزنازين الظالمة والمظلمة حوّل الرواية إلى سلاح للمواجهة، هو من مواليد 1983 درس في قسم الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس محكوم ثلاثة مؤبدات من سلطة الاحتلال بزعم ارتباطه بعملية “سوق الكرمل” في تل أبيب التي أسفرت عن مقتل ثلاثة “إسرائيليين” وإصابة أكثر من 50 آخرين. وهو في السجن منذ العام 2004، أسس في السجن صندوقاً لدعم الأسرى، تابع تعليمه ونال الماجستير وهو في السجن، باعت والدته أساورها لسداد كلفة التعليم، ويعكف حالياً على تحضير شهادة الدكتوراه، وكل مخطوطاته التي نشرت في بيروت ومدن العالم العربي، هُرّبت من السجن، رغم أنف السجان وعينه وأغلاله وتقنياته، منذ بروزه ككاتب واعد، وكيان العدو يحرض عليه وينكل به وينعته بالإرهابي.

الأسير باسم خندقجي في السجن
الأسير باسم خندقجي في السجن

قصة الرواية

ويشير القناع في الرواية إلى “الهوية الزرقاء” التي يجدها عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، يُدعى “نور”، في داخل جيب معطف قديم، صاحبه “إسرائيلي”، فيرتدي نور هذا القناع، لتبدأ الرحلة السردية بين تحول “نور” إلى ” “أور” الذي ينضم لبعثة تنقيب في مستوطنة “إسرائيلية”، حيث تتجلى فلسطين المطمورة تحت التربة بكل تاريخها، وفي تعليق المُحكمين على الرواية الفائزة، قال رئيس لجنة التحكيم  نبيل سليمان، إن الرواية تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، لتنطلق بعدها في تفكيك الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطيني.

نتاج باسم الأدبي والشعري

و”قناع  بلون السّماء” ليست الكتاب الأدبي الأول الذي يصدر للأسير خندقجي، فقد صدر له في (2010) مجموعات شعرية بعنوان طقوس المرة الأولى، وأنفاس قصيدة ليلية (2013). كما أصدر خمس روايات: أولها، مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة (2014)، ونرجس العزلة (2017)، وخسوف بدر الدين التي أصدرها عام (2019)، وأنفاس امرأة مخذولة في (2020)، وآخرها رواية قناع بلون السماء (2023).

في لحظة تكريمها بجائزة البوكر، تقف “قناع بلون السماء” كدليلٍ على قوة الإبداع الفلسطيني وكسرها لكل القيود وتخطيها الصعاب والإصرار على النجاح ، إنها ليست مجرد رواية، بل مرآة تعكس صراعات الهوية والحرية، وتتحدث بصوت حقيقي عن القضية الفلسطينية العربية الإنسانية .

المصدر: موقع المنار