مواكبة | النزاع في “ناغورني قره باغ”… أذربيجان تعلن انتصارها – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مواكبة | النزاع في “ناغورني قره باغ”… أذربيجان تعلن انتصارها

وصل وفد من السكان الأرمن في إقليم قره باغ إلى مدينة يفلاخ الأذربيجانية لبدء المحادثات
وصل وفد من السكان الأرمن في إقليم قره باغ إلى مدينة يفلاخ الأذربيجانية لبدء المحادثات

بوضوح وثقة أعلنت أذربيجان انتصارها في جولة القتال الأخيرة في اقليم ناغورني قره باغ. هذا الإعلان الذي جاء على لسان الرئيس إلهام علييف، عكسته بوضوح نتائج الجولة التي على أساسها تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار في الاقليم، والذي للمفارقة بدأ واستمر أربعاً وعشرين ساعة بطرف واحد وهو باكو، في وقت ظهرت يريفان في خانة المنكفئ عسكرياً إذ لم تبادر إلى الرد أو الانخراط فعلياً، مكتفية بإدانة “العدوان”، وذلك لأسباب عدة أحدها ربما التفوق العسكري الواضح لأذربيجان التي أعلنت منذ اللحظات الأولى للجولة مساندة تركيا لها للوصول إلى الهدف المعلن “مكافحة الارهاب من خلال نزع سلاح القوات الأرمنية وانسحابها “. هذا ما حدث فعلاً: توصل الطرفان في 20 أيلول/سبتمبر إلى اتفاق يقضي بحل جيش جمهورية قره باغ ونزع سلاحه وانسحاب الوحدات المتبقية من القوات المسلحة الأرمنية من منطقة انتشار قوات حفظ السلام الروسية.

المفارقة الثانية في ما حدث في الأيام الأخيرة في تلك المنطقة، الشديدة التعقيد لجهة تداخل التبعيات والتدخلات والمصالح لأكثر من دولة على المستوى الدولي والاقليمي والتي كان لها تأثير كبير في رسم محددات الصراع الذي هو بالأساس محلي (عدواة قديمة بين الأرمن والآذاريين)، هي مستجدات طرأت على مستوى التبعية الأرمينية القديمة لروسيا، إذ سبق أن أبدت الأولى انزعاجها من عدم تلقيها الدعم الكافي منها خلال الحرب الأخيرة عام 2020، التي انتهت بوساطة روسية، ومالت فيها الكفة لصالح الخصم الآذاري. يمكن اختصار هذه المستجدات بما برز مؤخراً من “تحول سياسي يقوده باشينيان باتجاه الولايات المتحدة الأميركية عكسته تدريبات “إيغل بارتنر 2023” الأمريكية – الأرمنية المشتركة، والذي دفع العديد من الخبراء فور اعلان باكو عن عملية عسكرية إلى الحديث عن “احتمال أن تطيح جماعة موالية لروسيا برئيس الوزراء نيكول باشينيان من خلال انقلاب عسكري”.

تحدث العديد من الخبراء عن احتمال أن تطيح جماعة موالية لروسيا برئيس الوزراء نيكول باشينيان من خلال انقلاب عسكري
تحدث العديد من الخبراء عن احتمال أن تطيح جماعة موالية لروسيا برئيس الوزراء نيكول باشينيان من خلال انقلاب عسكري

الأمر الذي لا يمكن فصله عن ما أعلنته الدفاع الروسية، بعد ساعات على وقف اطلاق النار في قره باغ، عن ” مقتل عدد من الجنود الروس العاملين في قوات حفظ السلام في الاقليم، بنيران أسلحة خفيفة تعرضوا لها وهم في سيارتهم أثناء عودتهم من نقطة مراقبة تابعة لقوات حفظ السلام الروسية في قرية جانياتاغ”، إضافة إلى ما تلاه من مظاهرات في شوارع يريفان المركزية رفعت شعار “نيكول خائن!”، والاعلان أن “الاحتجاجات ستستمر على مدار الساعة، وسيتم تنظيم مظاهرة جديدة بالقرب من مبنى الحكومة ليلاً”.

محادثات… وترحيب روسي باتفاق وقف اطلاق النار

وفي التفاصيل، فقد وصل وفد من السكان الأرمن في إقليم قره باغ إلى مدينة يفلاخ الأذربيجانية للقاء ممثلي سلطات أذربيجان.

يأتي ذلك عقب بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان الوضع في قره باغ، وآفاق تسوية النزاع بين الأرمن وأذربيجان في المنطقة.

وجاء في بيان للكرملين أن بوتين “أشار بارتياح إلى أنه تسنى تجاوز المرحلة الحادة من النزاع، ورحب بالاتفاق حول وقف العمليات القتالية، وإجراء مفاوضات بين ممثلي باكو وستيباناكرت، والذي تم التوصل إليه بوساطة روسية”.

وأشار البيان إلى أن “المفاوضات ستجري بوساطة قيادة قوات حفظ السلام الروسية”.

وأضاف البيان أنه “على الرغم من الظروف الصعبة تواصل قوات حفظ السلام أداء مهامها بشكل دقيق، وتقدم كافة المساعدات للسكان المدنيين واللاجئين، بما في ذلك من خلال جهود الأطباء العسكريين”.

كما لفت الكرملين إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الأرمني.

انتصرنا

وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إنّ بلادنا استعادت “السيادة” في إقليم ناغورني كاراباخ، مشيرًا إلى أنّ القوات الأرمينية بدأت التزامها باتفاق وقف اطلاق النار.

وفي خطاب له أشار علييف إلى أنّ “أذربيجان ترغب الآن في دمج سكان كاراباخ وتحويل المنطقة إلى فردوس”، موضحًا أنّ بلاده “ليس لديها أي شيء ضد شعب كاراباخ الأرمني، قائلًا “إنهم مواطنينا لكن نحن فقط ضد قياداته”، على حد تعبيره.

وعرض الرئيس الأذربيجاني على سكان منطقة كاراباخ المنحدرين من أصل أرمني وعلى أرمينيا المجاورة أيضاً “آفاق التعاون والمصالحة والتنمية المشتركة بعد سيطرة قواته على أجزاء من الإقليم”.

وأضاف علييف أن أذربيجان “تقدّر حقيقة أنّ أرمينيا، التي تعتمد منطقة كاراباخ على دعمها منذ ثلاثة عقود، لم تسعَ إلى التدخل في عملية باكو العسكرية، لكنها ظلت “مراقبة”، مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر هو ما “حسن آفاق لمحادثات سلام”، حسب تعبيره.

وناقش رئيسا أذربيجان وتركيا إلهام علييف ورجب طيب أردوغان عبر الهاتف استكمال “إجراءات مكافحة الإرهاب” في قره باغ.

وأفادت الخدمة الصحفية للرئيس الأذربيجاني، أن المحادثة جاءت بمبادرة من الجانب التركي.

وكما ذكر فقد أكد الرئيسان أن “أذربيجان وتركيا قريبتان دائماً من بعضهما البعض، فيما تبادل الرئيسان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الاتصالات المستقبلية وآفاق التحالفات الاستراتيجية”.

وكانت أذربيجان قد أعلنت في 19 أيلول/سبتمبر بدء ما أسمته “إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب” في قره باغ، حيث حددت لتلك “الإجراءات” هدف نزع سلاح القوات الأرمنية وانسحابها (في الوقت الذي أكدت فيه أرمينيا عدم وجود أي أفراد عسكريين أراضي جمهورية قره باغ)، واستعادة “الأراضي المحررة من الاحتلال”، و”استعادة الهيكل الدستوري لأذربيجان”.

وقد قتل نتيجة النزاع الأخير أكثر من 30 شخصا، منهم 7 مدنيين، وأصيب أكثر من 200 شخص، منهم 35 مدنيا، فيما أبلغت باكو عن وفاة شخص واحد من جانبها.

المصدر: موقع المنار