خاص | مشهد تشاؤمي على أبواب سلسلة الأعياد الصهيونية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خاص | مشهد تشاؤمي على أبواب سلسلة الأعياد الصهيونية

صورة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت عكست خيبة أمل وغضباً من صور الصواريخ
صورة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت عكست خيبة أمل وغضباً من صور الصواريخ
علي علاء الدين

على أبواب سلسلة أعياد شهر “تشري” العبري، وفي مقدّمها عيد رأس السنة العبرية، رسمت المؤسّسة الأمنية والعسكرية الصهيونية مشهداً تشاؤمياً للواقع الأمني عموماً، والساحة الفلسطينية خصوصاً، حيث أصدرت المؤسّسة تقديرات ومعطيات أمنية تشير إلى أنّ الأعداء متحفّزون ويحرّضون على تنفيذ هجمات إضافية ضدّ المستوطنون في الضفّة الغربيّة، وأماكن أُخرى في “الكيان المؤقت”.
وبدا أنّ التقاطع الزمني بين صدور “المعطيات المقلقة” وعودة الزخم التدريجي إلى الشارع على خلفية الخطة القضائية، دفع إلى صدور تحذيرات وتهديدات من أرفع المستويات الأمنية والعسكرية، وفيما “نصح” وزير الأمن، يؤآف غالانت، الأعداء القريبين والبعيدين، “بعدم اختبار إسرائيل”، شدّد رئيس الموساد، دافيد برنياع، على أهميّة حماية المِنعة الداخلية في مواجهة التهديدات الوجودية لـلكيان”.

عبوات الضفة

 

تقديرات امنية
قبل أسبوع واحد من بداية السنة العبرية الجديدة، صدرت عن المؤسّسة الأمنية والعسكرية، تقديرات ترسم مشهداً أمنياً معقداً، الأمر الذي تُرجم بتعزيز الاستنفار الأمني، وحراك سياسي- أمني أُلحق بتصريحات وتهديدات في أكثر من اتجاه، صدرت عن وزير الأمن يؤآف غالانت.
وفي مؤشّر على قلق الأوساط السياسية والأمنية-العسكرية من تضافر تهديدات وتحدّيات خارجية وداخلية، لاسيّما في الساحة الفلسطينية، كشفت المؤسّسة الأمنية والعسكرية مُعطيات تفيد بأنّه فقط منذ بداية عام 2023 وقع نحو 200 هجوم فلسطيني مهم، توزّعت بين إطلاق نار وطعن ودهس، أي أكثر ممّا كان في كلّ سنة 2022 (نحو 180 هجوم)، هذا عدا عن الحديث عن أرقام ذروة في الانذارات والاحباطات التي يتحدّث عنها الشاباك والجيش الصهيوني، أكثر من 500 إحباط في الأشهر التسعة الماضية (مقارنة بـ 472 إحباطاً في كلّ سنة 2022). وعلاوة على ذلك، فإنّ عدد المصابين الصهاينة في هجمات فلسطينية قد كُسر هذا العام. هذه المعطيات استدعت تحذيرات وتخوّفات من أن دخول الكيان” إلى فترة الأعياد من موقع “دوني” أمنياً، قد يفتح شهيّة الجهات والأفراد المعادية إلى تكثيف أنشطتهم واستلهام المزيد من العمليات المهمّة، التي بدورها قد تفتح نافذةً لتصعيد أمني في ساحات أُخرى.

يوآف غالانت وهيرتسي هاليفي

واستباقاً لدخول السنة العبرية الجديدة، أجرى وزير الأمن، أمس، جلسة تقدير وضع خاصّة حول استعدادات المؤسّسة الأمنية والعسكرية حيال الأعياد. ونبّه غالانت من أنّ “الكيان الصهيوني يمر بفترة أمنية معقّدة في جميع القطاعات، وخاصّةً في الضفّة الغربيّة وغلاف القدس”. وبعث غالانت برسائل تهديد في أكثر من اتجاه، قائلاً: “أنصح جميع العناصر الإرهابية – في الضفّة الغربيّة وغزّة ولبنان أو أيّ مكان آخر.. لا تجرّبونا”.
وحسب القناة 13، فإن الجهات الأمنية قالت خلال جلسة تقدير الوضع لدى وزير الأمن، إن كل يوم يمر نتلقى إنذارات إضافية عن هجمات. وعرضت الجهات الأمنية سيناريو يُذكّر إلى حد كبير بما حصل في عيد الفصح الماضي، وهذا يعني سيناريو متعدد الساحات، من خلال إطلاق صواريخ من لبنان، وغزة، وهجمات في الداخل الإسرائيلي، وبالطبع هجمات في الضفة الغربية. ولفتت القناة إلى أن الشعور قبل أسبوع من رأس السنة (العبرية)، أن “الأعياد هذه السنة ستكون متوترة”.

تظاهرات في تل ابيب

 

تحديات وجودية
تزامن تعزيز الاستنفار السياسي والأمني في “الكيان الصهيوني” على أبواب أعياد “تشري” العبرية، مع عودة الزخم التدريجي إلى الحراك الداخلي، وتحريك الشارع المعارض والمؤيّد للخطة القضائية، الأمر الذي رأى فيه مسؤولون وإعلاميون حافزاً للجهات المعادية لتكثيف عملياتها ضدّ “الكيان”.
هذا المعنى وجد تعبيره- برأي مُعلّقين- في تصريحات رئيس الموساد، دافيد برنياع، أمس في حفل بمناسبة الذكرى (السنوية) الخمسين لحرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)، حيث قال: “يجب أن لا ننسى أنّ هناك دولاً ومنظّمات من حولنا تزداد قوّة لتهديد سلامنا هنا”. وأضاف: “يجب أن لا نقلّل من أهميّة الوحدة من أجل البقاء.. قوّتنا في وحدتنا الداخلية”.
وبحسب مُعلّقين فإنّ رئيس الموساد قام بربط مثير للاهتمام بين عشيّة حرب يوم الغفران وبين الواقع اليوم، عندما تحدّث عن أهميّة الوحدة، والمِنعة الاجتماعية”.
مضمون كلام رئيس الموساد تقاطع مع التوجّه السياسي والأمني والإعلامي بأنّ موجة العمليات الفلسطينية الأخيرة ليست أمراً عرضياً، وإنّما استراتيجية تقودها دول وجهات معادية لـلكيان على رأسها إيران، لاسيّما في ظلّ الانقسام الداخلي حول الخطة القضائية.
تجدر الإشارة إلى أنّ الحلبة الداخلية ستكون، مطلع الأسبوع المقبل، مع محطة مهمّة حيث من المفترض أن تناقش محكمة العدل العليا التماسات ضدّ قانون “حجّة المعقولية” الذي أقرّته الكنيست في دورتها الصيفية (السابقة)، الأمر الذي استُبق بتظاهرة يمينية مؤيّدة للخطة القضائية وتهديدات مبطّنة للمحكمة العليا صدرت عن سياسيين محسوبين على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

المصدر: موقع المنار

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك