لودريان في لبنان.. هل من جديد؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

لودريان في لبنان.. هل من جديد؟

لودريان
ذوالفقار ضاهر

وصل الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان الى بيروت في جولة جديدة يلتقي خلالها عددا من الاطراف السياسية المعنية بانتخاب رئيس الجمهورية، من دون ظهور إشارات ان الرجل قادر على إحداث تغييرات جوهرية في الركود الضارب بالأزمة الرئاسية.

وقد سبق وصول لودريان تمهيد من بيان منسوب للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية تحدثت فيه ان “مهمة لودريان هي جزء من المساعي الحميدة لإيجاد حل توافقي لانتخاب رئيس الجمهورية”، من دون الحديث انه يحمل اي مبادرة او خطة للعمل وهو سبق ان زار لبنان، واكتفى وقتها بالاستماع الى مختلف الافرقاء.

بري لودريانوبُعيد وصوله الى لبنان الثلاثاء، زار لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصف اللقاء بأنه “جيد”، وتعمق اكثر بـ”الايجابية”، حيث تحدث الرئيس بري عن اللقاء قائلا “يمكننا القول إن كوة بجدار الملف الرئاسي قد فُتحت”، ما يفتح الباب امام التساؤلات حول ما دار فعلا في اللقاء وعن الخروقات التي سيحققها لودريان عبر زيارته، وهل الأخير قادر على إقناع أي فريق لبناني بالتراجع عن موقفه؟ وهل هو قادر على إقناع البعض بالذهاب الى الحوار الجدي بدون شروط مسبقة؟ خاصة ان بعض الافرقاء أصروا على رفض الحوار الذي طالما دعا إليه الرئيس بري.

والحقيقة ان لودريان ما عاد يتحرك وفقا لمبادرة فرنسية بحتة محددة المعالم او بناء لافكار شخصية قادر على تسويقها وإقناع الآخرين بها، وإنما لا شك يتحرك ضمن “السقف” او العناوين الموضوعة من قبل “اللجنة الخماسية” التي تضم الى جانب فرنسا كلا من الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر وقطر، وهذه اللجنة أصدرت قبل أيام من وصول لودريان الى لبنان بيانا دعت فيه لانتخاب الرئيس، وتحدث عن مواصفاته كأن “يجسّد النزاهة ويوحّد الأمّة ويضع مصالح البلاد في المقام الأوّل ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه، ويشكّل ائتلافاً واسعاً وشاملاً لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية، ولا سيما تلك التي يوصي بها صندوق النقد الدولي”، بحسب البيان.

بينما هددت اللجنة “.. باتخاذ إجراءات ضدّ أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدم في موضوع انتخاب رئيس جديد للبلاد..”، والواقع ان هذه اللجنة ايضا لم تقدم اي مبادرة تذكر باتجاه لبنان وأزمته الرئاسية، وبالتالي من غير المعروف إلى أين ستسير الامور في ظل عدم القدرة الخارجية او عدم وجود هذه الرغبة بالدفع إيجابا نحو إنجاز الاستحقاق الرئاسي؟ فهل الهدف إيجاد الحلول أم إضاعة الوقت عبر المناورات لترك الفراغ على حاله؟

لودريانوفي السياق، تحدثت مصادر صحفية ان “لودريان يسعى إلى تجزئة الحوار عبر لعب دور الوسيط بين الأطراف بنقل المواقف والمقترحات، وإدارة التفاوض غير المباشر بينها، طالما أن الدعوة لطاولة حوار جامعة يواجه برفض بعض الأطراف، وخصوصاً الفريق الذي تقوده القوات اللبنانية، ويضمّ مؤيدي ترشيح النائب ميشال معوض قبل نجاح المسعى القطري بتشكيل التقاطع الداعم لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور”. وتابعت ان “الثنائية التي مثلها الطرح الفرنسي بجمع ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية مع اقتراح تسمية السفير نواف سلام كرئيس للحكومة، قابلة للتطور لتصبح أكثر من ثنائية متشابهة، في سلال تضمّ مرشحين لرئاسة الجمهورية يمثلون فريقا ومقابلهم مرشحون لرئاسة الحكومة يمثلون الفريق المقابل، واستكشاف إمكانية الذهاب بهذه السلال الى التنافس الانتخابي دون تعطيل النصاب”.

يبقى ان نشير الى ان الوقت الذي يضيعه بعض الداخل اللبناني في لقاءات مع الزوار الأجانب، يمكن الاستفادة منه للجلوس سويا على الطاولة للتباحث والتحاور والتعاون فيما بيننا لحل مشاكلنا بأنفسنا وعدم تسليف الخارج فرصا ونقاطا بأنه ساهم اكثر منا بالبحث عن حلول لأزماتنا، فالمجدي للبنان هو التعاون بين أبنائه وعدم الرهان على الخارج الذي لا يبحث سوى عن مصالحه فقط ما يحتم على اللبنانيين البحث عن مصلحة وطنهم قبل أي شي آخر.

ومن المفيد هنا الاشارة لما قاله الرئيس بري في لقاء صحافي الثلاثاء 25-7-2023 بانه “لا حل إلا بالحوار، أدعو للحوار يومياً، المطلوب فقط رئيس جمهورية، أدخلنا كل الدول الخارجية في أزمتنا، من يريد ومن لا يريد مصلحتنا، وفي النهاية الحل الوحيد هو الحوار.. الفراغ دخل شهرَهُ التاسع، ولم يولد رئيس الجمهورية بعد، لو أجرينا حواراً لمدة عشرة إلى خمسةَ عشر يوماً لكنا وفرنا الوقت”.

المصدر: موقع المنار