كوابيس غزة تطارد الكيان.. عن أضرار الحرب الخفية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كوابيس غزة تطارد الكيان.. عن أضرار الحرب الخفية

جيش العدو
محمد علوش

مجموعة مدراء مستشفيات الصحة العقلية في تل أبيب أبرقت برسالة إلى هيئة التفتيش، طالبت خلالها بإعلان حالة الطوارئ جراء تدهور كبير في الصحة العقلية للإسرائيليين، بسبب انتشار الأمراض النفسية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وذكرت الرسالة أن أحداث السابع من أكتوبر “ستضيف لمن يحتاجون إلى العلاج النفسي 300 ألف شخص جديد، أما مَن سيعودون من القتال في غزة، فلا يعرف حتى الآن عدد الذين سيعانون منهم من المشاكل النفسية”.
وأضافت مجموعة المدراء: “من فضلكم، استخدموا قوتكم وسلطتكم لإنقاذ الصحة العقلية لمواطني إسرائيل”، بحسب تعبيرهم.

“انهيار كامل”

ووصف مدراء مستشفيات الصحة العقلية في الكيان، ما اعتبروها أوضاعًا غير إنسانية في مستشفياتهم.

ولم تتلق وزارة الصحة الإسرائيلية، من خلال ردها، الرسالة بصدر رحب، لكنها أكدت أنها وضعتْ خطةً لنظام الصحة النفسية بتكلفة ملياري شيكل كجزء من الميزانية التي وضعت بالتعاون مع متخصصين في النظام الصحي، وخبراء من الخارج، بحسب رد الوزارة.

جندي عاد من معارك غزة يتحدث عن مشاكله النفسية

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن جيش الاحتلال عزمه إطلاق برنامج، يهدف خلاله إلى مساعدة الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب الحرب في غزة، ومواجهة رغبات الانتحار لديهم.

طبيبة إسرائيلية تدعى مارينا كلودي خبيرة جراحة بمستشفى “إيخيلوف” في تل أبيب،قالت لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إن”هناك بالاضافة للإصابات العادية اصابات نفسية  يتعرض لها الجنود الإسرائيليون بعد خضوعهم للعلاج اللازم ونجاتهم من الموت”.

الطبيبة الإسرائيلية مارينا كلودي

وأوضحت “الأمر صعب،  يمكننا إنقاذ الأرواح لكن ليست روح الشخص التي تتضرر من خلال هذه الصدمة الشديدة. من بين أولئك الذين بقوا على قيد الحياة لا يمكنك القول إن الجميع سعداء لأنهم نجوا”.
وأشارت إلى أن”أخصائيين نفسيين واجتماعيين في المستشفى يحاولون إعادة تأهيل المصابين، بل والأطباء أيضا”.

متلازمة “طوفان الأقصى”

وذكر موقع “واي نيت” العبري، أن الحرب في غزة تكلف في الحاضر ثمنًا باهظًا في الأرواح البشرية والإصابات الجسدية، وستكلف في المستقبل أيضاً ثمنًا باهظًا على المستوى النفسي، خاصة بين الجنود المصابين.

ويقول الموقع أيضًا إنه منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” تم تحويل أكثر من 2800 جندي من جيش الاحتلال إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع، بينهم 3% من الجرحى في حالة خطيرة، و18% ممن يعانون من مشاكل عقلية بسبب إجهاد ما بعد الصدمة.

وقالت صحيفة هآرتس في وقت سابق إن 500 جندي إسرائيلي يعيشون حاليا صعوبات نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.


ونقلا عن عائلات الجنود، قال موقع والا العبري في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن شراسة المقاومة الفلسطينية سببت صدمات واضطرابات للجنود العائدين من غزة، بسبب القتال العنيف والمستمر والشعور بخسارة زملائهم في المعارك .
وحسب تقارير عبرية، فإن”المستشفيات تحقن الجنود المصدومين نفسيا بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم”.

وحذر الجيش الإسرائيلي في صحيفة هآتس من أنه بدون اتخاذ تدابير فعالة لتوفير الدعم النفسي الفوري للجنود، فإن العديد منهم سيواجهون صعوبة في العودة إلى أداء وظائفهم.
ويقول الجيش ايضا “الهيئة الطبية لديه لم يتم تعزيزها بشكل كاف”.
صحيفة يديعوت أحرنوت ذكرت أن”وضع المستوطنين ليس أفضل حيث يعانون من توترات حادة وهروب من الواقع وهناك زيادة في استهلاك النيكوتين والكحول والمهدئات”.
من جهتها تحدثت نقابة الصيادلة في الكيان عن زيادة بنحو 15% في طلب أدوية القلق والمساعدة على النوم .

ما قصة النيران الصديقة ؟

جيش العدو قال بتاريخ 01-01-2024  أن” 29 من قتلى الجيش سقطوا بنيران “زملائهم” وحوادث ‫عملياتية منذ بدء العملية البرية في غزة”.‬‬
ويؤكد المسؤولون في الكيان ان النيران الصديقة “وضحاياها” من الإسرائيليين أمر لا مفرّ منه؛ ولكن هذا نتاج إرث مَرَضي هو يريد ان لا يعطي المقاومة الفلسطينية مكاسب على مستوى الميدان، وذروة هذه القضية كانت في قتل 3 أسرى صهاينة رغم انهم كتبوا  “انقذونا بالعبرية” وصرخوا بالعبرية أيضا ولكن اليد الرخوة والمرتجفة كان لها الكلمة الأخيرة في تصفيتهم .

دراسة لإدارة الصحة العقلية بالهيئة الطبية بالجيش الإسرائيلي نشرت في العام 2013 قالت إن”الجنود الإسرائيليين هو الأقل تعرضاً لإضطرابات ما بعد الصدمة حول العالم، لكن صحيفة هآرتس نشرت في 6 كانون الأول المنصرم دراسة كشفت ان 34% من الإسرائيليين المستطلعين ابلغوا عن اعراض تتفق مع اضطراب مع بعد الصدمة .

كوابيس غزة لا تفارق حتى العائدين

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر داخل الجيش أن”أحد الجنود العائدين من غزة استيقظ من كابوس ليلا وأصيب بنوبة فزع في عسقلان وبدأ يطلق النار على زملائه متسببا بإصابات بينهم، نتيجة كسر الزجاج وانتشار الشظايا.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن “الجيش قرر عدم التحقيق مع الجندي الذي أطلق النار في هذه المرحلة، وذلك نظرا لحالته الصحية، وسيتم إجراء التحقيق عندما يكون ذلك ممكنا وفقا للسلطات الطبية”.
وفي السياق صحيفة “هآرتس” العبرية قالت ان “عشرات الأطباء النفسيين الإسرائيليين غادروا إلى بريطانيا هروباً من عبء العمل المتزايد في ظل تزايد الإصابات بالمشاكل النفسية بين الجنود العائدين من قطاع غزة”.

المصدر: موقع المنار