دراسة تحذر من “مشروبات غازية” تؤثر سلبا في الذاكرة والتعلم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

دراسة تحذر من “مشروبات غازية” تؤثر سلبا في الذاكرة والتعلم

أثارت دراسة علمية حديثة مخاوف بشأن مكون شائع موجود في نوع محدد من المشروبات الغازية، على دماغ الإنسان.‏
وتزعم أن مادة “الأسبارتام” الموجودة في مشروب الكولا الغازي الخاص بالحمية الغذائية، له تأثير محتمل على الذاكرة وقدرات التعلم.
وفحصت الدراسة، التي أجرتها كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا، ونشرت في مجلة “Scientific Reports”، آثار “الأسبارتام” على ذكور الفئران، وعلى مدار 16 أسبوع هي مدة الدراسة، تمت ملاحظة 3 مجموعات من الفئران.
واستهلكت إحدى مجموعات الفئران كمية من مكون “الأسبارتام” تعادل حوالي لتر من المشروبات الغازية، وهو ما يمثل 15% من الحد الأقصى الموصى به يوميا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
بينما استهلكت المجموعة الثانية 7% من الحد الأقصى الموصى به، أي ما يعادل نصف لتر تقريبا من المشروبات الغازية يوميا، فيما تناولت المجموعة الثالثة من الفئران الماء فقط.

بعد ذلك، تم اختبار مجموعات الفئران الثلاثة في متاهات على فترات كل 4 أسابيع، وكانت النتائج مذهلة، إذ اكتشف العلماء أولئك الذين استهلكوا “الأسبارتام”، حتى عند المستويات التي تعتبرها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية آمنة، أظهروا عجزا في التعلم المكاني والذاكرة، مقارنة بالمجموعة الضابطة التي شربت الماء فقط.
ولاحظ العلماء أن الفئران التي تناولت المكون (الأسبارتام)، استغرقوا وقتا أطول بكثير للتنقل في المتاهة، وكثيرا ما كانوا يحتاجون إلى مساعدة إضافية.

وأشار المؤلف المشارك في الدراسة، براديب بهيد، وهو خبير في علم الأعصاب التنموي، إلى أن “هذه التأثيرات لوحظت في نسل الفئران الذكور، ولكن ليس في الأجيال اللاحقة، وهو ما يثير تساؤلات حول التغيرات اللاجينية المحتملة في الحيوانات المنوية، ودورها في نقل التأثيرات المعرفية”.
ودعا بهيد في هذا الصدد إلى منظور متعدد الأجيال حول تأثيرات مكون “الأسبارتام”، وحث إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على إلقاء نظرة فاحصة في ضوء نتائج الدراسة.

من ناحيتها، علقت الدكتورة كيلي جونسون أربور، طبيبة علم السموم الطبية، على نتائج الدراسة العلمية الجديدة، مشيرة إلى أنه حتى الاستهلاك المنخفض لـ”الأسبارتام” قد يساهم في مشاكل الذاكرة والتعلم التي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال، لكنها رغم ذلك، فقد أكدت على الحاجة إلى مزيد من البحث لإقامة علاقة محددة بين هذا المكون والمهارات المعرفية.
يشار إلى أنه في شهر يونيو/ حزيران 2023، صنفت منظمة الصحة العالمية مكون “الأسبارتام” على أنه “من المحتمل أن يكون مسرطنا للإنسان”، لكنها لم تتناول التأثيرات المعرفية المحتملة المذكورة في هذه الدراسة.
على الرغم من نتائج الدراسة الجديدة وتصنيف منظمة الصحة العالمية، يؤكد خبراء صناعة المشروبات الغازية، بما في ذلك مجلس مراقبة السعرات الحرارية، أنه لا يوجد دليل يربط هذا المكون بالإعاقات الإدراكية لدى البشر.

المصدر: سبوتنيك

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك