تغطية | منظمة شنغهاي.. دعوة لإصلاح المؤسسات العالمية ومواجهة العقوبات.. وايران عضو رسمي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

تغطية | منظمة شنغهاي.. دعوة لإصلاح المؤسسات العالمية ومواجهة العقوبات.. وايران عضو رسمي

دعت المنظمة إلى إصلاح المؤسسات العالمية ومواجهة العقوبات أحادية الجانب
دعت المنظمة إلى إصلاح المؤسسات العالمية ومواجهة العقوبات أحادية الجانب

انطلق اليوم الثلاثاء في العاصمة الهندية نيودلهي اجتماع مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون(روسيا والهند وكازاخستان وقرغيزستان والصين وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان)، عبر تقنية الفيديو. وفي السياق، فمن المتوقع أن تصبح إيران عضواً رسمياً في هذا التحالف الاقليمي، بعد توقيع مذكرة التزامات في قمة العام الماضي.

هذا ومن المقرر أن يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في أول قمة متعددة الأطراف له منذ حدوث التمرد العسكري لمجموعة فاغنر الأسبوع الماضي. كما سيلقي الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي خطاباً اليوم خلال اجتماع المنظمة.

وكانت ايران في عام 2005 عضو مراقب في المنظمة، وتمت الموافقة على طلبها كعضو رسمي كامل فيها بعد 16 عاما، وذلك بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الى طاجيكستان ومشاركته في قمة دوشنبة عاصمة هذا البلد.

وقد وافقت الدول الـ 8 الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون على عضوية الجمهورية الاسلامية الايرانية لتصبح العضو الـ 9 بهذه المنظمة الاقليمية الهامة. وكذلك ستكون بيلاروس، مدعوة أيضاً كدولة مراقبة، ويمكن أن تسعى قريباً للحصول على العضوية الكاملة، بحسب متابعين.

الهند ترحب بانضمام ايران للمنظمة وتؤكد على دور الأخيرة في إصلاح المؤسسات العالمية

من جهته، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على “الدور المهم لمنظمة شنغهاي للتعاون في العالم”، قائلاً إن الأخيرة “يمكن أن تصبح عاملاً مهماً في إصلاح المؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة”.

وخلال اجتماع مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاى للتعاون، أشار رئيس الوزراء الهندي إلى أنه “يتعين على دول منظمة شنغهاي للتعاون اتخاذ تدابير حاسمة لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في مكافحة تمويل الأنشطة الإرهابية”.

وقال “الإرهاب يمكن أن يكون بأي شكل وفي أي مظهر. يجب أن نحاربه معا. هناك حاجة إلى إجراءات صارمة وحاسمة لمواجهة هذا التحدي”، كما أكد أنه “يتعين علينا (منظمة شنغهاي) تعزيز التعاون من أجل وقف تمويل الإرهاب”.

هذا ورحب رئيس الوزراء الهندي بانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون.

يُذكر أن هذه القمة تعتبر تتويجاً لأول رئاسة هندية للمنظمة التي تقام تحت شعار “SECURE SCO”. ويشار إلى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، كان قد طرح شعارSECURE SCO  في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2018 وهو يتضمن المفاهيم التالية: الأمن والاقتصاد والتجارة والترابط والوحدة، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية البيئة. ودخلت هذه المواضيع في جدول الأعمال الرئيسي للرئاسة الهندية.

الصين: المنظمة يجب أن تواجه العقوبات أحادية الجانب وتعزز المساواة في الوصول إلى التنمية

بدوره، الرئيس الصيني شي جين بينغ، صرّح أن منظمة شنغهاي للتعاون “يجب أن تواجه العقوبات أحادية الجانب وتعزز المساواة في الوصول إلى التنمية لجميع شعوب العالم”. وقال الرئيس الصيني، خلال الاجتماع الثالث والعشرين لمجلس رؤساء دول المنظمة “أرى أنه من المناسب زيادة حصة التسويات بالعملات الوطنية داخل المنظمة”. وأشار شي جين بينغ إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون “يجب أن تقاوم الثورات الملونة وتدخل القوى الخارجية في شؤون دول المنطقة. ويجب على دول المنظمة مقاومة العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب”.

كما دعا شي جين بينغ إلى مقاومة الهيمنة وسياسة القوة.

بوتين: الروس واجهوا محاولة التمرد بجبهة موحدة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن خلال اجتماع قادة المنظمة اليوم، أن الأخيرة “ملتزمة بقوة ببناء نظام عادل ومتعدد الأقطاب”. وأضاف بوتين “80% من التعاملات التجارية بين روسيا والصين تنفذ بالعملتين الروسية والصينية”، مشيراً إلى أن “تعاملاتنا بالروبل مع دول منظمة شنغهاي للتعاون تجاوزت 40%”.

بوتين لفت إلى أن “الزيادة العشوائية لديون الدول المتقدمة تزيد من مخاطر حدوث أزمة عالمية جديدة”، متابعاً أن “هناك حرب هجينة تدور ضد روسيا”.

وفي السياق، أكد الرئيس الروسي الذي استطاع منذ أسبوع تقريباً السيطرة على تمرد لمجموعة “فاغنر” العسكرية التي تشكل رأس حربة في معكرته ضد الغرب في أوكرانيا، أن شعبه “الآن أكثر تضامنا من أي وقت مضى”، مضيفاً أن بلاده “تقاوم بثبات وستواصل مقاومة الضغوط الخارجية والعقوبات”. وقال بوتين إن الروس “واجهوا محاولة التمرد بجبهة موحدة”.

من جهة ثانية، أعلن الرئيس الروسي تأييده لمسودة إعلان نيودلهي لمنظمة شنغهاي للتعاون.

رئيسي : بناء نظام دولي عادل يتطلب حذف عملة الدولار

الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي قال في كلمته ان”سبب وجود نظام الهيمنة الغربية هو سطوة عملة الدولار، ولذلك فان أية جهود لبناء نظام دولي عادل، يتطلب حذف عملة الدولار”.

وأكد السيد رئيسي ان”أهم امكانية متوفرة لدى الدول الاعضاء في هذه المنظمة من اجل الوحدة وبناء السلام هي القدرات الحضارية لهذه الدول، واضاف ” ان هذه القارة العريقة رفعت هامتها مجددا ويجب ان تعتمد على الاخلاق والمعنوية والعدالة والعقلانية واحترام الكرامة الانسانية، لبناء الحضارة من جديد، وان منظمة شنغهاي للتعاون والتي تمثل رمزا لهذه العائلة الحضارية الكبيرة اصبحت اليوم مؤهلة لبناء أفق جديد من التضامن الاقليمي والتعاون الذي يبني الأمن”.

واشار  ايضا الى”انضمام ايران الرسمي لمنظمة شنغهاي للتعاون لتصبح تاسع عضو فيها”، مؤكدا ان”منظمة شانغهاي هي منظمة تشهد نموا ملحوظا ولها خصائص وقدرات ملحوظة ومكانة مميزة في رفع مستوى تطوير التعاون السياسي والامن والاقتصادي ، وان لانضمام ايران لهذه المنظمة مزايا هامة”.

وفيما يتعلق بموضوع الأمن قال السيد رئيسي ان:” تجربة الأمم والشعوب خلال العقدين الماضيين قد أثبتت بصورة اكبر من السابق بأن الأمن هو ذاتي المنشأ وانجاز جماعي، وان السلام والاستقرار المستدام سيتوفران حينما تقوم شعوب المنطقة بتهيئة ظروف التعاون بالاعتماد على القيم المشتركة النابعة من ثقافتها وحضارتها ، وان امن المنطقة يبدأ من مطالبة الشعوب ويقوى بارادة الحكومات ويستتب بعيدا عن تدخلات قوى الهيمنة”.

واضاف:” ان ايران وانطلاقا من هذه الرؤية قد جعلت سياسة الجوار وتظافر الجهود، أساسا لسياستها الخارجية وتعتبرها مسارا مناسبا لتحقيق السلام والاستقرار الاقليميين، ان تجارب ايران خلال عقدين من المكافحة الناجحة للارهاب والتطرف قد اثبتت التزام ايران بضمان الأمن ومحاربة الهيمنة في المنطقة ، وهي مستعدة لاشراك الاعضاء الآخرين في منظمة شنغهاي في تجاربها وامكانياتها، لنمضي نحو منطقة خالية من الارهاب والتطرف والنزعات الانفصالية”.

كازاخستان: لرفع دور المنظمة على الساحة الدولية… وتعزيز التعاون في مجال الطاقة أولوية

وأعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف أن بلاده ستقوم خلال رئاستها لمنظمة شنغهاي للتعاون بتعزيز دور المنظمة على الساحة الدولية. وقال توكايف في جلسة مجلس رؤساء دول المنظمة إن “ضمان الأمن والاستقرار في أراضي دول منظمة شنغهاي للتعاون سيكون أيضا واحدا من أولويات بلاده”.

كما اقترح توكايف تنسيق استراتيجية المنظمة في مجال الطاقة قبل قمتها المقرر إجراؤها في عام 2024 وإنشاء صندوق استثمار في إطارها.

وفي حديثه حول أولويات رئاسة كازاخستان في منظمة شنغهاي للتعاون في عامي 2023-2024، أردف توكايف “تعزيز التعاون في مجال الطاقة”، موضحاً أنه “نحن بحاجة إلى تنسيق العمل لضمان توازن الطاقة والإجراءات المنسقة الهادفة إلى تنفيذ انتقال في مجال الطاقة وجعل الاقتصاد خالية من الكربون”.

هذا ودعا توكايف رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة للمشاركة في قمتها التي ستعقد في أستانا العام المقبل. واقترح تبني استراتيجية جديدة لتطوير منظمة شنغهاي للتعاون.

يُذكر أن “منظمة شنغهاي للتعاون”، هي مجموعة أمنية أسستها روسيا والصين لمواجهة التحالفات الغربية من شرق آسيا إلى المحيط الهندي.

وتُعتبر هذه المنظمة، منظمة اقليمية كبرى أُنشأت في عام 2001 بهدف إطلاق تعاون متعدد الأوجه، أمني واقتصادي وثقافي، بمبادرة من قادة الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان واوزبكستان.

وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2001 من قبل الصين وروسيا والعديد من الدول السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى لمكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود، ونمت المنظمة في السنوات الأخيرة، وسط جهود من قبل شي وبوتين لمواجهة النفوذ الغربي.

 

المصدر: موقع المنار