ملف معلومات | الذكاء الاصطناعي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ملف معلومات | الذكاء الاصطناعي

الذكاء-الاصطناعي-خطر-على-البشرية

لقد طالت تأثيرات الذكاء الاصطناعي وتطوراته جميع جوانب الحياة البشرية عبر تطبيقاته الذكية التي كانت صاحبة أثر إيجابي في الارتقاء بالمجتمعات وتطويرها..

فالذكاء الاصطناعي أنتج الآلات التي تعمل بتحكم الجهاز الحاسوبي الذي يحاكي في خوارزمياته المنطق والتفكير البشري الذي يقوم به الدماغ، وتجاوزت التطورات في الذكاء الاصطناعي التوقعات، فتم إنشاء آلات تحاكي الإنسان في شكله، قادرة على استقبال البيانات وتحليلها وإيجاد العلاقات بينها، فتتمكن بذلك من اتخاذ قرارات سليمة وإظهار ردود أفعال مناسبة للمواقف التي يتم تعريضها لها، ومن ثم تنفيذ المهمة التي صُممت من أجلها وكُلِّفت بها..

ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence AI) هو فرع واسع النطاق من علوم الكومبيوتر، يهتم ببناء آلات ذكية قادرة على أداء العديد من المهام التي تتطلَّب في العادة ذكاءً بشرياً.

هو محاكاة عمليات الذكاء البشري بواسطة الآلات والأنظمة، وخاصةً أنظمة الكومبيوتر، إذ تشمل التطبيقات المحددة للذكاء الاصطناعي الأنظمة الخاصة بمعالجة اللغات والتعرُّف إلى الوجوه والبصمات وغيرها.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟
بعد مضي أقل من عقدٍ على تحطيم نظام وآلات التشفير النازية إنيجما، ومساعدة قوات التحالف على الانتصار في الحرب العالمية الثانية، سأل عالم الرياضيات آلان تورينغ سؤالاً بسيطاً غيَّر فيما بعد التاريخ وهو: “هل تستطيع الآلات التفكير؟”.

في عام 1950، حددت ورقة العالم تورينغ البحثية واختباره اللاحق في الحوسبة الآلية والذكاء، الأسس والأهداف والرؤية المستقبلية لفكرة الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي في جوهره هو فرع من العلوم الحاسوبية، ويهدف إلى الإجابة عن سؤال تورينغ السابق بـ “نعم”، إذ إنَّه محاولة لمحاكاة الذكاء البشري في الآلات.

هل يمكن للآلات أن تفكر؟
تعريف الذكاء الاصطناعي على أنَّه مجرد بناء آلات ذكية هو تعريف ظالم، وذلك لأنَّه لا يفسر في الواقع المعنى الرئيس لماهيَّة الذكاء الاصطناعي، وما يجعل الآلات ذكية.

الذكاء الاصطناعي هو علم متعدد الاختصاصات وله مناهج متعددة، ومن هذه المناهج أربعة هي:
1.    تفكير الذكاء الاصطناعي بطريقة إنسانية.
2.    تفكير الذكاء الاصطناعي بعقلانية.
3.    تصرف الذكاء الاصطناعي بطريقة إنسانية.
4.    تصرف الذكاء الاصطناعي بعقلانية.

تتعلق أول فكرتين بعمليات التفكير والاستدلال، بينما تتعامل آخر فكرتين مع السلوك.

يعرِّف باتريك وينستون أستاذ الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسوب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي على أنَّه: “خوارزميات ممكنة بواسطة قيود ومكشوفة من خلال التمثيلات البيانية التي تدعم النماذج المُستهدفة في الحلقات التي تربط التفكير والإدراك والعمل معاً”.

في حين أنَّ التعريفات السابقة قد تبدو معقدة ومجردة بالنسبة إلى الشخص العادي، إلَّا أنَّها تساعد على تركيز المجال، كمجال الحاسوب وتُوفِّر مخططاً لتحسين وتطوير الآلات وغرس أنظمة الذكاء الاصطناعي داخلها.

أنواع الذكاء الاصطناعي
توجد أربعة أنواع متعارف عليها للذكاء الاصطناعي وهي:

الآلات التفاعلية
تُعَدُّ الآلات التفاعلية صاحبة أبسط مبادئ تطبيق الذكاء الاصطناعي، وهي كما يوحي اسمها قادرة على استخدام ذكائها لإدراك ما أمامها والتفاعل معه. ولا يمكن للآلة التفاعلية تخزين الذاكرة، لذلك لا تحفظ ولا يمكن الاعتماد على تجاربها السابقة في إبلاغ المطورين واتخاذ القرارات بمفردها في الوقت الحالي.

أحد الأمثلة الشهيرة للآلة التفاعلية هو حاسوب “ديب بلو” الذي صممته IBM في تسعينيات القرن الماضي، بوصفه جهاز حاسوب عملاق يلعب الشطرنج، وقد هزمَ هذا الجهاز لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف في إحدى الألعاب.

الذكاء الاصطناعي ذو الذاكرة المحدودة
يمتلك الذكاء الاصطناعي صاحب الذاكرة المحدودة القدرة على تخزين البيانات والتنبؤات السابقة، وذلك عند جمع المعلومات وموازنة القرارات المحتملة، لذلك يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي صاحب الذاكرة المحدودة أكثر تعقيداً ويوفر إمكانات أكبر من الآلات التفاعلية.

ينشأ الذكاء الاصطناعي ذو الذاكرة المحدودة عن طريق:
1.    إنشاء بيانات التدريب.
2.    إنشاء نموذج التعلم الآلي.
3.    يجب أن يكون النموذج الآلي قادراً على إجراء التنبؤات والاحتمالات.
4.    يجب أن يكون النموذج الآلي قادراً على تلقِّي ردود الأفعال البشرية والبيئية والتجاوب لها.
5.    يجب تخزين هذه التعليمات كبيانات في الذاكرة.
6.    يجب تكرار هذه الخطوات بشكل دوري.

نظرية العقل
إنَّ نظرية العقل مجرد نظرية لم تصل بعد قدراتنا التكنولوجية والعلمية إلى تحقيقها والوصول إلى هذا المستوى من الذكاء الاصطناعي.

يعتمد المفهوم السابق على الافتراض النفسي في فهم أنَّ الكائنات الحية الأخرى لديها أفكار وعواطف تؤثر في سلوك ذواتها، وفيما يتعلق بآلات الذكاء الاصطناعي، يعني هذا أنَّ الذكاء الاصطناعي يمكنه فهم كيف يشعر البشر والحيوان والآلات الأخرى ويفكر ويجمع المعلومات من خلال التفكير الذاتي، ثم يستخدم هذه المعلومات في عملية اتخاذ القرارات بنفسه.

يجب أن تكون الآلات قادرة على استيعاب مفهوم العقل ومعالجته، وتقلبات العواطف وسلاسل المفاهيم النفسية وتأثيرها في اتِّخاذ القرارات حتى تنشئ علاقة ثنائية الأقطاب بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

الوعي الذاتي
بعد أن تُطبَّق نظرية العقل في الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع في وقتٍ ما من المستقبل، فإنَّ الخطوة التالية ستكون بأن يصبح للذكاء الاصطناعي وعي وإدراك لذاته.

يُتوقَّع أن يمتلك الذكاء الاصطناعي في المستقبل وعياً يدعي مطوروه أنه قد يساوي في مستواه وعي الإنسان ويفهم وجوده ودوره في العالم، فضلاً عن تمييزه للآخرين وإدراك وجودهم وحالتهم العاطفية، وسيكون قادراً على فهم ما قد يحتاج إليه الآخرون ليس فقط بناءً على ما يطلبونه منه أو يقولونه له، وإنَّما حسب قراءة تعابيرهم وفهم عواطفهم وطريقة تحدثهم وما يجول في بالهم.

يعتمد الوعي الذاتي في الذكاء الاصطناعي على كلٍّ من:
1.    فهم الباحثين البشريين لفرضية الوعي.
2.    تعلُّم كيفية تكرار العمليات ونوع البيانات المطلوبة حتى يمكنهم بناء الوعي في الآلات.

كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي؟
في أثناء مخاطبة الجمهور في تجربة للذكاء الاصطناعي في اليابان، بدأ جيرمي آشين الرئيس التنفيذي لشركة داتا روبوت DataRobot حديثه بتقديم التعريف لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم، إذ قال: “الذكاء الاصطناعي هو نظام حاسوب قادر على أداء المهام التي تتطلب ذكاءً بشرياً عادةً، والعديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه مدعومة بالتعلُّم الآلي، وبعضها مدعوم بالتعلُّم العميق وبعضها الآخر مدعوم بأشياء مملة للغاية كالقواعد”.

يندرج الذكاء الاصطناعي عموماً تحت فئتين رئيستين:
1.    الذكاء الاصطناعي الضيق
يُشار إليه أحياناً باسم الذكاء الاصطناعي الضعيف، ويعمل هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في سياقٍ محدودٍ وهو محاكاة الذكاء البشري، وغالباً ما يركز في أداء مَهمة واحدة بشكل جيد للغاية، وعلى الرغم من أنَّ هذه الآلات قد تبدو ذكية للغاية، إلَّا أنَّها تعمل تحت قيود أبسط بكثير من أبسط ذكاء بشري.

2.    الذكاء الاصطناعي العام
يُشار إليه أحياناً باسم الذكاء الاصطناعي القوي، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي نراه في الأفلام، كالروبوتات في مسلسل West World وأفلامTerminator، أو كالبيانات من فيلم Star Trek: The Next Generation، فالذكاء الاصطناعي العام هو آلة تتمتع بذكاء عام يشبه ذكاء الإنسان ويمكنه تطبيق هذا الذكاء لحل أيَّة مشكلة أو معادلة.

الذكاء الاصطناعي والمجتمع
انتشرت في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي ميزة جديدة وهي ميزة تحويل الصور الشخصية إلى صور بورتريه وصور تشبه شخصيات الأنيميشن وصور مرسومة بالألوان الزيتية وأخرى مستوحاة من الأفاتار باستخدام الذكاء الاصطناعي.

والقاسم المشترك بين الصور الجديدة والأصلية هو الدقة في التعديل والشبه الكبير في الملامح بين الصور الأصلية وتلك المُعدَّلة، وإنَّه لأمر مثير للدهشة! فبدل أن يرسم فنان الصورة بألوانه الزيتية ويستغرق عمله وقتاً طويلاً أصبح الحصول على صورة بطريقة الألوان الزيتية ممكناً بلمسة زر، فماذا يخبئ لنا الذكاء الاصطناعي أيضاً؟

قبل الدخول في تأثيرات الذكاء الاصطناعي في العلاقات الإنسانية والعدالة الاجتماعية، لا بد من الإشارة مجدداً إلى أن مصطلح الذكاء الاصطناعي يُعد من أهم مفرزات الثورة التكنولوجية، والذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) هو انعكاس التطور في العقلية الرقمية، لتستطيع منح الآلة القدرة على محاكاة المهارات البشرية، وبكفاءة أعلى ومعدل أخطاء شبه معدوم.

بتعريف دقيق للذكاء الاصطناعي نقول، إنَّه العلم المتخصص في مجال هندسة الآلات الذكية على أساس البرامج والتطبيقات الحاسوبية، وهذا يكسبها الأهلية لمحاكاة التصرفات البشرية والتفكير البشري، والذكاء الاصطناعي أيضاً نسخة إلكترونية من الكائن البشري تتشابه معه من ناحية التفكير، وتعمل بالاعتماد على أنظمة برمجية حاسوبية معقدة جداً لتقوم بمهام تشبه استراتيجيات التحليل المنطقي للإنسان وتحاكي مهام العقل البشري.

لقد طالت تأثيرات الذكاء الاصطناعي وتطوراته جميع جوانب الحياة البشرية عبر تطبيقاته الذكية التي كانت صاحبة أثر إيجابي في الارتقاء بالمجتمعات وتطويرها، فالذكاء الاصطناعي أنتج الآلات التي تعمل بتحكم الجهاز الحاسوبي الذي يحاكي في خوارزمياته المنطق البشري والتفكير البشري الذي يقوم به الدماغ، وتجاوزت التطورات في الذكاء الاصطناعي التوقعات، فتم إنشاء آلات تحاكي الإنسان في شكله، قادرة على استقبال البيانات وتحليلها وإيجاد العلاقات بينها، فتتمكن بذلك من اتخاذ قرارات سليمة وإظهار ردود أفعال مناسبة للمواقف التي يتم تعريضها لها، ومن ثم تنفيذ المهمة التي صُممت من أجلها وكُلِّفت بها.

لم يعد من الضروري توظيف شخص لبيع المرطبات الباردة، فالآلة تستطيع فعل ذلك اليوم وتستجيب للزبون بشكل مثالي وتلبي طلباته بوقت قياسي، ولم تعد الشركات والبنوك بحاجة إلى توظيف شخص لمنح الزبائن الأوراق المالية، فالصرافات الآلية تفعل ذلك بكفاءة ممتازة.

إضافة إلى الكثير من المهام والخدمات التي تولى أداءها الذكاء الاصطناعي الأحدث، مجنِّباً الإنسان بذل الجهد والتعرض للخطر، كما في المجالات العسكرية، فلم يعد من الضروري المخاطرة بروح طيار مخضرم لقيادة طائرة تجسس فوق المناطق الخطرة، بل أصبح من الممكن تسيير طيارات يقودها الذكاء الاصطناعي، تستطلع الأجواء وتتجنب الرادارات بحرفيَّة عالية، كما أنَّ بصمات الذكاء الاصطناعي تجلت في قيامه بالمهام الطبية والتمريضية والاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة، عدا عن الخدمات الشخصية التي يقدمها للإنسان والتي تزيد من رفاهيته وتعزز سبل راحته كالسيارات ذاتية القيادة.

لقراءة الملف كاملاً، إضغط هنا

المصدر: يوفيد